28-11-2024 01:34 AM بتوقيت القدس المحتلة

عبدالفتاح مورو لموقع المنار: فليحذر الفلسطينيون من اقحامهم في نزاعات الخارج

عبدالفتاح مورو لموقع المنار: فليحذر الفلسطينيون من  اقحامهم في نزاعات الخارج

في اطار اليوم الاعلامي المفتوح لدعم القضية الفلسطينية أجرى موقع قناة المنار حديثاً مع نائب رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس الشيخ عبد الفتاح مورو، الذي أكد على مركزية القضية الفلسطينية

عبدالفتاح موروفي اطار اليوم الاعلامي المفتوح لدعم القضية الفلسطينية أجرى موقع قناة المنار حديثاً مع نائب رئيس حركة النهضة الاسلامية في تونس الشيخ عبد الفتاح مورو، الذي أكد على مركزية القضية الفلسطينية رغم المتغيرات التي تشهدها الساحات العربية، محذراً من مغبة اقحام الفلسطينيين في نزاعات الدول العربية الداخلية التي يقرأ فيها كما في جو الاحتقان المذهبي مخططاً لفرض "سايكس-بيكو" جديد، يقسم المنطقة العربية ليسهل بالتالي طمس "القضية الأم".

- 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. برأيكم أين أصبحت القضية الفلسطينية اليوم، ولماذا نجدها قد أهملت؟

القضية الفلسطينية لازالت في صميم اهتمامات كل العرب والمسلمين، ونحن في تونس نعتبرها من القضايا الثابتة في ترتيب أولويات شعبنا، لما هو ثابت في قلوبنا بأنها قضية استعمار وتوطين غزاة محتلين، ولكونها أخذت طابعاً عنصرياً في تهجير أصحاب الأرض الأصليين وأقصد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم لتوطين آخرين جيء بهم من الخارج.

وواقعاً، لا يمكننا تجاهل أن الحراك الذي شهده العالم العربي في السنوات الأخيرة الماضية –ولازال-  شغل كلٌ بوضعه الداخلي. ورأينا كيف أخذت تتفجر أزمات داخلية بشكل ملفت للنظر، ما جعل اهتمام شعوب هذه الدول منصباً على الأحداث الداخلية، باعتبارها تقع في سلم الأولويات. ولكن هذا لا ينفي حقيقة مفادها أن القضية الفلسطينية لازالت هي القضية الأم، التي تجمع العرب على مصير واحد. لذلك فإننا نرى في تحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة تحقيقاً لوجودنا، وطالما هناك جزء من العالم العربي مستعمراً او مغتصباً كما الحال في فلسطين، فإن الأمة لن تشعر  بحريتها ولا بذاتيتها.

- اليوم، هناك من يقرأ في متغيرات المنطقة مخططاً لطمس القضية الفلسطينية، ويستدل على ذلك بانشغال بعض الفلسطينيين بقضايا عربية خارجية، اذ بتنا نسمع عن فلسطينيين يقتلون خارج أراضيهم جراء قتالهم لصالح قضايا أخرى.. ما هو رأيكم في هذه القراءة؟

هناك من يشعر اليوم بأن ما هو مخطط للمنطقة مزيد من التقسيم، على غرار ما حصل بداية القرن الماضي فيما ما سُمي باتفاقية "سايكس- بيكو". وفي قراءة النزاعات المستفحلة في المنطقة، يبدو بالفعل أن هناك قرار دولي بتفجير أوضاع الدول العربية الداخلية بشكل ينتهي الى تقسيمها.

أما فيما يتعلق بالأخوة الفلسطينيين، فاتصور ان اقحامهم في هذه النزاعات الداخلية مدروس ومخطط له، ويُراد منه قطع اجنحة العمل التحريري الذي يقوم به الفلسطينيون والذي يعتمد على جهد داخل الأراضي المحتلة وعلى نشاط خارجها. ما نقوله بالخلاصة أن المطلوب زج الفلسطينيين في هذه النزاعات للتخلص منهم.

- ماذا عن الاحتقان المذهبي المستشري في المنطقة اليوم وخطابات التحريض التي تنتج العنف، ما هي انعكاسات كل ذلك على القضية الفلسطينية؟

عبدالفتاح موروحقيقة إنها مصيبة جديدة. المنتسبون الى المذاهب المختلفة تمكنوا من التعايش لفترات طويلة في العالم العربي. إلى جانب التفجير الذي تشهده المنطقة العربية يتم العمل على توتير الاحتقان المذهبي ويحرك الجانب المذهبي لتفريق المنطقة بأسرها وتمزيقها، كي يُصاب العرب بالشلل الداخلي وينشغلوا بقضايا لا يمكن ان تحل أبدا.. فالخلاف اليوم يُظَّهر على أنه خلاف على عقائدي، والخلاف على الاعتقاد يستحيل حله بالقوة.

المنخرطون في النزاع المذهبي يريدون اقصاء غيرهم واستبعاد المختلفين عنهم، ما يؤدي الى حروب مستديمة لن تنتهي الا بانتهاء أحد الطرفين، وهذا خطير جداً.. والأخطر منه أن ينخرط فيه الأخوة الفلسطينيون أو ان يؤثر على خياراتهم ووجودهم بشكل يشل حركتهم ومقاومتهم.

- برأيكم، ما هو المطلوب لاعادة احياء التفاعل العربي مع هذه القضية ولاعادة تصويب البوصلة مجدداً باتجاه قضيتنا المركزية الجامعة؟

المطلوب تكتل العرب واجتماعهم ومحاربة الارادة الخارجية التي تريد اغراق العالم العربي في نزاعات داخلية لن يخرج منها، وهو امر بالغ الخطورة. إن الانتهاء من هذه الخلافات الداخلية من شانه أن يوقظ الجمهور مجدداً إلى القضية الفلسطينية، والتي لازلنا نعتبرها قضيتنا الأم.