23-11-2024 09:12 PM بتوقيت القدس المحتلة

لوس أنجلوس تايمز: الرياض تخشى الإخوان حتى لا يتحدوا شرعية آل سعود

لوس أنجلوس تايمز: الرياض تخشى الإخوان حتى لا يتحدوا شرعية آل سعود

ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، أن مسألة إجراء إصلاحات ديمقراطية في الأردن قد عمقت من حدة الخلافات بين اميرکا وحليفتها القديمة السعودية.

ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية، أن مسألة إجراء إصلاحات ديمقراطية في الأردن قد عمقت من حدة الخلافات بين اميرکا وحليفتها القديمة السعودية. وقالت الصحيفة، إن كبار الدبلوماسيين الأمريكيين توجهوا إلى القصر الملكي في العاصمة الأردنية عمان كل أسبوع تقريباً خلال هذا الربيع من أجل إقناع الملك عبد الله الثاني بأن الإصلاح الديمقراطي ولو الصوري هو أمثل طريقة لتهدئة الاحتجاجات ضد نظام حكمه، لكن في نفس الوقت يضغط حليف آخر على الملك الأردني ويريد منه أن يتجاهل مطالب الأميركيين.

وتوضح الصحيفة أن السعودية تحث الاردن على التمسك بنوع من التقاليد الاستبدادية التي أبقت بيت أل سعود في أمان على مدار عقود طويلة، وتراكم الرياض الهدايا على أبواب الملك الأردني من أجل أن يتبنى وجهة نظرها.

وفي مصر، وبينما تحث اميرکا على الإصلاح، قدمت السعودية مبلغ أربعة مليارات دولار للقاهرة للحفاظ على الوضع الحالي ولمواجهة صعود جماعة الإخوان المسلمين، حيث يخشى السعوديون أن تتحدى الجماعة العقيدة الدينية التى توفر الشرعية للعائلة المالكة السعودية. وتلفت لوس أنجلوس تايمز إلى أن السعوديون قدموا الشهر الماضي للأردن فرصة للانضمام إلى مجلس تعاون دول الخليج الفارسي، وهي خطوة من شأنها أن تمنح الاردن الفقيرة استثمارات جديدة وفرص عمل وروابط أمنية، ومن أجل مزيد من الإغراء، كتب السعوديون شيكاً قيمته 400 مليون دولار لمساعدة عمان، وهي المساعدة الأولى لهم منذ سنوات.

ولعل السباق الهادئ على الأردن هو أحد علامات التنافس الذي اندلع في الشرق الأوسط هذا العام بين السعودية واميرکا، البلدان المتحالفان منذ فترة طويلة، واللتان حدثا تصادم بينهما بسبب الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة. وتنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية قوله: "لدينا الكثير من الاحتكاك هنا، فقد حقن الربيع العربي العلاقة بين البلدين بنوع من التوتر".

وكانت الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما قد دعمت بشكل عام الاحتجاجات وحثت حكومات المنطقة على تقاسم السلطة بشكل أكبر، بهدف بقاء حلفائها ومرتزقتها في الحکم إلا أن أوباما في خطابه الشهر الماضي الذي طالب فيه الأنظمة العربية بالإصلاح تجنب بحذر أى إشارة للسعودية التي لا تسمح بأي معارضة داخلها.

ويقول عبد الله عسكر، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودي، إن إدارة أوباما لم تعد تستمع حقاً للآراء السعودية فيما يخص القضايا السياسية الأساسية، وهذا التغير لا يعني نهاية التحالف بين واشنطن والرياض المستمر منذ ٧٠ عاماً، والمبني على معادلة بسيطة: النفط السعودي مقابل الحماية العسكرية الأميركية، لكنه يعني مزيد من خسارة واشنطن لنفوذها في الشرق الأوسط، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه علاقتها بدول أخرى كمصر وتركيا على سبيل المثال توترات جديدة.

ويشير أحد كبار المسؤولين الأميركيين إلى أن السعوديين منزعجون ومحبطون وغاضبون، ولا يعرفون ما يجب أن يفعلوا بالفعل، ورغم ذلك، فإن مسئول آخر بوزارة الخارجية الأميركية أصر على أن التحالف بين الرياض وواشنطن لا يزال قائماً في قضايا الأمن والطاقة، لكن يظل التوتر بين البلدين واضحاً بشكل أكبر في البحرين، حيث تجاهلت الرياض التحذيرات الأميركية وأرسلت قواتها لقمع الانتفاضة الشعبية.