تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 30-11-2013 الحديث شمالا عن التطورات الامنية في طرابلس، كما حدثت عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية
تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم السبت 30-11-2013 الحديث شمالا عن التطورات الامنية في طرابلس، كما حدثت عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
السفير
صور جوية للمهاجمين وتعطيل اتصالات الجيش
إسرائيل تتدخل في معارك الغوطة
محمد بلوط
وكتبت صحيفة السفير تقول "إسرائيل في الغوطة الشرقية لدمشق؟ المعارك التي بدأت الجمعة الماضية بهجوم مفاجئ على المواقع المتقدمة للجيش السوري في أقصى الغوطة الشرقية، قد تتحول إلى المناسبة الأولى التي يشارك فيها الإسرائيليون بفعالية في الحرب السورية إلى جانب أحد الطرفين.
وبحسب مصادر متقاطعة، فقد قدّم الإسرائيليون خرائط وصوراً استطلاعية لمواقع الجيش السوري الى نواة القوة المهاجمة التي انطلقت من الأردن، تحت قيادة منسقة للاستخبارات السعودية والأميركية والإسرائيلية.
ولكن الإسهام الإسرائيلي الكبير في معركة الغوطة الشرقية كان ركيزة الهجوم كله. وبحسب معلومات أمنية، نجح الإسرائيليون قبل انطلاق الموجة الأولى من الهجوم بتعطيل منظومة الاتصالات للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري ووحدات من قوات النخبة لـ«حزب الله» وفصائل «أبو الفضل العباس» العراقية الموجودة في المنطقة.
وخلال الساعات الأولى من الهجوم، استخدم الإسرائيليون وسائل التعمية الإلكترونية، ونجحوا بتشويش الاتصالات اللاسلكية بين المجموعات السورية وحلفائها على خط الدفاع الأول الذي جرى خرقه بسرعة، وأدى إلى سقوط سبع قرى ومزارع في منطقة المرج. وبات معروفا أن وحدات من الفرقة الرابعة المتمركزة في المنطقة فقدت الاتصال مع قياداتها في المنطقة، وقامت وحدات منها بحماية خطوط المجموعات المنسحبة نحو خط الدفاع الثاني لمنع المهاجمين من التقدم نحو هدفهم الاستراتيجي في العتيبة، التي تشكل مدخل الغوطة الشرقية، ومفتاح الحصار حولها.
ونجح الهجوم بعزل مجموعات الحرس الجمهوري و«لواء أبو الفضل العباس» بعضها عن بعض، وخسرت العديد من عناصرها. ونجحت التعزيزات التي وصلت إلى منطقة المرج باستعادة أكثر المقارّ والحواجز والمواقع التي فقدت، وأعادت تنظيم خطوط الدفاع المتوازية، وأعادت الاتصال بالمجموعات التي فُقدت. وهكذا استطاع «حزب الله» استرداد مجموعة من سبعة مقاتلين من قوات النخبة، قالت المعارضة إنها قتلتهم خلال الهجوم، فيما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عناصرها استعادوا الاتصال بقيادتهم.
ويجزم خبراء عسكريون بأن عملية تعطيل الاتصالات النوعية التي شهدتها الغوطة تحمل بصمات الأجهزة الإلكترونية الإسرائيلية المعروفة في أوساط «حزب الله» ولدى الجيش السوري. ويعمل «حزب الله» على حماية شبكات اتصالاته، بالإبقاء على الأجهزة السلكية وحمايتها، وهي شبكة يصعب اختراقها أو تعطيلها.
وتميزت العملية الهجومية، التي أشرفت عليها غرفة سعودية - أميركية مشتركة في الأردن، بغياب مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عنها، الذين استبعدوا من العملية بطلب أميركي، حفاظاً على سريتها، وتجنباً لاستراتيجية «داعش» التي تعتمد على الاقتحام الانتحاري الواسع في المراحل الأولى من الهجمات، ما يفقد المهاجمين ميزة عنصر المفاجأة في منطقة لم تشهد عمليات عسكرية كبيرة، منذ أن وصل الجيش السوري قبل شهر ونصف الشهر إلى حافتها المؤدية إلى البادية نحو الأردن، مستكملا حصاره لـ«الجيش الحر» في المنطقة.
ويبدو أن المهاجمين اعتمدوا على خبرة الإسرائيليين في تقطيع الاتصالات، للوصول بسرعة إلى خط الدفاع الأول للجيش السوري، إلى حد الاستغناء عن موجة «الانغماسيين» الأولى والانتحاريين من «داعش» أو «جبهة النصرة». ولم يتمكن «داعش» من دخول ساحة القتال إلا في اليوم الثاني من الهجوم، بعد أن استوعب الجيش السوري الموجة الهجومية الأولى، فيما وصلت قوات إضافية من وحدات النخبة في «حزب الله» التي بدأت، إلى جانب الجيش السوري، هجوماً مضاداً في المنطقة، لا يزال جارياً حتى الآن.
وكانت مجموعات من فصائل «الجبهة الإسلامية» السبعة، التي يشرف عليها رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان، عبر حليفه قائد «جيش الإسلام» زهران علوش، قد التحقت بأرتال القادمين من الأراضي الأردنية.
وتقول مصادر عربية إن الأردنيين قاموا بتسريب معلومات عن الهجوم الذي كان يجري الإعداد له إلى الجانب السوري. وكان الأردنيون قد خضعوا لضغوط سعودية كبيرة للسماح لأرتال من مقاتلي المعارضة السورية بالانطلاق من أراضيهم، مخترقين البادية السورية نحو الغوطة، في عملية استراتيجية تستهدف فك الحصار عن الغوطة.
لم يغيّر الدخول الإسرائيلي في القتال، ولو الكترونياً، شيئاً في سير المعارك، لكنه يؤشر الى دخول الصراع مرحلة حرجة جداً تجبر الأمير بندر بن سلطان والسعوديين على الذهاب بعيدا في خيارهم محاولة تعديل الخرائط العسكرية ومنع التسوية السياسية مهما كلف الثمن، وحتى ولو اقتضى الأمر الاستعانة بالخبرات الإسرائيلية.
وتطرح الاستعانة بالخبرة الإسرائيلية في قتال قوات النخبة في «حزب الله» والجيش السوري من قبل بندر بن سلطان أسئلة عن التنسيق السعودي مع إسرائيل في سوريا. كما يظهر السباق مع الزمن الذي دخله بندر للاستفادة من المهلة التي لا تزال مفتوحة أمامه حتى موعد «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل لتعديل ميزان القوى العسكري، الذي لا تزال كفته ترجح لمصلحة النظام.
ولم تظهر حصيلة نهائية للعمليات العسكرية حتى الآن، لكن ثمانية من قادة ألوية «الحبيب المصطفى» وحدهم قضوا في موجة الهجوم الأولى، وفقد «لواء الإسلام» أكثر من 50 مقاتلا في اليوم الأول. وسقط أكثر من 20 مقاتلا سعوديا في قتال اليومين الأولين. وتذهب تقديرات متقاطعة إلى الحديث عن سقوط أكثر من 400 قتيل في صفوف المهاجمين قبل يومين."
النهار
أول الكلام في بكركي: الرئاسة توافقية
عون لـ"النهار": لا حكومة لا انتخاب رئيس
وكتبت صحيفة النهار تقول "مع ان الوضع المتوتر في طرابلس ظل في واجهة الاهتمامات الرسمية والامنية امس، في ظل السباق الحاصل بين استمرار الممارسات المسلحة التي تستبيح امن المدينة والتشدد في اجراءات الجيش وقوى الامن الداخلي لمنع انفجار جولة قتال جديدة، برزت ملامح تحركات سياسية داخلية مقترنة ببعض المواقف البارزة من الازمة الحكومية وسواها من الاستحقاقات اعادت بعض الحرارة الى المشهد الداخلي الجامد.
ففي حين تقترب أزمة تشكيل الحكومة الجديدة من طي شهرها التاسع في السادس من كانون الاول المقبل، بدا لقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام امس في القصر الجمهوري بمثابة مراجعة لمجمل التعقيدات التي لا تزال تعترض حل هذه الازمة القياسية في استهلاك الوقت، علما ان المعطيات الداخلية والخارجية التي تحكمها لا توحي بتغيير من شأنه ان يسمح بإحداث اختراق في الازمة في وقت قريب. واذ لم يصدر عن الاوساط المعنية باللقاء ما يحمل أي جديد في هذا الصدد، فان اوساطا مطلعة قالت لـ"النهار" ان حال الازمة الحكومية صار مرتبطا ارتباطا محكما بما يمكن ان يناله لبنان من مشاريع التقارب او استمرار التباعد على المستوى الاقليمي وخصوصا الايراني – السعودي، وهو ما يعني ان الستاتيكو الراهن ليس مرشحا بعد لأي تغيير.
ومن المتوقع ان يشكل اللقاء المرتقب لرئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة فرصة لتداول مجريات الازمة الحكومية والوضع العام في البلاد. وعلمت "النهار" ان هذا اللقاء سيعقد في وقت قريب. واكتفى بري ردا على سؤال لـ"النهار" عن اللقاء بالقول: "نعم سيحصل". وينتظر ان يطلع بري السنيورة على نتائج زيارته لإيران وتركيزه على اهمية التقارب الايراني - السعودي.
عون والاستحقاقان
واكتسبت مواقف لرئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في حديث الى "النهار" دلالات في الاستحقاقين الحكومي والرئاسي اللذين ربطهما عون في شكل واضح. وقد اعتبر ان "الحكومة الجديدة لا تتشكل لان هناك ارتباطات خارجية والكل ينتظر وليس فريق واحد بل الجميع ولعدم وجود مستقلين في الحكم، فلو كان هناك مستقلون لكانوا اخذوا القرار الذي يتوافق والمصلحة اللبنانية". وحمل على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لسياسته المتبعة في تصريف الاعمال، قائلاً ان "سهيل بوجي هو الحاكم اليوم يتكلم مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ويعطي توصياته، وهذا افضل شيء لهما ألغيا المجلس والحكومة وصارا يمشّيان البلد بتوقيعيهما". اما في موضوع الاستحقاق الرئاسي ورداً على سؤال عن اعلانه انه غير مرشح كما فعل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فأجاب عون: "قال (جعجع) انه ضد ترشيحي. هو ونحن نريد رئيسا قويا وهو يعتبر نفسه قوياً وأنا أرشحه". وكرر انه ليس مرشحاً و"لكن اذا كان اصحاب القرار في هذا الموضوع يريدونني فأنا لا أتخلى عن الواجب". وعن الخيار بين الفراغ الرئاسي والتمديد للرئيس الحالي قال: "التمديد يعني الفراغ... نعيش في الفراغ ونخاف منه وبالتمديد سنمدد للفراغ". وشدد على ان "الحل بتأليف حكومة"، مضيفاً: "ما في تأليف حكومة ما في انتخاب رئيس". وخلافاً لموقف حليفه النائب سليمان فرنجية، تحفظ عون عن نظرية انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائد واحد قائلاً: "النصف زائد واحد خطر والرئيس يجب ان يحصل على تفاهم اكبر حوله فهو بالثلثين غير قادر على الحكم فكيف بـ 51 في المئة؟".
"المستقبل " وبكركي
وفي سياق متصل بالاستحقاق الرئاسي، قال النائب احمد فتفت عضو كتلة "المستقبل" لـ"النهار" ان زيارة وفد الكتلة اول من امس للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والذي ضمه وزميله النائب هادي حبيش "هي مبادرة اولى في اتجاه ان تتطور لمقاربة استحقاق الانتخابات الرئاسية"، مشيرا الى "ان هناك لقاءات موسعة ستعقد لاحقاً وهي مفتوحة على كل الاطراف". واوضح ان اللقاء مع البطريرك لم يدخل في التفاصيل كموضوع نصاب جلسة انتخاب الرئيس المقبل.
من جهة أخرى، علمت "النهار" ان فكرة رئيس جمهورية تحظى بالتوافق الوطني، تلقى تأييدا لدى بكركي باعتبار ان الرئيس المقبل، بقدر ما هو رئيس يهم المسيحيين، هو ايضا رئيس اللبنانيين وعلى هذا الاساس يجب البحث عن شخصيات تحظى بهذه الصفة ولا تشكل تحديا لأي فريق.
غوتيريس في عرسال
على صعيد آخر، قام امس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس بجولة على مخيم اللاجئين السوريين في بلدة عرسال الذين بات عددهم يفوق عدد اهالي البلدة، بعدما اجرى محادثات مع الرئيسين سليمان وميقاتي. وعلمت "النهار" ان غوتيريس لم يطرح امورا محددة بل اراد استكشاف آخر التطورات المتعلقة بقضية اللاجئين السوريين في لبنان. وبات معلوماً ان ثمة تداولا بين لبنان والهيئات الدولية المعنية لحل موقت باقامة مخيمات داخل الاراضي اللبنانية على ان تكون متاخمة تماما للحدود مع سوريا وضمن نطاق ضيق ومضبوط امنيا لتجنب تكرار تجربة المخيمات الفلسطينية.
في غضون ذلك، عثرت دورية تابعة للجيش بعد ظهر امس على ثلاثة صواريخ من نوع "غراد" في محلة النعمات ببلدة القاع الحدودية كانت معدة للاطلاق في اتجاه بلدة الهرمل من دون معرفة هوية الفاعلين. وعلى الفور حضرت فرقة من سلاح الهندسة التابعة للجيش وعملت على نقلها الى داخل منطقة مشاريع القاع وتفجيرها بالاضافة الى تمشيط المنطقة من خلال تعزيز دورياته بحثا عن الفاعلين.
سفراء أوروبيون يزورون دمشق والقوات تحاول دخول النبك
واصلت القوات السورية النظامية يدعمها مقاتلو "حزب الله" اللبناني عملياتها في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق في محاولة لاستكمال السيطرة عليها، مما سيشكل، اذا حصل، تطورا بالغ الاهمية في سير المعركة. وغداة السيطرة على بلدة دير عطية، تحاول القوات النظامية التقدم في بلدة النبك للتوجه بعدها نحو يبرود. وتقع هذه البلدات الاربع على خط واحد على طريق حمص - دمشق السريع.
وافاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان 17 عنصرا من "حزب الله" قتلوا في معارك بريف دمشق، وخصوصاً في معركة الغوطة الشرقية التي تسير بالتوازي مع معركة القلمون، والتي يحاول مقاتلو المعارضة من خلالها فك الحصار المفروض على الغوطة منذ أكثر من سنة. كما أشار الى مقتل 11 عنصرا في معارك ريف دمشق من "لواء ابو الفضل العباس" المؤلف من مقاتلين شيعة معظمهم عراقيون يقاتلون الى جانب قوات النظام ايضا.
وبث التلفزيون السوري الرسمي أن اربعة اشخاص قتلوا وجرح 26 اخرون اثر سقوط قذائف هاون امام الجامع الاموي في دمشق القديمة.
ومع تسجيل النظام على الارض نقاطاً لمصلحته على حساب المعارضة المسلحة، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن ديبلوماسيين في بيروت ان سفراء ومسؤولين في اجهزة استخبارات اوروبية عادوا الى سلوك طريق دمشق بخفر لاحياء الاتصالات مع المسؤولين السوريين.
والى طهران، وصل رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي لاجراء "محادثات في شان الازمة السورية والتطورات" في سوريا.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن وفداً من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" سيزور موسكو في أقرب وقت. ونقلت عنه وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء : "نحن مستعدون لاستضافة الوفد حتى وإن حضر اليوم. الائتلاف أفادنا أنه مهتم بالحضور إلى موسكو، لكنه مشغول بجدول أعمال وسفر ولقاءات. أعتقد أن الزيارة ستكون قريبة جدا، لأنه، كما تعلمون، من المقرر في 20 كانون الأول عقد لقاء قد يكون الأخير على صعيد التحضير لـمؤتمر جنيف – 2". وأعرب عن اعتقاده ان من مصلحة المعارضة عموماً والائتلاف السوري المعارض الحضور في أسرع وقت إلى موسكو. وأبدى الائتلاف السوري استعداده للمشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا، وقت أكدت دمشق هي أيضا مشاركتها في المؤتمر بوفد رسمي يرأسه وزير الخارجية السوري وليد المعلم."
الاخبار
«غزوات أولياء الدم»: المجرمون معروفون
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "لم توقف الأجهزة الأمنية في طرابلس أيّاً من المشاركين في الاعتداءات على ابناء جبل محسن. يفضل رجال الأمن مهمّة إسعاف الضحايا، على المهمة المناطة بهم وهي توقيف المخلّين بالأمن. كلّ ضبّاط الأجهزة الأمنية في عاصمة الشمال شهود زور يجب محاسبتهم.
اتُّخِذ القرار: «كلُّ سكّان جبل محسن سيعرُجون. لا نقاش في ذلك. فرع المعلومات كشف أنّ منفّذي تفجيري مسجدي التقوى والسلام من أبناء الجبل، إذاً فليتحملوا جميعهم المسؤولية. فليكُونوا كلهم ذبائح. لا فرق لدى أولياء الدم بين علوي مذنب وآخر بريء. يجب أن يزرع كلّ شريف رصاصة في قدم واحد من أهل الجبل». تلك هي العدالة بنظر حكام طرابلس الجدد. عدالة أفتى بها بعض المشايخ الموتورين. ومن «مهرجان أولياء الدم» التحريضي في عاصمة لبنان الثانية، جُدّد للفتنة. ففي صباح اليوم الذي تلاه، قتلوا الشيخ سعد الدين غيّة، لكنّ القائمة لا تزال في بدايتها. ورغم بشاعة المشهد الذي بات روتيناً يومياً، لم يحرّك أحد ساكنا للتدخّل لوقفها، بل شاركوا في التندّر بشأن «ارتفاع الطلب على العكّازات».
لا يتفوّق على مسلّحي طرابلس في ساديتهم سوى قادة أجهزتها الأمنية وسياسيوها. هؤلاء المراقبون الصامتون. المشاركون في الجريمة من تحت الطاولة. لاعبو الشطرنج في الظلّ. المحرّضون في الغرف المظلمة. الأوصياء على القتلة والمجرمين. غطاؤهم الأمني عند ارتكابهم لأي جريمة. الأجهزة الأمنية في طرابلس لا تستعرض عضلاتها سوى على الفقراء «المدعوسين»، لكنّها تغطي قادة المحاور الذين يُسارع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إلى طلب رضاهم عند كل زيارة له إلى طرابلس. فيعلو هؤلاء ولا يعلو عليهم لا قضاء ولا أمن.
الجميع في طرابلس يعرف هوية المعتدين على أبناء جبل محسن، باستثناء الأجهزة الأمنية. ألسنة الطرابلسيين تذكرهم ليلاً نهاراً، لكن استخبارات الجيش وفرع المعلومات في طرابلس لم يسمعوا بهم بعد. لا يعرفون خالد ق. ومحمود ح. وعلي ش. وأحمد ع. وأبو جمال ن.
وللعلم، يدور هؤلاء في فلك سعد م. وزياد ع، القائدين البارزين لزعران الشوارع المسلحين. ويجب ألّا ينسى أحد دور القيادي الطرابلسي عامر أ. الذي أقام حاجزاً أوّل من أمس في محور البدّاوي للتدقيق في هويّات المارة بحثاً عن أبناء الجبل. الكلّ يُريد إقامة «الحدّ». والقصاص هنا طلقة في القدم. أمّا بشأن أصحاب الفتوى، فتضيع الطاسة بين 3 مشايخ أيضاً. بعض المسلحين يقولون إن «إعطاب ابناء جبل محسن اتُّخذ بديلاً عن قتلهم لكونّه لن يُقيم الدنيا ولن يُقعدها». وتكشف المعلومات الأمنية وجود سوريين يُشاركون في الاعتداء على أبناء الجبل. وتُشير المعلومات إلى أنّ خالد ق. الملقّب بـ «أبو جعفر السوري»، والمقيم في باب التبّانة والمقرّب من سعد م، شارك في معظم الاعتداءات التي طاولت أبناء الجبل. كذلك تتحدّث المعلومات عن عدد من السوريين المنضوين تحت قيادة المذكور غادروا إلى سوريا بعد تنفيذهم عدداً من الاعتداءات، كاشفة أن «المشتبه فيهما في قتل الشيخ غيّه غادرا الأراضي اللبنانية باتجاه الداخل السوري فور تنفيذ الجريمة». ويشارك أبو جعفر السوري في «غزواته» كل من محمد ح. المقيم في سوق الخضار في باب التبّانة، وعلي ش. الذي كان قد فتح قنبلة عندما حاول عناصر الجيش توقيفه. وفي «الغزوات» نفسها يُشارك كل من السلفيين أحمد ك. وداني د. وابو عمر م..
وفي طرابلس، يُحكى عن صراع أجهزة محلي الطابع، بين استخبارات الجيش وفرع المعلومات. ففي هذا المجال أوضح مصدر أمني لـ«الأخبار» أن «الصراع بين الجهازين أصبح مفضوحاً، وأن معظم من يفتعلون المشاكل محسوبون على هذا الطرف أو ذاك، وهم معروفون بالأسماء، ويمكن بكل بساطة إلقاء القبض عليهم ورميهم في السجون، إذا رفع الغطاء السياسي والأمني عنهم»، لكنْ هناك وجه آخر للصراع العبثي في طرابلس هو سياسي، إذ تقول مصادر مقربة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لـ«الأخبار» إن «الجهات التي تقف وراء الحوادث تريد القول إن الرئيس فشل في جلب الاستقرار والأمان إلى مدينته، وبالتالي هو ليس مؤهلاً لتأليف أي حكومة مقبلة». على أن التسيّب الأمني وصل حدّاً خطيراً، فقد علمت «الأخبار» أن محامين باتوا يستعينون بقادة المحاور ومسؤولي المجموعات المسلحة، في تنفيذ أحكام قضائية تتعلق بالإخلاءات، بعد امتناع القوى الأمنية عن تنفيذها بسبب الوضع الأمني، والخشية من ردود الفعل. وعلى المنوال ذاته، أضافت المعلومات أن نائباً طرابلسياً تدخل لدى القوى الأمنية من أجل الإفراج عن دراجة نارية صادرتها هذه القوى، لكن طلب النائب لم يستجب، فما كان من صاحب الدراجة إلا أن راجع قادة أحد المحاور بالأمر، وفي غضون ساعات قليلة عادت الدراجة إليه.
تدهور الأوضاع الأمنية، والانفلات الواسع في طرابلس على غير صعيد، بدأ يؤثر في حركة الأسواق التجارية فيها، ويصيبها بالشلل والإفلاس وصرف العمال والموظفين.
وكان الحذر الشديد قد سيطر على طرابلس أمس، وسط انتشار أمني كثيف للجيش، وانتشار ظاهر وعلني للمسلحين بالتزامن مع صلاة يوم الجمعة، الذي باتت تتخذ فيه إجراءات أمنية مشددة منذ تفجيري المسجدين، لكن ذلك كله لم يمنع من تعرض أحد أبناء جبل محسن لاعتداء قرب مكتب النائب محمد كبارة في محلة التل، لكن أحد حراس المكتب منع المعتدين من إكمال «مهمتهم».
الأسد: معركتنا مع السعودية مفتـوحة
قبل عشرة أيام، التقى الرئيس السوري بشار الأسد وفداً من قادة حزبيين وسياسيين من دول عربية. الكلام كان واضحاً: المعركة مستمرة ما دامت السعودية «تدعم الإرهاب»، وفي ظل استمرار إرسال التكفيريين والأموال والسلاح الى سوريا.
أعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان استمرار دعم السعودية ودول اخرى للمجموعات الارهابية سوف يؤخر حل الازمة. وقال إن الدولة السورية تتقدم على اكثر من جبهة في مواجهة الارهاب والحرب عليها. مؤكدا ان الحكومة لن تذهب الى جنيف إذا كان هناك من يريد منا تسليم السلطة له هناك.
كلام الاسد عن الوضع في سوريا، جاء خلال لقاء مع وفد من قيادات حزبية وسياسية من دول عربية في المغرب والمشرق، وذلك على هامش مؤتمر الاحزاب العربية الذي عُقد في سوريا قبل عشرة ايام. وقد تحدث احد القادة الحزبيين في المغرب العربي لـ«الأخبار» عن الاجتماع.
وردا على اسئلة عن واقع ما يجري في سوريا قال الاسد: «نحن تعرضنا لحرب كبيرة، وكان علينا ان نركز في المرحلة الاولى على الصمود، وهذا ما فعلناه في السنة الاولى، ومن ثم انتقلنا الى مرحلة الانتصار على الاعداء. هناك تجارب في التاريخ القريب، منها ما حصل مع المقاومة في لبنان، التي صمدت طوال سنوات طويلة، ثم حققت انتصارات كبيرة عامي 2000 و2006. ونحن نعرف منذ البداية ان المعركة تستهدف قرارنا المستقل، لكن هذا القرار المستقل كان سببا رئيسيا في صمودنا وفي انتصارنا، برغم اننا نقدر الدعم الذي تلقته سوريا من حلفائها، ولبعض الحلفاء دور محوري، مثل روسيا التي تقف الى جانبنا لان مصالحها مهددة ايضا. وانا سمعت مباشرة من القيادة الروسية ان وقوفهم الى جانب سوريا هو للدفاع عن موسكو لا عن دمشق فقط».
واشار الاسد الى «أن الوقت المطلوب لانهاء الازمة في سوريا مرتبط الى حد بعيد بالدعم والتمويل القائمين للمجموعات المسلحة من قبل اطراف فاعلة في المنطقة»، موضحا «أن السعودية وغيرها داعمون بقوة الارهاب، وهم نشروا عشرات الالاف من التكفيريين في البلاد، ووصل الامر بالسعودية الى دفع اكثر من الفي دولار راتبا شهريا لكل من يحمل السلاح معهم. ثم هناك مشكلة اخرى تتعلق بعملية تسلل عناصر «القاعدة» عبر الحدود مع العراق. وهذا أمر تعمل السلطات في بغداد على مكافحته، لكن الامر ليس ناجزا تماما. وبالتالي، فان وقف الدعم السعودي سوف يكون له تأثير حاسم، وخصوصا ان المسلحين ومَن هم خلفهم فوجئوا بقدرات جيشنا في مواجهتهم. والآن، نعرف كما كل العالم، ان القاعدة لا تمثل خطرا على سوريا فقط. ونحن نأمل حلولاً منطقية خلال الشهور المقبلة، لكن الامر يظل مرتبطا ايضا بقدرتنا على مواجهة هؤلاء، ونحن مصرون على مقارعتهم حتى النهاية».
اضاف الاسد: «إزاء ما هو قائم على الارض، نحن لا نعتقد بامكانية عقد تسوية قريبا. وطالما استمر ارسال المقاتلين والاسلحة والاموال عبر الحدود الى سوريا، فلن نتوقف عن مطاردتهم، ولن يكون بمقدور احد في العالم منعنا من القيام بحقنا في الدفاع عن بلدنا. ثم إننا لا نجد اليوم ما يمكن ان نتفق عليه في جنيف، وخصوصا أن البعض واهم بأننا سوف نذهب الى هناك لتسليمهم السلطة، واذا كان هذا ما يريدونه، فليأتوا الى سوريا كي نسلمهم السلطة (هازئاً). ثم إنهم إذا قرروا تعيين (رئيس الائتلاف المعارض احمد) الجربا رئيساً، فهل هم يعتقدون انه يقدر على القدوم الى سوريا؟». وأوضح الاسد ان السعودية «تقود اوسع عملية تخريب مباشر لكل العالم العربي، والسعودية قادت دول مجلس التعاون في معركة ضد كل الدول والجهات التي تقف في وجه اسرائيل. لقد وفر (السعوديون) الغطاء لاتفاق كمب ديفيد، كما دعموا الحرب على لبنان عام 1982، وهم اليوم يستمرون في معركة ارهابية مفتوحة ضد سوريا، ونحن الان نقول صراحة إننا في حالة حرب معهم. صحيح اننا سايرناهم سابقا، لكنهم يريدون كل شيء وفق تصورهم ووفق مصالحهم».
وعن موقف الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، قال الاسد: «لا يزال الغرب الاستعماري يتصرف بعقلية المغرور، هم يتصرفون كأن آخر عشرين سنة لم تمر، هم يتجاهلون هزيمة اميركا في العراق، وهم يتصرفون كأن الاتحاد السوفياتي سقط بالامس».
اما عن وضع العالم العربي ومؤسسة الجامعة العربية، فقال الاسد: «اذا بقيت الجامعة تحت تأثير وسلطة انظمة متخلفة كما هي حال دول الخليج العربي، فلن يكون لها أي دور وأي فعالية. ومع ذلك فان الدول العربية ليست كلها منزوعة الاستقلال». وأضاف: «اليوم يقف في العراق رجل شجاع مثل الرئيس نوري المالكي. لديه مواقف مهمة، برغم ان دولته ممزقة ويعمل كثيرون على تدميرها. حتى الجزائر يمكن اعتبار موقفها متقدم على غيرها، والاهم اليوم الالتفات الى ما يجري في مصر. نحن نرى كما بقية العرب ان في القاهرة اليوم من يقول لاميركا بصراحة وبصوت مرتفع «لا علاقة لكم بالشأن الداخلي لمصر»، وهذا موقف مهم ويجب دعمه».
وتحدث الاسد عن واقع الاحزاب في سوريا وفي العالم العربي، مشيرا الى ان «الفراغ هو احد اسباب انتشار التكفيريين، لكن السبب يتعلق ايضا بان هذه الاحزاب لم تجدد نفسها، وهي لا تزال ضعيفة، ونحن مهتمون كدولة بتعزيز هذا العمل لا كحزب، كما اننا نراقب انعكاس صمود سوريا على الواقع العربي عموما، وخصوصا في المغرب العربي، الذي نخشى اخضاعه لحكم حلف الاطلسي».
وحذر الاسد من الانتشار الواسع للفكر الوهابي التكفيري في العالم العربي. «وهذا يفرض مقاربة جديدة لواقع المؤسسات الدينية، لكنه يتطلب اساسا دعم الدولة المدنية على اساس المواطنة». جيل اليوم عرضة لعملية تجهيل كبيرة. والجيل الذي سبقنا كان وعيه اكبر، وعملية التجهيل هدفها ابقاء العالم العربي في حالة من التخلف. واريد ان اذكركم بان الغرب لا يريد لنا التطور ابدا. واتذكر انه عندما زارني وزير خارجية اميركا عام 2003 كولن باول، ونقل شروط بلاده على سوريا بعد احتلال العراق، كان يريد منا على نحو خاص عدم استضافة اي عالِم عراقي. رفضنا طلبه، فعمدت استخبارات اميركا واسرائيل الى تصفية عدد غير قليل من هؤلاء العلماء. وهم اليوم يريدون القضاء على الادمغة في ايران ».
لكن الاسد لفت في المقابل الى تجدد حالة الوعي عند شعوب عربية كثيرة، متحدثا عن ان رفع صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في كثير من التظاهرات العربية اشارة الى ذلك.
وقال: «نحن لسنا في مواجهة الدين، لكننا لسنا مع اقحام الدين في كل تفاصيل الحياة اليومية للناس. حتى إننا نحن، وكعلمانيين اقررنا في دستورنا دورا للدين، وقلنا صراحة إن الشريعة هي مصدر للتشريع. لكننا نرفض اي تسييس للدين بالمعنى الذي يقود الى نتائج سلبية. ولنأخذ مثلا يدل على ان الموقف ليس من الدين، فهذا «حزب الله» في لبنان. هو حزب عقائدي يستمد افكاره من الدين. الا اننا لا نختلف معه في الامر السياسي. وهذا مؤشر على انه ليس لدينا موقف مطلق من الاديان، لكننا نرفض كل قوة دينية تعمل وفق فكر تكفيري او وهابي».
واضاف: «لذلك نحن نقول إننا لا نتعامل مع الاخوان المسلمين على هذا النحو. وانا اعتقد انه ليس بمقدرو سوريا ان تتحمل هذا الفريق. هؤلاء لم يعطونا نموذجا ايجابيا في كل المراحل. وهم ينطلقون من موقف مذهبي، وإلا فما هو تفسير موقفهم المعادي لحزب الله. وهم يقبلون التلون السياسي في كل الملفات. وهم يستخدمون اللغة المذهبية من اجل تسعير الفتننة السنية ـــ الشيعية». واضاف: «سوريا كما ايران كما حزب الله يراعون الكثير من الظروف منعا لتعميم الفتنة. حتى مقاربة الوضع في البحرين تجري بحذر كبير لهذا الغرض»."
المستقبل
مكاري لا يستبعد "حكومة أمر واقع" ومعوّض يرفض "تخييرنا بين الديكتاتورية والتطرّف الإلغائي"
"حزب الله" يضيع بين القلمون وطرابلس
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "ظلّت الأنظار مشدودة إلى الوضع في طرابلس أمس في ضوء استمرار الخروق الأمنية عند محاورها التقليدية ودخول "حزب الله" على سكّة التوتير والتحريض من خلال أخذه الاعتداء الآثم الذي تعرّض له أربعة شبان من أهل جبل محسن قبل يومين حجّة لاتهام 14 آذار بتغطية ما سمّاها "عصابات القتل والإجرام" وهو الأمر الذي وجد فيه "تيّار المستقبل" علامة على "سخرية القدر"، من دون أن يستبعد أن يكون منفّذ ذلك الاعتداء مدفوعاً من قِبَل الحزب إياه.
ويبدو واضحاً من سياق البيان الذي أصدره والمصطلحات التي أوردها فيه، أنّ "حزب الله" ضائع بين القلمون السورية التي غرق في تضاريسها الجغرافية والبشرية ووصل إلى حدود النكبة بفعل الخسائر التي تصيبه فيها، وبين القلمون اللبنانية الملاصقة لطرابلس، ويسعى بالتالي إلى إشعال النار وتسعير أوارها هنا لتحويل الأنظار عمّا يواجهه هناك.
وفي موازاة ذلك، وفيما أحيت "حركة الاستقلال" الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد الرئيس رينيه معوض حيث أكد رئيس الحركة ميشال معوض أنه "لا يمكن أن نفهم أن يخطف حزب مفترض أن يكون لبنانياً قرارنا كي يؤمّن مصلحة إيران وبشار الأسد"، برز في الوقت نفسه افتراض نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري أنّ الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام "لن يتركا البلد بلا حكومة قبل استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية (...) وأنهما سيؤلفان حكومة أمر واقع قبل الاستحقاق الرئاسي".
وقال مكاري في حديث له إن الرئيسين سليمان وسلام "يعرفان تماماً أن ثمّة فريقاً من اللبنانيين لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية سعياً للوصول إلى مبتغيات أخرى وهي تعديل النظام اللبناني"، مؤكداً أن سلام "لن يعتذر قبل أن يؤلف حكومة"، وقال: "لو اعتذر الرئيس سلام اليوم ليس هناك أصلح منه اليوم لتأليف الحكومة". وعن إمكان حصول رد فعل على الأرض من "حزب الله" في حال تأليف حكومة، قال مكاري: "فليجربوا، تهبيط الحيطان لم يعد يمشي علينا. جربناه وربما رضخنا له أحياناً، ولكن الآن لم يعد يمشي"، مشيراً الى أن "حزب الله جرّب ذلك مرة في 7 أيار وأخطأنا في التعامل معها، فلم يكن يجب أن نذهب إلى الدوحة، ولو بقينا أسبوعاً أو عشرة أيام ماذا كان يمكن أن يفعل؟ فهو لم يستطع أن يحافظ على أمنه أسبوعاً في الضاحية الجنوبية واضطر الى الاستعانة بالدولة".
واستقبل سليمان مساء، سلام في القصر الجمهوري وبحث معه في الملف الحكومي واحتمالته، وهو كان بحث مع المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس في كيفية تفعيل خلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي انعقد في 25 أيلول الماضي في نيويورك من أجل "مساعدة لبنان اقتصادياً وسياسياً ودعم الجيش وتوفير المساعدة لتمكينه من إيواء اللاجئين السوريين".
ووضع غوتيريس رئيس الجمهورية في أجواء الاتصالات التي يقوم بها مع الدول القادرة والمانحة للتضامن مع لبنان ومساعدته "في المجالات التي أشارت إليها خلال المؤتمر"، مؤكداً "الالتزام الكامل بمساعدة لبنان ودعمه من أجل تمكينه من اجتياز هذه المرحلة الدقيقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً وإنسانياً"، منوهاً بـ"الجهود التي يبذلها الرئيس سليمان للحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية".
معوض
معوض، أكد خلال احتفال بالذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد والده رئيس الجمهورية الراحل أننا "لن نقبل أن يتحوّل حزب الله من شريك في الوطن إلى قوة احتلال، فعقيدة حزب الله بقيت هي هي، لبنان بلد إسلامي تابع لولاية الفقيه في إيران". وتوجه إلى السيد حسن نصرالله بالقول: "منطق الهيمنة لن يسير، ومنطق لا نريد غطاء من أحد لا ينفع في لبنان، فالعيش المشترك لا يكون بالإذعان، والطريق الذي يسلكه حزب الله يؤدي إلى الدمار الشامل؛ حتى الطلاق الحبي يصبح مستحيلاً". وقال: "يخيّروننا بين ديكتاتورية متوحشة وتطرّف إلغائي. فلا فرق بين الشبّيحة وداعش وأبو الفضل العباس، فلا تطرّف بـ"سمنة" وتطرّف بـ"زيت"، والإجرام لا يُقاس بمكيالين، ويكفي جرّنا إلى هذه المعادلة"، سائلاً "هل يعقل أنّ لبنانياً يحاول أن يعيدنا إلى عباءة الرئيس بشار الأسد وهو في آخر أيامه تحت حجّة حماية المسيحيين؟". وشدّد على ضرورة الاعتدال في السياسة "وهو قرار حاسم لمواجهة التطرّف"، داعياً قوى 14 آذار إلى أن "تكون الركيزة الأساسية لإنشاء جبهة الاعتدال في لبنان"، معتبراً أن "المواجهة على الأبواب، وكي نربحها لا يجب أن نخوضها بالمفرق".
طرابلس
وتراجعت نهار أمس حدّة التوتر بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة برغم استمرار بعض الخروق، ودان "تيّار المستقبل" في المدينة الاعتداءات الجبانة التي تطال العمال والمواطنين من أبناء الطائفة العلوية، معتبراً "أنه من سخرية القدر أن نرى رعاة العصابات الإجرامية وسارقي السيارات ومهرّبي المخدرات وصانعي الكابتاغون يتكلمون عن عصابات إجرامية في طرابلس وهم مهما حاولوا الإساءة إليها لن يتمكنوا من النيل من تاريخها في العيش الواحد بين أبنائها".
وأكد بيان التيّار أن "حزب الله الذي أمعن في تخريب المؤسسات وفي ضرب هيبة الدولة وشلّ قدرة قواها الأمنية على القيام بمسؤولياتها في حماية الناس، هو المستفيد الأول مع حليفه بشار الأسد من التعدّيات التي تحصل في طرابلس ولن تكون مفاجأة أن يُكتشف بأنّ مَن يقوم بها مدفوع من قِبَل جهاز ما في هذا الحزب".
وكان "حزب الله" قال تعليقاً على إقدام مسلحين يوم أول من أمس على إطلاق نار على أرجل عمال من سكان منطقة بعل محسن "إن عصابات القتل والإجرام المغطاة سياسياً من فريق 14 آذار تستمر بإعمال سكينها عميقاً في جرح طرابلس النازف، وكان آخر ما اقترفته في سلسلة متواصلة من أعمال القتل والاعتداء، إقدامها على إطلاق النار على أربعة عمال في بلدية طرابلس كانوا يسعون وراء أرزاقهم، لا لأي ذنب اقترفوه، بل لمجرد انتمائهم إلى طائفة حلّ عليها غضب أدعياء المدنية والثقافة وحب الحياة من الفريق المذكور وبعض أسيادهم الخارجيين".
3 صواريخ
وفي تطور منفصل، ضبطت قوة من الجيش في منطقة القاع ثلاثة صواريخ من طراز "غراد-107" مُعدّة للإطلاق. وأفادت مديرية التوجيه أن خبيراً عسكرياً عمل على تفجير الصواريخ في مكانها."
اللواء
قهوجي في مجلس القضاء: تسريع محاكمة الموقوفين الإسلاميين
طرابلس: خبراء من «حزب الله» في جبل محسن .. ولواء «الأنصار السوري» مستعد للقتال في الشمال
وكتبت صحيفة اللواء تقول "حرّكت زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى مجلس القضاء الاعلى اجواء «الستاتيكو» السياسي، والتوترات الامنية المتنقلة من منطقة الى منطقة، في ظل معلومات تزايدت في الساعات الـ48 الماضية حول ربط المواجهات العسكرية الجارية في سوريا بالتوترات الامنية والتفجيرات والمخاوف من انتقال «مجموعات جهادية» من سوريا عبر العرقوب الى جنوب لبنان، وهذا ما يفسر، في رأي مصادر واسعة الاطلاع، الاجتماع الذي عقده العماد قهوجي مع قائد قوات «اليونيفل» الدولية في الجنوب الجنرال باولو سييرا، اضافة الى الاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي بحث معه الوضع الامني العام في البلاد، فضلاً عن الوضع في طرابلس الذي بات على «فوهة بركان».
وتخوفت المصادر من ان تشهد الساحة الداخلية حرائق متنقلة في الشمال والبقاع وربما الجنوب، مع احتدام المواجهات في الغوطتين الشرقية والغربية، وفي منطقة القلمون السورية، خصوصاً وان ما يجري مرتبط بالتحسب من اقفال «طريق الجهاد» بينما الابواب مشرعة امام «حزب الله» نحو سوريا.
وذكرت المصادر ان السباق يشتد بين الاجراءات الكفيلة بتعطيل الالغام والعمل الدؤوب لاشغال الساحة اللبنانية في اطار «حرب الاوراق» الجارية عشية جنيف - 2.
وفي اطار المحاولات الاستباقية للحؤول دون تفجر الوضع في طرابلس، يعقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في منزله في طرابلس اجتماعاً امنياً يحضره وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والقادة الامنيون المعنيون بالخطة الامنية للمدينة.
وتخوف مصدر طرابلسي من تفجر الوضع بعد الانباء التي ترددت عن تمركز خبراء عسكريون من حزب الله في نقاط استراتيجية في جبل محسن، ضمن ما يعرف بـ«سرايا المقاومة» وإعلان لواء «انصار الله» السوري عن الاستعداد للدفاع عن أهل طرابلس.
وميدانياً، اعتصم أهالي جبل محسن احتجاجاً على ما يتعرّض له أبناء الجبل من «اعتداءات» على يد عناصر مسلحة لدى ذهابهم إلى أعمالهم في مدينة طرابلس، فيما رفع الداعية الإسلامي داعي الاسلام الشهال من لهجته في الصلاة التي اقيمت على الطريق العام في المصنع احتجاجاً على استمرار توقيف عبدالقادر عبدالفتاح وعبدالناصر شطح لاتهامهما بأعمال تخريبية، تتصل بصلاتهما بتنظيم «القاعدة»، ملوحاً بأن هذا الاعتصام خطوة أولى ستتبعه خطوات أخرى، إذا لم يفرج عن الاثنين، وقال: «لا تظنوا ايها الجبناء الخونة ان الحكمة تعني الضعف، بل تعني في كثير من الايام مجابهتكم وقتالكم، ومواجهتكم اينما كنتم رغم انوفكم»، من دون ان يوضح المقصود بهذا التهديد.
لكنه أضاف «هم نزلوا إلى الميدان (في إشارة إلى حزب الله) ونحن لم ننزل بعد لأننا رحماء»، وختم مخاطباً قائد الجيش ورئيس الحكومة المستقيلة قائلاً: «إن لم تحفظوا امننا فأنتم فاشلون، والحقيقة انكم فاشلون لأنكم لم تحفظوا أمننا».
وعلى الأرض، امتداداً إلى عكار وفي منطقة المحمرة قطع الاهالي الطريق العام احتجاجاً على توقيف خضر عزام طالب، بنفس تهمة الموقوفين شطح وعبدالفتاح، وتدخل الجيش لفتح الطريق، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتيل من الأهالي يدعى علي بحصة وثلاثة جرحى.
وفي تطوّر أمني متصل، ضبطت قوى من الجيش في منطقة القاع ثلاثة صواريخ من نوع غراد، عيار 107 ملم معدة للاطلاق، وعمل الخبير العسكري على تفجير الذخائر في مكانها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لكشف المتورطين.
ورجحت مصادر متابعة أن يكون العماد قهوجي بحث مع القاضي جان فهد والقضاة المعنيين بالتحقيقات الجارية مع الموقوفين الإسلاميين القدامى والجدد، في حضور مدعي عام التمييز بالانابة القاضي سمير حمود وقاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، جلاء الحقيقة، ولا سيما أن مخابرات الجيش تسلم الموقوفين تباعاً إلى القضاء المختص.
ووفقاً للبيان الذي صدر عن مجلس القضاء الأعلى، فإنه «جرى عرض للأوضاع الدقيقة في البلاد، ودور كل من السلطة القضائية والمؤسسة العسكرية في الحفاظ على الأمن وحماية المواطنين، والذود عن مبدأ حكم القانون ومنطق دولة المؤسسات».
سلام في بعبدا
في هذه الأجواء، ومع اكتمال الشهر التاسع لتكليف الرئيس تمام سلام تأليف الحكومة في السادس من الشهر المقبل، عقد في قصر بعبدا اجتماع بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس سلام، وهو اللقاء الأول بعد انقطاع دام ثلاثة أسابيع، بحث خلاله الرئيسان في التوقيت المناسب لإصدار مراسيم تشكيلة حكومة جامعة، استبعدت المصادر القريبة من القرارات الرئاسية، أن تكون في ما تبقى من الشهر المقبل، مرجحة ألا تتعدى كانون الثاني من العام 2014 لأسباب دستورية تتعلق بدخول مجلس النواب مدار الاستحقاق الرئاسي وتحوّله إلى هيئة ناخبة في آذار.
وفي تقدير مصادر مطلعة، أن الزيارة خرقت الجمود في الجهود الجارية لتشكيل الحكومة، علماً أن الاتصالات بين الرئيسين سليمان وسلام لم تتوقف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، منذ آخر زيارة للرئيس المكلّف إلى قصر بعبدا.
وأدرجت المصادر الزيارة التي استغرقت أكثر من ساعة بقليل، في إطار استكمال المشاورات التي يجريها الرئيس سلام والذي اطّلع بدوره من الرئيس سليمان على نتائج زيارتيه إلى كل من السعودية والكويت.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيسين اتفقا على إبقاء التشاور قائماً وإجراء المزيد من المشاورات والاتصالات، بعدما تم تجميدها بفعل حوادث التفجير، وآخرها التفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية حيث وقع انفجار جديد في محيطها صباح أمس ناجم عن انفجار حشوة صاروخ من مخلفات حرب تموز لم يسفر عن وقوع إصابات.
وتحدثت المصادر نفسها عن جولة جديدة من الاتصالات مع مختلف القيادات، ما يؤشر أن محركات عملية تأليف الحكومة قد عادت إلى العمل، من دون أن يعني ذلك أن هناك ما يمكن البناء عليه، على اعتبار أن المواقف لا تزال على حالها، ما قد يجعل من أي مسعى للتقارب مهدد بالفشل
غوتيريس
على صعيد آخر، كشفت مصادر مواكبة للاجتماع الذي عقده رئيس الجمهورية مع مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الذي زار أيضاً الرئيس ميقاتي في السراي، أن الرئيس سليمان أكد أهمية العمل لتنفيذ ما تم إقراره في اجتماع «المجموعة الدولية لدعم لبنان» لجهة المبادئ المتصلة بدعم لبنان اقتصادياً وسياسياً والجيش، وتوفير المساعدة في ما خص ملف النازحين السوريين.
واكد الرئيس سليمان، بحسب المصادر على ضرورة ترجمة صلاحيات هذا الاجتماع وانجاح المؤتمرات المرتقبة بشأن هؤلاء النازحين، شارحاً لضيفه مترتبت الاعباء الناجمة عن العدد الهائل منهم في لبنان.
وعلم ان المسؤول الدولي اوضح ان هناك جهداً كبيراً يبذل في مسألة المساعدات، وانه سيستكمل اتصالاته الهادفة الى حض الدول المانحة والقادرة على تقديم العون انطلاقاً من مقررات المجموعة الدولية.
وتفقد غوتيريس ايضاً مخيم النازحين في عرسال الذي انشئ بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والذي يستوعب 70 خيمة، واعداً باضافة مخيمات جديدة لاستيعاب كافة هؤلاء، لكي لا يبقى نازح بدون مأوى، على حد تعبيره."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها