المعرض للمرة السادسة على التوالي تدفعنا إليه الحاجة الماسة عند الطلاب في لبنان، خاصة في المرحلة الثانوية والمهنية، إلى توجيه أفكارهم وتركيز قدراتهم نحو إختصاص يتناسب وإمكانياتهم، حرصا على أهمية الإختيار با
تضيء شمعة سادسة على طريق "مهنة بالاتجاه الصحيح" في خضم مواجهات وتحديات يواجهها لبنان، المعرض التوجيهي السادس، الذي تقيمه جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي، ينتزع الإعجاب من جميع من حضر حفل افتتاح هذا المعرض، ولبنان يعصر ألمه في ما أصابه يوم أمس، باغتيال أحد قادة المقاومة الأشاوس الشهيد حسان اللقيس.
ويدلّ هذا على إن مقيمي المعرض ومعديه يتفوقون على الجراح، ليكون فعلاً لبنان كيانا نهائيا لجميع أبنائه، حيث إن معرضهم هذا يستهدف إنهاض الطاقات والقدارت عند جميع طلاب لبنان دون استثناء لفئة أو لأخرى.
الوزير علي خليل : للجامعات دور حقيقي في التنمية العلمية والبشرية
في قصر الأونيسكو، في بيروت، تمّ صباح اليوم، افتتاح المعرض التوجيهي السادس، برعاية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وأحاط به جمع غفير من طلاب قدموا من مختلف مدارس لبنان، وفاعليات تربوية واجتماعية وبلدية واقتصادية وثقافية إلى جانب حضور لافت من نواب وممثلين عن رؤوساء ووزراء تابعوا المعرض في سنواته الخمس الماضية وفي مقدمتهم رئيس مجلس البرلمان اللبناني الأستاذ نبيه بري، ممثلاً بوزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال الأستاذ على حسن الخليل، الذي أوضح أن "الازمات تدفعنا إلى التركيز على منطق الحوار لكي نصنع املا لهذا الوطن، ولكي ندفع بإتجاه حل الازمات السياسية التي تترك اثرها على واقعنا اللبناني، ولقد رأينا بالامس مع المطر ازمة الدولة، ان يغرق المواطنون في المياه يكشف عجزا حقيقيا للدولة، ويتطلب الاسراع في تشكيل الحكومة القادرة على مواجهة التحديات".
ورأى خليل أن "جريمة اغتيال القيادي حزب الله حسان اللقيس تؤكد ان لبنان ما زال بدائرة الخطر الاسرائيلي، واستهداف استقراره ومقاومته، والمسألة الاخرى انه علينا بصفتنا لبنانيين ان نضع يدنا بيد بعض وان نسعى للحفاظ على المقاومة لان المعركة هي مع اسرائيل".
واكد "للجامعات دور في تحقيق تنمية بشرية"، مشيرا الى ان "التعليم العالي في لبنان يواجه تحديات كبيرة ابرزها غياب الرؤية الاستراتيجية، وبدون التعليم الموجه لن يكون لنا مكان في هذا العالم سواء بالسياسة او بالاقتصاد".
مدير الجمعية علي زلزلي : عملية التوجيه جماعية هدفها استنهاض الطاقات
بدوره، أكد رئيس جمعية المركز الاسلامي للتوجيه والتعليم العالي السيد علي زلزلي أن حقيقة التوجيه المهني والتربوي يشكل حاجة ماسّة للطلاب مما جعلنا نضع البوصلة بالاتجاه المناسب ليكون شعاره "مهنة بالاتجاه الصحيح". وشدد على ان "عملية التوجيه ليست فردية ذاتية بل هي عملية جماعية مشتركة بين مختلف القطاعات التربوية والمهنية وفي ظل رعاية جعلت التنمية شعارا في سبيل استنهاض الطاقات الانسانية الكاملة جنبا الى جنب مع التحرير"، مشيرا الى انه " من هنا تأتي دعوتنا للمعنيين بضرورة اعتماد خطط تربوية اقتصادية مشتركة منبثقة عنها برامج ومناهج تربوية مرتبطة بمخرجات علمية وتدريبية مؤهلة لسوق العمل".
واشار زلزلي إلى أنه "لايجاد هذا الرابط بين سوق العمل من جهة والتعليم والتدريب من جهة أخرى، على مؤسسات الدولة ان تشترك في صياغة رؤية استراتيجية واضحة تنطلق من اعتماد العنصر البشري كوسيلة حقيقية للتغيير حتى شعار الاستثمار في الانسان".
لماذا إقامة المعرض السنة السادسة على التوالي ؟!:
هذا السؤال توجّه به موقع المنار، إلى مدير التوجيه في المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي الحاج كمال لزيق، الذي أكد إن الإصرار على إقامة ها المعرض للمرة السادسة على التوالي تدفعنا إليه الحاجة الماسة عند الطلاب في لبنان، خاصة في المرحلة الثانوية والمهنية، إلى توجيه أفكارهم وتركيز قدراتهم نحو إختصاص يتناسب وإمكانياتهم، حرصا على أهمية الإختيار بالنسبة لهم لما يعنيه حماية من ضياع سنوات من العمر في اختصاصات لا تلبي احتياجاتهم".
لذا من هنا يرى الحاج لزيق أن المعرض يشكّل فرصة نادرة تقام كل عام أمام الطلاب على مدار ثلاثة أيام يختبرون فيها قدراتهم وإمكانياتهم ويتعرّفون على الاختصاصات الجامعية المتوفرة في لبنان، وكذلك على الجامعات نفسها بحضورها المباشر في المعرض، حيث تقدم كل أنواع خدمات المعرفة العلمية التخصصية للطلاب. إلى أن من أهم ركائز هذا المعرض ونجاحه هو وجود متخصصين في كل المجالات العلمية والتكنولوجية والاجتماعية وغيرها ليقدموا خبرات تجربتهم وأفكارهم العملية أمام الطلاب القادمين لزيارة المعرض.
ولكن هل فعلا هؤلاء الطلاب يستفيدون من إقامة هذا المعرض كل عام، وما هي نسبة تحقيق أهدافه؟!
تشير الإحصائيات التي تقيمها جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي أن نسبة تحقيق الأهداف تزيد عن الستين في المئة من كل عام. وهذا طبيعي لأنه في كل عام لدينا اعداد مئوية من الطلاب الثانونيين والمهنيين الذين يحتاجون للخدمة التي يقدمها المعرض لهم.
وهل الأيام الثلاث كافية لتقديم هذه الخبرات والتجارب العلمية؟!..
يعترف الحاج كمال لزيق أن هذه المدة لا تكفي بطبيعة الحال، لأن معظم العاملين في المعرض هم متطوعون من جمعيات مدنية وجامعات خاصة ولس بمقدورهم التفرغ أكثر من هذه المدة. من هنا المعرض بحاجة لرعاية رسمية في الإعداد له على مدى العام الدراسي، من إقامة ورش تدريبة واخبتارية للطلاب في مدارسهم وجامعاتهم.
سألنا الوزير على خليل عن هذه الرعاية الرسمية التي ينالها المعرض، فأجاب : "للأسف التقصير الرسمي من قبل الدولة، ليس مقتصرا على هذا المجال العلمي والتربوي، ودائماً كانت المبادرة الفردية أقوى بكثير من دور الدولة، وأقل ما يمكن أن نقوم به هو المحافظة على هذا النمط من التعاطي مع قضايانا الكبيرة. من دون ان نغفل ولو في لحظة أن المطالبة الدائمة للدولة أن تقوم بدورها في هذا المجال".