06-11-2024 09:37 PM بتوقيت القدس المحتلة

التقرير الصحفي ليوم الخميس 21-11-2013

التقرير الصحفي ليوم الخميس 21-11-2013

أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 21-11-2013


أبرز ما جاء في الصحف المحلية ليوم الخميس 21-11-2013

عناوين الصحف

-السفير
بنية تحتية للإرهاب.. والأجهزة بلا «استراتيجية دفاعية» موحّدة
تفاصيل رحلة الانتحاريّيْن من الفندق إلى السفارة


-الأخبار
التحقيق يرجّح أنهما غير لبنانيين أقاما في فندق في فردان
انتحاريان 5 نجوم.. الانتحاريان أقاما في فندق بفردان قبل الاعتداء


-الحياة
الاقتراب من كشف هوية انتحاريَي السفارة الإيرانية
«حزب الله» يستبعد «العرقنة» ويتوقع عمليات جديدة


-النهار
ملامح تصعيد تُسابق التحقيق في التفجيرين
تنديد سعودي واستنفار الأجهزة لمواجهة "الانتحاريين"


-الديار
الأسد لـ8 آذار: سنشترك في جنيف ــ 2 والحسم يلزمه عدة اشهر ومعركتنا ضد التكفيريين لن نوقفها
بري يحذّر من العرقنة.. والسعودية تدين العمل الارهـابي
ايران: «أمن لبـنان من أمنـنا»..
«الدفـاع الأعلى»: لمواجهـة الارهاب بكـل اشـكالـه.. ومعلومـات عن 3 سـيارات مفخخة


-البناء
«الدفاع الأعلى» ينوب عن مجلس الوزراء والبلاد تحتاج إلى قرارات حاسمة
طهران تحذّر بعض دول المنطقة من «ماضيها السيئ» في تنظيم الإرهاب


-الجمهورية
التفجير يتجاوز الخطوط الحمر ومعلومات جديدة ومحقّقون إيرانيون في بيروت


-البلد
إيران تربط أمن لبنان بأمنها
 

-الانوار
تحذير من بري
وزير الدفاع: خطر كبير يهدد لبنان بـ"العرقنة"


-الشرق
الاتحاد  الاوروبي وتركيا لحماية لبنان
السعودية تدين بشدة التفجيرات"الارهابية الجبانة"


-الشرق الأوسط
وزير الداخلية اللبناني: خمسة مخاطر حقيقية محدقة بالبلاد في 2014
قال لـ «الشرق الأوسط» إن تفجيرات بئر حسن لن تفضي إلى حرب سنية ـ شيعية.. والخطر من طرابلس


-اللواء
خطّة أمنية لحماية الشعارات ودور العبادة من «الإرهاب الإنتحادي»
السعودية تدين «التفجيرات الجبانة».. وطهران تربط أمن لبنان بأمن إيران
التحقيقات تقترب من «صورة متكاملة» حول هوية الإنتحاريين والجهة المخططة

 

أبرز الأخبار

- السفير: بنية تحتية للإرهاب.. والأجهزة بلا «استراتيجية دفاعية» موحّدة.. تفاصيل رحلة الانتحاريّيْن من الفندق إلى السفارة
.. وفي اليوم التالي للهجوم الانتحاري ضد السفارة الايرانية في بيروت، استمرت هزاته الارتدادية بالتفاعل على المستويات المحلية والاقليمية والدولية، انعكاساً لدلالاته الخطيرة من حيث العنوان المستهدف والتوقيت وآلية التنفيذ، فيما شيّع أهالي الشهداء ضحاياهم، وتقبل مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبداللهيان والسفير غضنفر ركن ابادي التعازي في مبنى السفارة. وإذا كانت الاستنتاجات السياسية قد تقاطعت عند اعتبار الهجوم بمثابة مؤشر الى تغيير دراماتيكي في «قواعد اللعبة» في ساحات المواجهة على امتداد المنطقة، فإن الاجهزة القضائية والامنية واصلت التحقيقات المكثفة للوصول الى رسم صورة كاملة للاعتداء، ولخطه البياني، من لحظة التحضير له، حتى لحظة تنفيذه. والى حين اكتمال أجزاء «الحقيقة الرسمية»، أفادت معلومات «السفير» ان الشخصين الانتحاريين أقاما ليوم واحد في فندق يقع بالقرب من الاونيسكو ــ كورنيش المزرعة، وكانت بحوزتهما هويتان مزورتان تحملان اسمين لبنانيين وصورتين «مدنيتين» لا تعطيان أي انطباع بأن صاحبيهما ينتميان الى جهة سلفية او متطرفة، كما انهما كانا يحملان هاتفين خلويين لم يُستخدما من قبلهما. وبينما ترجح المعلومات ان يكون الانتحاريان غير لبنانيين، علم ان مسرح الجريمة كان معداً بأدق التفاصيل من حيث رصد السفارة الايرانية ومراقبة محيطها، وتحديد الثغرات الكامنة فيه، وتجهيز الحزام الناسف وتأمين السيارة المستخدمة في التفجير الثاني، والتي اتضح انها مسروقة وجرى تسليمها للانتحاريين على مسافة قريبة من موقع السفارة، علماً ان الوقت الفاصل بين خروجهما من الفندق وتوقيت الهجوم يقارب حدود الساعة. ووفق السيناريو المفترض، استقلّ هذان الشخصان معاً السيارة الرباعية الدفع، ثم ترجل أحدهما لدى الاقتراب من السفارة، وعمد الى تفجير نفسه بحزام ناسف عند مدخلها حيث مركز الحراسة والحاجز الحديدي، لفتح الطريق امام دخول السيارة الى الباحة الداخلية وتفجير مبنى السفارة، لكن المصادفة وضعت شاحنة المياه في مواجهتها، بالتزامن مع التفجير الاول، الامر الذي عرقل مهمة السائق الانتحاري للسيارة، بحيث قادها الى الامام تارة والوراء طوراً، مصطدما ببعض السيارات المتوقفة. وهنا، تقدم منه شرطي لاستيضاحه طبيعة ما يحصل معه، فازداد ارتباك السائق وخشي من افتضاح أمره، وقرر تفجير نفسه امام المدخل. وفيما أصبحت الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة بحوزة الأجهزة المعنية، علم ان التركيز يتم حالياً على اخضاع الأشلاء التي تم تجميعها الى فحص الـ«دي ــ آن ــ أي»، تمهيداً لمعرفة الهوية الحقيقية للانتحاريين. وغداة الهجوم على السفارة الايرانية، ارتفع منسوب التدابير الاحترازية في الضاحية الجنوبية الى حد غير مسبوق، خصوصاً حول المؤسسات والمراكز المعروفة، كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول السفارات والبعثات الديبلوماسية، لاسيما السفارة السعودية. وقالت مصادر رسمية واسعة الإطلاع لـ«السفير» إن التدابير الامنية الداخلية مهمة وضرورية، لكنها ليست كافية وحدها لمواجهة العمليات الانتحارية، معتبرة ان المطلوب جهد لبناني ــ إقليمي ــ دولي مشترك لخوض معركة شاملة ضد الإرهاب وتجفيف منابعه السياسية والمالية، بعدما توسعت ساحته وباتت مخاطره عابرة للحدود. وأكدت أن هناك قراراً بتفعيل عمل الاجهزة الامنية وتعزيز التنسيق المعلوماتي بينها لرفع جهوزيتها الى الحد الاقصى الممكن، لا سيما ان عيدي الميلاد ورأس السنة أصبحا على الابواب، وقد تحاول الجهات التكفيرية التشويش عليهما عبر عمليات تخريبية. وشددت المصادر على ان القرار السياسي موجود لتغطية الجيش والقوى الامنية في ملاحقة المجموعات الارهابية، في أي مكان تتواجد فيه. وفي سياق متصل، أبلغت اوساط امنية «السفير» ان المرحلة الحالية تنطوي على تحد أمني خطير، لا بد من مواجهته استنادا الى اجراءات نوعية. وأشارت الاوساط الى ان المعلومات التي بلغت الجهات المعنية خلال الاسابيع القليلة الماضية أكدت ان العمل جار على تحضير بنية تحتية في لبنان للأعمال الارهابية، الانتحارية وغير الانتحارية، وان بعض مناطق البقاع الشمالي تشكل ارضية لهذا النوع من الأنشطة. ولفتت الاوساط الامنية الانتباه الى حادثة ضبط الجيش اللبناني قبل فترة قصيرة الحافلة التي كانت تقل عدداً من السوريين في حوش الحريمة آتية من البقاع الشمالي، حيث تم العثور فيها على أحزمة ناسفة. وشددت الاوساط على ان «الامن الاستباقي» اساسي في هذه المعركة، وهو قائم على الاستقصاء وجمع المعلومات، و«كلّما كان تبادل المعلومات بين الاجهزة الامنية عالياً ومحترفاً، كانت القدرة على المواجهة اكثر فعالية»، ملاحظة ان مستوى التنسيق لا يزال ضعيفاً، وان الاجهزة لا تملك رؤية مشتركة او استراتيجية موحدة لمواجهة المخاطر. وقال وزير الداخلية مروان شربل الموجود حالياً في فرنسا لـ«السفير»: كنا نملك معطيات عن امكان قيام انتحاريين بتنفيذ عمليات، كاشفاً عن ان الدولة بصدد شراء معدات من الخارج تساعد في الحدّ من الاختراقات الامنية. ولفت الانتباه الى «انه في الظروف الطبيعية لا يمكن ضمان بيئة آمنة بالكامل، فكيف اذا دخل معطى الانتحاريين الى المعادلة اللبنانية». وقد فرض هاجس العمليات الانتحارية نفسه على المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه امس الذي تناول ايضاً مسار تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس، وتحدي التدفق غير المسبوق للنازحين السوريين، جراء المعركة التي بدأت في منطقة القلمون السورية. وعلمت «السفير» ان المجلس شدد «على ضرورة المباشرة في تنفيذ إجراءات جديدة إضافية، لا سيما ما يتصل منها بالجهوزية الأمنية والأمن الاستباقي من خلال إجراءات سيلمسها المواطن تباعاً، ومن غير المستبعد الاستعانة بتقنيات حديثة لكشف المتفجرات عند مداخل معينة، مع تكثيف التنسيق بين الاجهزة المعنية». وأكد الرئيس ميشال سليمان خلال الاجتماع ان لبنان لن يسمح ان يستعمل من جانب الارهاب المستورد لتفجير نسيجه الاجتماعي، كما لن يسمح بتصفية خلافات الآخرين على ارضه التي ليست ساحة لتصفية الحسابات.


- النهار: ملامح تصعيد تُسابق التحقيق في التفجيرين تنديد سعودي واستنفار الأجهزة لمواجهة "الانتحاريين"
...وفيما شيع امس عدد من ضحايا التفجيرين في الضاحية الجنوبية والجنوب، وتواصلت التحقيقات القضائية واعمال رفع الادلة من مسرح التفجيرين، شهد قصر بعبدا يوما امنياً - قضائياً حافلاً أمضاه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في متابعة التفجيرين، فكانت سلسلة لقاءات شملت وزير العدل شكيب قرطباوي والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وتوجّت باجتماع المجلس الأعلى للدفاع. وعلمت "النهار" ان الرئيس سليمان شدد على اهمية اماطة اللثام عن معطيات التفجيرين ومعرفة الجهة التي تقف وراء الانتحاريين لكي يتخذ لبنان التدابير اللازمة التي تقف في وجه المخطط الاجرامي الذي يضرب البلاد حاليا.وعلمت "النهار" ان المعطيات المتعلقة بالتفجيرين طرحت في الاجتماع، كما أثير ما تردد عن عزم بعض الجهات على التظاهر اليوم امام السفارة السعودية حيث تبين ان بعض القيادات الامنية لم تكن على علم بهذا الامر. فتشعب النقاش الى ضرورة التنسيق بين الاجهزة الامنية وتبادل المعلومات وخصوصاً في هذا الظرف الطارئ. كما علم ان جواً متشائماً خيم على الاجتماع حيال الاوضاع الراهنة على رغم تنويه المجلس بالموقف اللبناني الجامع الرافض للارهاب. وجرى التشديد على مضاعفة التدابير والاجراءات الاستعلامية والامنية لمواجهة مخطط ضرب الاستقرار واتخذت قرارات في هذا الشأن. كما تناول النقاش موضوع اللاجئين السوريين، فأثار وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ضرورة مطالبة المجتمع الدولي باصدار قرار بانشاء مخيمات داخل سوريا. فأجابه وزير الصحة العامة علي حسن خليل بأن النظام السوري ليس في وارد القبول بهذا الامر. وتدخل الرئيس سليمان، مشيرا الى انه سيجري اتصالات في هذا الصدد لمعرفة امكان صدور قرار كهذا.اما على صعيد التحقيقات في التفجيرين، فعلم من مصادر قضائية ان هذه التحقيقات تتابع مسارين: الاول يتعلق بسيارة الجيب التي فجّر الانتحاري الثاني نفسه داخلها، والثاني متصل بفحوص الحمض الريبي النووي للاشلاء التي وجدت في مكان التفجيرين. وعلم ان ثمة خمسة اشخاص مفقودين ينتظر الانتهاء من الفحوص لمعرفة هوياتهم. وأمر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر بتزويد التحقيق كل الكاميرات المركزة على امتداد الطريق التي يفترض ان يكون الانتحاريان سلكاها الى السفارة، وعلم ان السفارة الايرانية زوّدت التحقيق بعض هذه الكاميرات علما ان شريطا بث امس عبر احدى المحطات التلفزيونية ظهرت فيه السيارة المفخخة مندفعة قبل ان تنفجر وتتصاعد النيران منها.من جهة ثانية، عكف الرئيس سليمان على اعداد رسالة الاستقلال التي سيطل بها على الذكرى السبعين التي يحتفل بها لبنان شعبيا ورسميا وعسكريا. وعلمت "النهار" ان الرسالة التي سيوجهها مساء اليوم الى اللبنانيين ستركز على التطورات الامنية التي تهب على لبنان من زوايا مختلفة وسيحضر "اعلان بعبدا" في صلب القراءة الرئاسية لهذه التطورات بالتأكيد ان هذا الاعلان هو خشبة الخلاص للبنان أياً تكن العراقيل التي تقف في وجهه.
تقرير بان
ووسط هذه الاجواء، أفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون، حذر في أحدث تقرير له عن تنفيذ القرار 1701، من أن تورط "حزب الله" في النزاع السوري "له عواقب أمنية وسياسية خطيرة"، وطالب "كل الأطراف اللبنانيين بالتراجع" عن المشاركة في هذه الحرب، وبـ"اعادة التزام سياسة النأي بالنفس". ودعا كل الأطراف الى العودة الى طاولة الحوار الوطني للتعامل مع سلاح "حزب الله" وكسر الجمود السياسي في البلاد.ووزعت الأمم المتحدة التقرير الذي يعده المنسق الخاص للمنظمة الدولية ديريك بلامبلي. وجاء فيه ان الأمين العام "يرحب بالهدوء الذي يسود على طول الخط الأزرق"، وأن "الإفتقار الى التقدم في اتجاه تحقيق وقف دائم للنار وحل طويل الاجل للنزاع، وفقاً لما ينص عليه القرار 1701، لا يزال مبعث قلق". وندد بـ"الحادث الذي وقع في 7 آب في اللبونة، عندما توغلت القوات الإسرائيلية عبر الخط الأزرق وقام حزب الله بعمليات عسكرية"، مؤكداً أن "الحادث يمثل خرقاً خطراً لوقف الأعمال العدائية".وعبر عن "القلق من أنه لا يزال هناك سلاح غير مرخص في منطقة عمليات اليونيفيل بما يتعارض مع القرار". كذلك عبر عن "القلق من استمرار الإنتهاكات للأجواء اللبنانية بصورة شبه يومية من اسرائيل". وشدد على أن "الإحتلال المستمر لشمال الغجر ومنطقة محاذية لها شمال الخط الأزرق من القوات الإسرائيلية يشكل أيضاً انتهاكاً متواصلاً للقرار 1701".وأفاد أن "النزاع في سوريا لا يزال له أثر خطير على لبنان"، مندداً بـ"استمرار الإنتهاكات لسيادة لبنان وسلامة أراضيه". وطالب "الحكومة السورية وكل الأطراف المتقاتلين هناك بوقف انتهاكاتهم للحدود واحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه وفقاً للقرارات 1559 و1680 و1701". وأكد أن "استمرار تورط المواطنين اللبنانيين في النزاع في سوريا يشكل قلقاً عميقاً، بما في ذلك اعتراف حزب الله بدور رئيسي في القتال هناك"، محذراً من أن "المشاركة هذه في النزاع السوري لها عواقب أمنية وسياسية خطيرة". وطالب "كل الأطراف اللبنانيين بالتراجع عن التورط في النزاع السوري، تمشياً مع التزامهم اعلان بعبدا وأحضهم مجدداً على اعادة التزام سياسة النأي بالنفس".وإذ ندد بأشد العبارات باستهداف المدنيين في ضواحي بيروت وطرابلس، حض كل الأطراف على "معاودة الحوار الوطني للتعامل مع موضوع سلاح حزب الله ومحاولة كسر الجمود السياسي في البلاد".


- الأخبار: تفجير بئر حسن: إعلام النفط يتّهم حزب الله!
يمكن أن تأخذ فكرة عن تحليلات الصحف الخليجية ومواقع المعارضة السورية ومدوّنات بعض الجماعات التكفيرية، عن تفجير السفارة الإيرانية أول من أمس في بئر حسن في بيروت، من خلال تغريدة نجم التحريض الإعلامي فيصل القاسم. علّق مذيع قناة «الجزيرة»، على حسابه على «تويتر» بعد التفجير المزدوج: «من يلعب بالنار يحرق أصابعه»، ليعلن صراحةً شماتته الصريحة بالموت. الصورة ذاتها تكررت في أكثر من منبر إعلامي ولو بأساليب وتعابير مختلفة. اختار عبد الرحمن الراشد الاعتدال هذه المرة في مقالته أمس في جريدة «الشرق الأوسط». أعطى فرصة صبّ الزيت على النار لزميله طارق الحميد، الذي اعتبر في مقال نشرته الصحيفة السعودية نفسها أنّ التفجير غير مستغرب، وإن كان مستنكراً، ويستحق الإدانة، لكن ببساطة، فإنّ «إيران وحلفاءها يعتقدون أنّ النار التي يلعبون بها لن تحرقهم، فما تفعله إيران، بالسلاح والرجال والأموال، في سوريا، وما يفعله حليفها حزب الله هناك أيضاً، ليس كفيلاً فقط بإحراق سوريا وحدها، وإنما إحراق المنطقة ككل في أتون الطائفية المقيتة التي لا يمكن أن تتوقف عند حدود معينة». ويوغل الحميد في تحليلاته ليخرج بنتيجة مفادها أنّ «إيران وحليفها حزب الله من جهة، والقاعدة هما وجهان لعملة واحدة في ما يخص سوريا». وخلص إلى ضرورة سعي العالم بجدية لوقف «تدخل إيران وحزب الله في سوريا لإنقاذ لبنان من الحريق المنتظر». وقرعت جريدة «عكاظ» السعودية جرس الإنذار لحزب الله، منبّهة قادته من المنزلق الخطير، مشيرة إلى أنّهم أمام استحقاقين «الأول الاستمرار في التورط في قتل الشعب السوري، وهذا يعني استجلاب الإرهاب إلى لبنان، أو التزام روح الوفاق عبر إعلان بعبدا والانسحاب الفوري من سوريا وهذا يعني النجاة بلبنان واستقراره وأمنه».
كل ما سبق لم يكن سوى تمهيد لـ«السبق» الذي خرجت به صحيفة «الوطن أون لاين» السعودية التي أحالت القراء إلى وثائق نشرتها قبل ١٤٤ ساعة، حيث «كشفت عن مخطط يعكف حزب الله على تنفيذه ليمهّد لدخوله الى منطقة القلمون السورية، ويقضي المخطط بافتعال الحزب تفجيراً كبيراً في الضاحية الجنوبية لبيروت أو البقاع، وهو ما حصل تماماً عندما استيقظت بيروت على تفجيرين انتحاريين». وهذا «يثبت بالدليل القاطع»، بحسب الصحيفة، «وجود تنسيق وثيق وعالي المستوى بين النظام السوري وحزب الله وتنظيم القاعدة». ودعمت الصحيفة استنتاجاتها بأنّه في حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد «افتتحت سوريا أراضيها سراً لتدريب عناصر القاعدة بمباركة الاستخبارات الأميركية، وكانت تدفع بأولئك العناصر إلى الأراضي العراقية تحت زعم الجهاد في العراق».وفي مقال آخر، عنونت الجريدة نفسها بأن اللبنانيين يحمّلون «الحزب الطائفي» المسؤولية، ليكتشف القارئ أنّ «اللبنانيّين» ليسوا إلا رئيس الحكومة السابق ونجم «تويتر» الحالي سعد الحريري، واللواء أشرف ريفي، علماً بأنه لم يرد على لسان أي منهما في تصريحاتهما وصف حزب الله بالطائفي. وكان موقع «العربية» الإلكتروني قد أورد أول من أمس أنّ التفجير المزدوج نفّذه تنظيم «كتائب عبد الله عزام»، مضيفاً إنّ «المعلومات المتوافرة تفيد بأن هذه الكتائب العاملة في لبنان تأسست بعد 2003، وتعمل بتوجيه من الاستخبارات الإيرانية. ويشير بعض المراقبين بإصبع الاتهام إلى الاستخبارات الإيرانية بالوقوف وراء تأسيس هذه الكتائب واستخدامها في أنشطة ضد خصوم طهران في لبنان والمنطقة»!ولم تفوّت المواقع التكفيرية فرصة الدخول على الخط لتنقل تبنّي «كتائب عبد الله عزام» للعملية، معتبرةً أنّ ما حدث هو تنسيق بين «حزب الله» وإيران والدولة اليهودية مع النظام السوري، وبدعم أميركي، وهو أشبه بغزوة «الأحزاب». ونبّهت هذه المواقع «أهل السنّة» ممّا يحاك ضدهم، وهددت «النصارى كونهم أوهن من الوقوف مع حزب الله في هذه المعارك».


- الأخبار: التحقيق يرجّح أنهما غير لبنانيين أقاما في فندق في فردان..انتحاريان 5 نجوم.. الانتحاريان أقاما في فندق بفردان قبل الاعتداء
معلومات جديدة ظهرت عن تفجيري السفارة الإيرانية أول من أمس، حيث أفضى التحقيق إلى ترجيح أن يكون الانتحاريان غير لبنانيَّين، وأقاما في فندق فاخر بفردان لأيام قبل تنفيذ العملية المزدوجة. توصلت أمس تحقيقات الأجهزة الأمنية إلى كشف معطيات جوهرية بشأن كشف هوية منفذي تفجيري السفارة الإيرانية في بئر حسن. وأدت التحقيقات أيضاً إلى معرفة المكان الذي استخدمه الانتحاريان قبل تنفيذهما الاعتداء.وفي التفاصيل أن الانتحاريين قدما إلى بيروت قبل أيام من تنفيذ العملية. وفور وصولهما قصدا فندق شيراتون 4 points في منطقة فردان، وأقاما فيه لغاية تنفيذهما العملية الانتحارية أول من أمس.وبحسب المعلومات الأولية، فإن مقارنة صور الانتحاريين كما ظهرا على كاميرات موجودة في محيط السفارة، مع معلومات محددة، ومع بعض الأدلة التي عُثِر عليها في مسرح الجريمة، أوصلت الأجهزة الأمنية إلى اكتشاف مكان إقامتهما في الفندق المذكور.وعلى الأثر، توجهت قوة أمنية إلى الفندق وباشرت برفع البصمات من الغرف التي استخدمها الانتحاريان، حيث عثر على حاجيات لهما خلفّاها وراءهما. واستحصلت القوة من إدارة الفندق على صورتين لبطاقتيهما الشخصيتين اللتين استعملاها للتعريف عن نفسيهما خلال الحجز، فضلاً عن مصادرة كافة تسجيلات كاميرات المراقبة في الفندق.وتبيّن أن إحدى بطاقتي الهوية التي استخدمها أحد الانتحاريين، والتي عُثِر عليها في مسرح الجريمة، تتضمن بيانات حقيقية لشخص لبناني. وهذه الهوية مزورة، لكونها تحمل الرسم الشمسي لغير صاحبها الحقيقي. وقد أوقفت الأجهزة الأمنية صاحب الهوية الحقيقية، لكن من دون وجود أي شبهة بحقه.وتفيد المعلومات بأنه أمكن من خلال التحقيقات الوصول إلى خيوط تدل على الجهة التنفيذية المشغلة للانتحاريين في لبنان.وفي معلومات أولية، رجحت الأجهزة الأمنية أن يكون الانتحاريان غير لبنانيين، وأنهما أبرزا بطاقات شخصية مزورة لعاملة الاستقبال في الفندق. لكن حتى ليل أمس، لم تكن جنسية أي منهما قد حُسِمَت.وبالنسبة إلى ما ذُكِر على حساب تويتر الذي يحمل اسم الشيخ سراج الدين زريقات، المنتمي إلى كتائب عبد الله عزام، عن كون الانتحاريين لبنانيين، فقد شككت بصحته مصادر قريبة من «تنظيم القاعدة»، ومصادر أمنية رسمية، مؤكدة أن حساب تويتر ليس المكان المناسب لتبني عملية من هذا النوع. وتضيف المصادر أنه إذا أرادت «كتائب عبد الله عزام» تبني العملية، فإنها ستُصدر بياناً أو تسجيلاً على المواقع «الجهادية» المعروفة.وبالنسبة إلى السيارة التي استخدمت في عملية التفجير، فقد باشرت استخبارات الجيش التحقيق مع الشاب الذي استأجرها من سائقها، ثم باعها لتاجر سيارات مسروقة في بلدة بريتال، يُدعى ع. إ. والأخير باعها لأشخاص من المعارضة السورية. والشاب الذي يجري التحقيق معه كان موقوفاً في سجن زحلة، بسبب ملاحقته في عدد من القضايا المماثلة، أي استئجار سيارات وبيعها لتاجر سيارات مسروقة.من جهتها، عرضت قناتا «المنار» و«الميادين» أمس تسجيلاً مصوراً يظهر ما جرى في الشارع الذي تقع فيه السفارة الإيرانية، قبل التفجيرين وبينهما وبعد التفجير الثاني. وقالت القناة إن الانتحاري الأول «وضع يديه في جيبيه واستدار فجأة نحو البوابة الرئيسية للسفارة وفجر نفسه».وأضافت أن «الانتحاري الثاني سلك الطريق بسيارة رباعية الدفع ومرّ بعكس السير (ظهرت السيارة في شريط الفيديو) وسلك بعدها الطريق الصحيح نحو السفارة، حيث فوجئ بشاحنة مياه متوقفة في منتصف الطريق، وقد وصل خلفه الدراج في قوى الأمن الداخلي الشهيد هيثم أيوب الذي كان يلاحقه؛ لأن الانتحاري صدم إحدى السيارات ولم يتوقف». ولفتت إلى أن «أيوب ترجل واتجه نحو الانتحاري قبل أن يُسرع مسؤول أمن السفارة الإيرانية رضوان فارس، شاهراً بندقيته باتجاه الانتحاري، مطلقاً الرصاص عليه، فأرجع الانتحاري السيارة إلى الوراء واقترب منه أيوب ليفتح الباب ففجر الانتحاري نفسه».وأوضحت أن المدة الفاصلة بين الانفجارين كانت دقيقة و 38 ثانية.وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قد اطلع من المدعي العام للتمييز بالوكالة القاضي سمير حمود، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، على المعلومات المتوافرة عن حادثي التفجير، وشدد على تكثيف الجهود والتحريات والتحقيقات لكشف الفاعلين والمحرضين وتوقيفهم وإحالتهم على القضاء. وترأس سليمان اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الذين قضوا في تفجيري السفارة الإيرانية، أدان بشدة هذا «العمل الإرهابي الذي طاول لبنان بأسره». وشدد «على الموقف الوطني الثابت بالعمل الدؤوب على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله». ونوه بـ«الموقف اللبناني الجامع برفض الإرهاب والإرهابيين والحرص على الوحدة والتفاهم».واطلع من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية على المعلومات المتوافرة وعلى التدابير الميدانية والإجراءات الأمنية والاستعلامية التي تقوم بها لكشف المخططين والمنفذين لهذه الجريمة وسوقهم أمام القضاء المختص وللحفاظ على السلم الأهلي، وأمن مقارّ البعثات الديبلوماسية ومكاتبها ودور العبادة والمراكز التجارية، للحؤول دون تنفيذ المجرمين مخططاتهم لضرب الاستقرار العام في البلاد.


- الأخبار: من يُصدر فتاوى القتل؟.. السعودية: خسارة في سوريا وانتحار في لبنان
دخل لبنان أول من أمس عصر التفجيرات الانتحارية الإرهابية. حاملو الأحزمة الناسفة، يغطون أعمالهم بفتاوى سريعة الانتشار في عصر الإنترنت. شبان مستعدون للموت والقتل يأتمرون بقرار أمراء مجهولين غرباء عن هذه البلاد وأهلها. وهؤلاء يستندون إلى تراث تكفيري ترعاه مملكة آل سعود المدججة بمليارات الدولارات، رغم رفعها شعار مكافحة الإرهاب. وهم، فضلاً عن سعيهم إلى فرض تفسيرهم للدين الإسلامي على كافة المجتمعات، يريدون احتكار الفتوى، فيُرهبون رجال الدين الذين يعارضونهم، حتى السلفيين منهم. ولهذا السبب، عبّر معظم رجال الدين الذين حاولت «الأخبار» استطلاع رأيهم بشأن التفجيرات الانتحارية، عن خشيتهم من نسبة آرائهم إليهم علناً، مفضلين عدم ذكر أسمائهم.


- السفير: «الحاج رضا».. كان رضا يتحدّث عن توجسه من استهداف أمني قد يطال السفارة الإيرانية
في «حزب الله» رجالٌ يتقنون حياة الظلّ. يبتعدون عن السياسة وشؤونها، مركزين على مهماتهم العسكرية ــ الأمنية، ومبتدعين لأنفسهم صفات عمل عادية لا تضاهي حجم المهمات الموكلة إليهم: موظف في شركة تنظيفات، عامل في صيانة السيارات، مندوب مبيعات، وغيرها من الصفات المتعددة. هؤلاء لا يخافون فيبتدعون صفات عمل زائفة، بل ثمة دافع أساسي يحملهم إلى ابتكار حياة رديفة لمهماتهم العسكرية والأمنية: يستطيعون تبنّي الصيت الذائع حولهم، لكنهم يخجلون من التبجّح والمجاهرة بصفات هي أصلاً ليست سرّية. «كنت أساعد الإخوان في إعداد الطعام»، أجاب مقاتل عسكري أصدقاءه حين سألوه: «هل صحيح أنك أنت من دمّر ثلاث دبابات ميركافا في وادي الحجير أثناء حرب تموز؟». ليس سراً أنه هو من فعل ذلك، والاعتراف بمأثرته ليس ممنوعاً في الحزب. لكن المقاتل خجل من الارتفاع، أمام الأصدقاء والأقارب، إلى رتبة لا يريدها. من بين هؤلاء، ثمة رجلٌ لبناني اسمه رضوان فارس. قليلون هم الذين كانوا يعرفون اسمه الحقيقي، إذ اشتهر فارس بـ«الحاج رضا». رضا قُتل في تفجير السفارة الإيرانية صباح أمس الأول، عندما خرج بعد التفجير الأول وأطلق الرصاص على سائق السيارة الذي فجّر العبوة الثانية. الصفة الرسمية لرضا هي «مسؤول أمن السفارة الإيرانية»، لكن من يعرف رضا وتاريخه، يدرك أن الرجل ليس عادياً في الأمن. وهو، إلى جانب الثقة المطلقة التي تمتّع بها من «حزب الله» وإيران، يحمل شخصية يصعب العثور عليها لدى رجال الأمن المخضرمين: التواضع. في الحزب كما في أجهزة أمنية محلية، ثمة مسؤولون في الأمن يتحدثون من أنوفهم لشدّة العجرفة التي تغمرهم. يتبجحون بمعرفتهم بفلان أو يظنّون أنهم يحملون أدمغة أمنية خارقة مثل عماد مغنية. رضا كان دمثاً ومرحاً ومتواضعاً. لا يقول ماذا فعل، وإذا قال فالكلمات لا تخرج من أنفه. من يعرف مغنية ورضا، يدرك أنهما يحملان ذهنية مشتركة: الابتعاد عن التبجح، والعمل بصمت. على الرغم من أن صفته الأمنية مُعلنة، وبالتالي يستطيع رضا التماشي مع صيته الذائع وفق ما يريد، إلا ان الرجل كان معروفاً بتواضعه الشديد بين أصدقائه، ومرحه الدائم المتزامن مع استهزائه بكل شخص يطمح إلى المواقع القيادية، بالإضافة إلى هوسه بالسلاح. كان رضا يعتني بمسدسه (غلوك) اعتناء استثنائياً، ويجهز كل مستلزماته الجديدة حين توافرها. ومستخدماً مسدسه الشهير، أطلق الرصاص على الانتحاري الثاني أمس الأول، متقدماً بين الحرّاس وهو يردد: «هذه السيارة متوجهة إلى هنا». في أحد لقاءاته الأخيرة، كان رضا يتحدّث عن توجسه من استهداف أمني قد يستهدف السفارة الإيرانية، موضحاً أنه لأجل ذلك قام بتحصين السور والبوابة الحديدية. رضا كان كئيباً بعد حرب تموز لأنه لم يستشهد خلال المعارك. وكان يعبّر لأصدقائه عن استيائه من ذلك بعبارة واحدة: «ربما يُكتب لي نصيب الاستشهاد في الحرب المقبلة». أمس الأول، خرج رضا شاهراً سلاحه ومتقدماً نحو الانتحاري برباطة جأش يصعب العثور عليها..


- الأخبار: ماهر حمود: الانتحاريون بلا دين مرجعهم الهوى وشــيخهم الإنترنت
تضيع كلّ القراءة السياسية لما يحصل اليوم في المنطقة، أمام وحش الفتنة السنية ــ الشيعية الذي بات يقدّم على أنه أصل الصراع القائم، وليس طُعماً نجح في الإيقاع بالكثيرين. أمام وحش مماثل، يحتكم كل طرف فيه إلى ربّه، لا يجد الشيخ ماهر حمود، في حديث الى «الأخبار»، حلاً إلا بتسليم الأمر إلى الله أيضاً. بكل صراحة يقول: «المشكلة كبيرة ولا أرى إمكانية لحلّها من دون أمر ربانيّ». وفي ما يأتي نص الحوار:
■ كيف تقرأ الانفجارين اللذين وقعا أول من أمس أمام السفارة الإيرانية؟
أعتقد أنهما يأتيان في سياق التطوّر الطبيعي للأحداث الجارية في سوريا، لأن العقول التي تخطّط للفتنة في سوريا، والجهات التي تنفق عليها، مستعدة لفعل أي شيء خدمة للسياسة الاسرائيلية والأميركية التي تريد محاصرة المقاومة من باب الفتنة المذهبية والقومية. بعد قطر التي تسلّمت بداية «مقاولة» إسقاط النظام وتمويل المسلّحين وفشلت، ها هي السعودية تحاول، وبضوء أخضر أميركي.ونحن نعرف أن الفئة المتنفّذة الآن في السعودية على رأسها بندر بن سلطان، وهو الأكثر أمركة وأسرلة في القيادة السعودية باعتراف أمراء وأشخاص من العائلة الحاكمة. لكنني أتصوّر أن نهاية هذه المغامرة السعودية تشبه ما وصلت إليه قطر من خسارة.
■ هل تعتقد أن كتائب عبدالله عزام تقف خلف التفجير كما يتردّد إعلامياً؟
لا، لا أعتقد أنه عمل سراج الدين زريقات أو شخص بهذا الحجم. قد يجري تركيب أسماء كثيرة في أحداث مماثلة، لكن الواضح من حجم التفجير أنه من تخطيط أجهزة كبيرة كانت قد رصدت موعد نزول السفير الإيراني من مكتبه لارتباطه بموعد محددّ سلفاً. اختيار الوقت ليس عشوائياً، كما أن القوة المستخدمة في التفجير تدلّنا إلى أن الفاعل كبير وقادر.
■ البعض يرى في التفجير ردّ فعل على مشاركة حزب الله العسكرية في الحرب السورية، ما رأيك؟
نحن يجب أن نكون عقلاء قدر المستطاع. هناك فريق من الناس ببساطتهم، أو ما بسبب ما عانوه شخصياً، غير مستعدين لتقبل مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا. حتى نحن، في أول الأمر، عندما عرفنا بسقوط شباب من حزب الله غضبنا وأرسلنا إلى السيّد حسن نصرالله ننبّه من المخاطر التي تترتب على هذا الموضوع. لكن تغيّر موقفنا عندما سمعنا تفاصيل عمّا يحدث في سوريا من فم السيد حسن نصرالله شخصياً.
■ ما هي هذه التفاصيل؟
للأسف، لا يمكننا أن نوردها كلّها في الإعلام، لأن فيها أشياء يصعب أن يصدّقها المواطن العادي الذي لا يثق بحزب الله، مثل عمليات الاغتيال والقتل الجماعي التي ارتكبت بحق الشيعة والعلويين في حمص وغيرها. لن يصدقها أحد لأن الإعلام غاب عنها. أنا شخصياً أثق بالسيد حسن نصرالله، وأثق أنهم في حزب الله يشبعون الموضوع درساً وتمحيصاً قبل اتخاذ القرار. ولنتذكّر أن بعض المعارضين كانوا يزجّون باسم حزب الله منذ اليوم الأول في أحداث سوريا، ما يعني أن أحد أهدافهم كان منذ البداية تشويه صورة حزب الله.
■ تقول إنك كنت محرجاً بداية في تبرير تدخل حزب الله في سوريا. هل تغيّر الأمر اليوم؟
الآن، عندما تبيّن أن الموجودين على الأرض هم تكفيريون من صنف «داعش» و«جبهة النصرة»، وأنهم يشكلون البديل المفترض للنظام السوري، وأنه حتى الإسلاميون العاديون لا يستطيعون التفاهم معهم. عندما وصلنا إلى هذه الحقائق الدامغة وباتت «داعش» تعلن عن نفسها بهذه الطريقة البشعة، أصبح تدخل حزب الله أمراً مفهوماً بالحد الأدنى، وبالفعل لم نعد نشعر بالحرج، بل صرنا وكثيراً من الناس، نتفهمّ الأمر. أنا أعذر الإنسان المتضرّر شخصياً من النظام السوري، لكن المشكلة في الذين يعرفون أن الوضع ليس كما يظهره الإعلام.
■ مثل من؟
الإخوان المسلمون مثلاً. منذ الستينيات، كنا نستمع إلى رواياتهم ناقصة. يتهمون النظام بأنه قاتل وظالم وهذا صحيح، لكن فيه تشويهاً للحقيقة التي تقول أيضاً إنهم كانوا يتصرّفون بفردية ومن دون تخطيط. هناك مجموعات من الاخوان المسلمين تعرف تماماً أن الصدام بين الاخوان والنظام لم يكن وليد اعتداء مباشر من النظام، بل كان وليد تحرّشات من الاخوان بالنظام. بعض إخواننا كانوا ينقلون شكاوى عن تحريض يجري للشباب على القتال، كانوا يسمعونهم أشرطة تدفع أي شاب يسمعها إلى إطلاق النار على أول جندي يراه، من دون أن يكونوا مستعدين لهذا الأمر. نعم، الجيش يتحمّل مسؤولية البطش وتوسيع رقعة المعركة، لكن في الوقت نفسه من يفتح المعركة من دون إعداد ومن دون إجماع حتى من زملائه يتحمّل أيضاً المسؤولية.
■ إلامَ يستندون في تحريض الشباب على القتال؟ وتحديداً على قتال مسلمين مثلهم؟
لا سند في الإسلام بالنسبة إلى الانتحاريين. هؤلاء مرجعهم الهوى وشيخهم الإنترنت. لا مشايخ لها قيمة تجلس في مكان معيّن وتدرّس وتفتي بهذا القتل والتكفير بهذا الشكل البشع. هناك منتحلو صفة يكون عندهم اجتزاء من النصوص ويركّبون فتاوى متوافقة مع أهوائهم.
■ لكن هذا الحديث غير العلمي يلاقي قبولاً عند كثيرين، لماذا برأيك؟
لقد تحدّثت مرّة مع شبابنا عن التطرّف ضد الشيعة. قلت لهم «أنتم لم تتخذوا موقفاً من الشيعة بناءً على دراسة. ما حصل هو العكس. رأيتم أن الشيعة يتقدمون، وقد وصلوا إلى مواقع لم تكونوا تتوقعون أن يأخذوها. فالحركة الإسلامية السنية كانت دائماً في موقع الريادة، في حين أن الشيعة أقلية، ومشكوك في عقيدتهم كما تقولون. رغم ذلك رأيتم أنهم تقدّموا عليكم وأخذوا المقاومة واحتلوا الواجهة السياسية في العالم فشعرتم بالغيرة، لذا رحتم تفتشون في الكتب الصفراء حتى تريحوا ضمائركم، وصرتم تقولون صحيح أنهم تفوقوا علين?