27-11-2024 11:46 AM بتوقيت القدس المحتلة

شهداؤنا .. رجال من كربلاء

شهداؤنا .. رجال من كربلاء

لن يفهم أحد سوادنا,لا ولا دمع العيون ... فنحن بايعناك حباً بايعناك عزاً وكرامة أتيناك طوعاً وعشقاً، أودعناك كل الشجون ... حملنا فداك روحاً، سيفاً، كفناً وجئناك نهزأ بالمنون

حسين مني وأنا من حسين هذا ما قاله خاتم الأنبياءلن يفهم أحد سوادنا,لا ولا دمع العيون ... فنحن بايعناك حباً بايعناك عزاً وكرامة ..

أتيناك طوعاً وعشقاً، أودعناك كل الشجون ... حملنا فداك روحاً، سيفاً، كفناً وجئناك نهزأ بالمنون .. كم غشيتنا الآفٌ من الليالي وما ارتضيناها جملاً .. بل واثبتنا ولاء القلب على مر السنين ..

بقلم : خديجة شكر

فما نحن إلا مرآة عشقٍ لكربلاء، ودمانا امتداد عزمٍ وجهادٍ وإباء، فلتنظر الأيام كيف الفوارس قلبت موازينها..فليفهم العالم أنا رسمنا قدرنا بالشهداء..

فكيف ننسى الشهيد الذي ساعد والدته التي كانت تتهيأ لزيارة الامام الحسين (ع) في العراق قبيل انطلاقه الى الجهاد، وأعطاها رسالة لتضعها داخل المرقد الشريف...انطلقت هي للزيارة وانطلق هو للشهادة. وفي اللحظة التي كانت تكشف بها عن مكنون ما كتبه ولدها في الرسالة، وما اختزن بها من رجاء للامام الحسين (ع) بنيل الشهادة، قامت بتمزيقها، فيما كانت رصاصات العدو تمزق جسد "عبد الأمير فاضل" فوق تلال كفرحونة، وسيوف ورماح تغدر بجسد "مسلم بن عقيل" في وجدان الشهيد..لتقول الوالدة بعد ذلك : وصل هو ورسالته الى الامام الحسين، حتى قبل أن أصل أنا الى كربلاء..

مجاهدو المقاومة لا يضحون فقط من أجل لبنان بل من أجل الأمة الإسلامية جمعاءفهذا أبو زينب (عامر كلاكش) حين يسأله أحد الاخوة، وهو على بعد دقائق من الرحيل، بما يفكر، فكان جوابه بملء الثقة والعزيمة الراسخة ان كل ما يفكر به، هو كيف أنه وبعد دقائق سيهجر الدنيا التي لا تعنيه شيئا ليحقق حلمه برؤيا محيا سيد الشهداء(ع) ..فكانت شهادته مفجرا نفسه بقافلة صهيونية مثالا لكل من اجنهم حب الحسين(ع) وكان هو "عابسنا" الذي قدم نفسه بجنون العشق قربانا بين يدي ابي عبد الله (ع)..

وذاك القائد "حسين ناصر" الذي كانت شهادته مرآةً لشهادة أبي الفضل عليه السلام، يومها فرغ الماء من أفراد المجموعة المرهقة من تعب المسير، وقد كان الوحيد الذي احتفظ بما كان معه من ماء، فما كان منه الا  آثر على نفسه الارتواء، وقدمه لرفاقه الذي كان هو قائدهم، فشربوا جميعا ما عداه ليستشهد عطشانا دون ان يشرب قطرة ماء واحدة، لكأنه "ساقي عطاشانا" الذي خاطب نفسه أن يا نفس من بعد الحسين هوني..

وكيفما تجولنا في أزقة تاريخنا يطالعنا وجه "قاسمنا" في هجوم، أو شيبة "حبيبنا" في دفاع، أو حتى نحر "رضيعنا" في مجزرة.. فبين نينوى والجنوب روابط لم تقوى السنين على حلّها، فعاشوراء كانت وما تزال مغترف عشقنا ومنطلق ثورتنا ومرقد امامنا الذي مات بجسده لتحيا أمتنا، وقتل مرة، فولدنا ألف مرة، وقف يومها وحيدا..لكنه اليوم يرانا اليوم نلبي النداء لحفيده..

إمضِ يا ابن رسول الله، فلسنا اهل التيه، لا ولا اهل الكوفة، امضِ فنحن اهلك، جندك, امرنا طوع بنانك..، رأينا وحي قرءآنك..
جمعنا ابسط ما لديك، أن تهدأ، أبحرنا في هدأة عينيك، أن تغضب, اشتعلنا نارا بين كفيك... أن تنادي زحفت قلوبنا اليك..  مرنا..ترانا نبدّد شملهم, نفرّق جمعهم.. ونبذل مهجنا فقد يطيب الموت بين يديك .. أن تجعل كل ارضنا كربلاء.. أو تحيي كل أيامنا عاشوراء.. لن تسمع منا سوى هذا النداء .. لبيك ابن فاطمة.. لبيك


موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه