تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء في بيروت بشكل رئيسي موضوعي خروج الملايين من الشعب السوري المؤيدة للرئيس بشار الأسد ودعمه في موضوع الإصلاحات وموضوع البيان الوزراي في لبنان.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء في بيروت بشكل رئيسي موضوعي خروج الملايين من الشعب السوري المؤيدة للرئيس بشار الأسد ودعمه في موضوع الإصلاحات وموضوع البيان الوزاري في لبنان.
السفير
صحيفة السفير عنونت"سورية: إصلاحات الأسد تتلقى دفعاً شعبياً مؤثراً"
وكتبت "خرج عشرات الآلاف في عدد من المدن السورية أمس، في مسيرات مؤيدة للرئيس بشار الأسد، ومشروع الإصلاح الذي اعلنه في خطابه امس الاول قابلتها تظاهرات معارضة، واحتكاكات أسفرت عن وقوع سبعة قتلى في حماه وحمص ودير الزور بحسب ناشطين، فيما أصدر الأسد عفواً عاماً هو الثاني في غضون ثلاثة أسابيع، «شمل الغالبية العظمى من الجرائم ولم تستثن إلا جرائم محدودة للغاية»، وسط انباء عن ان معارضين من الداخل يعدّون اوراق عمل خاصة بهم قبل الاجتماع مع هيئة الحوار الوطني، لكنهم يشترطون لمثل هذا الاجتماع وقف الحملة الأمنية على المحتجين.
وفي خطوة جديدة ضمن الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس السوري، عرضت الحكومة السورية مشروع قانون الأحزاب الجديد، للنقاش على الموقع الالكتروني لرئاسة الوزراء. ويسمح القانون بتشكيل أحزاب سياسية "بقصد تداول السلطة والمشاركة في مسؤوليات الحكم"، ضمن شروط أبرزها عدم قيام الحزب على أساس ديني أو فئوي من أي نوع، وان يضم أعضاء مسجلين في السجلات المدنية لأكثر من نصف المحافظات السورية على الأقل، ويعكسون "النسيج الوطني السوري".
وغصت ساحة الامويين في وسط العاصمة السورية بعشرات آلاف الاشخاص واقفلت الطرق المحيطة بها، وحمل المتظاهرون القادمون من احياء العاصمة وريفها، اعلاماً سورية ورددوا شعارات مؤيدة للنظام منها «بالروح بالدم نفديك يا بشار» و«الله وسورية وبشار وبس». وأفاد التلفزيون الرسمي ان تظاهرات ضخمة اخرى مؤيدة للاسد نظمت ايضا في حمص، حلب، اللاذقية، دير الزور، ادلب، ودرعا. واكدت وكالة الانباء السورية «سانا» أن «ملايين السوريين قد احتشدوا... لدعم خطة الإصلاحات الشاملة» التي اعلن عنها الاسد.
من جهته، أصدر الأسد الذي التقى وفداً من سكان معرة النعمان، مرسوماً تشريعياً يمنح عفواً عاماً عن الجرائم المرتكبة قبل يوم أمس، وقال وزير العدل القاضي تيسير قلا عواد في تصريح لوكالة «سانا» إن مرسوم العفو تضمن حالات عدة لم يتضمنها مرسوم العفو السابق كمنح عفو عن كامل العقوبة أياً كان نوع الجرم أو العقوبة لمن كان مصاباً بمرض عضال غير قابل للشفاء وعن كامل العقوبة بالنسبة للجرائم التي تضمنها المرسوم التشريعي رقم 12 للعام 1974 المتعلق بالتهريب ما عدا تهريب الأسلحة والمخدرات.
وأضاف إن المرسوم شمل كامل العقوبة بالنسبة لمتعاطي المخدرات وجميع الجرائم الجنحية الواردة في قانون المخدرات رقم 2 للعام 1993 فضلاً عن تضمنه العديد من الجرائم الواردة في قانون العقوبات العام رقم 148 للعام 1949. وأكد قلا عواد أنه «بموجب مرسومي العفو رقم 61 و72 يكون المشرع قد شمل الغالبية العظمى من الجرائم ولم تستثن إلا جرائم محدودة للغاية تتضمن أشد الجنايات خطورة على الأشخاص والمجتمع».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن سورية وافقت على توسيع نطاق وصول عاملي المنظمة إلى المدنيين والمناطق التي تشهد احتجاجات.
في المقابل، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن المعارضين لؤي حسين، عارف دليلة، وميشال كيلو، أنهم سيجتمعون في العاصمة دمشق الإثنين المقبل، لإعداد برنامج للدخول في حوار محتمل مع السلطات. ولكن كيلو وحسين، أكدا أنهما لن يشاركا في حوار مع الحكومة قبل انهاء العملية الأمنية ضد المحتجين. كما قال «زعيم كردي» للصحيفة إن مجموعات كردية تنظم اجتماعاً منفصلاً لإعداد نوع من ورقة حوار مع السلطة قبل نهاية الأسبوع الحالي.
الأخبار
صحيفة الاخبار بدورها عنونت" البيان الوزاري: أُقرّت المقاومة وتبقى المحكمة"
وقالت "وفى أعضاء لجنة صياغة البيان الوزاري بالتعهّد الذي قدّموه إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والتزموا الصمت بعد الجلسة التي توقّفت عند بند قانون الانتخابات، بينما استمرّ البلد مشغولاً بالردود والردود المضادّة بين العماد ميشال عون وفريق المعارضة على خلفيّة كلام عون عن سعد الحريري، وقد دخل ميقاتي على خطّ هذا السجال منتقداً عون عقدت لجنة صياغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني بعد ظهر أمس في السرايا الحكومية. وشهدت الجلسة توزيع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مسوّدة تتضمن مقترحاته لما سيتضمنه البيان، هي نسخة مختصرة عن بيان حكومة الرئيس سعد الحريري، على حدّ وصف عدد من الوزراء. وتألّفت مسوّدة ميقاتي من 9 صفحات، شغل الموضوع السياسي نحو أربع صفحات ونصف صفحة منها، على أن تُخصّص الصفحات الباقية للاقتصاد والتنمية ومشاريع الوزراء في وزاراتهم.
وأُقرّت يوم أمس أغلبية الفقرات السياسيّة، ما عدا الفقرة المتعلّقة بالمحكمة الدوليّة التي تُرك لها مكان شاغر في مسوّدة ميقاتي، علماً بأن أركان الأكثرية النيابية وضعوا قيد التداول نصاً يؤكد التزام لبنان "بتحقيق العدالة وإظهار الحقيقة" في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وغيرها من الجرائم.
وأشارت مصادر المجتمعين إلى أن النقاش كان هادئاً، وأن التعديلات التي جرت لم تكن كبيرة، "بل تركّزت حول تعديلات لغويّة وإملائيّة، إلى جانب تعديلات طفيفة طالت المضمون". وقد مرّت الفقرة المتعلّقة بالجيش والمقاومة والشعب من دون أي نقاش، بعد خضوعها لـ"الشدشدة اللغوية". ووصفت مصادر أخرى المسوّدة بأنها "عامّة جداً وشفافة لترضي الجميع". وتوقّع بعض المطّلعين على أجواء الاجتماع أن يحتدّ النقاش عند الوصول إلى الملف الاقتصادي.
وتوقّف الوزراء عن مناقشاتهم عند الساعة السابعة مساءً، قبيل البدء بالبحث الجدّي في ما سيتضمنه البيان الوزاري عن قانون الانتخاب.
وشدّد ميقاتي على أعضاء اللجنة الالتزام بعدم تسريب محضر النقاش، "وقد التزم جميع الوزراء بهذا الأمر، وخصوصاً المعروف عنهم التسريب". وبعد الاجتماع، أكّد وزير الإعلام وليد الداعوق أن صيغة "الشعب، الجيش والمقاومة" هي من الثوابت، لافتاً إلى أن البنود السياسيّة ستكون على شكل ما يُجمع عليه اللبنانيّون.
ميقاتي يستغرب كلام عون
بدوره، أكّد ميقاتي عند مغادرته السرايا الحكومية أن "أجواء اجتماع اللجنة الوزارية للبيان الوزاري ممتازة، وجرت مناقشة العديد من البنود، على أن يستكمل البحث غداً". وعلّق ميقاتي على كلام رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بشأن الرئيس سعد الحريري بالقول إن "هذا الكلام مستغرب أن يصدر عن رجل مسؤول كالعماد عون، فلا يجوز أن نتخطى في نقاشنا الإطار السياسي الطبيعي إلى تجاوز حدود اللياقة والاحترام، وخصوصاً في هذه الأوقات الصعبة التي تتطلب من الجميع وعياً وإدراكاً وتحسّساً بالمسؤوليّة الوطنيّة".
أمّا عون، فقد وصف الحملة التي تشنّها المعارضة عليه بسبب قوله إنه أعطى الحريري "one way ticket" "بالشرسة وغير المؤدبة، وقد سبق أن أعطوني one way ticket في عام 1990 لكنني تمرّدت عليها وعدت. هو أيضاً يستطيع أن يتمرد ويعود. وليس هذا المؤسف في الموضوع. المؤسف أكثر هو أن أعضاء تيار المستقبل لم يقرأوا ما كتبه لهم المرحوم رفيق الحريري على باب السرايا: "لو دامت لغيرك لما آلت إليك" (...). إنهم مصابون بالجشع، كما أنهم لا يقدّرون روح النكتة". أضاف عون: "بما أنهم رفضوا كلمة one way out، فسنقول لهم one way in من الآن وصاعداً، ولن نعطيهم نعمة ترك البلد. يجري العمل على جناح كبير في سجن رومية وسيتّسع لعدد كبير منهم".
وقال عون إنّه اطّلع على تصريح لنائب وزيرة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، الذي قال فيه إن حكومة لبنان في أحسن الأحوال حكومة سوريّة، وفي أسوأ الأحوال حكومة إيرانيّة، معلّقاً بالقول: "هذا المخلوق (فيلتمان) عجيب، إذ يعتقد أنه الوحيد الذي يعيش في دولة حرة في العالم، مع العلم بأنه ليس من دولة حرة بل دولة تستعبد الناس، ولأنه على ما يبدو قد تعوّد أن يؤلف بنفسه الحكومة في لبنان أو في غيره من الدول، ولأن هذه الحكومة الوحيدة في لبنان التي تألفت من خارج إرادته، ولأنه كان قد تعود رجالات الوصاية الذين لا يستطيعون أن يعيشوا من دون أي وصاية، فرأى أننا نحن أيضاً نعيش في ظل الوصاية، وتخيّل أن هذه الوصاية تأتي ممن يعتبرهم خصومه ويطلق عليهم تسمية محور الشر". وأعلن عون أنه في محور الشرّ، وأنه سعيد بهذه التسمية، "لأننا شرّ على الشرّ، ونعرف الخير الذي أتوا به إلى العراق، ونعرف الخير الذي أعطوه للشعب الليبي، ونعرف كذلك الخير الذي يأتون به للشعب السوري، ونعرف الخير الذي أتوا به إلى أفغانستان وباكستان وكل هذه البلدان، لذا فليحترم السيد فيلتمان نفسه".
النهار
من جهتها عنونت النهار" الأسد يوسّع العفو... والحملة الأمنية والآلاف تظاهروا دعماً له في دمشق والمدن"
وقالت"أصدر الرئيس السوري بشار الاسد أمس عفوا عاما جديدا، غداة عرضه اجراء حوار وطني واعلانه عن اصلاحات اعتبرتها المعارضة غير كافية، بينما تظاهر مئات آلاف الاشخاص دعما له في دمشق ومدن أخرى. لكن قوى الامن استمرت في التصدي للاحتجاجات على النظام، مما أدى الى مقتل سبعة متظاهرين في حمص وحماه والميادين. كما وسعت السلطات حملتها الامنية قرب الحدود التركية لتشمل مدينة حلب التجارية. وعلى الصعيد الدولي، أفاد مصدر ديبلوماسي تركي مسؤول ان تركيا لا تنوي ارسال مبعوث لها الى الرئيس السوري ولا ترى داعيا الى ذلك الآن".
وأعلنت وزارة الخارجية النمسوية ان وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي وافقوا من حيث المبدأ على فرض عقوبات جديدة على سورية التي تواجه انتقادات دولية بسبب حملة القمع التي تشنها على المحتجين المطالبين باسقاط نظام الرئيس الاسد.
في واشنطن أفادت وزارة الخارجية الاميركية ان السفير روبرت فورد زار في رفقة عدد من السفراء المعتمدين في دمشق مدينة جسر الشغور في شمال سورية وعاين "شخصيا نتائج وحشية الحكومة السورية. وما رآه هو مدينة فارغة".
وصرحت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نيولاند بأن ضابط استخبارات سوريا رافق الوفد وتحدث اليهم، واشارت الى ان السفير فورد سيقدم تقريرا الى واشنطن عن جولته وما سمعه من المسؤولين السوريين، "وسيواصل ايضاح مواقفنا ليس فقط للحكومة السورية بل للمعارضة بان هذه الوحشية يجب ان تنتهي، وان ما نريد ان نراه هو افعال وليس أقوالا".
وسئل عن اعلان الأسد عفوا جديدا، فأجابت ان الرئيس الاسد "يفرج عن السجناء الذين اعتقلهم خلال فترة القمع، وليس جميعهم، ولذا فان ما نريده هو اجراءات تضع سوريا على الطريق الديبلوماسي، على طريق الاصلاح". وأضافت انها لا تعرف السبب وراء قرار الحكومة السورية السماح للسفراء بزيارة جسر الشغور، وكررت الحديث عن الوضع "اليائس والحزين في هذه المدينة المهجورة...". وكشفت ان السفير فورد "رفض محاولات الحكومة السورية لتصوير الوضع على انه من صنع المحرضين الاجانب..". وشددت على اهمية وجود السفير فورد في سوريا كي يواصل التأكيد في كل مناسبة "للمسؤولين الحكوميين السوريين وللمعارضة السورية اننا نقف الى جانب أولئك الذين يريدون التغيير في سوريا". واشارت الى ان ما رآه فورد هو مدينة فارغة وتعرضت "لاضرار بالغة". وأكدت اهمية الزيارة لانها تأتي في سياق رفض الحكومة السورية السماح للاعلام الاجنبي بتغطية الاحداث هناك، وانه كان من الضروري ان يزور السفير شمال سوريا وان يعاين بعينيه "هذه النتائج الشنيعة".
وسئلت هل تراجعت وزارة الخارجية السورية عن تجميد الاتصالات المباشرة مع فورد على مستويات عالية، فأجابت انها لا تعرف ذلك، لكن مصادر موثوقا بها أبلغت "النهار" ان قرار تجميد الاتصالات مع فورد قد ألغي وانه بات قادرا على الاتصال بوزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل مقداد.
وكان الملحق العسكري الاميركي في دمشق قام ايضا بجولة منفصلة في مدينة جسر الشغور ومحيطها. ولا تزال الولايات المتحدة تدرس التقارير التي تتحدث عن اشتباكات جرت بين الجيش السوري وسكان جسر الشغور وأسفرت عن خسائر في صفوف الجيش السوري الذي اقتحم المدينة. ويميل المسؤولون الاميركيون الى الاعتقاد ان السكان الذين قاوموا الجيش السوري وهو يقتحم المدينة ومحيطها هم سكان محليون وليسوا كما تدعي الحكومة عناصر عسكرية منظمة او تكفيريين.
وأكدت نيولاند ان سوريا لم تفرض قيودا على تحركات السفير فورد او غيره من الديبلوماسيين الاميركيين في سوريا، لكنها اشارت الى ان تحركاته احيانا مرهونة بالاوضاع والظروف الامنية.
وأبدت قلق حكومتها من التقارير التي تتحدث عن اقفال الجيش السوري الحدود مع تركيا ومنع السوريين من اللجوء اليها.
وعن التقارير التي تحدثت عن أن تركيا أمهلت سوريا اسبوعا لاتخاذ اجراءات اصلاحية، قالت ان وقت الاصلاح قد جاء وولى "وما نريد هو الاصلاح الآن، ونحن نشاطر الحكومة التركية قلقها، وقلقهم يزداد خصوصا ان عليهم التعامل مع اللاجئين... ومن الواضح ان الصبر التركي يشارف النفاد ونحن نشاطرهم كل قلقهم الانساني والسياسي".
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت "واشنطن تشهد على وحشية النظام بوتين لزيادة الضغط على دمشق تركيا لا توفد مبعوثاً إلى سورية و"الشبّيحة يهاجمون المحتجين في حماه وحمص ودير الزور"
وقالت"تطوران نوعيان شهدهما الملف السوري أمس، الأول هجوم "شبيحة" النظام السوري على المتظاهرين في حماه وحمص ودير الزور ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى، في وقت كانت الانفجارات وأصوات الرصاص في القرى السورية الحدودية تُسمع من الجانب التركي".
التطور الثاني الذي له ما بعده تمثل بتصريح لرئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين دعا فيه إلى تكثيف الضغوط الدولية على النظام السوري الذي يستخدم "أساليب عفا عنها الزمن" في قمع التحركات الشعبية، على الرغم من تأكيده رفض بلاده تمرير قرار حول سورية في مجلس الأمن.
وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد توجه في إطار زيارة نظمتها السلطات السورية، الى مدينة جسر الشغور التي هجرها سكانها بعد قمع القوات الحكومية "حيث تمكن السفير والديبلوماسيون الآخرون من أن يروا بأنفسهم آثار وحشية الحكومة السورية".
وتزامن إعلان الحكومة التركية أنها لا تجد سبباً لإرسال مبعوث خاص الى دمشق لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، مع تصريح فرنسي يشدد على أنه يجب ألا يبقى مجلس الأمن صامتاً لفترة أطول إزاء ما يجري في سورية.
المواجهات بين الشارعين التابع للنظام والمعارض له، اندلعت بعدما أنزل النظام آلافاً من مناصريه في مدينتي حمص وسط البلاد ودير الزور (شمال غرب)، وكان دفع بعشرات الآلاف للتظاهر رافعين صور الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق وحلب واللاذقية والحسكة ودرعا، منادين بشعارات تدعم ما جاء في خطابه أول من أمس.
وفي هذا الصدد قال المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة عمر إدلبي "رأينا تصعيداً خطيراً من قبل النظام اليوم (أمس).. إنهم يرسلون الشبيحة الموالين للنظام ترافقهم قوات الأمن لمهاجمة المحتجين".
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن شهود أن نحو 10 آلاف من أنصار النظام اجتاحوا مدينة حمص أمس وقال شاهد "لا أحد يعرفهم، كانوا غرباء عن المدينة، وكانوا يسألون عن الاتجاهات"، وأضاف "دخل أنصار النظام الى الأحياء واندلع إطلاق نار فقتل شخصان وأصيب 6 بجروح.. واعتقلت قوات الأمن الجرحى بعدما عمد عناصرها إلى دوسهم بالأقدام".وقالت لجنة التنسيق المحلية، إن طفلاً في الثالثة عشرة من عمره قُتل عندما فتحت قوات الأمن النار على المواطنين في الساحة الرئيسية في مدينة حماه.
وبعد دفن الصبي أطلق جنود النار على المشيعين لدى خروجهم من الجبانة برشاشات نصبت على دبابتين، ما أدى الى جرح عدد من الأشخاص لم يكن الناشط قادراً على تحديد عددهم،وليلاً، خرج آلاف المتظاهرين في شوارع المدينة.
وأفاد ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن قوات الأمن فتحت النار لتفريق تظاهرات مناهضة للنظام، ما أدى الى مقتل شخصين في حمص.
وقال ناشط "قتل مدنيان في حمص وأصيب ستة آخرون بجروح عندما أطلقت قوات الأمن النار على متظاهرين كانوا يطالبون بالحرية". وقال الناشط إن القتيلين هما محمد الدروبي وشاطر سهلول، مشيراً الى أن "ثلاثة من الجرحى تعرضوا للضرب" عند نقلهم الى المستشفى.
وأطلقت قوات الأمن السورية النار أمس لتفريق متظاهرين في مناطق سورية عدة، ما أدى الى مقتل خمسة أشخاص.
وفي ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية تجمع حشد كبير تأييداً للرئيس السوري حسبما نقلت مراسلة "فرانس برس". وحمل المتظاهرون الأعلام السورية وصور الرئيس السوري وهم يطلقون هتافات "بالروح بالدم نفديك يا بشار".
وقتل مدنيان آخران برصاص قوات الأمن في بلدة الميادين في محافظة دير الزور.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن نقلاً عن سكان أن "قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين مؤيدين ومناهضين للنظام اشتبكوا بالأيدي".
نشطاء حقوقيون قالوا إن القوات السورية وسعت حملتها الأمنية قرب الحدود التركية. وأوضحوا أن العشرات من طلاب جامعة حلب اعتقلوا أول من أمس، كما اعتقل 12 شخصاً بينهم إمام مسجد في قرية تل رفعت القريبة والتي تقع في منتصف الطريق بين حلب والحدود التركية عقب احتجاجات.
وانتقد الطلاب في الحرم الجامعي خطاباً ألقاه الأسد كان الثالث له منذ بدأت انتفاضة شعبية ضد حكمه قبل نحو ثلاثة أشهر.
وأكد صاحب شركة استيراد من سكان حلب لوكالة "رويترز" في تصريح عبر الهاتف أن الحواجز زادت على الطرق في حلب بشكل ملحوظ اليوم (أمس) ولا سيما على الطرق المؤدية إلى الشمال باتجاه تركيا وإلى الشرق. وقال: "شاهدت أفراداً من المخابرات العسكرية يعتقلون شقيقين في الثلاثين من العمر لمجرد كونهما من إدلب على ما يبدو".
وإدلب محافظة في شمال غرب سوريا انتشرت قوات الجيش مدعومة بالدبابات في قراها ومدنها خلال الأيام العشرة الماضية لقمع الاحتجاجات ضد الأسد وفق ما يقوله شهود عيان.
البناء:
بدورها عنونت صحيفة البناء" يوم مفصليّ عبَّر عن نبض الشارع السوري الحقيقي ..مسيرات بالملايين دعماً لنهج الرئيس الأسد ومشروعه الإصلاحي و"الجيش والشعب والمقاومة معادلة في صلب البيان الوزاري وتعديل طفيف في بند المحكمة"
وكتبت " ترك خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألقاه أول من أمس في جامعة دمشق ارتياحاً عارماً داخل سورية ولدى كل القوى الحريصة على مناعتها واستقرارها ودورها القومي والعروبي لما تضمنه من مكاشفة صريحة حول ما واجهته وتواجهه بلاده وحول ما هو مطلوب من خطوات إصلاحية وحوار وطني شامل للخروج من هذه الأزمة، على الرغم من كل ما حيك ويحاك من مؤامرات من القوى المتضررة من الدور الذي أدته وتؤديه سورية في مواجهة المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي» لتقسيم المنطقة العربية وتفتيتها وقضم الحقوق العربية المشروعة في فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة".
ويمكن القول، إن أمس، كان يوماً مفصلياً على صعيد الوضع في سورية، ويسجل قيمة مضافة خصوصاً بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الاسد أول من أمس، ويعبر عن صوت الشارع السوري الحقيقي.
الملايين في الشارع
وقد شهدت مدن سورية أمس نزول الملايين إلى الشوارع في استفتاء قلّ نظيره تأكيداً من الشعب السوري على دعم البرنامج السياسي والإصلاحي الذي أعلنه الرئيس الأسد في خطابه أول من أمس.
وقدر عدد الذين نزلوا إلى ساحة الأمويين في دمشق وباقي المدن السورية بالملايين دعماً للرئيس الأسد، حيث بدأت تتوافد حشود الناس إلى الساحات العامة في المدن السورية منذ ساعات الصباح الأولى.
وقد انطلقت الحشود الغفيرة إلى الساحات العامة والمحاور الرئيسية في كل المحافظات السورية للمشاركة في المسيرات التي دعت إليها فاعليات أهلية وشبابية وشعبية تأييداً لبرنامج الإصلاح الشامل الذي أعلنه الأسد.
وضمت هذه الحشود كل الشرائح والفاعليات من كل الفئات، وحمل المشاركون الأعلام السورية وصور الرئيس الاسد واللافتات والرايات الوطنية التي تؤكد الوحدة الوطنية ورفض التدخل الخارجي والاستقواء به. كما رددت الهتافات الوطنية التي تؤكد وحدة الشعب السوري ووقوفه إلى جانب قيادته برئاسة الأسد والسير نحو الإصلاح.
وقد سارت هذه المسيرات في عشرات المدن بينها دمشق واللاذقية وطرطوس ودوما وإدلب وحلب وحماه ودير الزور.
توسيع مرسوم العفو العام
وقد ترافقت هذه المسيرات أيضاً مع قرارات جديدة اتخذها الرئيس الأسد تنفيذاً لما كان قد وعد به في خطاب أول من أمس حيث أصدر مرسوماً يمنح فيه العفو العام عن كل الجرائم المرتكبة قبل يوم 20 الحالي ـ أي يوم أول من أمس الاثنين.
وقال وزير العدل القاضي تيسير قلا عواد في تصريح لوكالة سانا، إن مرسوم العفو تضمن حالات عدة لم يتضمنها مرسوم العفو السابق كمنح عفو عن كامل العقوبة أياً كان نوع الجرم أو العقوبة لمن كان مصاباً بمرض عضال غير قابل للشفاء، وعن كامل العقوبة بالنسبة الى الجرائم التي تضمنها المرسوم التشريعي رقم 12 لعام 1974 المتعلق بالتهريب ما عدا تهريب الأسلحة والمخدرات.
وأضاف أن المرسوم شمل كامل العقوبة بالنسبة الى متعاطي المخدرات وجميع الجرائم الجنحية الواردة في قانون المخدرات رقم 2 لعام 1993 فضلاً عن تضمنه العديد من الجرائم الواردة في قانون العقوبات العام رقم 148 لعام 1949.
وأكد قلا عواد أنه بموجب مرسومي العفو رقم 61 و72 يكون المشرع قد شمل الغالبية العظمى من الجرائم، ولم تستثن إلا جرائم محدودة للغاية تتضمن أشد الجنايات خطورة على الأشخاص والمجتمع، مشيراً إلى أن المرسوم يأتي دعماً لعملية الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد وتمكيناً لمن أخطأ بحق نفسه ومجتمعه في أن يعود إلى جادة الصواب والرشد ليسهم في مسيرة البناء.
وأوضح وزير العدل أن المرسوم سيكون أحد أسباب تعزيز الأمن والاستقرار الاجتماعي، وأن الوزارة أبلغت المحامين العامين والنيابات العامة فور صدوره للعمل به فوراً وتنفيذ أحكامه .
في هذا السياق، قالت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية إن «بريطانيا منيت بهزيمة في محاولاتها حشد مواجهة دولية للوضع في سورية.
وفي هذا الإطار، تحدث رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بعد لقائه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون عن الوضع في سورية وقال «التدخل في شؤون دولة ذات سيادة مسدود الأفق».
أما فيون فقال إنه «لا يمكن لمجلس الأمن أن يلتزم جانب الصمت لمدة أطول تجاه ما يجري في سورية».
كذلك كرر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله «إن الرئيس الأسد لم يقل شيئاً جديداً في خطابه» أضاف «ما يريده المجتمع الدولي هو أفعال وليس وعوداً وكلمات»!
وبدوره لم يجد عبد الحليم خدام الذي كان قد كشف نفسه عن قيامه باتصالات مع «الإسرائيليين» سوى الرد على خطاب الرئيس الأسد بإطلاق الادعاءات والتهم الكاذبة والكلام البذيء مدعياً «أن لا حلّ في سورية إلا بتغيير النظام».
الوضع الميداني
وفي الشأن الأمني نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصدر مسؤول في إدلب أن مساعي حوارية بدأت في جبل الزاوية ومعرة النعمان مع عدد من الفاعليات الشعبية والدينية والمعارضين من أجل قيام المسلحين بتسليم أنفسهم ضمن وعود بالعفو. أضافت أن مسلحين آخرين اتجهوا إلى القرى الشرقية من منطقة معرة النعمان عند تخوم البادية ليكسبوا الحماية العربية من جانب بعض البدو وبعض العشائر، في حين تحصن البعض الآخر في مناطق جبلية وأثرية في جبل الزاوية.
في هذا الإطار، ادعت وكالة رويترز أن اشتباكات وقعت بين متظاهرين في دير الزور دعماً للرئيس الأسد وبين آخرين احتجوا على خطابه ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
اجتماع اللجنة الوزارية
في الشأن الحكومي اللبناني كتبت البناء"عقدت اللجنة الوزارية المكلفة إعداد صيغة البيان الوزاري اجتماعها الثاني عصر أمس في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وناقشت مسودة الصيغة التي أعدها ميقاتي والمؤلفة من عشر صفحات فولسكاب وتتضمن شقين رئيسين: الأول سياسي يتناول العناوين الأساسية التي سيتضمنها البيان، والشق الثاني يتناول عمل الحكومة على المستويات المختلفة اقتصادياً ومالياً وحياتياً، إضافة إلى عمل كل وزارة من الوزارات المعنية".
وأوضح ميقاتي بعد الاجتماع، أن الأجواء كانت ممتازة ونوقش العديد من البنود».
من جانبه قال وزير الإعلام وليد الداعوق إنه جرى التداول في مختلف الاقتراحات المقدمة من الوزراء، وأكد أن اجتماعاً آخر سيعقد اليوم وغداً الخميس في السراي الكبير، لافتاً في بيان تلاه بعد انتهاء اجتماع اللجنة إلى «أن لا بنود خلافية حول هذا الأمر، والأجواء مريحة بين الوزراء، وكل ما يجمع عليه اللبنانيون هو الذي كان موضوع نقاش».
واشار إلى أن «الحديث لم يتطرق إلى المحكمة بشكل نهائي وهناك أفكار متعلقة بهذا الأمر ستناقش في الاجتماعات التالية».
ورداً على سؤال، حول الاتفاق على صيغة الشعب والمقاومة والجيش، أكد أن «هذه من الثوابت التي تعودنا عليها في أي بيان وزاري».
مصدر وزاري عن مضمون المسودة
وأوضح مصدر وزاري شارك في اجتماع اللجنة، أن رئيس الحكومة طلب من الوزراء التزام السرية في المداولات التي تحصل في اجتماعات اللجنة، وفي ما يتعلق بمضمون مسودة البيان، وأبلغ ميقاتي الوزراء أيضاً أن أي تسريب للصيغة أو المناقشات من شأنه أن ينعكس سلباً على عمل اللجنة ويؤخر عملها ورغبة الحكومة الإسراع في إنجاز البيان الوزاري.
وأوضح المصدر أن مسودة البيان التي عرضت أمام اللجنة مقبولة بشكل عام، وقال انه بعد المناقشات التي حصلت أمس أصبحت مقبولة أكثر. أضاف أن اللجنة لم تتطرق إلى البند المتعلق بالمحكمة الدولية، لكنها ناقشت البندين المتعلقين بالمقاومة والعلاقة مع سورية، مشيرة إلى أن المقاربة المقدمة لهاتين المسألتين هي مقاربة جيدة حيث جرى إدخال بعض التعديلات الطفيفة على الصيغة الأولية. وأوضح أن الصيغة المتعلقة بموضوع المقاومة تؤكد ما كان تضمنه قد بيان الحكومة السابقة في ما يتعلق بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة مع بعض التعديلات، كما اشار المصدر إلى أن صيغة العلاقة مع سورية تنطلق من مضمون اتفاق الطائف، مع الأخذ بالاعتبار بعض المستجدات الأخيرة، وخاصة ألا يكون لبنان مقراً أو ممراً للتآمر على سورية والعكس.
وفي موضوع المحكمة أكد المصدر أن صيغة المحكمة لن تكون مختلفة كثيراً عن الصيغة التي اعتمدتها حكومة سعد الحريري في بيانها الوزاري مع بعض التعديلات الطفيفة بما يتلاءم مع حفظ الاستقرار الداخلي ومراعاة المعطيات الخارجية.
... ومصدر آخر
ووصف مصدر وزاري آخر الأجواء بأنها كانت إيجابية وقال: هناك توجه لدى الحكومة للإسراع في إنجاز البيان آملاً أن تنتهي اللجنة من استكمال درسه بصيغته النهائية غداً الخميس، حيث يمكن لمجلس الوزراء أن يعقد جلسة بعد ظهر الجمعة لإقرار البيان. وأضاف المصدر: أنه في حال حصل ذلك فإن هناك إمكانية لإرساله إلى مجلس النواب قبل مطلع الأسبوع المقبل.
وفي هذا المجال، قالت مصادر نيابية لـ»البناء»: إنه إذا تسلّم رئيس المجلس البيان السبت المقبل، فإنه سيدعو إلى عقد جلسة الثقة يوم الأربعاء المقبل مع الأخذ بعين الاعتبار توزيع البيان على النواب قبل 48 ساعة من الجلسة.
وفي هذا المجال أيضاً، أكدت مصادر مطلعة أن البيان الوزاري بالنسبة الى الشأن الداخلي سيكون مسهلاً وأما التركيز فسيكون على الشق المتعلق بالشأن الخارجي.
وبات من المعلوم أن البيان سيتضمن الفقرة المتعلقة بالتأكيد على مثلث الشعب والجيش والمقاومة والتأكيد على الالتزام بالقرارات الدولية ولا سيما القرار 1701، وأوضح المصدر انه بالنسبة الى المحكمة الدولية فإن هناك صيغة تحضّر لهذه الغاية يمكن أن تكون مناسبة في بيان الحكومة الجديدة ولم يكشف النقاب عنها.
بري
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس نبيه بري مرة أخرى على أهمية استعجال إقرار البيان الوزاري لكي تباشر الحكومة عملها، مشيراً إلى أن هناك استحقاقات كثيرة تواجهنا بدءاً من موضوع الكهرباء مروراً بالمياه والوضع المعيشي وموضوع النفط والتعيينات الإدارية والتشكيلات الدبلوماسية وكرر أن الحكومة لم تمارس الكيدية بل الشفافية، لكن هذا لا يعني ألا نحاسب على السرقات أو أن يكون هناك عفا الله عما مضى في هذا الموضوع،وأكد أن الحكومة من الآن وصاعداً ستحاسب على كل شيء.