أبدت مصادر رئاسية ارتياحها للزيارة الرئاسية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية شكلاً ومضموناً، خصوصاً انها، من حيث الشكل، جاءت مع حفاوة الاستقبال لتدحض كل الأقاويل السابقة
داود رمال
أبدت مصادر رئاسية ارتياحها للزيارة الرئاسية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى السعودية شكلاً ومضموناً، خصوصاً انها، من حيث الشكل، جاءت مع حفاوة الاستقبال لتدحض كل الأقاويل السابقة التي رافقت تأجيل الموعد السابق للزيارة.
ورغم الوقت القصير للزيارة، فإن الجانب السعودي حرص على أمرين:
الأول انه خلال القمة اللبنانية ـ السعودية بين الرئيس سليمان والملك عبد الله بن عبد العزيز، حرص الأخير على حضور كل الأمراء الأساسيين الذين يتولون مقاليد السلطة في السعودية.
والثاني اللقاءات المكثفة التي عقدها رئيس الجمهورية، في مقر إقامته في قصر الضيافة، مع الأمراء السعوديين ممن يتولون حقائب أساسية مثل الخارجية والداخلية والحرس الوطني، والتي تم خلالها البحث في ملفات متخصصة تتصل بالعلاقات بين البلدين.
وقالت المصادر: «ان الجلسة الأهم هي القمة بين سليمان وعبد الله، التي حضرها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والتي دامت ساعة وعشر دقائق، والتي تم خلالها عرض كل المواضيع من دون الدخول في التفاصيل. حيث أكد الملك السعودي على وجوب تفاهم اللبنانيين في ما بينهم، والحرص على الاستقرار عبر الالتزام بإعلان بعبدا والعودة إلى طاولة الحوار الوطني. وركز سليمان على تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمات المحيطة، وتحديداً الأزمة السورية، والالتزام بإعلان بعبدا من قبل كل الافرقاء، ودعم الاقتصاد اللبناني استنادا إلى الدور التاريخي للسعودية في رعاية الوفاق والاستقرار اللبناني، ودعم عملية النمو والاستثمار والاقتصاد الوطني».
أما في ما خص حضور الرئيس الحريري للقمة فاعتبرت المصادر انه «لا يمكن رفض الإرادة الملكية بحضور الحريري، ناهيك ان حضوره ليس محل انزعاج رئاسي، انما يصب في الهدف الأساسي للزيارة، وهو العمل على اعادة وصل ما انقطع بين اللبنانيين والتشجيع على الحوار وحل الملفات العالقة».
وإذ لفتت المصادر إلى انه «ليس بالضرورة ان تظهر سريعاً النتائج العملية للزيارة، وانها ستكون موضع تشاور وتواصل بين رئيس الجمهورية والقيادات السياسية في لبنان». أشارت إلى ان «أبرز ما تم التوافق عليه هو:
1ـ الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في لبنان.
2ـ انضواء جميع الأفرقاء تحت سقف الثوابت الوطنية التي تبقي لبنان بمنأى عن تداعيات ما يحصل حوله، وتحديدا في سوريا.
3ـ تعزيز العلاقات الثنائية استنادا إلى دور السعودية في دعم الوحدة والاستقرار.
4ـ وجوب إيجاد حل سياسي للوضع السوري ووقف القتل والتدمير.
5ـ استعداد السعودية للمساعدة وتقديم الدعم للبنان كي يستطيع مواجهة الأعباء الناجمة عن العدد الضخم للاجئين السوريين.
6ـ تعزيز خط الاعتدال وتطبيق اعلان بعبدا، لا سيما تحييد لبنان عن المحاور والصراعات.
7ـ متابعة التشاور الثنائي عبر القنوات المعنية».
وأشارت المصادر إلى ان «اللقاء بين سليمان والحريري بحث في كل الأوضاع الداخلية من جوانبها المختلفة، ومن ضمنها الوضع الحكومي الذي تمت مقاربته من زاوية وجوب تأليف الحكومة من دون ان تكون صيغة الحكومة هي العائق».
وعلقت مصادر ديبلوماسية في بيروت على تعمد الجانب السعودي حضور الرئيس سعد الحريري لقاء القمة بين الرئيس سليمان والملك عبد الله بالقول «ان من يعرف العقل السعودي يفهم ان هذا التعمّد هو رسالة للجميع، في الداخل والخارج، بأن أي تسوية للملفات الداخلية اللبنانية العالقة، من الحكومة إلى النفط وما بينهما، لا تتم إلا عبر سعد الحريري».
وأكّد عضو في الوفد المرافق لـ«السفير» أن الوفد اللبناني «لمس حرص الملك عبدالله على الاستقرار والاعتدال، وعلى أبناء الجالية في السعودية إلى أي طائفة انتموا، وتقدير لحكمة الرئيس سليمان». مشيراً إلى أنه «لم يطرح موضوع الحكومة مع المسؤولين السعوديين، لأن موقف رئيس الجمهورية معروف هو استمرار المشاورات لتشكيل حكومة جامعة تنال الثقة كي تتمكن من إدارة الشؤون الوطنية».
وأضاف: «ان المحادثات تركزت على نتائج وخلاصات اجتماعات مجموعة الدعم الدولية التي أنشئت في نيويورك، والتي قررت دعم الاستقرار في لبنان والالتزام بإعلان بعبدا ودعم الاقتصاد والجيش اللبناني، والجهد القائم لمواجهة مشكلة اللاجئين، لجهة تقاسم الأعباء المالية وتقاسم الاعداد وإيوائهم داخل سوريا وإعادتهم إلى بلدهم عند استتباب الوضع. وقد وعدت السعودية بالانضمام إلى مجمل هذا الجهد».
وأكّد أن سليمان «لمس حرصاً شخصياً من الملك عبد الله على مواصلة الحوار الوطني، وأن على اللبنانيين المسؤولية الأولى في معالجة المواضيع الداخلية والتي تقع حصراً بين أيدي اللبنانيين».
وحول الوضع الحكومي، أشار إلى أنه «كان توافق على ضرورة تشكيل الحكومة، ولكن التفاصيل تبحث في لبنان، والسعودية لا تتدخّل إنما تبارك الخطوات، علماً أن التشكيل هو من صلاحيات الرئيس المكلّف بالتعاون مع رئيس الجمهورية».
وأوضح أن سليمان «لمس أيضاً حرصاً شخصياً من الملك عبد الله على لبنان واستقراره وازدهاره من منطلق الدور الشخصي الذي يلعبه في هذا الإطار. كما تم تناول دور السعودية في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي يشكّل مظلّة الأمان للبنان».
وخلص إلى القول: «بشكل عام، الاستقبال الحاشد في المطار، ومضمون ولهجة المحادثات، تشير إلى رغبة بتقديم الجوانب الايجابية والحرص على الاعتدال والاستقرار، ومواكبة الميل الدولي العام للتفاوض والتباحث».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه