يسود التوتر في منطقة عالي، وسط البحرين، بعد اقدام قوات الأمن البحريني فجر اليوم الثلاثاء على اقتحام منزل والاعتداء على أم وابنتها بالضرب والركل ورشها بمادة حارقة اثناء قيامها بحماية ولدها
يسود التوتر في منطقة عالي، وسط البحرين، بعد اقدام قوات الأمن البحريني فجر اليوم الثلاثاء على اقتحام منزل والاعتداء على أم وابنتها بالضرب والركل ورشها بمادة حارقة اثناء قيامها بحماية ولدها الذي جرى اعتقاله بعد ضربه بشكل مبرح.
ووفقاً لمصادر بحرينية فقد تم اقتحام المنزل من قبل قوات أمن مدعومة بعناصر مدنية دون ابراز إذن قضائي.
وبعد تناقل مواقع التواصل الاجتماعي صوراً أظهرت الاعتداء على النسوة، فقد أثارت الصور موجة غضب كبير في الشارع البحريني.
يشار إلى أن المعتقل قيس عباس حكم غيابيا بداية هذا العام بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة الاعتداء على رجال الأمن، وقد تم اعتقاله قبل عامين لمدة أربعة أشهر ليُخلى سبيله بعد ثبوت عدم ضلوعه في العملية التي اتهم بها، وبعد أكثر من 4 أشهر من الإفراج عنه أعيد فتح ملف القضية وزج باسمه مرة أخرى وتم الحكم عليه غيابيا.
وتنقل المصادر أنه جراء التعذيب الذي لاقاه أثناء الاعتقال احتاج "قيس" لعمليتين جراحيتين في كلتي رجليه وأجرى واحده قبل فترة وجيزة وهو الآن في فترة علاج طبيعي ولا يقوى على الحركة.
الوفاق: الاعتداء بشع ووقح وسافر ويعكس سقوطاً أخلاقياً
وفيما نقل موقع جمعية الوفاق صوراً تظهر ما جرى من اعتداء، قال إن الاعتداء " بشع ووقح وسافر" ويعكس " سقوطا اخلاقيا مدويا لهذه القوات التي لا تتورع عن ارتكاب الفظاعات والانتهاكات ضد المواطنين، وتتجاوز كل القيم الأخلاقية والدينية والوطنية في ممارساتها اليومية".
وقالت الوفاق إن القوات قامت "بمحاصرة المرأة داخل منزلها بعد اقتحامه فجرا وتثبيتها ورش مادة حارقة على وجهها مما تسبب أيضا في ضربة على يدها، حين كانت تحاول حماية ابنها الذي تعرض للضرب المبرح من قبل مدنيين ملثمين اقتحموا المنزل دون سند قانوني وبشكل غير اخلاقي عبر كسر الباب ولم يعطوا النساء فرصة لستر أنفسهن، وكل ذلك في سلوك اسفزازي خطير للمجتمع البحريني الذي يجل المرأة ويقدر مكانتها ولايرضى التعدي عليها وعلى كرامتها تحت أي مبرر".
"وتعرض الابن المعتقل للضرب المبرح والوحشي أمام والدته وأهله، وبعد مراجعة ذويه للمراكز الأمنية لم يُخبروا عن مكانه وتفاصيل اعتقاله"، أردفت الوفاق.
ورأت كبرى الجمعيات المعارضة ان ما جرى "حلقة ضمن مسلسل تتكرر مشاهده في منهجية واضحة ووقحة" ، مشيرة أنه "لا يوجد ما يوقف هذه التعديات والصمت الرسمي وأحكام التبرئة لما وصل من قضايا قتل للمحاكم كل ذلك تعكس سياسة إفلات من العقاب تعتمدها السلطة مع أجهزتها الأمنية، الأمر الذي يفاقم الانتهاكات ويصعد بها إلى أقصى وأقبح حدودها".
وشددت الوفاق على أن "استمرار الصمت على هذه الممارسات المشينة التي لا تنتمي بأي شكل للخلق البحريني، يؤكد أن ماتذهب له السلطة هو انتقام وتشفي ولا علاقة له بأي قانون، فهذه التجاوزات تتكرر وقد وثقها تقرير السيد بسيوني الصادر قبل عامين، ولازالت تستمر مما يؤكد عدم تغير العقلية الانتقامية التي تستعدي المواطنين وتصر على انتهاك وتجاوز حقوقهم الإنسانية".
هذا وعلق العلامة البحريني السيد عبدالله الغريفي على الحدث قائلاً: "ندين الاعتداء الآثم على النساء بقرية عالي وندعو الجميع لتفويت الفرصة على النظام والالتزام بسلمية حراكنا الشعبي وضبط سلوكياتنا المنفعلة".