رفعت خلال المسيرة صور السجناء، واستمرت المسيرات أسابيع ووتوسعت المطالب لتشمل كافة حقوق المواطنة المسلوبة والإفراج عن المعتقلين السياسيين خاصة من السنه والشيعة ،و رفض التميز الطائفي
منذ انطلاق الحراكات الشعبية المطالبة إما بإسقاط أنظمتها أو إصلاحها كان لشعب الجزيرة العربية بشكل عام ولجمهور المنطقة الشرقية بشكل خاص مطالبا عبروا عنها بسلسلة من الحراكات المطلبية السلمية اذ كانت أبرز مطالبها حق المواطنة وما يندرج تحته من عناوين مهمة كالمساواة والحريات وخاصة حرية الاعتقاد والعدالة ، نتيجة ما يعانيه أهالي الشرقية في الجزيرة العربية من اضطهاد على كافة الأصعدة أهم أسبابه انتمائهم للمذهب الشيعي.
وحسب مصلحة الاحصاءات العامة والمعلومات لعام ٢٠١٠ م تعتبر المنطقة الشرقية أكبر مناطق الجزيرة العربية ( السعودية ) مساحة وأغناها نفطا في العالم.
تتميز المنطقة بخصائص اقتصادية مميزة لعل أهمها الصناعات المتعلقة بالبترول من أعمال تنقيب وتكرير وتسويق إلى صناعات تجميع الغاز الطبيعي والصناعات تجميع الغاز والغاز الطبيعي البتروكمياوية وتتمركز الصناعات البتروكيمياوية في مدينة الجبيل الصناعية المدينة التي بنيت من لا شيء وأصبحت الآن مثلاً فريدا للتجارب الصناعية الناجحة على مستوى العالم. كما أن هناك ثلاث مدن صناعية أخرى موزعة في هذه المنطقة تحتوي على الصناعات المعدنية والتحويلية والغذائية وتصدر العديد من منتجاتها خارج المملكة.
ولموقع المنطقة الشرقية أهمية بارزة فهي بوابة المملكة العربية السعودية الشرقية وتتمتع بامتدادها أكثر من 700كم على ساحل الخليج العربي الأمر الذي مكنها من بناء موانئ تصدير واستيراد يستفاد منها على مستوى المملكة كما أن المنطقة الشرقية تعتبر أيضاً مصدراً طبيعيا للغذاء حيث تقع به أكبر واحة طبيعية في العالم وهي واحة الأحساء والتي تضم العديد من أجود أنواع النخيل في العالم.
والمنطقة الشرقية بالإضافة إلى كونها إحدى القلاع الصناعية الكبرى على مستوى الشرق الأوسط فهي تجمع ما بين البحر والشواطئ الجميلة والواحات الخضراء الوارقة إضافة إلى احتوائها إلى الصحاري الفسيحة الهادئة.
ورغم أهميتها وغناها الاقتصادي إلا أن أغلب قاطنيها يعانون من التمييز الديني منذ عقود من الزمن ، بل يعانون أيضا من سوء الخدمات المقدمة من قبل الدولة والبطالة التي تطال معظم الجيل الشاب.
ولا نستطيع إنكار تطور الوضع العام في الشرقية مقارنة عما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي ، إلا أن هذا التطور لو قورن بمستوى المنطقة الاقتصادي يعد تطورا سلحفاتيا من جهة ومن جهة أخرى لا تعتبره السلطة حق لشعبها بل منة وهبة تقدمها من مالها الخاص الذي هو بالأصل مال الشعب .
تتكون المنطقة الشرقية من عشر محافظات هي :
محافظة الأحساء
محافظة القطيف
محافظة الخبر
محافظة حفرالباطن
محافظة الجبيل
محافظة الخفجي
محافظة رأس تنورة
محافظة النعيرية
محافظة بقيق
محافظة قرية العليا
وتعتبر محافظة القطيف قلب الشرقية النابض بالحراك المطلبي حيث تقع قرية الثورة فيها وهي العوامية .
- الحراك المطلبي : بداياته وتداعياته:
في يوم الخميس الموافق 17 فبراير 2011م بدأت انطلاقة الصحوة في المنطقة الشرقية
بمسيرة صامته بدون أي هتافات في بلدة العوامية فكانت شرارة الحراك في أرجاء منطقة القطيف وقد
تصدرت قضية التسعه المنسيين قائمة المطالب حيث مضى على سجنهم أكثر من 18 سنه بدون محاكمه على خلفية التفجير الشهير في مدينة الخبر.
رفعت خلال المسيرة صور السجناء، واستمرت المسيرات أسابيع ووتوسعت المطالب لتشمل كافة حقوق المواطنة المسلوبة والإفراج عن المعتقلين السياسيين خاصة من السنه والشيعة ،و رفض التميز الطائفي و على ضوء هذه الحراكات المطلبية تحولت بلدة العوامية إلى ثكنة عسكرية تملؤ ساحاتها المدرعات وقوى مكافحة الشغب.
فكان أي حراك ينطلق بعد ذلك يتم تطويقه بقوى الشغب والمدرعات وطائرات الهلوكبتر التي كانت تحلق بكثره في سماء العوامية ..
فاجأ بيان الداخلية الصادر في 2/1/2012 المواطنين بقائمة مطلوبين أمنياً اعتادت السلطات إصدار مثلها في حوادث تتعلق بالقاعدة والإرهاب، في محاولة لربط أحداث القطيف وما جرى فيها من تظاهرات
واحتجاجات سلمية تطالب بالإصلاح السياسي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين بالأعمال الإرهابية.
بيان الداخلية وجّه كالعادة إتّهامات للمطلوبين الـ 23 بأنهم ينفذون أجندات خارجية، وحيازة اسلحة، وقتل مواطنين، ووصمهم بأنهم من أرباب السوابق وأنهم دمّروا الممتلكات العامة وغيرها من التهم تجاه شباب جلهم في العشرينيات من العمر.
بيان الداخلية جاء بعد هدوء نسبي، ووعود حكومية بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى خلفية التظاهرات التي بدأت في شباط (فبراير) ٢٠١٢، وتواصلت حتى الأيام القليلة الماضية وإن كان بزخم أقل. وفي وقت كان المواطنون يتوقعون أن تفي السلطة بوعودها باطلاق سراح أبنائهم. فاجأتهم ببيان اعتبر أهالي القطيف غرضه التصعيد الأمني، والتعامل مع مطالب المواطنين المحقّة خاصة فيما يتعلق بإيقاف سياسات التمييز الطائفي المستمرة منذ عقود طويلة.
تعاملت وزارة الداخلية بالقمع والرصاص تجاه المتظاهرين ما أدى الى سقوط العديد من الشهداء والجرحى.
ولازالت قوات الأمن تواصل اطلاق النار لأتفه الأسباب أو حتى بدون أسباب، كأن تطلق النار على شباب يكتبون شعارات معارضة على الجدران. ورغم هذا، فإن بيان الداخلية الأخير يحاول إلقاء مسؤولية قتل المواطنين على هؤلاء المطلوبين أمنياً لديها، في حين أن القاتل معروف والشهداء كلهم في صفوف المواطنين.
كثرت الاعتقالات في المنطقة من داخل بلدة العواميه وخارجها ولكن تعامل الحكومه مع أبناء العوامية كان بشكل خاص ..
فأي شخص يمر في نقطة تفتيش من العوامية يعامل بشكل وحشي جدا ويفتش بشكل دقيق ويهان بعبارات طائفية ويعتقل البعض منهم.
كانت السلطه تطارد المطلوبين من أبناء البلده بل تحاول قتلهم و تطلق عليهم الرصاص الحي كما فعلت مع المطلوب محمد صالح الزنادي الذي حاولت اغتياله واصابته بثلاثة رصاص كادت تذهب حياته فاعتقلته وأخفته فترة من الزمن ولم تقدم له علاجا لاستخراج الرصاصه التي اصيب بها في قدمه وإلى هذه الساعه ماتزال في جسمه!!.. لم يكن محمد الوحيد الذي أصيب فكل المطلوبين الذين كانوا يطاردون يتعرضون لطلقاتهم..
كثرت اعتداءات السلطه و اعتقل شيخ المنطقه المعروف بوقوفه ودفاعه عن الحراك ودماء الشهداء و المطلوبين وهو الشيخ نمر باقر ال نمر بعد سلسلة من التهديدات والمطاردات، فقد عرفه الشيخ بجرأته في خطابات يوم الجمعة على السلطة ومطالبته بحقوق أبناء المنطقة بل تعدى ذلك إلى مناصرته للثورة البحرينية بشكل علني وهو ما يعتبر في العرف السياسي الداخلي تجاوزا للخطوط الحمر أحرج السلطة أمام الشعب السعودي وخاصة أمام الحراكات المطلبية التي كانت تتحرك في مناطق أخرى من أبناء الطائفة السنية الذين كانوا يطالبون بإطلاق سراح أبنائهم المعتقلين على خلفيات سياسية ويتم القبض عليهم وعلى النساء في الحراك بسبب هذه المطالبات بينما الشيخ النمر يتعدى على أسرة الحكم ويطرح مطالباته ولا يتم اعتقاله ولا اعتقال نساء الحراك في منطقة الشرقية ، فشكل ذلك عامل ضغط دفع السلطة فيما بعد لمحاولة اعتقاله من خلال مطاردة كاد يتم خلالها أغتياله وأصيب يوم اعتقاله إصابه بالغه.
خرجت على إثر اعتقاله مسيرة غاضبه بدأت من دوار الكرامه الواقع في العوامية وسارت حتى شارع الثوره في القطيف حيث التقت بالمسيره الأخرى التي خرجت أيضا استنكارا لنفس السبب ، وتم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين واستشهد على إثر ذلك شابين وسقط عدة جرحى . واستمرت المسيرات في المطالبه بالافراج عن الشيخ واعتقل على أثرها الشباب من بينهم السيد محمد الشاخوري الذي كان مطلوبا قائمة ال ٢٣ التي أعلنت عنها سابقا وزارة الداخلية.
استمرت انتهاكات السلطه واعتداءاتها على أهالي العوامية في كل مناسبه دينيه وتطلق الرصاص في أرجائها باستمرار ولم يخل الأمر هذه المناسبات من جريح او شهيد. وكانت قوات الأمن في المنطقة تداهم منازل المطلوبين في أوقات انشغال أهالي المنطقة بتشيع الشهداء حيث انتهكت حرامات الاهالي ولم تحترم النساء بل كانت تتقصد ترويعهم باشهار السلاح في وجوههم .
و في يوم أليم شهدته المنطقه أطلق عليه يوم "الأربعاء الدامي"قامت الحكومه السعوديه بتطويق منزل المطلوب في قائمة ال ٢٣ خالد اللباد و اغتالته من أمام منزله، وسقط على إثر ذلك عدة جرحى واعتقلوا عدد من الشباب واستشهد خالد مع شابين في مقتبل العمر على أثر هذا الاقتحام .ولم تمهل الحكومه أهالي المنطقه حيث قامت بمداهمتها الثانيه على منزلين لمطلوبين آخرين هم مرسي آل ربح و فاضل الصفوانى و محمد اللباد ولكنهم لم يكونوا متواجدين في منازلهم .
ومع كل هذه الاحداث استمر الحراك إلى أن اعتقل المطلوب حسين الربيع بعد أن
اصابته قوات الأمن بعدة طلقات ناريه واقتادته لجهة مجهولة .
كانت السلطة تركز بشده على باقي قائمة المطلوبين الذين لم تعتقلهم لذلك كانت تختار أيام المناسبات الدينية لاقتحام منازل المطلوبين ومحاصرة الأهالي. ثم قامت القوات الأمنية باغتيال المطلوب مرسى آل ربح ولم تكتف بذلك بل تعرض جثمانه لتمثيل كان واضحا بعد تسليم جثته. وفي شهر رمضان اقتحمت السلطات الأمنية منزل المطلوب عباس المزرع واعتقل المطلوب عباس و أخوته. وقامت باقتياد النساء في مدرعتها لمركز شرطه العوامية واعتقلتهم لمدة ساعتين بعد أن قامت بحرق منزلهم و تدميره حيث تم محصارته بأربعين مدرعه لمدة خمس ساعات.
وبعدها خرج اهالي البلده على اثر اقتحام منزل آل مزرع في وقفه تضامنيه من أمام منزل المنكوب عباس المزرع وأسرته وخرجت مسيره غاضبه . وفي يوم الخميس الموافق 29 / 11 / 1434هــ داهمت القوات السعودية منازل المطلوبين في وضح النهار ودخلت أكثر من عشرين مدرعه للبلده وحاصرت المدارس وارعبت السكان واقتحمت البيوت حيث كانت المنازل المستهدفة في مواقع متقاربه فاقتحمت قوات الأمن أربعة منازل : منزل المطلوب فاضل الصفوانى و منزل المطلوب محمد اللباد و منزل المطلوب رمزي جلال و منزل المطلوب موسى المبيوق علما أن موسى منذ صدور بيان وزارة الداخلية توجه للمركز الأمني وسلم نفسه وبعد عام ونصف من اعتقاله اطلق صراحه ولكن عاودت قوات الأمن مداهمة منزله لاعتقاله مجددا. سقط على اثر المداهمات شهيد عشريني العمر و 15 جريح سبعه منهم في حاله خطره و مجهول مصيرهم.
ومع ذلك يستمر الحراك المطلبي السلمي من قبل أهالي منطقة القطيف وخاصة العوامية كونها المتضرر الأكبر إذ تعيش البلدة دون أدنى خدمات فالشوارع غير معبدة والبيوت متهالكة ونسبة البطالة مرتفعة إضافة لارتفاع نسبة الفقر في منطقة يفترض أنها تعيش على كنوز الأرض من النفط.ويتم مواجهة كافة الحراكات السلمية بالرصاص الحي .
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه