26-11-2024 02:17 PM بتوقيت القدس المحتلة

بوتين والبابا يدعمان التوصل الى حل تفاوضي للازمة في سوريا

بوتين والبابا يدعمان التوصل الى حل تفاوضي للازمة في سوريا

اعلن الفاتيكان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والبابا فرنسيس ناقشا ضرورة اجراء محادثات لحل النزاع في سوريا اثناء اول لقاء بينهما.

 

اعلن الفاتيكان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والبابا فرنسيس ناقشا ضرورة اجراء محادثات لحل النزاع في سوريا اثناء اول لقاء بينهما.

وقال الفاتيكان في بيان عقب اللقاء الذي استمر 35 دقيقة ان البابا وبوتين ناقشا "ضرورة اطلاق مبادرات ملموسة للتوصل الى حل سلمي للنزاع في سوريا تدعو الى سلوك طريق المفاوضات وتشمل مختلف المكونات الاتنية والدينية عبر الاقرار بدورها الذي لا غنى عنه في المجتمع".

وخلال اللقاء بين البابا وبوتين والذي اعقبه اجتماع اخر مع وزير خارجية الفاتيكان بييترو بارولين، شكر الرئيس الروسي للبابا الرسالة التي وجهها لمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ واعلن فيها معارضته لاي عمل عسكري خارجي لانهاء النزاع في سوريا.

واضاف الفاتيكان ان اللقاء بين الجانبين تطرق ايضا الى "الوضع الدقيق للمسيحيين في العديد من مناطق العالم وتعزيز قيم كرامة الفرد وحماية الحياة الانسانية والعائلة".

وبحث بوتين والبابا فرنسيس ايضا "قضايا ذات اهتمام مشترك، وخصوصا حياة المجموعة الكاثوليكية في سوريا والمساهمة الاساسية للمسيحية في المجتمع".

ومن جهة اخرى، صرح المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي للصحافيين ان بوتين لم يوجه دعوة الى البابا لزيارة روسيا، لافتا الى ان هذا الامر "لم يكن متوقعا"، ونقل الرئيس الروسي الى البابا تحيات البطريرك الارثوذكسي الروسي كيريل، بحسب الفاتيكان.

واصبح بوتين اول رئيس دولة كبرى يخطو عتبة مكتبة الحبر الاعظم الارجنتيني بعد المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، وقد سبق والتقى بوتين البابا يوحنا بولس الثاني في العامين الفين و 2003، وكذلك البابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2007.

ويقيم الفاتيكان وروسيا علاقات دبلوماسية كاملة منذ العام 2009 بعد فترة طويلة من العداء في ظل الشيوعية تبعها مسار شاق من التقارب، ورافق بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي لعب دورا اساسيا في المفاوضات التي جرت في جنيف حول البرنامج النووي الايراني وافضت الى اتفاق.

ويشمل جدول اعمال الزيارة التنسيق الدبلوماسي للكرسي الرسولي والكرملين في الامم المتحدة ومجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا اضافة الى التعاون الثقافي، وقد عبر الجانب الروسي عن ارتياحه ل"تفعيل العلاقات بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية" من اجل تسريع مسار التقارب، كما يشدد ايضا على ان ما يجمع بين موسكو والفاتيكان "حرصهما الخاص على حماية الاقليات المسيحية في شمال افريقيا والشرق الاوسط".

وتعمل موسكو، مدعومة بنجاحاتها الدبلوماسية، مع صدور قرار بشأن الاسلحة الكيميائية في سوريا واتفاق جنيف بشأن البرنامج النووي الايراني، في اتجاه نظام متعدد الاقطاب. الامر الذي يلقى استحسان الكرسي الرسولي.

وابدى الكرملين ارتياحه ايضا لقيام البابا فرنسيس "بحملة ضد حل عسكري لحل القضية السورية" كانت ترغب به واشنطن وباريس وعارضه الكرملين حليف دمشق وطهران، وخلال اللقاء بين البابا وبوتين والذي اعقبه اجتماع اخر مع وزير خارجية
الفاتيكان بييترو بارولين، شكر الرئيس الروسي للبابا توجيهه تلك الرسالة، والتي جاءت بمناسبة انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ.

وتأخذ الكنيسة الارثوذكسية على الغرب العلماني بانه تخلى عن مسيحيي الشرق، خلافا لروسيا كما تقول.

الا ان حجر العثرة بين الفاتيكان والبطريركية يبقى ممثلا بمسالة الروم الكاثوليك في اوكرانيا. البلد الذي يعتبره الروس مهد الارثوذكسية، واظهر "الوحدويون" الاوكرانيون لزمن طويل حقدا دفينا للارثوذكس.

وعندما التقى المتروبوليت هيلاريون مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، هذا الشهر البابا فرنسيس جرى على الارجح البحث في مشروع لقاء تاريخي، يرغب به الفاتيكان، في بلد ثالث بين البطريرك كيريل والحبر الاعظم.

وفي حديثه الاثنين لصحيفة لوفيغارو قال هيلاريون "ان رغبة فرنسيس في اصلاح ادارة الكنيسة الرومانية باتجاه آلية مجمعية اكبر"، و"دعوته لصالح المسيحيين المضطهدين في الشرق الاوسط، تلقى دعم الكنيسة الروسية".

واضاف المتروبوليت "كل ذلك يجعل امكانية عقد لقاء مقبل بين البابا والبطريرك (عموم روسيا) اكثر واقعية، لكن لتفادي تحوله الى مجرد حدث بروتوكولي سيتم اعداد مضمونه بعناية فائقة، اما في ما يتعلق بمكانه وزمانه المحتملين فلم يجر اي نقاش
ثنائي في هذا الخصوص".

وراى الخبير في الشؤون الفاتيكانية في صحيفة لاستامبا اندريا تورنيلي "ان الاصرار الذي ابداه البابا فرنسيس على تعريف نفسه بانه اسقف روما وتأكيده على ان الكنيسة الكاثوليكية يجب ان تتعلم مجمعية الكنيسة الارثوذكسية" يلقيان استحسانا كبيرا.

واعتبر هذا الخبير ان حبرا اعظم يكون "اقل انتماء الى الغرب واقل ارتباطا باستراتيجيات تبشيرية قد يلقى بسهولة اكبر قبولا في موسكو".