بعد اعوام من التفاوض حول البرنامج النووي الايراني، توصلت أخيراً القوى الكبرى وايران، فجر اليوم الأحد، في ختام محادثاتها في جنيف الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني.
بعد اعوام من التفاوض حول البرنامج النووي الايراني، توصلت أخيراً القوى الكبرى وايران، فجر اليوم الأحد، في ختام محادثاتها في جنيف الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني. وبموجب الاتفاق الذي احترم حق ايران في امتلاك المعرفة النووية، فإنه سيتم تخفيف العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية تدريجياً ومن ضمنها العقوبات الاقتصادية التي ستزول خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقد جرى اعلان الاتفاق خلال مؤتمر صحفي حضره كل من المفاوضين الايرانيين على رأسهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ووزراء خارجية الدول الست الكبرى بالاضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاروربي كاثرين اشتون التي تلت في مقر الامم المتحدة في جنيف اعلانا مشتركا يشمل "اتفاقا على خطة عمل" في شأن البرنامج النووي الايراني، معلنة بذلك توصل الدول الست الكبرى الى الاتفاق مع ايران على حل لبرنامجها النووي.
ظريف: الاتفاق "نتيجة مهمة" لكنه "ليس الا خطوة اولى"
واعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه "نتيجة مهمة لكنه ليس الا خطوة اولى".
وقال ظريف في مؤتمر صحافي "لقد انشأنا لجنة مشتركة لمراقبة تطبيق اتفاقنا، آمل في ان يتمكن الطرفان من التقدم بطريقة تسمح باعادة الثقة".
واضاف ظريف ان "الاتفاق يتضمن اشارة واضحة مفادها ان التخصيب سيستمر في ايران، وهي مسألة لطالما اعتبرت حجر العثرة الرئيسي في المفاوضات".
وقال الوزير الايراني الذي استقبل لدى دخوله الى قاعة الصحافة بالتصفيق من قبل العديد من الصحافيين الايرانيين الذين جاءوا الى جنيف لتغطية هذه المفاوضات، "نعتبر ان ذلك من حقنا"، مؤكداً "أن الحق بامتلاك التكنولوجيا النووية حق غير قابل للتصرف"، مضيفا "ان المعركة التي نخوضها منذ سنوات عدة الهدف منها ان يعترف المجتمع الدولي بممارسة ايران هذا الحق".
وخلص الى القول "نعتقد ان هذا الاتفاق وخطة العمل" يعني "ان البرنامج النووي الايراني سيستمر".
عباس عراقجي: الاتفاق يتضمن اعترافا بالبرنامج النووي الايراني
بدوره، أعلن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي عباس عراقجي ان الاتفاق الذي تم التوصل بين طهران والقوى الكبرى يلحظ "اعترافا ببرنامج التخصيب النووي الايراني". وكتب عراقجي على موقع تويتر "تم الاعتراف ببرنامجنا للتخصيب".
كيري الاتفاق النووي سيجعل العالم "أكثر امنا"
واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان "الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين ايران والقوى الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني سيجعل العالم اكثر أمناً".
وقال كيري ان "الاتفاق الذي وقع مع ايران في جنيف يشكل خطوة اولى، مشددا على ان "النص لا يقول ان لايران الحق في تخصيب اليورانيوم مهما جاء في بعض التعليقات".
واضاف الوزير الاميركي "ان ايران وافقت على تعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد عن 5%، كما وافقت ايران على تخفيض او تحويل مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%".
و سعى كيري الى طمأنة "إسرائيل"، بالقول: "ان هذا الاتفاق سيجعل العالم اكثر امنا واسرائيل اكثر امنا، وشركاءنا في المنطقة اكثر امنا".
ولفت ايضا الى انه "لا يوجد اي فارق بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن الهدف النهائي وهو ان ايران لن تمتلك القنبلة النووية".
وتابع "ان املنا هو ان يقود الاتفاق بشأن النووي الى علاقة جديدة لايران مع الغرب ومع جيرانها"، مضيفا "انني واثق. تماما مثل الرئيس اوباما. باننا قمنا بالخيار الصائب".
هولاند: الاتفاق "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح"
وقد رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق المبرم، معتبراً إياه "خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح" كما جاء في بيان نشره قصر الاليزيه الاحد.
وقال هولاند "الاتفاق التمهيدي الذي اعتمد هذه الليلة يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح ومرحلة نحو وقف البرنامج العسكري النووي الايراني وبالتالي نحو تطبيع علاقاتنا مع ايران".
وأضاف أنه "يحترم المطالب التي وضعتها فرنسا في مجال مخزون اليورانيوم وتخصيبه وتعليق تشغيل منشآت جديدة والرقابة الدولية". وتابع ان فرنسا "ستواصل العمل من اجل التوصل الى اتفاق نهائي حول هذا الموضوع".
فابيوس: الاتفاق مع ايران تقدما مهما على طريق الامن والسلام
كما أشاد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد باتفاق جنيف واصفا اياه بانه "تقدم مهم على طريق الامن والسلام".
وقال فابيوس ان هذا الاتفاق "يؤكد حق ايران في الطاقة النووية المدنية، لكنه يلغي من جهته اي امكان لحيازة السلاح النووي"، معتبرا ان "اتفاق جنيف بين طهران والقوى الكبرى يمثل خطوة اولى كبرى".
هيغ: الاتفاق "جيد للعالم اجمع"
ورأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن ما تحقق "جيد للعالم اجمع بما في ذلك لدول الشرق الاوسط والشعب الايراني".
وكتب في حسابه على تويتر أن "الاتفاق المبرم هذه الليلة مع ايران جيد للعالم أجمع بما في ذلك لدول الشرق الاوسط والشعب الايراني".
وقال في تغريدة ثانية "يدل الاتفاق انه من الممكن العمل مع ايران ومعالجة المشاكل المعقدة دبلوماسيا".
وتابع أن "المفاوضات كانت مثمرة، غدا (الاحد) يبدأ عمل ضخم لتطبيق الاتفاق"، وأوضح أن "اتفاق على مستوى عال مهم ومشجع مع ايران، البرنامج النووي لن يتقدم خلال ستة اشهر وسيتم الغاء اجزاء منه".
وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي: "نقطة تحول"
واعتبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان "الاتفاق يشكل "نقطة تحول" وان الدول الغربية اقتربت جدا من هدفها لمنع اي تسلح نووي لايران".
وعبر فسترفيلي عن ارتياحه "لاننا توصلنا للمرة الاولى الى وحدة سياسية بخصوص خطوات اولى جوهرية"، داعيا الى "الافادة من الاشهر المقبلة لبناء ثقة متبادلة"، ومتمنيا "متابعة سريعة للمفاوضات بغية التوصل الى اتفاق نهائي".
الخارجية السورية: تبقى "اسرائيل" العقبة الوحيدة أمام شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل
وقد رحبت سورية بـ "الاتفاق التاريخي" الذي تم التوصل إليه، فنلقت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر في وزارة الخارجية ترحيبه بالاتفاق الذي "يضمن مصالح الشعب الإيراني الشقيق ويعترف بحقه في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الأغراض السلمية".
واعتبر المصدر أن الاتفاق المبرم " دليل على أن الحلول السياسية لأزمات المنطقة هي الطريق الأنجع لضمان الأمن والاستقرار فيها بعيدا عن التدخل الخارجي والتهديد باستخدام القوة"، كما أنه "يمهد السبيل نحو جهد دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل".
ولفت البيان انه "بعد انضمام سورية إلى اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية، تبقى إسرائيل العقبة الوحيدة التي تحول دون تحقيق هذا الهدف كونها الطرف الوحيد الذي يملك السلاح النووي ويرفض وضع منشآته النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
المالكي: خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها
بدوره، رحب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، اليوم الاحد، بتوصل ايران والقوى الكبرى إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، واصفاً اياه بأنه "خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها".
وقال المالكي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي ن "توصل كل من جمهورية ايران الإسلامية والدول الست الى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني يعد خطوة كبيرة على صعيد امن واستقرار المنطقة واستبعاد بؤر التوتر فيها".
وأضاف: "نأمل أن تتواصل عملية بناء الثقة وتنشيط الحوار بما يحقق مصلحة الجانبين بمنع الانتشار النووي والاعتراف بحق ايران في برنامج نووي سلمي، كما نامل ان يكون الاتفاق مقدمة لإخلاء المنطقة تماماً من أسلحة الدمار الشامل".
وقال المالكي إن "العراق الذي وقف دائما الى جانب الحوار والحلول السلمية لكافة الازمات، يود ان يعرب عن تاييده الكامل لهذه الخطوة واستعداده لدعمها بما يؤمن استكمال المراحل المتبقية واشاعة اجواء الحوار والتفاهم والحلول السلمية".
أبو ردينة: لشرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية
وتعقيباً على التوصل الى اتفاق، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إننا نريد شرق أوسط خاليا من الأسلحة النووية.
وأضاف أبو ردينة في تصريح له اليوم الأحد، نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية، أن الجهود الدولية التي نجحت في جنيف، هي فرصة لتفعيل اللجنة الرباعية لأخذ دورها في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الوصول إلى اتفاق في جنيف هو رسالة هامة لإسرائيل كي تدرك أن السلام هو الخيار الوحيد في الشرق الأوسط.