مقتل عبد القادر الصالح قائد معركة الدخول الى حلب ومصير لواء التوحيد سيطرته على حلب
مقتل عبد القادر الصالح قائد معركة الدخول الى حلب ومصير لواء التوحيد
عبد القادر الصالح او "حجي مارع" كما يُطلق عليه اتباعه ليس قائدا ميدانيا عاديا في "لواء التوحيد"، هو مجموعة من العلاقات العائلية والعشائرية في الريف الشمالي لمدينة حلب، ومجموعة من تشابك المصالح التجارية في المنطقة مع كبار تجار سوق الهال الزراعي ومع الفلاحين والمزارعين في حلب وريفها وإدلب وريفها.
كان الصالح تاجر حبوب في بلدته مارع، وكان هو الواجهة التجارية للممول الكبير والتاجر الأهم عبد العزيز سلامة الذي بدوره يمثل جماعة الأخوان المسلمين التجارية الممتدة كالإخطبوط في جسد الاقتصاد السوري خصوصا في الشمال المحاذي لتركيا والمرتبط مباشرة بغرفة التجارة التركية في اسطنبول التي يرأسها قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية التركي، وهذه الغرفة تجمع عشرات رجال الأعمال من جماعة الاخوان المسلمين العالمية وفيها خيرت الشاطر صندوق مال جماعة الاخوان المسلمين في مصر والتي أنشات عبر هذه الغرفة علاقات تجارية بين مصر وتركيا تعود فائدتها على الاقتصاد التركي بمليارات الدولارات سنويا على الرغم ان البضائع التركية التي كان تجار جماعة الإخوان المسلمين يستوردنها لمصر لم تكن افضل جودة من نظيرتها المصرية.
شكل عبد القادر الصالح كتيبة احرار مارع في بداية الأحداث السورية وعبرها سيطر على البلدة، وبدأ من مارع التوسع في الريف الشمالي لحلب وتمكن من السيطرة على القرى المحيطة بمارع في بداية العام 2012.
مصادر سورية معارضة تروي ان مدينة حلب شكلت الهدف الاساس الذي عملت عليه جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية الأحداث السورية، وكان عبد القادر الصالح الشخص الاكثر قدرة على تنفيذ الهدف نظرا لعلاقاته الاجتماعية في المنطقة، وكان يجب العمل على توحيد الفصائل المسلحة في شمال حلب والريف الشمالي لإدلب من اجل تنفيذ خطة اقتحام احياء حلب القديمة كمقدمة للسيطرة على كامل المدينة.
عمل عبد القادر الصالح على توحيد الفصائل المسلحة عبر الرشاوى المالية وتوزيع المغانم مسبقا في حلب واعدا قيادات المجموعات المسلحة التي كانت تتشكل في الشمال السوري بدعم تركي كبير وتمويل قطري وبمغانم في مصانع حلب وأسواقها في حال توحدوا تحت قيادته، وأمنت جماعة الاخوان المسلمين عبر مكتب الارتباط في اسطنبول الذي يقوده نائب مراقب عام الجماعة محمد فاروق طيفور عملية التواصل بين قيادات الجماعات المسلحة والمخابرات التركية وتم الاتفاق على تشكيل لواء التوحيد من 14 فصيلا وجماعة مسلحة، ووقع الاتفاق في اسطنبول بداية العام 2012 وأعلن عبد القادر الصالح في بيان على قناة الجزيرة تشكيل لواء التوحيد من الفصائل الجهادية المسلحة دون ان يذكر الجيش السوري الحر في بيانه رقم 1.
كان الصالح قائد معركة السيطرة على احياء حلب القديمة، وتمكن من دخول احياء المدينة التاريخية والأسواق القديمة بوسائل مختلفة، ونجح في تحقيق اهم انتصار سياسي ومعنوي وعسكري للجماعات المسلحة تمثل في تثبيت سيطرتها على اجزاء كبيرة من مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للجمهورية العربية السورية، ومنها حاول الصالح التمدد نحو الداخل السوري عبر بدء معركة وادي الضيف التي باشرها عبد القادر الصالح في تشرين ثاني/نوفمبر عام 2012، واستمر في حصاره للمعسكر حتى تمكن الجيش العربي السوري من فك الحصار عن معسكر وادي الضيف في آذار/مارس من نفس العام وبالتالي منع الصالح من اتمام خطته في التمدد نحو الداخل بعدما نجح في حلب نصف نجاح.
في أيار عام 2013 وصل عبد القادر الصالح مع المئات من عناصره الى القصير، وتولى فور وصوله قيادة العمليات في المدينة، غير انه انسحب من المدينة في الأول من حزيران/يونيو أي قبل 72 ساعة من تحرير القصير واتجه الى الشمال السوري بعدما شعر أن القتال لم يعد ذات جدوى في القصير، وتتهمه جماعات مسلحة من دير الزور حضرت الى القصير في نفس الوقت الذي حضر فيه الصالح انه انسحب من المدينة ليلا دون ان يخبر احدا من الفصائل الأخرى، ويقول الصالح ان انسحابه أتى بعد تصاعد التوتر بين جماعات الجيش الحر وقيادة الأركان المشتركة في اسطنبول والتي اقالت حينها عبد الجبار العكيدي من منصب قائد المجلس العسكري لحلب وريفها الشمالي في الجيش الحر، كما كانت الاوضاع تتدهور عسكريا بين الاكراد والجيش الحر في الشمال السوري وهذا فرض عودته الى الشمال قبل دخول الجيش السوري وحلفائه لمدينة القصير بثلاثة أيام.
في ظل كل هذه الاحداث المتسارعة كان نجم عبد القادر الصالح يسطع عند كل منعطف جامعا حوله الفصائل المسلحة من كل الفئات وكان اخر انجازاته على صعيد العمل على الأرض نجاحه في جمع كل الفصائل المسلحة المعارضة تحت قيادة غرفة عمليات واحدة في معارك اللواء 80 بالقرب من مطار حلب العسكري قبل مقتله بأيام قليلة.
قتل عبد القادر الصالح تاركا خلفه الفصائل التي وحدها في حال تراجع ميداني في الشمال السوري بعد تمكن الجيش السوري وحلفائه من تحرير مدينة السفيرة الاستراتيجية في الريف الشمالي لحلب، قُتل عبد القادر الصالح تاركا أيضا خلفه فصائل مشرذمة متصارعة كان الجسم الوحيد المتماسك فيها هو لواء التوحيد تحت قيادة الصالح وبفضل وجوده ولا شك ان غياب الرجل الجامع سوف يعرض لواء التوحيد للتشرذم والتفتت كما هي حال الفصائل الأخرى ما يمهد لتغيرات جذرية سوف يشهدها الميدان في مدينة حلب في الاسابيع القادمة.
الشمال السوري ومسار الحرب السورية 1/3
الشمال السوري ومسار الحرب السورية 2/3
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه