الإنترنت أثبت أنه تقنية مؤثرة في الشباب في مختلف القطاعات والمجالات، وعليه، فإن اتقان الأجيال المتعاقبة لمحتواه ولمنتجاته حتما ستؤدي إلى تغيير الكثير من الأفكار والقيم.
"سوسيولوجيا الإنترنت"، قد يبدو العنوان غريباً لكتاب أكاديمي، لكن بعد الإطلاع على محتوياته يعيطيك دفعاً قوياً لتصفه مرشداً لك في العالم الإفتراضي ودليلاً نوعياً في خطوة واثقة من التقدم في ثقافة الإنترنت التي بدأت في العام 1990، لتصبح اليوم الرقم الأول في وسائل الاتصال العالمية.
هذا ما أفضت إليه ندوة حفل توقيع للكتاب الذي هو من تأليف الدكتور نديم منصوري في الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية، برعاية رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين، يوم أمس.
الدكتور السيد حسين لفت إلى أن أهم القضايا التي طرحها الكتاب بشكل صارخ هي حديثه عن دور الإنترنت في تحديد الرأي العام من خلال العمليات الانتخابية، وفي ما أسماه "الإسلام السياسي" في البلاد العربية. فقد تعرض الدكتور منصوري في كتابه إلى "الدبلوماسية الرقمية في الحياة السياسية"، إلى جانب السلفية عبر الانترنت وتجربة حركة الإخوان المسلمين ، وحزب التحرير والقاعدة، وكيف بيّن إلى أي مدى أثرّت هذه العملية من التواصل افرتاضي دورها في تهيج الرأي العام وتعبئته في اتجاه معين.
لكن برأي رئيس الجامعة أن القضية الأبرز هي سيادة اللغة الإنكليزية في شبكة الإنترنت، حتى في الصين التي تعدّ من أشد الدول تمسكاً بلغتها الوطنية تعتمد الإنكلزية لغة ثانية في الشبكة العنكبوتية، ولكن للأسف، يتابع الدكتور حسين، أن لغتنا العربية غير مدعومة لتكون جزءا أساسياً في هذه الشبكة، حتى دبلوماسي العالم العربي يتعاملون رسميا مع الدول والمنظمات العالمية باللغة الإنكليزية بدل أن يكرسوا دورا للغة العربية.
الكلمة الثانية كانت للدكتور حيدر فريحات، وهو مدير تكنولوجيا المعلومات في الأسكوا، والذي أثنى على الكتاب، وأن مؤلفه قام بمزج رائع بين مفهومين، "السوسيولوجيا"، و"الإنترنت"، ما أعطى بعداً عميقاً في ردم الفجوة الرقمية التي يسيّرها البعض في اتجاه مجتمع معلومات وليس مجتمع معرفي. وتابع الدكتور فريحات أن الإنترنت أثبت أنه تقنية مؤثرة في الشباب في مختلف القطاعات والمجالات، وعليه، فإن اتقان الأجيال المتعاقبة لمحتواه ولمنتجاته حتما ستؤدي إلى تغيير الكثير من الأفكار والقيم.
الكلمة الأخيرة كانت لمؤلف الكتاب الدكتور نديم منصوري، مرحبا بالحضور ومعرفاً لهم عن أسباب دعته لتأليف "سوسيولوجيا الإنترنيت"، وأن التفاعل المجتمعي مع هذه الوسيلة أفضت عن بروز ظاهرة السوسيولوجيا وتمثلاتها في مفاصل حياة الناس. وتحدث المؤلف عن فصول كتابه مؤكدا على فكرة أنه سينشا هناك ما اسمه الإعلام القديم والإعلام الحديث، في إشارة للأولوية الإنترنيت وطغيانها على مختلف وسائل الإعلام والاتصال. وهذا ما يؤسس، والكلام للمؤلف، لـ"قيم إلكترونية".