أكد وزير الثقافة غابي ليّون أنّ الانحدار في مستوى الخطاب السياسي واستحضار رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في كلّ مناسبة يعبّر عن محاولة من قبل فريق المعارضة لإبراء ذمم "أصبحنا نشكّ بارتكاباتها"
حسين عاصي
المعارضة تحاول إبراء ذمم أصبحنا نشك بارتكاباتها
لا نفهم لماذا أرعبهم حديث العماد عون لهذا الحدّ
أوضحنا مرارا وتكرارا أننا لسنا انتقاميين أو كيديين
نحن حزب عقيدته الاصلاح ومصير المرتكبين السجن
البيان الوزاري على قدم وساق ولن نعتمد الانشاء
أكد وزير الثقافة في الحكومة الجديدة غابي ليّون أنّ الانحدار في مستوى الخطاب السياسي واستحضار رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في كلّ مناسبة يعبّر عن محاولة من قبل فريق المعارضة لإبراء ذمم "أصبحنا نشكّ بارتكاباتها"، مستغرباً لماذا أرعبهم حديث رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون عن دخول السجن.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، جدّد الوزير ليّون التأكيد على أنّ الحكومة الجديدة لن تعتمد مبدأ الكيدية والانتقام، لكنّه لفت إلى أنّ المرتكبين سيكون مصيرهم السجن، مشيراً إلى أنّ العماد ميشال عون لم يقصد بحديثه الأخير إنهاء رئيس الحكومة السابق سعد الحريري جسدياً بل وضع حدّ لأسلوب ونهج في الحكم، لا أكثر.
ليون، الذي استغرب أسلوب بعض الدول في التعاطي مع الحكومة اللبنانية بسلبية حتى قبل الاطلاع على بيانها الوزاري، أكد أنّ هذا البيان على قدم وساق، مشيراً إلى أنّ التوجه المبدئي في صياغة البيان الوزاري هو نحو الابتعاد عن اللغة الانشائية واعتماد الوضوح في مقاربة مختلف الملفات.
لا نفهم لماذا أرعبهم حديث عون...
وزير الثقافة، المحسوب على التيار الوطني الحرّ، استهجن الردود التي صدرت خلال الساعات القليلة الماضية على خطاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الأخير، والذي انتقد فيه نهج وأسلوب المعارضة ولوّح بالسجون لكلّ المرتكبين خلال الحكومات المتعاقبة. وكانت الردود على خطاب العماد عون اتخذت منحى سلبياً على غرار حديث قوى الرابع عشر من آذار عن ما أسمته "حالة عونية مرضية" واعتبار كتلة المستقبل أنّ مواقف عون تعبّر عن "حقد"، في وقت صدر بيان عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري اعتبر فيه أنّ "الأشخاص الوحيدين الذين سيكون مصيرهم السجن هم قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء ثورة الأرز واصحاب النفوس المريضة الذين يحمونهم".
وفيما رأى الوزير ليّون في هذه الردود انحداراً في مستوى الخطاب السياسي لدى فريق المعارضة، استغرب استحضار الرئيس الشهيد رفيق الحريري بشكل دائم من قبل هذا الفريق لمحاولة إبراء ذمم "أصبحنا نشكّ يوماً بعد يوم أكثر فأكثر بارتكاباتها". وأشار ليّون إلى أنّه لا يفهم لماذا أرعبهم إلى هذا الحدّ الحديث عن دخول السجن إذا لم يكونوا يخشون من ارتكابات جرمية "طالما أننا أوضحنا في أكثر من مكان ومقال أننا لسنا انتقاميين أو كيديين حسب ما نشروا وادّعوا".
منطق الـ"one-way ticket": مزحة لا أكثر!
ورداً على سؤال عمّا قصده العماد ميشال عون بمواقفه الأخيرة التي تناول فيها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أكّد ليّون أنّ كلمة "وان واي تيكت" التي استخدمها العماد عون هي كلمة تقال ولا تعني "الله ياخدو"، موضحاً أنّ العماد عون أراد أن يقول أنه قطع بطاقة لأسلوب الحكم الذي يعتمده الحريري وليس للجسد، مشيراً إلى أنّ الجنرال أطلق هذا الكلام على سبيل النكتة في معرض التمني أن يكون هذا الأسلوب من الحكم خرج إلى غير رجعة ليحلّ مكانه أسلوب الاصلاح والتغيير. وفيما اعتبر ليّون أنّ موقف عون هذا لا يستدعي هذا المستوى من الردود، وضع علامات استفهام حول خلفيات هذه الردود، مؤكدين أنّ المرتكبين يجب أن يكون مصيرهم السجن. وقال: "نحن فريق إصلاحي وسنعمل على ترسيخ نهجنا في الحكم ليصبح ثابتاً إن شاء الله. أما أولئك المرتكبين، فطريقهم إلى السجن. نحن حزب عقيدته الاصلاح وسنبقى كذلك".
وعن تركيز الردود على موضوع العدالة ومحاسبة القتلى والمجرمين ومن يحميهم، وهو ما ظهر جلياً في البيان الصادر عن المكتب الاعلامي للحريري، دعا ليّون للكفّ عن المتاجرة بدماء الشهداء. وقال: "إذا كانت لديهم أيّ إثباتات عن القتلة والمجرمين، فليساعدونا بتقديمها للقضاء".
الأمور ميسّرة...
ورداً على سؤال عن الضغوط الدولية التي تتعرّض لها الحكومة الجديدة المتّهمة بأنّها حكومة مواجهة، اعتبر ليّون أنّ هذه الضغوط غريبة ومستغرَبة ومستهجَنة في العلاقات بين الدول. واستغرب كيف يمكن لأي دولة الحكم على حكومة بلد آخر واتخاذ موقف منها قبل صياغة البيان الوزاري، متسائلاً عمّا إذا كان الرأي بات مرتبطاً بالأشخاص لا بالسياسات، مشدداً على أنّ ذلك لا يمكن أن يكون من أصول التعاطي المعتمَدة بين الدول.
ورداً على سؤال آخر، أكد ليّون أن البيان الوزاري هو على قدم وساق، معرباً عن اعتقاده بأنّ الوزراء من أعضاء لجنة صياغة البيان الوزاري من المفترض أن يكونوا قد أرسلوا تطلّعاتهم "وإن شاء الله تكون الأمور ميسّرة". وفيما لم يؤكد ولم ينف المعلومات الصحافية التي تحدّثت عن احتمال إنجاز هذا البيان الوزاري خلال مهلة 48 ساعة، أشار إلى أنّ التوجه المبدئي في صياغة البيان الوزاري هو نحو الابتعاد عن اللغة الانشائية واعتماد الوضوح في مقاربة مختلف الملفات.
الثقافة ميزة لبنان وبها نحرّر شبابنا!
وختاماً، تحدّث وزير الثقافة الجديد عن شؤون وشجون وزارته، رافضاً الحديث عن أولويات معيّنة باعتبار أنّ كلّ المواضيع الثقافية مهمّة. وفيما أشار إلى أنه لا يزال يتعرّف على الامكانيات المادية والبشرية للوزارة والهيئات والجمعيات التي تتعامل معها خارج الاطار الاداري، لفت إلى أنّ الأهداف كبيرة وعديدة منها الأبنية التراثية، الآثار والمحافظة عليها، الفرنكوفونية، تعزيز دور الفن والابداع، المكتبة الوطنية والمكتبات في المناطق، إضافة إلى غيرها من الأهداف.
وشدّد الوزير ليّون في النهاية على وجوب الاهتمام بالثقافة وتعزيزها، لافتاً الانتباه إلى أنّها ميزة لبنان، "ويها نحرّر شبابنا من الآفات المجتمعية على كثرتها".