28-11-2024 01:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

قارة بيد الجيش العربي السوري وببيلا في الطريق

قارة بيد الجيش العربي السوري وببيلا في الطريق

انتشار واسع ومتسارع ما بين الجنوب والشمال والجهتين الباقيتين. الوسط ثِقل لا بد من تأمينه, أما الوسط الحدودي, فبات قاب فوهة مدفعية, وخطوة جندي يقتحم لتأمين المكان بعد التحرير.


خليل موسى – موقع المنار الالكتروني - دمشق

انتشار واسع ومتسارع ما بين الجنوب والشمال والجهتين الباقيتين. الوسط ثِقل لا بد من تأمينه, أما الوسط الحدودي, فبات قاب فوهة مدفعية, وخطوة جندي يقتحم لتأمين المكان بعد التحرير.

بلدة قارة في مقدمة الحدث السوري, ووحدات الجيش السوري في مقدمة الواصلين إلى هناك, فبعد معارك ضارية لم تأخذ ما كان متوقعا عند المجموعات المسلحة من وقت ترقبوه وادعوه صمودا, فانهارت كل معنوياتهم ليحسم الميدان السوري أمره برفع العلم الوطني, فوق معقل جديد يتهاوى معه تدريجيا حلم المجموعات التكفيرية.

قارة الواقعة على بعد 60 كلم من العاصمة السورية دمشق, تعد من أهم المعاقل الاستراتيجية للمسلحين, لقربها من المناطق الحدودية التي تتيح التنقل المريح للمجموعات المسلحة, إن كان الامر لنقل ذخيرة أو مقاتلين, بات اليوم طريق إمداد مقطوع تماما للعبور ما بين سورية ولبنان, كما أن وجود قارة على اوتوستراد دمشق حمص الدولي "الطريق السريع" يعطيها أهمية وصل بين دمشق والساحل السوري, حيث تمت إعادة فتح الطريق مجددا بعد خمسة أيام من معارك ضارية دارت في المنطقة التي أعلنت بداية معركة القلمون, واللافت في هذه المعركة أن المجموعات هربت باتجاه قرية "مهين" لإلهاء الجيش الذي استطاع ان يفاجئ الجميع بخوضه معركتين من كبرى المعارك, استعاد خلالها مستودعات أسلحة استرتيجية في مهين, وحرر قارة بالوقت نفسه, ويتابع الجيش السوري الآن باتجاه قرى وبلدات أخرى يهرب اليها المسلحون.

التزامن مدروس, ما بين القلمون والمنطقة الجنوبية في دمشق, كاستكمال لمعارك درع العاصمة, ببيلا كانت الخطوة التالية لحجيرة - جغرافيا, ومن ثم استراتيجيا, طريق الاوتوستراد الموصل بين دمشق والسيدة زينب (ع) أصبح آمنا بيد الجيش أي أن الجيش أصبح وبحسب ضابط كان دليلا لموقع قناة المنار خلال جولة شملت حجيرة واستكمال تفتيشها وتنظيفها من أوكار مخبأة بين الأزقة الضيقة, منها معمل لضغط العبوات الناسفة, استخدمه المسلحون قبل هزيمتهم هناك, إضافة لمستودعات مواد كيماوية تستخدم لتركيب العبوات, لتكون بذلك بساتين ببيلا , مفرق يلدا, ومفرق عقربا, تحت سيطرة الجيش السوري الذي يتابع مسيرته باتجاه ما تبقى من المنطقة الجنوبية في ريف دمشق, أي ما لا يتجاوز طوله 3 كلم وعرضه 2 كلم معقلا أخيرا للمسلحين هناك, مشمول منها نصف ببيلا.

الحالة النفسية والمعنوية وحتى الميدانية للمجموعات المسلحة, تشي عنها عمليات استسلام لعشرات المسلحين وبشكل يومي في مناطق يلدا وببيلا وما تبقى من تلك المساحة التي باتت على مرمى سهل أمام الجيش السوري.

طريق سلكناه من منطقة السيدة زينب عليها السلام مرورا بحجيرة, شارع الخيزران, فالمشتل, بين الناس التي بدأت العودة لمنازلها المنكوبة من ممارسات المجموعات المسلحة وتتفقد ما آلت إليها أوضاع مساكنهم, حتى وصلنا بداية ببيلا, طريق يتحدث عن أن العمل القادم أمام الجيش العربي السوري لن يكون إلا "رتوش" يستكمل خلالها أمان الجنوب الدمشقي.