جذب الإنجاز المالي لـ«تويتر» أنظار العالم إليه، خصوصاً أنّه حطّم المخاوف من تكرار تجربة «فايسبوك» الخاسرة مع البورصة في أول أيّامها
دخل «تويتر» البورصة في 7 تشرين الثاني الحالي، وسط ترقب وسائل الإعلام، وانشغال رجال الأعمال والمستثمرين بسعر الأسهم. موقع التدوينات القصيرة فاجأ الجميع، من خلال تحقيق إنجاز كبير، بعد ساعات على طرح أسهمه في بورصة نيويورك للأوراق الماليّة.
دجى داود/ جريدة السفير
ارتفع سهم الشركة 92 في المئة خلال اليوم الأوّل على تداوله. وتهافت المستثمرون على شراء أسهم الموقع المغرّد، ما رفع القيمة السوقية للشركة إلى 25 مليار دولار، بحسب وكالة «رويترز». وفي حين كان سعر الطرح الأوّلي 26 دولاراً للسهم الواحد، بلغ سعر السهم عند الافتتاح 45.10 دولاراً، ليصل لاحقاً إلى 50 دولاراً، ثمّ ينخفض إلى 41 دولاراً.
جذب الإنجاز المالي لـ«تويتر» أنظار العالم إليه، خصوصاً أنّه حطّم المخاوف من تكرار تجربة «فايسبوك» الخاسرة مع البورصة في أول أيّامها. ومع انطلاق التداولات بأسهمه في البورصة، غرّد الحساب الرسمي لـ«تويتر» وسم «رينغ»، إيذاناً بانطلاق جرس بدء العمل في بورصة نيويورك. من جهته، نشر أحد مؤسسي تويتر جاك دورسي شريط فيديو عبر حسابه على الموقع، من داخل صالة البورصة عند بدء التداول، وتمّت إعادة تغريد ذلك الفيديو أكثر من 1400 مرّة.
أبرز المنضمّين إلى «عرس» «تويتر» كان الأمير السعودي الوليد بن طلال، الذي يملك أسهماً في الموقع، منذ العام 2011. وأعلن بن طلال في تغريدة في السابع من الشهر الحالي: «أتممت أنا وشركة المملكة رفع ملكيتنا في اكتتاب «تويتر»، وأقفل سهمها بأوّل تداول بارتفاع أكثر من 200 في المئة من تاريخ استثمارنا». وكانت الشركة اشترت نسبة 3 في المئة من شركة «تويتر» قبل عامين، بمبلغ 300 مليون دولار، ما يعنيّ أنّ الأمير حقّق أرباحاً بلغت 600 مليون دولار مع نجاح «تويتر» في البورصة، بحسب موقع «غالف بيزنس». إلا أن نشوة بن طلال بالإنجاز الضخم، لم تدم طويلاً، مع تراجع السهم إلى 44 دولاراً.
نجاح «تويتر» في سوق البورصة، أثار استغراب المراقبين، وسألت صحيفة «وول ستريت جورنال» ما إذا كان «موقع التدوينات القصيرة يستحقّ بالفعل ذلك التقييم المرتفع». وكتب هارش شيفرت لمجلّة «فوربس» إنّ تداولات «تويتر» تمثّل «فشلاً حقيقياً»، عازياً السبب إلى كون الموقع لم ينجح في الحفاظ على المستثمرين منذ صباح الخميس (يومه الأول في البورصة)، حتى مسائه». وكتب شيفرن أن ارتفاع أسعار أسهم اي شركة مساهمة في اليوم الأول للتداول لا يعني النجاح بل هو مجرّد وهم نفسيّ. ويقول: «إن الضّجة المثارة حول سعر السهم في اليوم الأول للتداول يسهل إحداثها مع كل الشركات»، ويختم مقالته مستهزئاً: «والآن سأنكبّ على إيجاد طريقة في شرح هذا بمئة وأربعين حرفاً فقط».
تجدر الإشارة إلى أنّ كعكة «تويتر» تنقسم على عدّة مستثمرين. ويملك أحد مؤسسي الشركة إيفان ويليامز 10.4 في المئة من حصصها، في حين يملك رئيس مجلس الإدارة وأحد مبتكري الموقع جاك دورسي 4.3 في المئة، ويملك الرئيس التنفيذي ديك كوستولو 1.4 في المئة. كما تسيطر شركة «ريزفي ترافيرس» التابعة للمستثمرة الهندية سهيل ريزفي على 15.6 في المئة من الحصص، وتتبع 9 في المئة من الأسهم إلى شركة «جي بي مورغان» المصرفية المالية الأميركية متعددة الجنسيات.