06-11-2024 09:32 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 18/11/2013 الجيش السوري يتقدم في القلمون

الصحافة اليوم 18/11/2013 الجيش السوري يتقدم في القلمون

ابرز ما جاء في الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم 18/11/2013

رصدت الصحف اللبنانية التطورات الامنية والسياسية في لبنان. وكان لهذه الصحف متابعة للتطورات على الساحة السورية وآخر  المستجدات حول انعقاد مؤتمر جنيف 2.


السفير

اشتباكات القلمون تتصاعد و30 قتيلاً للجيش بانفجار في حرستا
معادلة «جنيف 2»: «الطبخة» السياسية ونار الجبهات

وسيم ابراهيم

لا ينتظر الحل السياسي في سوريا اتفاق المعارضة والنظام، وليس هذا ما يدحرج مواعيد المؤتمر المرتقب في جنيف السويسرية. الآلية والماكينة الدولية التي أخرجت «جنيف الأول» إلى النور، تعمل الآن على انتاج اتفاق «جنيف الثاني» بالطريقة ذاتها.
هذا ما تؤكده مصادر اوروبية واسعة الاطلاع لـ«السفير» حول ما يجري في سياق تحضير «المضمون السياسي» لـ«جنيف2» الذي يبدو ان مواعيده المقترحة دخلت نفق التأجيل شبه المؤكد الى بداية العام 2014، في وقت يطغى على المشهد السوري اخبار التطورات العسكرية التي يلاحظ الاوروبيون تبدل الموازين فيها على الارض، وذلك مع تزايد حدة نيران الاشتباكات المشتعلة في جبهة القلمون، من دون أن يعني ذلك تراجعها في المناطق الاخرى في ريف دمشق وحلب وحمص، في وقت واصلت الديبلوماسية الروسية جهودها من خلال استقبال الوفد السوري الذي يضم بثينة شعبان وفيصل المقداد، والدعوة الى مشاركة كل من السعودية وايران في الحل السلمي في سوريا، مع التشكيك في ان يكون «الائتلاف» المعارض ممثلا لكافة السوريين.
وتقول المصادر الاوروبية المطلعة انه مثلما جرى في «جنيف1»، سيكون على الأطراف السورية إيجاد طريقة لتبني «جنيف 2» وإتمامه بالتفاصيل الأخيرة، بمعنى، ملء الفراغات بين الخطوط العريضة التي ستوضع أمامهم على الطاولة.
والآن، يحضر الأميركيون والروس هذا الإطار، الاتفاق الجديد، لكن حتى اللحظة، لا تقدم يحيي الآمال بعقد المؤتمر قبل نهاية العام. ويقول مسؤول أوروبي رفيع المستوى لـ«السفير»، إن موعد الثاني عشر من كانون الاول هو من بين «الشائعات» التي تخرج من جنيف وأماكن أخرى، لكن الأكيد، كما يبين، أن «هناك البعض الذي يقول نحن بحاجة إلى وقت أكبر، ومن الأفضل الانتظار إلى بداية العام». ويتحفظ المسؤول عن تحديد من هم «البعض»، لكنه يوضح بأن المسألة «تتعلق بالتحضيرات للمؤتمر».
هذه التحضيرات هي جوهر الخلافات التي تؤجل المؤتمر، ولا تتعلق بتفاصيل مشاركة السوريين المتصارعين. ويقول المسؤول الأوروبي إنه «لو كان الأمر متعلقاً بحضور ممثلي النظام والمعارضة وتشكيل الوفود، لكانت المسألة بسيطة»، مشيراً إلى أن القضية الآن هي «تحضير المحتوى (الاتفاق) السياسي» الجديد الذي سيوضع أمام الطرفين في جنيف. ومن واقع التأجيل المستمر، يشير إلى أنه «لا تقدم» حول إنجاز هذا الاتفاق.
محتوى الاتفاق سيصنع من المواد الأولية التي استخرجها «جنيف 1»، ولهذا ينبغي إنجاز «الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى توضيح» في الاتفاق الأول، كما يقول المسؤول الأوروبي، مؤكداً أن الخروج بإطار جديد يولد من القديم، أمر حاسم لعقد المؤتمر ولا يمكن الإقلاع إليه من دون ذلك. ويوضح أنه «لا يمكن بهذه السهولة القول: هيا بنا نذهب إلى جنيف وهناك نرى ما سيحدث».
من الواضح أن بناء الاتفاق الجديد لن يُترك للنظام والمعارضة، اللذين لن يفعلا إلا استكمال الحرب على الأرض. لم يحدث هذا سابقاً في الأساس. كتب الأميركيون والروس جنيف الأول، ووافقت عليه دول مجلس الأمن، قبل أن يتوجس منه طرفا الصراع ثم وافقا عليه.
وإن كانت «الطبخة» الجديدة التي يعدها الأميركيون والروس لم تتضح بدقة، إلا أن رائحتها تخرج من تصريحاتهم. من هنا يمكن فهم الحديث الأميركي عن الاتفاق مع الروس على ضرورة المحافظة على المؤسسات السورية، ولا داعي للقول إن أهمها المؤسسة العسكرية. فما زال الأميركيون يرددون أن المرحلة الانتقالية يجب أن تقود إلى إنهاء دور الرئيس السوري بشار الاسد.
في هذا السياق، يقول مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى، مطلع على مداولات الملف السوري في الأروقة الأوروبية، إن «التباين» الدولي الآن يتلخص في كيفية «ترجمة التوازنات الجديدة» القائمة في ميدان الحرب السورية، موضحاً أن «الأمور تغيرت.. في جنيف 1 كان النظام هو الطرف الضعيف، لكن الآن صار الوضع معكوساً. لذلك لا يمكن طرح صياغة جديدة للتسوية، كالتي أنتجت جنيف 1».
يلفت المصدر إلى أن تحديد هدف الذهاب إلى «جنيف 2» بتسليم السلطة إلى «هيئة حكم انتقالية» تراه دمشق «كلاماً سوريالياً»، في ضوء التقدم الذي أحرزه الجيش السوري، وتراجع مكاسب المعارضة المسلحة.
وكان بيان «جنيف 1» أقر إنشاء «هيئة حكم مشتركة»، بالتراضي بين النظام والمعارضة، لتتولى كامل السلطات التنفيذية، بما فيها السلطة على الأجهزة الأمنية، لكنه لم يبت في بقية صلاحيات منصب رئيس الجمهورية وسلطته على الجيش والقوات المسلحة.
وفي هذه الأثناء، يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل اليوم، وسيكون تناولهم للأزمة السورية بعنوان «أزمة اللاجئين»، وانعكاساتها على دول الجوار السوري، لكن هذا سيأخذهم بالضرورة إلى استعراض حصيلة محاولات إقامة مؤتمر السلام السوري.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التحضيرات لـ«جنيف 2» والنووي الإيراني مع نظيره الأميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي أمس، بمبادرة أميركية.
وكان وزير الخارجية الروسي قد دعا إلى عدم تفويت فرصة عقد لقاء غير رسمي بين ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية في موسكو.
وقال لافروف، في حديث إلى التلفزيون الروسي، إنه «لمساعدة زملائنا الغربيين الذين يحاولون جلب المعارضة إلى المؤتمر الثاني في جنيف، فنحن مستعدون لاستخدام علاقاتنا بالمعارضة، التي لم نقطعها أبداً. التقينا في موسكو والمنطقة مع كل فصائل المعارضة المهمة تقريبا».
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن بلاده اقترحت عقد لقاء تحضيري في موسكو بين ممثلين عن الحكومة وكافة فصائل المعارضة وبمشاركة ممثلين عن روسيا والولايات المتحدة والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
وقال لافروف «إذا تمكنا من دفع المعارضة ولو قليلاً إلى التعبير عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر انطلاقاً من مسؤوليتها عن مستقبل بلادها، فسيعني ذلك أننا لم نجتهد عبثا».
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الشروط المسبقة التي تطرحها المعارضة السورية لمشاركتها في «جنيف 2»، بما في ذلك شرط رحيل الأسد، «غير واقعية»، مشيراً إلى أن ذلك يتعارض مع بيان جنيف الذي لا ينص على وجود شروط مسبقة.
وشدد لافروف على ضرورة أن تمثل الوفود التي ستشارك في «جنيف-2» جميع أطياف الشعب السوري .
وأكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا تدعو إلى توسيع قائمة المشاركين في المؤتمر»، مشيراً إلى أن إيران والسعودية لم تشاركا في المؤتمر الأول، مشدداً على أهمية حضور هذين البلدين في المؤتمر المقبل.
وقتل، أمس 31 جندياً سورياً على الأقل، من بينهم أربعة ضباط كبار، في تفجير قاعدة عسكرية للجيش السوري في ريف دمشق، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء، قتلوا إثر تفجير مبنى في إدارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا»، لاًفتا إلى «انهيار المبنى بشكل كامل».
ويأتي التفجير في ظل عملية عسكرية يشنها الجيش على مدينة قارة في منطقة القلمون، والتي يتحصن فيها عدد كبير من المسلحين، استعداداً لاقتحامها.
وفي هذا الوقت، قالت وكالة «سانا» إن وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على منطقة المعامل والمحالج الواقعة شرقي مطار النيرب في حلب.


اشتباكات الأسواق توسع رقعة التوتر
طرابلس: إطلاق نار على «الخطة الأمنية».. يصعّب تنفيذها
 
غسان ريفي

ثبت بالوجه الشرعي أن كثيرا من مناطق وأسواق وأحياء طرابلس تحولت الى خطوط تماس، سواء بين منقسمين سياسيا أم متنازعين على نفوذ، أم بين المجموعات المسلحة، ما يشير الى أن العاصمة الثانية لم تعد أسيرة المحاور التقليدية الساخنة في التبانة والقبة وجبل محسن فحسب، بل باتت ترزح تحت وطأة النزاع المسلح الذي يتنقل بين منطقة وأخرى ليضرب البقية الباقية من سمعة واقتصاد وتجارة الفيحاء.
وثبت بالوجه الشرعي أيضا، أن كل ما يتم التوافق عليه في المكاتب من خطط أمنية ومن وضع خرائط لانتشار بالتراضي لقوى الأمن الداخلي بمؤازرة الجيش بين الأحياء السكنية، هو مجرد تمنيات غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، تصطدم في كل مرة بمصالح ونفوذ قوى الأمر الواقع المستفيدة من الفلتان الحاصل، وتتعارص مع بعض الوكلاء الذين ينفذون أجندات إقليمية تسعى لابقاء طرابلس ساحة مفتوحة لتبادل الرسائل وتصفية الحسابات.
لم يقتنع أحد في طرابلس أن ما شهدته أسواقها الداخلية القديمة، ليل أمس الأول، من اشتباكات عنيفة، بين مجموعات مسلحة والقوى الأمنية، كان مجرد صدفة، خصوصا أنها جاءت بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الداخلية مروان شربل الى المدينة وإعلانه عن تطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية.
ولم يقتنع أحد في طرابلس أن الإخراج الصعب الذي حصل لتنفيذ هذه الخطة، بعد الموافقة الشكلية للمجموعات المسلحة على دخول القوى الأمنية الى مناطقها، قادر على ضبط الأوضاع فيها وفرض الأمن، خصوصا في ظل «الشروط» التي تكبل حركة هذه القوى وتحولها الى قوات فصل مهمتها فقط إحصاء الخروق الأمنية، دون أن تتمكن من ضبط الأمن فعليا.
كما لم يقتنع أحد في طرابلس أن ثمة تجاوبا من قبل المجموعات المسلحة، من خارج مناطق التوتر التقليدية، مع القوى الأمنية، خصوصا أن ما شهدته الأسواق من اشتباكات أظهر رفضا كاملا لـ«منطق الأمن» برمته، وأكد أن استقرار المدينة ليس حصرا فقط بمحاور التبانة والقبة وجبل محسن، بل إن مناطق جديدة دخلت على هذا الخط وساهمت بتوسيع رقعة التوتر.
هذا الواقع يطرح سلسلة علامات استفهام حول الجهات التي عملت على إغراق طرابلس بالسلاح على هذا النحو، وحول من يمول ويحمي ويغطي كل هذه المجموعات المسلحة.
وإذا كانت مناطق التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، تدخل ضمن معادلات محلية وإقليمية سمحت بادخل السلاح إليها، وحالت دون قدرة القوى الأمنية على حسم الأمور فيها، فكيف يمكن تفسير هذا الكم الهائل من السلاح على اختلاف أنواعه وعياراته المنتشر خارج تلك المناطق؟ وكيف سيتم التعامل معه ومع مستخدميه من قبل الدولة وأجهزتها الأمنية بعدما تعرضت هيبتها للاستهداف؟.
الثابت اليوم في العاصمة الثانية، أن المؤامرة عليها لا تزال مستمرة، وهي ترجمت أمس الأول بإطلاق النار على تطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية ودفنها قبل ولادتها، لابقاء طرابلس ساحة توتر دائمة، ما يضع الدولة بكامل مؤسساتها وأجهزتها الأمنية أمام تحد أمني غير مسبوق.
فلم يكد وزير الداخلية مروان شربل ينهي مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه عن «طي صفحة الأمن المؤلمة في طرابلس بتطبيق المرحلة الثانية من الخطة الأمنية»، ولم تكد الاجتماعات الأمنية مع فاعليات التبانة وعدد من المشايخ تنتهي الى اتفاق على نشر القوى الأمنية في المناطق الساخنة، حتى نزفت طرابلس من أسواقها القديمة، عندما تعرض أحد الحواجز الأمنية لاعتداء بالسلاح على خلفية قيام بعض عناصر الحاجز بتوقيف وضرب أحد الأولاد على دراجة نارية.
وما لبث أن تطور الأمر الى اشتباكات عنيفة امتدت من «السراي العتيقة» الى «السوق العريض» و«التربيعة» و«سوق النحاسين» وصولا الى «كورنيش النهر»، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، وقد أثمرت الاتصالات التي جرت على أعلى المستويات في المدينة عن انكفاء المسلحين وتراجعهم الى داخل الأسواق، بعد نحو ثلاث ساعات من الاشتباكات التي أسفرت عن خسائر جسيمة في الممتلكات والمحلات التجارية.
وصباحا أحصى تجار الأسواق وسكانها خسائرهم، وسط حالة غضب عارمة اجتاحت الجميع على الفلتان الأمني الذي يتجه ليكون خارج أي سيطرة.
وتفقد النائب محمد كبارة الأضرار وأجرى اتصالا برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأطلعه على ما حصل، وتم الاتفاق على الاتصال بالأمين العام للهيئة العليا للاغاثة بالوكالة اللواء محمد خير للقيام بمسح للأضرار.
وقد جال اللواء خير بعد ظهر أمس على رأس وفد من الهيئة في الأسواق واطلع على الأضرار، وتم تحديد الخسائر التقريبية.

وزير الداخلية

بعد الاجتماعات التي عقدت ليل الجمعة ـ السبت لعدد من المشايخ ومسؤولي المجموعات المسلحة وأفضت الى الموافقة على دخول قوى الأمن الداخلي الى عمق التبانة، زار وزير الداخلية مروان شربل طرابلس وعقد اجتماعا موسعا مع قادة الاجهزة الأمنية للبحث في آلية الانتشار وكيفية ضبط الأمن في كل أرجاء المدينة.
وأكد شربل أن «الخطة الامنية ستنطلق بالتنسيق مع الجيش، وهي ستشمل جميع المناطق في المدينة، وعلى رأسها: باب التبانة، جبل محسن، القبة، المنكوبين، وابي سمرا، والمناطق المحيطة بمحاور القتال، وستدخل العناصر الامنية الى الاحياء والازقة الداخلية».
وبشّر شربل الطرابلسيين بـ«حياة جديدة، وبأن يكون هذا اليوم خاتمة الأحزان».
وشدّد على أن «الخطة الأمنية جديدة»، لافتا الانتباه الى أن «ما تشهده المدينة يخدم الطابور الخامس الذي يريد تعميم الفتنة في كل لبنان».
وقال: «لن نداهم بيوت الناس وننزع سلاحها، بل هناك قرار سياسي كبير بأن ننزع السلاح من أيادي الناس في الشارع، أما الأمر الذي نقوم به الآن فهو حماية مدينة طرابلس من الاعتداءات عليها من الخارج وإدخال سيارات مفخخة وأشخاص مشبوهين للاعتداء على الأبرياء كما حصل سابقا، ومنع أهاليها والمواطنين من أن يتقاتلوا مع بعضهم البعض. هاتان هما المهمتان الأساسيتان».
وأضاف: «سنلاحق كل من يعتدي على قوى الأمن الداخلي ولن نسكت ونرجع مرتين وثلاث مرات أو أكثر لنأخذ أسماءهم ونصدر بحقهم مذكرات توقيف. الاعتداء على قوى الأمن الداخلي خط أحمر، وأريد أن أخبر الذين يريدون أن يعتدوا انهم لن يكونوا فرحين».
وختم شربل: «بعد تثبيت الأمن في طرابلس، أطلب من الحكومة ومن الرئيس ميقاتي بالتحديد، أن نبدأ بعملية الإنماء، وأن نبحث عن العاطلين عن العمل في المناطق الفقيرة، ونعطيهم وظيفة في كثير من الوزارات ومؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة التي هي بحاجة الى موظفين، ونعوض على عوائل الشهداء الأبرياء».


الاخبار

«الأخبار» في القلمون: بوابة «عرش الإله» تنتهي بأشجار الكرز [1]

القلمون هي العنوان السوري الأبرز حالياً. «الأخبار» دخلت المنطقة التي تمتد بمحاذاة الحدود اللبنانية، وجالت، على مدى أيام، في قراها وبلداتها ومعسكراتها ومغاورها، حيث يتحصّن مسلّحو المعارضة و«القاعدة» استعداداً للمواجهة المقبلة. للدخول الى القلمون بوّابة الزامية اسمها عرسال، البلدة اللبنانية النائية التي تحوّلت رئة «الثورة السورية»، ومفتاحاً أساسياً في المعركة الدائرة على الجهة الأخرى من الحدود. في الحلقة الأولى من هذا التحقيق، نستعرض الرحلة عبر المعابر غير الشرعية في الجرود الوعرة، ولقاءات مع «مجاهدين» من «جبهة النصرة»، ومع أحد المتّهمين بتفجيري الضاحية
رضوان مرتضى
 
الطريق إلى جبال القلمون السورية تمر عبر عرسال. البلدة البقاعية التي يعني اسمها «عرش الإله»، في اللغة الآرامية، باتت ساحة أساسية من ساحات المواجهة الدائرة على أرض الشام. خطّ التماس الذي رسمته مع بلدة اللبوة يزداد اتساعاً يوماً بعد يوم. في الطريق إليها، تمرّ بمُجسّم للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، وبصور شهداء لحزب الله سقطوا أثناء تأديتهم «واجبهم الجهادي» في الداخل السوري. راياتٌ عاشورائيةٌ سوداء تملأ شوارع اللبوة. تنعطف يميناً، فتتراءى أمامك جبالٌ شاهقة تتآكلها الكسّارات. دقائق تفصلك عن مقصدك. لن تجد مَعلَماً ينبئك بالوصول الى عرسال أفضل من كساراتها. «الحجر العرسالي»، هنا، رمزٌ يُعادل شجرة الأرز لبنانياً. يُعرف بصلابة تُعدّ من أبرز سمات أبناء البلدة البقاعية. يستوقفك حاجزٌ للجيش، ثم تُكمل صعوداً. نحن الآن رسمياً في عرسال. البلدة التي لطالما عاشت على هامش الوطن وجدت نفسها فجأة في قلب الحدث السوري. على جنبات الطرق تتوزّع عشرات الخيم التي تؤوي نازحين سوريين. بعضها يضم عائلات مسلّحين يقاتلون في الداخل السوري. تنقسم البلدة المتعاطفة مع السوريين على نفسها بين مرحّب بالنازحين ورافضٍ لوجودهم. السيارات الرباعية الدفع والشاحنات الزراعية الضخمة تُعدّ، أيضاً، من معالم البلدة. إذ إنّها أكثر من ضرورة، ليس في عمليات نقل الصخور المقتلعة من جرود البلدة وحسب، بل في عمليات التهريب التي تنشط ليل نهار عبر الجرود بين لبنان وسوريا. أما اللباس العسكري المنتشر بكثافة هنا، فتخاله لوهلة زيّاً رسمياً لأبناء البلدة وللسوريين الوافدين إليها. تُجري اتّصالاً بمضيفك السوري، لكنّه لم يكن قد وصل بعد.
تتوقف شاحنة تستقلّها مجموعة شبّان مغبّرين بشعورٍ طويلة ولحىً مرخية. يردّون على التحية بأحسن منها. يكسر «الوسيط» الحاجز النفسي. يقول أحدهم إنهم مقاتلون، وإن بينهم جرحى ينقلونهم الى أحد «مشافي» البلدة. نرافقهم فيدلفون إلى أحد المساجد. ينقل الجرحى إلى مستوصف داخل المسجد، فيما يدخل الباقون لأداء الصلاة. أمام باحة المسجد، يسرّ أحدهم: «نحن إسلاميون لا جيش حرّ». ولدى الاستفسار عن الكتيبة التي يقاتلون تحت لوائها، يردّ «نحن نصرة»! يتجمّع آخرون حولنا. يشيدون بابن عرسال بالشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ «أبو طاقية» الذي «يبذل فوق استطاعته في سبيل الثورة والدين». ويحكون عن تواضعه وعطفه على أهاليهم وأطفالهم من النازحين.
يقول أحدهم إنّه هو وثلاثة آخرون معه عناصر في «لواء فجر الإسلام». يتابع «أبو علاء» حديثه. يقول إنّه من غوطة دمشق، لكنّه كان يقاتل في حلب قبل القدوم إلى القلمون. وعمّا يفعله في لبنان، يجيب بأنّه «في زيارة للأهل». ينضم ثالث إلى الحديث: «أنا من مجاهدي جبهة النصرة». نسأله عن الأوضاع، فيُجيب: « أبشر. وعدنا الله أن النصر سيكون حليفنا». يشير الى «ارتكابات الجيش الحّر التي تُسيء إلى الثورة». وعن جبهة القلمون، يؤكّد أن «النصرة» هي «الأكثر حضوراً هناك إلى جانب حركة أحرار الشام والكتيبة الخضراء»، كاشفاً أنّ «الدولة الإسلامية (في العراق والشام) وصلت الى المنطقة حديثاً». يسأل إن كنا نعرف أحداً من «النصرة»، فنعطيه أسماء أشخاص كان بعضهم عناصر في «فتح الإسلام» قبل مبايعة «الجبهة». يُشيد الرجل بمقاتلي «فتح الإسلام» الذين «نفروا من لبنان للقتال في أرض الشام»، مشيراً إلى أنّهم «الأكثر خبرة عسكرياً». يصفهم بأنّهم «مقاتلون أشدّاء سلّموا أرواحهم لله». ولدى السؤال عن إمكانية الانتقال إلى جبال القلمون لإعداد تقارير صحافية، يعد خيراً، ونتبادل حساب «السكايب» على أمل اللقاء. نخبره بأننا، في كل الأحوال، في صدد الدخول قريباً، فيردّ، قبل أن يغادر محذّراً من استدراجنا لاختطافنا طمعاً في فدية، ويُعدِّد أسماء لمتورطين في خطف صحافيين أجانب استُدرجوا عبر عرسال.
يرن الهاتف مؤذناً بوصول المضيف السوري. نستقل السيارة إلى أحد مخيمات النازحين. شابٌ ثلاثيني، شارك في معارك القصير. تُقيم زوجته وابنتاه في عرسال، فيما يقضي وقته متنقلاً بين لبنان وسوريا، ويقاتل في صفوف مجموعة إسلامية. يُخبرنا بأنّ الشبان الذين سينقلوننا إلى سوريا غادروا عرسال، وأن علينا قضاء اليوم في ضيافته على أن ننطلق فجر اليوم التالي. نُصرّ على ضرورة تدبر الأمر فوراً مغتنمين فرصة الهدوء على الحدود. يسارع الى إزالة لوحات سيارتنا مقرّراً العبور بها إلى الأراضي السورية. ننطلق في درب وعر لتفادي حواجز الجيش اللبناني. السيارة التي نستقلّها لم تكن رباعية الدفع، إلّا أن المضيف أخبرنا بأنّه في أحيانٍ كثيرة يجتازون الحدود بمثلها. يُطلقون عليها تسمية «تاكسي». كل السيارات الصغيرة في عُرفهم تسمّى «التاكسي». نمر عبر مقالع صخرية وكسّارات. الجرود العرسالية تمتد على مساحات شاسعة. تصادف هنا شاحنات محمّلة ببضائع مهرّبة. وتلاحظ كثرة الدراجات التي قد يصل عدد راكبيها أحياناً الى عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص. يواكبنا «درّاج» سوري يلعب دور الكشّاف لتأمين الطريق. لم تجر الرحلة على ما يُرام. تسببت وعورة الطريق في إحداث ثقب في خزّان زيت المحرّك. وبمساعدة بعض الأصدقاء تمكنّا من إعادة السيارة إلى البلدة حيث ركنّاها بانتظار فجر اليوم التالي. في طريق العودة، استوقفتنا «دورية أمنية لأبناء المنطقة»، استفسروا عن هوياتنا ثم تركونا في حال سبيلنا.
لم تتأخّر الشمس طويلاً لتُشرق. وصل «المُكَب» (سيارة «بيك أب» رباعية الدفع) باكراً. حزمنا عدّة التصوير وأغراضنا ثم انطلقنا. وعبر الطريق الوعرة نفسها، سارت السيارة تتخبّط في الجرد. منخفضاتٌ وهضاب لا تُعدّ. طبيعة تُشبه إلى حدٍّ بعيد ما يظهر في أفلام الغرب الأميركي. تجتاز صحراء صخرية لنحو ثلاثة أرباع الساعة، تدخل بعدها الأراضي السورية. في منتصفها، في الطريق، نصادف مواكب مسلّحة مُهرّبين وطفّاراً، وكذلك متسللين خلسة بين حدود الدولتين. يُلقي كل من صادفناه التحيّة. نلفت المضيف الى لطفهم، فيردّ ضاحكاً: «إحساسٌ غريزي بأننا من الفصيلة نفسها. لو عرفوا أنّك غريب ووحيد لشلّحوك وربما قتلوك»، وأضاف: «يا أخي هول قطّاع طرق. بس بيعرفوني». تنتهي الطريق الوعرة الى طريق معبّدة بالإسفلت. أشجار الكرز تنتشر على جانبي الطريق، فيُبادر صاحبنا بالقول: «أهلاً بك في الأراضي السورية، دقائق ونُصبح في فليطا».

أميرا «القاعدة» على الحدود

حسب المعلومات المتوافرة، فإنّ أميري «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» في القلمون الشيخ «أبو مالك السوري» والشيخ «أبو عبد الله العراقي» تردّدا غير مرّة إلى الأراضي اللبنانية. وتكشف تقارير أمنية أنّ قيادات في كل من «جبهة النصرة» و«داعش» تتنقّل بحرية بين لبنان وسوريا، وأنها تنسق مع شخصيات دينية لبنانية في أمور تتعلّق بالشؤون الحياتية للنازحين السوريين، إضافة إلى تنسيق عالي المستوى في الشقين اللوجستي والأمني. وتذكر التقارير أنّ شيخاً بارزاً في عرسال يلعب دور الوسيط في هذه المسألة، وهو يُعدّ الذراع اللبنانية للمجموعات السلفية التي تدور في فلك «القاعدة».
 
الأطرش «شهيد الغدر والخيانة»

أمام المسجد العرسالي، وبناء على معرفة مسبقة، نقابل أحد المتّهمين في تفجيري الضاحية ممن وردت أسماؤهم في بيان وزير الدفاع فايز غُصن. يؤكّد أنّ «لا رابط بين أفراد المجموعة التي ذكرها وزير الدفاع»، مشيراً إلى أنّه لم يلتق عمر الأطرش سوى مرّة واحدة. أما باقي الأسماء، فـ«صدّقني لا أعرف معظمها. وبالنسبة إلى القصّة التي نُتّهم فيها، هي أكبر منّا. لسنا في حجم من يعدّ سيارة مُفخّخة لإرسالها الى الضاحية الجنوبية وتفجيرها». ويضيف: «صحيح أننا شاركنا في كمين (جريمة) وادي رافق. ولكن كل عرسال شاركت في قتل العسكريين الذين نفّذوا الكمين الذي استهدف الشهيد خالد حميد، ظنّاً أنهم عناصر من حزب الله متنكّرين بزي الجيش».
في أحد أحياء البلدة، ترتفع فوق أحد المنازل صورة ضخمة لعمر الأطرش وسامر الحجيري المتهمين بالضلوع في تفجير بئر العبد، واللذين قُتلا إثر انفجار سيارتهما في جرود البلدة في ١١ تشرين الأول الماضي. ذُيّلت الصورة بعبارة «شهيدا الغدر والخيانة». يقول أحد أقرباء الأطرش إن «عملاء أبلغوا حزب الله والنظام السوري بتحرّكات عمر فقتلوه». يوضح أن «عمر كان برفقة سامر الحجيري على متن سيارتهما. ولدى مرورهما على طريق اعتادا سلوكه، فوجئا بحجارة تقطع الطريق. ترجّل سامر لإزالتها، فاستُهدفت السيارة بصاروخ أدى إلى مقتلهما على الفور». وعما أُثير من تشكيك في مقتل الأطرش، يردّ: «ليت ذلك صحيح. ليته لم يمت. والده وعمّه لملما أشلاءه وعثرا على فردة حذاء تحتوي على جزء من رِجله، فيما بقيت جثّة سامر شبه مكتملة لأنه كان خارج السيارة».
 

 المستقبل

نقابة المحامين لـ"14 آذار"
 
فيما يواصل "حزب الله" وحلفاؤه الترويج لـ"إنتصارات" وهمية، مصدرها احتمال إتفاق إيران مع دول الـ 5+1، سجّلت قوى "14 آذار" انتصاراً حقيقياً أمس، مع فوز مرشحها المحامي جورج جريج نقيباً للمحامين في بيروت، بفارق أكثر من ألف صوت عن المرشح المنافس المدعوم من قوى "8 آذار" المحامي فادي بركات، بعد أسبوع تماماً على فوز "14 آذار" في إنتخابات نقابة محامي الشمال. ويعدّ هذا الفوز انتصاراً للحريات السياسية والنقابية وللخيار السياسي الذي تنتهجه قوى الرابع عشر من آذار وتمسكها بمشروع الدولة، في مقابل مشروع الفريق الذي يسعى الى تحويل لبنان ودول الجوار واحات ديكتاتورية.
فقد كرّست أمس "14 آذار" موقعها داخل نقابة المحامين، بداية من خلال فوز مرشحيها جريج وسميح بشراوي في العضوية بفارق كبير عن مرشحي "8 آذار"، ثم من خلال نتائج إنتخابات النقيب التي نزلت كالصاعقة على مرشحي حلف الممانعة، بعدما أظهرت فوز النقيب الـ48 للنقابة جورج جريج بفارق 1223 صوتاً عن مرشح التيار "الوطني الحر" فادي بركات، في سابقة لم تسجلها إنتخابات النقابة من قبل، ما يظهر ميلاً واضحاً في مزاج النخب لخيارات "14 آذار" السيادية.

سلام

هذا في الإنتخابات، أما في السياسة، فقد شدد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، على "ضرورة عدم الإنجراف وراء من يقول ان لبنان لا يمكن ان يستعيد عافيته الا متاثراً بما يملى عليه من الخارج". واكد "أن الارادة اللبنانية عندما تقرر أن تمضي في أمر ما، لها كل الامكانات ولها كل القدرات وهي نجحت في استقلال لبنان"، مشدداً على أننا في لبنان "لدينا القدرة الكافية، على أن لا نتوقف عند التأثيرات والتدخلات الخارجية".
أما "حزب الله" فواظب على خطابه التصعيدي، إذ رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن "ما صدر عن هيئة الحوار الوطني جف حبره قبل أن يصل إلى وسائل الإعلام"، معتبراً أن "ما يقوم به "حزب الله" في سوريا هو واجب الدفاع عن النفس، ولسنا معنيين بأن نقف على خاطرهم". في حين دعا زميله النائب علي فياض "14 آذار" إلى التعاطي بواقعية ومسؤولية، والإقلاع عن الشروط التعجيزية والمسؤولية تستدعي تنازل الجميع لمصلحة الوطن لأن حال البلاد بلغت وضعاً يرثى له"، مشيراً الى أن حزبه لم يضع العراقيل أمام الحوار الوطني، وأنه جاهز للحوار من دون شروط مسبقة.
وفي تطور ميداني يعكس عمق مأزق "حزب الله" في المستنقع السوري، ذكرت معلومات أمنية لـ"المستقبل"، أن "أربعة من أبرز القادة الميدانيين في "حزب الله"، قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية، في معارك مع الجيش السوري الحرّ داخل الاراضي السورية وهم: حسن محمد مرعي الملقب ابو ربيع من منطقة النبطية، وحسن نعمة الملقب باقر من بلدة محرونة التابعة لقضاء صور، وأكرم صادق حوراني من عين بعال شرق صور"، وقالت المعلومات: "إن اي اعلان لموعد تشييع هؤلاء لم يحدد بعد، فيما شيع الحزب في بلدة لبايا في البقاع الغربي، علي شبيب محمود الملقب ابو تراب بحضور مسؤولين وقادة في الحزب". علماً أن الحزب فقد في الايام العشرة الماضية قرابة السبعة من عناصره داخل الاراضي السورية جرى تشييع معظمهم في منطقة النبطية.

سليمان

الى ذلك يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ظهر غدٍ الى الكويت، للمشاركة في القمة الإقتصادية العربية ـ الإفريقية الثالثة، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سمير مقبل ووفد إداري وإعلامي، ومن المقرر أن يلتقي رؤساء دول على هامش القمة.
وأشارت مصادر بعبدا لـ"المستقبل"، الى أن "مشاركة رئيس الجمهورية في القمة، هي لتأكيد حضور لبنان على الساحتين العربية والدولية، واستكشاف الأوضاع في المنطقة والتطورات التي ستحصل في المستقبل، بالإضافة الى تأكيد تحييد لبنان عن الأزمة السورية وتلافي تداعياتها السياسية والأمنية والإقتصادية، بالإضافة الى طرح ملف النازحين السوريين في لبنان وضرورة المساعدة العربية في هذه الإطار". وأشارت المصادر الى أن "الرئيس يعول على المحادثات الجانبية التي سيجريها مع القادة العرب على هامش القمة، لتأكيد وجهة نظره وأفكاره".

اللواء

مخاوف من تحوّل قارة إلى قصير جديدة في القلمون
إتصالات مفتوحة بين كيري ولافروف.. والجربا ووفد من النظام إلى موسكو

واصلت قوات النظام السوري حملتها على منطقة القلمون بريف دمشق مما دفع مئات العائلات إلى الفرار نحو بلدة عرسال المجاورة، كما استمر قصف القوات النظامية على مناطق مختلفة من البلاد، ورصد الناشطون اشتباكات بين قوات النظام ومسلحي المعارضة .  فيما يستمر حراك الدبلوماسية الروسية ما بين عواصم العالم على خط التمهيد لعقد مؤتمر «جنيف 2» بهدف ايجاد حل سياسي للأزمة السورية.
 وتعرضت مدينة قارة في منطقة القلمون شمال دمشق التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح امس لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
 وقال النقيب إسلام علوش المتحدث باسم جيش الإسلام وهو أكبر تحالف لجماعات المعارضة في العاصمة إن قتالا يدور في بلدة قارة وهي بلدة صغيرة تقع على الطريق السريع.
 وأضاف ان هناك عددا كبيرا من مقاتلي جيش الإسلام يتمركزون على طول الطريق،  موضحا، إن القتال في قارة وفي بلدة النبك المجاورة يشير إلى أن العملية في منطقة القلمون بدأت.
 في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات امس ان «الجيش زلزل جبال القلمون، وأطبق الطوق حول الإرهابيين في قارة».
 واشارت الى ان «تحرك الجيش ياتي لفرض سيطرته على قارة بعد نداءات من الأهالي عن وجود عشرات الإرهابيين» فيها.
 وافاد المرصد السوري عن تقدم طفيف لقوات النظام لجهة الطريق الدولي، من دون ان تتمكن من دخول قارة.
وأفادت قناة «الميادين» عن «قائد عمليات الجيش الحر في قارة بريف دمشق مقتل سليم بركات «.
 وقد ادى الهجوم علي قارة الي موجة نزوح  كبيرة للسوريين الى بلدة عرسال الواقعة قبالة قارة.
 وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دانا سليمان إن تقارير من الجانب اللبناني من الحدود تفيد بوصول ما بين 600 و800 اسرة من اللاجئين من بلدة قارة إلى قرية القاع اللبنانية هربا من الهجوم.
 الى ذلك،  قتل 31 جنديا سوريا على الاقل بينهم اربعة ضباط امس في تفجير قاعدة للجيش النظامي في ريف دمشق، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن  «قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا»، لافتا الى «انهيار المبنى بشكل كامل».
 قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارة جوية استهدفت امس حي برزة في شمال العاصمة دمشق،  كما سقطت قذائف هاون عدة مصدرها مواقع خاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة على أحياء القصاع وباب توما والتجارة في وسط دمشق، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.
 من ناحية ثانية،  اسقط مقاتلو المعارضة طائرة حربية قرب مطار النيرب في حلب والذي يشهد اشتباكات عنيفة بين المقاتلين وقوات النظام.
 وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان القوات المسلحة سيطرت على المزيد من المناطق على المدخل الجنوبي الشرقي المؤدي الى حلب الواقعة في الشمال.
 وفي اطار المساعي البلوماسية لعقد مؤتمر جنيف-٢،بحث وزير الخارجي الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفيان، التحضيرات لمؤتمر «جنيف -2» لتسوية الأزمة السورية واجتماع السداسية وإيران المقرر الأسبوع المقبل.
 كما تطرق الجانبان إلى قضايا أخرى خلال المكالمة الهاتفية التي كانت بمبادرة من الجانب الأميركي.
ومن المقرر ان  يبدأ وفد رسمي سوري اليوم، يضم نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وبثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري زيارة رسمية إلى موسكو حيث يبحث مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، التحضيرات الجارية للمؤتمر المرتقب.
 تأتي هذه الزيارة  في الوقت الذي تحاول فيه موسكو جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة على طاولة غير رسمية بهدف تذويب جليد العلاقات بينهما، لكن كما يبدو أن عقبات كثيرة لا تزال تحول دون ذلك.
وفي هذا الصدد، ابدى رئيس الائتلاف السوري المعارض موافقة مبدئية على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة لذلك من وزير الخارجية الروسي، على ان يتم البحث في تحديد موعد لها .
 وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 و21 الجاري، ما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة وفد حكومي سوري الى روسيا.
الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء «ارتباطات سابقة» في هذا التاريخ، مطالبا بارجاء الموعد.
 وقال منذر اقبيق، مستشار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا لشؤون الرئاسة، لوكالة فرانس برس «تلقى الرئيس احمد الجربا دعوة من الوزير سيرغي لافروف للقيام بزيارة رسمية الى موسكو واجراء محادثات».
 وعلي الصعيد الانساني، اعلن وزير الكهرباء السوري ان عملا «تخريبيا» ارتكبته مجموعات «ارهابية» تسبب بعد ظهر امس بانقطاع الكهرباء عن العاصمة دمشق والعديد من المناطق الجنوبية.

النهار

فتح معركة القلمون في الطريق إلى جنيف - 2 والمعارضة نسفت مبنى عسكريا في حرستا

حاولت القوات النظامية السورية اقتحام بلدة قارة في منطقة القلمون بالريف الشمالي الغربي لدمشق والواقعة على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة بالمناطق الساحلية، وهو طريق استراتيجي قد يستخدم في نقل الاسلحة الكيميائية السورية الى خارج البلاد. وعلى رغم بعض المكاسب التي حققها النظام ميدانياً في الاشهر الاخيرة، فان المعارضة التي تتحصن في مواقع حول دمشق لا تزال قادرة على توجيه ضربات قاسية الى قواته والتي كان آخرها نسف مبنى ادارة المركبات العسكرية وتسويته بالارض، مما ادى الى مقتل عشرات الجنود بينهم ضباط كبار. وفيما تتسارع الوقائع الميدانية، تستمر التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف - 2، إذ تحادث وزيرا الخارجية الاميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف هاتفياً، بينما يجري وفد سوري رسمي محادثات مع المسؤولين الروس اليوم في موسكو، واعلن رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" احمد الجربا انه "مهتم" بزيارة موسكو بعد تلقيه دعوة رسمية لذلك.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له: "قتل 31 من عناصر القوات النظامية بينهم ثلاثة عمداء ولواء اثر تفجير مبنى في ادارة المركبات يقع في ضواحي مدينة حرستا"، مشيرا الى "انهيار المبنى بشكل كامل". وأضاف ان "توقيت شن هذا الهجوم له دلالة"، خصوصاً ان الجيش النظامي يشن عملية عسكرية واسعة النطاق للقضاء على مواقع مسلحي المعارضة في منطقة ريف دمشق.
وأوضح، استنادا الى معطيات أولية ان القنبلة التي نسفت المبنى "اما داخل المبنى واما في أسفله وتحديدا تحت نفق"، ملمحا بذلك الى ان مقاتلين معارضين تمكنوا من التسلل الى داخل القاعدة العسكرية.
وأوضح ان الطاقم الليلي وحده كان في نوبة الخدمة حين حصل الانفجار. واشار الى انه لو انفجرت القنبلة قبل ساعة لارتفع عدد القتلى الى 200 . وذكر ان جنودا آخرين أصيبوا ولكن من المستبعد ان يرتفع عدد القتلى.
ويذكر ان القوات النظامية تسيطر على معظم اجزاء حرستا، لكن مقاتلي المعارضة يحاولون منذ صيف 2012 التقدم الى داخلها.
 
معركة القلمون

من جهة أخرى، تحدث ناشطون عن محاصرة الجيش السوري النظامي بلدة قارة في منطقة القلمون الجبلية التي تربط العاصمة بمعاقل الحكومة على طول الساحل.
وصرح النقيب إسلام علوش الناطق باسم "جيش الإسلام" وهو أكبر تحالف لجماعات المعارضة في العاصمة إن قتالا يدور في قارة التي تقع على الطريق السريع، وأن هناك عددا كبيرا من مقاتلي "جيش الإسلام" يتمركزون على طول الطريق.
وأفاد ديبلوماسيون أن السلطات السورية حددت الطريق الذي يمتد شمال العاصمة السورية في اتجاه حمص والساحل باعتباره الطريق المفضل لنقل الأسلحة الكيميائية بموجب اتفاق روسي - أميركي الى خارج سوريا.
وعلى رغم أن الجيش والمدنيين يستخدمون الطريق السريع، فان أجزاء منه تمر قرب مناطق تسيطر عليها المعارضة، مما يعرض القوافل لخطر الوقوع في مكامن. وطالبت السلطات بتجهيزات تساعدها في تأمين القوافل.
ويتوقع المراقبون أن تكون منطقة القلمون محور المعركة الكبرى المقبلة في سوريا، مما يؤدي إلى تدفق عدد كبير من اللاجئين الى خارج البلاد ويثير الاستياء في لبنان المجاور.
وقال المرصد السوري إن القتال في قارة وفي بلدة النبك المجاورة يشير إلى أن العملية في منطقة القلمون بدأت. وأكد إن "حزب الله" اللبناني يحشد رجاله للقتال في المنطقة.
وفي الريف الجنوبي لدمشق، فتح الجيش النظامي نقطة تفتيش لهؤلاء في ضواحي بيت سحم وهي فرصة نادرة امام المدنيين للفرار من حصار مستمر منذ اكثر من شهر. وأظهرت مشاهد على شبكة الانترنت مئات المدنيين يفرون من المدينة إما سيرا وإما في سيارات مكدسة بالامتعة في انتظار فتح نقطة تفتيش بيت سحم. ولم يتضح بعد سبب السماح لهؤلاء بالرحيل، لكن جماعات انسانية محلية كانت تتفاوض احيانا على هدنة للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة.
الى ذلك، أعلن وزير الكهرباء السوري عماد خميس ان عملا "تخريبيا" ارتكبته مجموعات "ارهابية" تسبب بعد ظهر امس بانقطاع الكهرباء عن دمشق وعدد كبير من المناطق الجنوبية. وتحدث عن "انقطاع الكهرباء عن المنطقة الجنوبية بسبب تخريب المجموعات الارهابية المسلحة لخطوط التوتر العالي المغذية للمنطقة الجنوبية"، لافتا الى ان "ورشات الاصلاح تعمل على اعادة التيار الكهربائي".

الجهود الديبلوماسية

 في موسكو، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا جاء فيه ان لافروف وكيري بحثا في اتصال هاتفي في التحضيرات لمؤتمر جنيف -2 لتسوية الأزمة السورية واجتماع مجموعة 5+1 وإيران المقرر الأسبوع المقبل. وقالت إن الجانبين تطرقا إلى قضايا أخرى خلال المكالمة التي تمت بمبادرة من الجانب الأميركي.
وفي تطور آخر، قال مسؤول في الائتلاف السوري المعارض ان رئيسه احمد الجربا وفق مبدئيا على زيارة موسكو بعد تلقيه دعوة لذلك من وزير الخارجية الروسي، على ان يحدد موعد لها.
وحددت الدعوة الرسمية الموجهة الى الائتلاف موعدا للزيارة بين 18 تشرين الثاني و21 منه، مما يعني انها كانت ستتزامن مع زيارة الوفد الحكومي السوري لروسيا. الا ان رئيس الائتلاف قال انه لم يتمكن من الغاء "ارتباطات سابقة" في هذا التاريخ، طالبا ارجاء الموعد.
ويبدأ وفد مؤلف من مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الاوروبية في وزارة الخارجية السورية احمد عرنوس، اليوم محادثات في موسكو تحضيرا لمؤتمر جنيف - 2 الذي يتوقع عقده في كانون الاول.

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها