أبرمت شركات الطيران الخليجية صفقات جديدة لشراء طائرات تزيد قيمتها على 150 مليار دولار في أول أيام معرض دبي للطيران مما يبرز تحولا في ميزان القوى بقطاع الطيران
أبرمت شركات الطيران الخليجية صفقات جديدة لشراء طائرات تزيد قيمتها على 150 مليار دولار في أول أيام معرض دبي للطيران مما يبرز تحولا في ميزان القوى بقطاع الطيران ويعطي دفعة لإطلاق شركة بوينغ أحدث طائراتها رسميا ويدعم أيضا طائرات ايه-380 السوبر جامبو التي تنتجها شركة ايرباص. وتفقد أفراد الأسرة الحاكمة في دبي وأبوظبي أجنحة المعرض المخصصة لطائرات الركاب والأسلحة في الموقع الجديد البالغة مساحته 645 ألف متر مربع والذي جرى تشييده لإقامة أكبر معرض للطيران في الشرق الأوسط.
وتشارك في معرض دبي للطيران اكثر من الف شركة، ويتم عرض حوالى 150 طائرة خلال فعاليات الحدث العالمي.
وقال المحلل جان لوي دروبسي من مؤسسة كيرت سالمون ان نسخة 2013 من معرض دبي للطيران ‘قد تلامس او حتى تتخطى’ مستوى الطلبيات الذي سجل في 2007 حين بلغت قيمة العقود 155 مليار دولار ما شكل حينها رقما قياسيا في تاريخ معارض الطيران.
وقادت شركة طيران الإمارات، ومقرها دبي، موجة الشراء امس الأحد بطلبية لشراء 150 طائرة بوينغ من طراز 777 الميني جامبو الجديد في صفقة قيمتها 76 مليار دولار وفقا لقائمة الأسعار. وطلبت الشركة أيضا شراء 50 طائرة ايرباص من طراز ايه-380 أكبر طائرة ركاب في العالم في صفقة قيمتها 23 مليار دولار.
ومع الطلبيات التي تقدمت بها شركات طيران خليجية أخرى، من بينها الاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية، أعلنت بوينغ أن لديها تعهدات بشراء 259 طائرة من طائرات 777 الجديدة التي كانت تحمل الاسم الكودي 777-اكس سابقا بما قيمته نحو 100 مليار دولار بحسب قائمة الأسعار، وهي أكبر طلبية إجمالية في تاريخ الشركة. وقال جيمس ماكنرني رئيس مجلس إدارة بوينغ في مؤتمر صحافي لإطلاق الطائرة 777 الجديدة رسميا في حضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ‘الإقبال على الطائرة 777-اكس كان مذهلا.’
وتتنافس شركات الطيران في منطقة الخليج على حصة في حركة الملاحة الجوية عبر المنطقة، بفضل الازدهار المتنامي وموقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب. ومع أزمة السيولة التي تعاني منها شركات طيران أوروبية كثيرة تضررت من الركود باتت صفقات الشركات الخليجية تزداد أهمية لكل من بوينج وايرباص. وتمثل الطائرة 777 المعدلة جبهة جديدة في المعركة بين شركتي صناعة الطائرات اللتين تهيمنان على قطاع الطيران المدني. وتهدف طائرة بوينغ الجديدة إلى منافسة أحدث نسخة من الطائرة ايرباص ايه-350 في سوق الطائرات الميني جامبو التي تدعم القطاع وتعزز الربط بين القارات.
ومع اتفاق بوينغ أيضا على بيع 30 طائرة من طائرات 787 دريملاينر لشركة الاتحاد للطيران، وبيع ما يزيد على 100 من طراز 737 لشركة فلاي دبي للطيران المنخفض التكلفة، تبدو الشركة الأمريكية في طريقها للتفوق على ايرباص في سباقهما على الطلبيات في معرض دبي. ورغم ذلك أعلنت ايرباص عن صفقة مع شركة الاتحاد للطيران لشراء 87 طائرة تتضمن خيارا لشراء 30 طائرة إضافية، وقد تصل قيمتها إلى 26.9 مليار دولار فضلا عن الطلبية التي تلقتها من طيران الإمارات.
وللمجموعة الأوروبية تاريخ في تفجير المفاجآت وتسعى للحيلولة دون صعود نجم الطائرة 777 الجديدة بسلاسة.
وتعتبر طلبية طيران الإمارات لطائرات ايه-380 إنجازا غير متوقع لايرباص، التي تتعرض لضغوط من أجل إحياء فرص طائرة لم تكن قادرة على إيجاد مشتر لها هذا العام، وتواجه خفض إنتاجها ما لم يتم تشغيل خطوط الإنتاج الفارغة لعام 2015.
وطيران الإمارات هي أكبر مشتر بالفعل للطائرة ايه-380، وكان آخر ما يمكن توقعه هو أن تطلب شراء 50 طائرة أخرى ليرتفع إجمالي عدد الطائرات التي طلبتها من هذا الطراز إلى 140.
وفي علامة على تزايد قوة الخليج في القطاع قال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إنه واثق من حدوث تحول في موقف الغرب الذي سيسمح للمجموعة بتسيير المزيد من طائراتها إلى مطاراته.
وتأتي طائرة بوينغ الجديدة 777 في طرازين: أحدهما سيكون أطول طائرات الركاب مدى في العالم وهي طائرة تضم 350 مقعدا وسيطلق عليها اسم 777-8 فور إطلاقها. أما النسخة الأكبر وهي 777-9 التي يمكنها نقل 406 مسافرين فستكون النسخة الرئيسية وسيجري تسليمها بدءا من عام 2020.
وكانت بوينغ قد اعلنت عشية بدء معرض دبي انها تسيطرعلى حوالى 40′ من سوق الطيران في الشرق الاوسط معربا عن ثقته بانه سيلعب دورا سيزداد اهمية في هذه المنطقة المحورية في مجال النقل الجوي. وقال مارتي بينتروت نائب الرئيس لمبيعات الطائرات التجارية لدى بوينغ في الشرق الاوسط وروسيا واسيا الوسطى ‘حصتنا حاليا من السوق تبلغ 40” مقابل 60′ للصانع الاوروبي ايرباص.
واقر بينتروت بان تفوق ايرباص سببه ان الشركة الاميركية ‘لم تع قبل سنوات’ الدور الذي يمكن ان تعلبه منطقة الشرق الاوسط في عالم صناعة الطيران. وقال في هذا السياق خلال المؤتمر الصحافي ‘لقد كنا خلال فترة من الزمن اقل تنافسية مما كان يجدر بنا ان نكون، لقد اضعنا بعض الفرص’. واشار بينتروت الى ان بوينغ تسيطر على نسبة 30′ فقط من سوق الرحلات المتوسطة الا ان موقع الشركة الاميركية افضل بكثير في قطاع الرحلات الطويلة، اذ تبلغ حصتها من سوق هذه الطائرات 60′.
واكد المسؤول في بوينغ ان هذه الاخيرة باتت الآن تركز على منطقة الشرق الاوسط التي يجمع الخبراء على ان قطاع الطيران فيها سينمو بوتيرة اسرع من باقي العالم. ومن المتوقع ان ينمو قطاع الطيران بنسبة 7.1′ سنويا خلال السنوات العشرين المقبلة في الشرق الاوسط مقارنة بنمو بنسبة 4.7′ على المستوى العالمي.
والى جانب الطلبيات الكبرى لشركتي الامارات والاتحاد، كانت هناك طلبيات اقل حجما. فقد أعلنت شركة فلاي دبي امس الاحد عن تقدمها بطلبٍ لشراء 111 طائرة جديدة من انتاج بوينغ. وتبلغ قيمة الصفقة 11.4 مليار دولار أمريكي، وتتضمن 100 طائرة جديدة من طراز بوينغ737 ماكس و 11 طائرة بوينغ من طراز الجيل الجديد 800-737. ومن المقرر ان تبدأ الشركة استلام الطائرات في النصف الثاني من عام 2017، بينما تتسلم أولى طائرات البوينغ الجيل الجديد 800-737 بين العامين 2016 و2017.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد، الرئيس الأعلى لشركة فلاي دبي، يعد هذا الطلب لشراء طائرات الماكس الجديدة أكبر طلب من نوعه لهذا الطراز من ذوي الممر الواحد من بوينج بين جميع شركات الطيران التي تتمركز في منطقة الشرق الأوسط، وسيدعم اقتناء هذه الطائرات النمو الطموح لفلاي دبي في المستقبل. وقال راي كونر الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ ‘هذه الطلبية محطة هامة في مسيرة بوينغ.. هذا الطلب لشراء طائرات الماكس الجديدة”’يعتبر توثيقا للعلاقة المتينة التي تجمعنا بفلاي دبي والثقة التي وضعتها الناقلة بمنتجاتنا’.
واضاف ‘نحن نتطلع الى استمرار هذه العلاقة الناجحة من خلال استمرار تزويد الناقلة بطائرات جديدة من كلا الطرازين الجيل الجديد 800-737 و الماكس التي لا شك ستساهم في دعم نمو فلاي دبي المستمر. يشار الى ان دبي اطلقت شركة فلاي دبي قبل نحو خمسة اعوام لتعمل الى جانب شركة طيران الامارات المملوكة لدبي، وتغطي الشركة حاليا أكثر من 65 وجهة، وأطلقت خلال العام الجاري 16 وجهةً جديدة، تخدمها من خلال أسطولها البالغ قوامه 33 طائرة من طراز بوينغ800-737.
من جهتها وقعت شركة الخطوط الجوية القطرية مذكرة التزام بشراء 50 طائرة بوينغ777 اكس بقيمة 17 مليار دولار. كما تقدمت بطلبية لشراء خمس طائرات ايرباص ايه330 للشحن بقيمة تتجاوز مليار دولار. وطلبية شراء طائرات الشحن مرفقة بامكانية شراء لثماني طائرات اضافية، ما يرفع قيمة الصفقة الى 2.8 مليار دولار، بحسبما اعلن الرئيس التنفيذي للشركة اكبر الباكر. وسيتم استخدام الطائرات الجديدة على شبكة الشحن العالمية سريعة النمو للشركة المشغلة، والتي تشمل أكثر من 40 مسارا مخصصا لخدمات الشحن فقط.
وأشار الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطريةإلى أن عائلة طائرات إيه330 أثبتت موثوقية متميزة في تشغيلها وأداءاً رائعاً سواء لخدمات المسافرين أو البضائع، مضيفاً ان الناقلة تهدف الى توسعة أسطول طائرات الشحن بمزيد من طائرات A330-200F، خاصة أنها تسعى للتميز في مجال الشحن الجوي، ومما جعلها تتقدم بطلب شراء أفضل طائرات الشحن الاقتصادية والحديثة ضمن فئتها.’
وقال رئيس مجلس إدارة إيرباص فابريس بريجييه، ‘تعتبر الخطوط الجوية القطرية أحد شركائنا الإستراتيجيين في المنطقة، ويعكس اختيارها لطائرات A330-200F خططها الطموحة ضمن مساعيها للتوسع والاستثمار بشكل أكبر في مجال الشحن الجوي، حيث أن طائرة A330-200F، بقدرتها الاستيعابية التي تصل إلى 70 طناً مترياً من البضاعة، هي البديل العملي الوحيد لطائرات الشحن العملاقة في سوق اليوم الذي يتسم بسرعة التغير، مما يجعل منها الخيار الأمثل للناقلة المتطورة باستمرار’.