تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 29-11-2013 الحديث محلياً عن مجموعة من الاحداث السياسية والامنية ولا سيما جولة الجديدة في طرابلس والتي أضحت تتقدم على وتيرة الاعتداءات المذهبية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 29-11-2013 الحديث محلياً عن مجموعة من الاحداث السياسية والامنية ولا سيما الجولة الجديدة في طرابلس والتي أضحت تتقدم على وتيرة الاعتداءات المذهبية المتصاعدة بشكل خطير ومنظم، كما تناولت الصحف التطورات السياسية والعسكرية في سورية وخصوصاً تقدم الجيش السوري في القلمون بعد احكام سيطرته على مدينة دير عطية وطرد المسلحين منها ثم ليبدأ بعد ذلك بمحاصرة مدينة النبك المجاورة.
السفير
واشنطن تستعجل تسوية نفطية .. والفتنة تلفح طرابلس
التجسس الإسرائيلي: برودة نيابية .. وحرارة ديبلوماسية!
وكتبت صحيفة السفير تقول "ها هي الدولة، أو ما قد يشي بعد بوجودها، تصرف ما تبقى من رصيدها، على رصيف العجز وانتظار التسويات الخارجية، فتكون النتيجة إهدارا تلو إهدار، للحد الأدنى من الوطنية اللبنانية.
هل هناك ملفات، في هذه اللحظة، تتجاوز بأهميتها تداعيات الأزمة السورية والنفط والتجسس الإسرائيلي على لبنان وتحصين الأمن من طرابلس إلى الحدود الجنوبية، مرورا بكل مدينة وقرية ومنطقة لبنانية، ناهيك عن الملفات الاقتصادية والمالية والمعيشية الأكثر من أن تحصى وتعد؟
تكاد صورة المجتمعين، بالأمس، تحت قبة برلمان لبنان تشي وحدها بالكثير من الصور والعبر. فالدعوة لم تكن موجهة للهيئة العامة لنواب الأمة، بل لنواب لجنتين نيابيتين (الاتصالات والخارجية) على تماس مع ملف التنصت والتجسس الاسرائيلي على كل لبنان، ومعهم ممثلو 30 سفارة عربية وأجنبية في بيروت.
اللافت للانتباه أن النواب الذين لبوا الدعوة لم يتجاوزوا عتبة العشرين نائبا من أصل 29 من المدعوين، علما أنه كان يسجل في جلسات سابقة تدعى اليها لجنة واحدة حضور أكثر من نصف الهيئة العامة، ليتبين أن ما يجتذب هؤلاء النواب هو كل ما يتصل بالاصطفافات الفئوية، بعناوين الأجهزة الأمنية وتقاسم جبنة الهدر المالي، أما عندما يكون العنوان وطنيا بامتياز، على شاكلة جلسة الأمس، فان النصاب يكون مهددا لولا حضور السفراء والقناصل.
صحيح أنها جلسة استماع غير مسبوقة في تاريخ المجالس النيابية في لبنان، بدعوة هذا الحجم من السفراء وممثليهم للجلوس على مقاعد النواب، وليس كضيوف في مقاعد الزوار في الطبقة العليا، كما جرت العادة سابقا، غير أن التلبية الديبلوماسية شبه الكاملة (حتى أن الأميركي غاب واعتذر.. وكذلك فعل الصيني)، بيّنت أن لبنان فعلا «بيت بمنازل كثيرة».
فقد قدم فريق الخبراء الفنيين المدعوين الى الجلسة شرحا فنيا وسينمائيا باللغة الانكليزية، تضمن الكثير من الوقائع حول الاعتداءات الاسرائيلية التجسسية على لبنان، بما في ذلك على السفارات و«اليونيفيل»، وندر أن دوّن الحضور من النواب ملاحظة أو طرح سؤالا، بينما كانت عيون الديبلوماسيين تسأل عن ردة فعل حكوماتهم ازاء هكذا عدوان، خاصة وأن فضيحة التجسس الأميركي على الكرة الأرضية بأسرها ولا سيما دول الاتحاد الأوروبي الحليفة لواشنطن، ما تزال حاضرة بتداعياتها السياسية والديبلوماسية والأمنية حتى الآن.
صحيح أن لبنان لن ينتظر من معظم هذه الدول أن تحرم اسرائيل من «داتا» ربما تكون هي نفسها شريكة في استكمال بعض معطياتها في لبنان أو غيره من الدول، لكن الوظيفة الأولى للجلسة تحققت عبر إحراج هذه الدول بالحضور والاستماع وتزويد ممثليها بملفات، في خطوة وصفها رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله بـ«أنها جيدة في حد ذاتها كونها وضعت هؤلاء الديبلوماسيين أمام مسؤولياتهم، على طريقة تعامل لبنان، في مرحلة أولى، مع أي اعتداء اسرائيلي من هذا النوع، في انتظار أن يكونوا شركاء بتحمل مسؤولياتهم في المحافل الدولية وغيرها، من أجل وقف هذا العدوان الإسرائيلي السافر والخطير».
عرض أميركي نفطي جديدوفي السياق نفسه، يتأكد يوما بعد يوم ان ملف النفط والغاز البحري اللبناني بات يحظى باهتمام الخارج أكثر من اهتمام اللبنانيين أنفسهم به، بدليل القفز عن موضوع الجلسة الحكومية التي كان يفترض أن تخصص لإقرار مرسومي النفط المتعلقين بعقد تقاسم الأرباح مع الشركات وبتحديد «البلوكات البحرية».
ولا يأتي وفد أجنبي الى لبنان ولا يلتقي مسؤول أجنبي بمسؤول لبناني في الخارج، الا ويكون الملف النفطي في أولوية جدول الأعمال، وهذا ما بينته بالملموس الولايات المتحدة، سواء عبر الشركات الاميركية او الزيارات المكوكية المتتالية للمسؤول السابق عن الملف النفطي فريدريك هوف، ثم خلفه مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الطاقة آموس هوشتين الى لبنان. وقد شكلت زيارة هوشتين في التاسع من الشهر الحالي محاولة لبلورة صيغة حل وسط ما بين لبنان واسرائيل، بهدف تضييق مساحة التباين حول المنطقة البحرية المتنازع عليها، وبالتالي صياغة تفاهم يؤدي الى انطلاق آمن لعمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز.
وبحسب مصادر لبنانية معنية، فإن هوشتين طرح فكرة حل خلاصتها رسم خط ازرق بحري غير نهائي، على ان تبقى المساحة المتنازع عليها بمحاذاة هذا الخط من الجهتين اللبنانية والاسرائيلية، خارج عمليات التنقيب الى حين حسم الترسيم النهائي، على ان يتم البدء بعملية الاستثمار في بقية المناطق غير المتنازع عليها وفق اطار التفاهم او الاتفاق على الخط الازرق البحري المتوافق عليه من الطرفين.
وقالت المصادر لـ«السفير» ان الفكرة الأميركية المطروحة هي محاولة متكررة للقبول بـ«خط هوف» الذي اقترحه الموفد الاميركي السابق فريدريك هوف، ضمن مساحة الـ860 كلم2 التي يعتبرها لبنان من ضمن حدوده الاقتصادية الخالصة، على ان تكون المنطقة غير القابلة للاستثمار في الجانب اللبناني اضيق من المنطقة المقابلة في الجانب الاسرائيلي.
واشارت المصادر نفسها الى ان هوف نفسه عاد وقدم اقتراحا اميركيا بتقاسم تلك المساحة بما يعطي لبنان 500 كلم2 ويعطي اسرائيل المساحة المتبقية، وقد وافق لبنان على اخذ الـ500 كلم2، ولكنه رفض التنازل عن الـ360 كلم2، فرفض الاميركيون واصروا على صيغة 500 للبنان و360 لاسرائيل، وتبعا لذلك تم تجميد الاقتراح. واما الزيارة الاخيرة للمسؤول الاميركي فقد تمحورت حول اقامة ما يسمى «الخط الازرق البحري»، غير أن الجانب اللبناني اقترح على هوشتين ان تبادر الامم المتحدة، الى رسم خط بحري غير دائم، مع تحديد منطقة عدم الاستثمار، او ما تسمى منطقة تقاسم، وذلك الى حين وضع الخط النهائي. وقال المصدر ان المسؤول الاميركي لم يكن متجاوبا مع هذا الطرح.
وقال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ«السفير»: «هناك افكار اضافية طرحت، واستطيع القول اننا تخطينا قضية رسم الخط، بل وصلنا الى حجم الموارد، وهدفنا بلوغ حل متكامل يتضمن الحدود والموارد، ولكن مع الاسف، الامر من الجانب اللبناني يتطلب اكثر من تشاور، وليس المطلوب التشاور من اجل التشاور، بل المطلوب قرارات وخطوات ملموسة وجدية للتقدم في ملف النفط والحدود وغيره، فالمطلوب هو قرار حاسم باستفادة لبنان من ثروته في النفط والغاز، وكلما تأخرنا كان ضررنا اكبر».
واكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وجود عرض اميركي جديد، وقال لـ«السفير» ان الطرح الذي قدمه الأميركيون، «هو طرح منطقي»، وأكد أن هذا الامر لا يمكن مقاربته بطريقة منفردة، «بل يحتاج الى تشاور مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري ومع الوزير جبران باسيل، من اجل مقاربته بما يستحق من اهتمام ومسؤولية، وصولا الى اتخاذ الموقف الذي ينسجم ومصلحة لبنان العليا».
طرابلس: الجولة 18 تتقدم
امنيا، بدأت جولة العنف الثامنة عشرة في طرابلس تتقدم على وتيرة الاعتداءات المذهبية المتصاعدة بشكل خطير ومنظم، في وقت يتردد فيه ان «جهات معينة» تزود المجموعات المسلحة بـ«داتا المعلومات» عن أبناء جبل محسن وصورهم وأماكن عملهم وأوقات عودتهم إلى منازلهم.
وفي هذا الاطار، استمرت امس، الاعتداءات على أبناء جبل محسن، حيث اقدم مسلحون على اطلاق النار على اربعة عمال على «مستديرة ابو علي»، اثناء توجههم الى منازلهم بسيارة تابعة لبلدية طرابلس واصابوهم في أقدامهم وتم نقلهم الى مستشفى السيدة في زغرتا.
وأعلنت من أسمت نفسها «اللجنة العسكرية لأولياء الدم في مسجدي التقوى والسلام» في بيان حمل «الرقم 1» ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤوليتها عن إطلاق النار وقالت إنها لن تتوقف ما لم تتم معاقبة علي ورفعت عيد.
وأدت هذه التطورات، وما سبقها من تنافس على رفع الاعلام والرايات الحزبية، الى توتر شديد على المحاور بين التبانة والقبة وبين جبل محسن وخصوصا محور بعل الدراويش الذي شهد، أمس، إشتباكات تدخل الجيش اللبناني على إثرها ورد على مصادر النيران وعمل على ضبط الوضع، وكذلك على محور البقار الذي شهد رمي قنبلة يدوية أدت الى جرح طفل، كما تعرض الجيش لنيران المسلحين من محور البازار ما أدى الى جرح الجنديين علاء الرفاعي وحسين نجم.
الجيش السوري نحو قطع «الشريان الأخير» للإمداد من لبنان
من الغوطة والقلمون .. إلى قاعات جنيف
خليل حرب
لم يكن ارتباط المشهد الميداني بالمسار السياسي بمثل هذا الوضوح في الأزمة السورية. ومعركة القلمون الدائرة حاليا، لم تكتسب أهميتها في الإعلام وحده، وإنما بسبب دلالاتها السياسية، كما العسكرية، عشية مؤتمر جنيف الدولي المرتقب للحل السوري في كانون الثاني العام 2014.
وكأن ميادين الاشتباكات المرشحة لتزايد نيرانها، بما في ذلك على سفوح جبال لبنان الشرقية، دخلت في سباق واضح، مع موعد الأسبوع الأخير من كانون الثاني المقبل. ولا يستخلص هذا الارتباط من تقدم الجيش السوري في مناطق القلمون، وبالأمس تحديدا في دير عطية والنبك، وحده، وإنما من هجوم الفجر «الانتحاري» الواسع المضاد الذي شنه مسلحو المعارضة مع بداية الأسبوع الحالي في الغوطة الشرقية، في تعبير واضح عن رغبة سعودية سياسية بإعادة الإمساك بأوراق الوضع الميداني المتساقطة، مع تأزم المشهد الإقليمي أمام المملكة، سوريا وإيرانيا.
وإذا صحت الأنباء الواردة من القلمون بأن غالبية مدينة النبك باتت في قبضة الجيش السوري، بعد استعادة مدينة دير عطية وفق اعترافات المعارضة، فان معركة يبرود قد تصبح الوجهة المقبلة للمعارك، خصوصا مع تحولها إلى تجمع للمسلحين، ما قد يؤدي في حال استرجعها النظام، إلى إغلاق الحدود مع لبنان، وتحديدا مع المقلب الآخر للجبال، في منطقة عرسال.
ونظرا إلى أهمية المعركة في القلمون التي يمكن تحديد تاريخ انطلاقتها قبل أسبوعين بالتمام، قال مصدر مطلع على التفاصيل الميدانية في سوريا، لـ«السفير»، إن جهدا كبيرا يبذل لوقف الاندفاعة العسكرية للجيش ما يعكس وجود إدراك لدى الفصائل المسلحة وأطرافها الخارجية الداعمة لها، للمعنى الاستراتيجي لما تبقى من معركتي القلمون وحمص (الرستن وتلبيسة).
وأوضح المصدر ان محاولة تخريب الاندفاعة العسكرية للجيش تمثلت في 4 امور: اولا، توقيت الهجوم المفاجئ لمسلحي المعارضة من داخل الغوطة الشرقية، وثانيا الهجوم الالتفافي للمسلحين قبل أسبوع باتجاه دير عطية التي كانت بمنأى عن الحرب حتى الآن، ومحاولة تحريك جبهة الجولان، في القنيطرة تحديدا لما تمثله من ارتباط جغرافي بمنطقة درعا الجنوبية مع الحدود الأردنية تحت مسمى عملية «فجر التوحيد»، ورابعا، تسعير المعارضة للمعارك في ريف حماه ومحاولة الاندفاع باتجاه ريف السلمية بهدف قطع خط الإمداد الذي فتح قبل نحو شهر بين حماه وحلب بعد ما سمي بمعركة السفيرة.
واذا كانت معركة العتيبة التي استردها الجيش في ريف العاصمة دمشق قبل نحو عام، قطعت خط الاتصال اللوجستي بين الجنوب السوري المحاذي للأردن وبين الغوطة الشرقية واحياء دمشق الجنوبية، قد ساهمت في حنق تدريجي لفصائل المسلحين في تلك المنطقة، فان هجوم فجر الجمعة «الانتحاري» لنحو ألفي مسلح، يبدو متسقا مع فكرة محاولة استعادة المبادرة ميدانيا من أيدي الجيش في الغوطة الشرقية، بكل ما يعنيه ذلك من محاولة لإحراج النظام في دمشق واضعافه، عشية مؤتمر الحل الدولي.
لكن مصادر ميدانية تؤكد ان الجيش السوري، والوحدات التابعة لـ«حزب الله» والكتائب العراقية، تمكنت بعد معارك دموية من امتصاص الهجوم المضاد للمعارضة واستيعاب موجتي الاندفاعة الأولى والثانية للمسلحين، وإحباط محاولة وصولهم إلى العتيبة مجددا، ما يعني إجهاض الهدف الاستراتيجي لمعركة الغوطة الجديدة، وإبقاء معركة القلمون الدائرة، في صدارة التطورات العسكرية المرشحة للاشتعال في الأيام المقبلة.
وإذا كان تشكيل «الجبهة الإسلامية» مؤخرا ايذانا بمحاولة توحيد القوى السلفية الممولة سعوديا، فان الهجمات المضادة التي تبادر إليها تبتغي منع تكرار مفاعيل مشابهة لما أحدثته معارك بابا عمرو والقصير في ما يمكن تسميته في المعركة الوسطى في حمص، في جبال القلمون هذه المرة، واحتمالات المواجهات القاصمة فيها، كما يقول المصدر المطلع.
ومن شأن نجاح النظام في حسم سريع لمعركة القلمون لصالحه، وهو احتمال يعتبره خبراء صعبا بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة الوعرة والشاسعة، ان يقلب بشكل قوي المشهد العسكري العام في الأزمة السورية المستمرة منذ اقل من ثلاثة اعوام بقليل.
لكن تزامن معركة القلمون مع التحولات الإقليمية الكبرى التي تجسدت في التسوية الكيميائية السورية ثم التفاهم النووي الإيراني وصولا إلى ?