قتل تسعة أشخاص وأصيب اثنا عشر آخرون بجروح في هجوم استهدف مركزاً للشرطة وسط كابول.
قتل تسعة أشخاص وأصيب اثنا عشر آخرون بجروح في هجوم استهدف مركزاً للشرطة وسط كابول. وقال مسؤولون إن مسلحين دخلوا الى المجمع الذي يضم مركز الشرطة في منطقة السوق المركزي المكتظة قرب القصر الرئاسي ووزارة الدفاع وغيرها من المباني الحكومية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب نكزاد إن ثلاثة شرطيين وضابط استخبارات وخمسة مدنيين قتلوا في الهجوم وجرح شرطيان وعشرة مدنيين.
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الذي يمثل آخر اختراق محرج لمنطقة شديدة التحصين في كابول، قبل أسابيع من بدء الإنسحاب المحدود للقوات الأجنبية من أفغانستان. وقالت وزارة الداخلية إن أحد المهاجمين فجّر العبوات التي يحملها عند مدخل المجمع فسهّل لمرافقيه دخول المبنى حيث قاموا بإطلاق النار على رجال الشرطة الأمر الذي تلته اشتباكات استمرت قرابة ساعتين قبل أن يقتلا.
وأغلقت قوات الأمن بعض الشوارع في وسط المدينة بعد الهجوم وقامت بإجلاء المئات منه. وعرضت القناة التلفزيونية المحلية صورة لجثة أحد المهاجمين الذي قالت إنه كان يرتدي زي الجيش الأفغاني. وسبق أن نفذت طالبان هجمات مماثلة على مقار أجهزة الأمن في كابول.
يأتي ذلك في وقت يتوقع فيه أن تبدأ القوات الأجنبية المنتشرة في سبع ولايات أخرى تسليم الأمن الى القوات الأفغانية في تموز/يوليو، وسيتيح ذلك بدء الانسحاب المحدود للقوات الأجنبية والذي لم يتضح حجمه بعد. ومن المرتقب أن تغادر القوات الأجنبية القتالية أفغانستان في نهاية 2014 وتخطط الولايات المتحدة لترك "قسم صغير" فقط من مجمل قواتها الحالي بعد كانون الأول/ديسمبر 2014 حين يتم تسليم المهام الأمنية الى القوات الأفغانية.
من جهتها، رفضت الخارجية الأميركية التعليق على ما أدلى به الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لجهة قيام واشنطن بمفاوضات مع طالبان، لكنها أقرّت باجرائها "اتصالات واسعة" لدعم جهود المصالحة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ميغان ماتسون رداً على سؤال حول ما أعلنه كرزاي "لكننا دعمنا مراراً عملية المصالحة الأفغانية، حالياً نقوم باتصالات واسعة في كل أنحاء أفغانستان وفي كل المنطقة. على مستويات عدة لدعم هذا الجهد".
من جهته، قال كرزاي في مؤتمر صحافي عقده في كابول إن "ثمة مفاوضات مع طالبان قد بدأت وهذه المحادثات تجري بصورة جيدة. إن القوات الأجنبية خصوصاً الولايات المتحدة تجري بنفسها المفاوضات".
وتحاول الحكومة الأفغانية إطلاق عملية مصالحة مع قسم من طالبان لوضع حد لأعمال العنف. وفي هذا الإطار، تطالب الولايات المتحدة طالبان بالتخلي عن العنف وقطع أي صلة لها بتنظيم القاعدة واحترام الدستور الأفغاني.
وفي هذا السياق، أضاف ماتسون "إنها شروط ضرورية قبل أي مفاوضات، إنه الثمن من أجل حلّ سياسي، الثمن لوضع حد للعمليات العسكرية التي تستهدف قيادة (طالبان) وتقضي على صفوفها".