أنا الضاحية.. رسم السماء يا ساكنِي قلبي المرمّل ... أنثروني في فضاءاتكم رسماً من غبار الذهب تعالوا يمّموني بتبر أصفر .. وكللوني بقرص الشمس
أنا الضاحية.. رسم السماء
يا ساكنِي قلبي المرمّل ...
أنثروني في فضاءاتكم رسماً من غبار الذهب
تعالوا يمّموني بتبر أصفر .. وكللوني بقرص الشمس
ولوّنوا حزني بليل السّحٓر ..
عساني أضمّد جراحي بنور وماء
وأبدّل سردي لآهاتي بمنديليٓ الشفاف
ألملم من قلبي بقاياه
من قلمي دماه
وأعبر بكم دربي الطويل ..
أسٓلّيكم فوق مسافة النعش ببسملاتي الحائرة
أدنو كفراشة من سراج مخيف .. أمسح عنه السواد
أتوضأ من نزف دمكم ثم أرحل..
أرحل إليكم...ثم أعود
أنثر قرب أجسادكم وريقات ورد أذبلتها الدموع
وأبخّر وهج النار فيكم بغمام تنفّس عطراً..
ثم غاب وأُبحر معكم على شاطئ من زبد أحمر ورملٍ خشن وأصداف من رصاص
وهناك..أُجالسكم .. أحمل آلامكم وألثمها كي تبقى أسيرتي وحدي
وهناك.. أحفر في الموج صدى همساتكم وأصواتكم
وأمضي..
أنا ضاحيتكم.. وقلبي بات يبكي..
أنا ضاحيتكم ..وأنفاسي باتت تحكي
أنا ضاحيتكم.. رسم السماء والراية الصفراء محبرتي..
أهزأ بالموت وأناغي يمامات الأحياء
أرمّز أسراري لكي تبقوا..
وأغرّد في صباحاتكم لكي تبقوا
وأحدو لكم حكاية الراعي والبطل
والذئب والحمل..
ولا أنام...
يا ساكني قلبي وعابري طريقي الأخير
تعالوا إلي أضمّد جرح شظاياكم
وأبلل من ريقي دواء ألثمه وأكتبه على أكفانكم البيضاء مرثية
فأنا أم الشهداء
أنا عطش النهر لمجراه
طريقي.. شارع من حريق
وسمائي نجوم وقناديل
وأرضي أضاحٍ
فتاي سليل الشمس
وفتاتي نغمة الورد
ناسي سيوف
ناسي ألوف
ناسي بنادق وبيادق
ناسي عرين الأسود
أنا الضاحية
عشق الحسين
أنا الضاحية
صمتي دويّ النصر
وموتي عزف القيامة
أنا الضاحية ... رسم السماء.
بقلم الأديب والشاعر محمد حمود / جنوب لبنان المقاوم