اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن عمل عسكري "فوري" تقوم به فرنسا في افريقيا الوسطى وذلك على اثر موافقة مجلس الامن الدولي على تفويض القوات الفرنسية التدخل في جمهورية افريقيا الوسطى.
اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن عمل عسكري "فوري" تقوم به فرنسا في افريقيا الوسطى وذلك على اثر موافقة مجلس الامن الدولي على تفويض القوات الفرنسية التدخل في جمهورية افريقيا الوسطى بهدف فرض الامن دعما لقوة افريقية منتشرة في البلاد.
وياتي تصويت مجلس الامن بينما اندلعت اعمال عنف دامية في بانغي حيث يفرض حظر للتجول وانتشر 250 جنديا فرنسيا في العاصمة.
ويسمح قرار مجلس الامن الذي تبنته الدول الخمس عشرة الاعضاء بناء على اقتراح فرنسا --القوة المستعمرة السابقة-- للجنود الفرنسيين في جمهورية افريقيا الوسطى "باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لدعم القوة الافريقية لاتمام مهمتها".
وفي تصريح تلفزيوني مقتضب اكد هولاند ان "التدخل الفرنسي سيكون سريعا" و"لن يستمر فترة طويلة"، واضاف ان الحكومة "ستقدم كل الشروحات في البرلمان ابتداء من الاسبوع المقبل".
وتستطيع القوة الافريقية في جمهورية افريقيا الوسطى الانتشار "لمدة اثني عشر شهرا" من اجل "حماية المدنيين واعادة بسط النظام والامن وتثبيت الاستقرار في البلاد"، ومن المفترض ان تضم القوة الافريقية حتى 3600 عنصر لكنها لم تستطع في الوقت الحاضر جمع سوى 2500 وهم غير مجهزين وغير مدربين بشكل كاف واتوا من تشاد والغابون والكاميرون.
وبحسب القرار فان تعزيز القوة سيمول من صندوق تديره الامم المتحدة ويغذى بالمساهمات الطوعية للدول المدعوة الى اظهار سخائها، اما القوة الفرنسية فسيرتفع عديدها من 450 الى 1200 عنصر مكلفين خصوصا بتأمين مطار بانغي والمحاور الرئيسية التي ستمر بها القوافل الانسانية.
وذكر مراسلون من وكالة فرانس برس ان حوالى 80 جثة كانت مصفوفة الخميس في احد مساجد بانغي ومرمية في شوارع المدينة بعد اعمال العنف التي وقعت في الصباح.
ففي مسجد حي "بي كا 5" في وسط العاصمة. كانت 54 جثة مصفوفة في قاعة الصلاة والباحة الداخلية، وتحمل اثار جروح بالسلاح الابيض والرصاص، وفي الشوارع المجاورة، احصى الصحافيون 25 جثة مرمية على الارصفة.
من جهة اخرى، اغلقت افريقيا الوسطى الخميس "حتى اشعار اخر" حدودها مع جمهورية الكونغو الديموقراطية بعد اندلاع جديد لأعمال العنف في بانغي على ما افاد مصدر رسمي، واعلنت وزارة الامن العام في بيان انه "بسبب الوضع الامني الناجم عن الهجوم على مدينة بانغي قرر الوزير اغلاق الحدود بين الكونغو الديموقراطية وافريقيا الوسطى حتى اشعار اخر".
وفي اطار عملية سانغاريس سبق ان ارسلت فرنسا 600 رجل الى البلاد، وسيرتفع عدد هؤلاء الى 1200 في الايام المقبلة وسيكلفون على الاخص ضمان امن مطار بانغي والمحاور الرئيسية، وانتشر اليوم حوالى 250 جنديا فرنسيا في الشوارع بحسب رئاسة الاركان الفرنسية.
من جهة اخرى، يدرس الاتحاد الاوروبي الدعم المالي اساسا الذي يعتزم تقديمه لتدخل القوات الافريقية والفرنسية في افريقيا الوسطى بعد موافقة مجلس الامن الدولي. كما افادت مصادر دبلوماسية الخميس.
وقال المصدر نفسه ان الاتحاد الاوروبي "سيرحب" في بيان مرتقب عصر الخميس بالتفويض الذي منحه مجلس الامن الدولي للقوات الفرنسية بالتدخل دعما للقوة الافريقية في جمهورية افريقيا الوسطى.
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان الاتحاد الاوروبي المصمم على "مساعدة هذه المهمة" يدرس "خيارات عدة" ذات "طابع مالي اساسا"، وقرر الاتحاد الاوروبي صرف مساعدة انسانية عاجلة بقيمة 20 مليون يورو منذ بداية العام لضحايا اعمال العنف في افريقيا الوسطى.
ومن جهة اخرى، عرضت بريطانيا "مساعدة لوجستية محدودة" على فرنسا التي حصلت على تفويض من مجلس الامن للتدخل في افريقيا الوسطى، كما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية، وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان "المملكة المتحدة تجري محادثات مع فرنسا لتقديم دعم لوجستي محدود"، واضاف ان "ارسال قوات بريطانية ليس خيارا مطروحا" على طاولة البحث.
وذكرت مصادر حكومية ان هذه المساعدة ستترجم من خلال وضع طائرة نقل عسكرية ضخمة من نوع سي-17 في تصرف فرنسا، على غرار ما فعلت اثناء التدخل الفرنسي في مالي.
على صعيد آخر، تحدثت منظمة اطباء بلا حدود عن احصاء 10 قتلى و 65 جريحا في مستشفى واحد في المدينة، ما يشير الى عدد ضحايا اكبر.
وتغرق افريقيا الوسطى في الفوضى والعنف الطائفي والديني منذ الاطاحة في اذار/مارس بالرئيس فرنسوا بوزيزي بيد ائتلاف سيليكا الذي يطغى عليه الاسلاميون.
وفجر اليوم الخميس سمع اطلاق نار من اسلحة رشاشة ودوي اسلحة ثقيلة في احياء عدة من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى على ما افاد مراسلون لوكالة فرانس برس، وذلك غداة مجزرة جديدة بالسواطير خلفت 12 قتيلا وجرحى من افراد اتنية البول.
وبدأ اطلاق النار في المنطقة بي كي-12 شمال المدينة ثم امتد الى احياء اخرى غير بعيدة عن وسط العاصمة في قطاع النهر، وتحدث سكان اتصلت بهم فرانس برس عن نهب منازل من قبل مسلحين، بدون ان يتمكنوا من ذكر اي تفاصيل لانهم اضطروا للبقاء في منازلهم.
وفي كلمة بثها التلفزيون والاذاعة، اعلن الرئيس الانتقالي لافريقيا الوسطى ميشال جوتوديا تمديد منع التجول الذي كان مفروضا اربع ساعات، ودعا السكان المصابين بحالة هلع "الى الاحتفاظ بهدوئهم"، مؤكدا ان "الجيش الفرنسي صديق لشعب افريقيا الوسطى".
ومن جهته، دعا رئيس حكومة افريقيا الوسطى نيكولاس تيانغاي الى نشر جنود فرنسيين "فورا" بعد التصويت اليوم الخميس على قرار الامم المتحدة الذي يسمح بتدخل فرنسي لاعادة النظام الى افريقيا الوسطى دعما للقوة الافريقية الموجودة فيها.
وقال تيانغاي الموجود في باريس لحضور قمة في الاليزيه حول السلام والامن في افريقيا لوكالة فرانس برس "لان الامر ملح اتمنى ان يحدث التدخل في اسرع وقت بعد القرار فورا".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صرح صباح اليوم ان حوالى 1200 جندي فرنسي اكثر من نصفهم موجودون هناك اصلا، سيتدخلون في الفترة "بين تصويت الامم المتحدة مساء اليوم والموعد الذي سيختاره الرئيس" فرنسوا هولاند.
واضاف "ما ان يصدر رئيس الجمهورية توجيهه حتى تجري الامور بسرعة كبيرة"، مشيرا الى "الايام" القادمة، وقال تيانغاي ان "ضمان امن بانغي سيجري بسرعة كبيرة لكن يجب التوجه الى الارياف" حيث تحدث مجازر، ورأى ان عديد القوات الاجنبية "ليس كافيا بالمقارنة مع احتياجاتنا لاحلال الامن".
وذكر بان "الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بنفسه دعا الى ارسال ستة آلاف رجل على الاقل"، في اطار عملية مقبلة لحفظ السلام.
وجاءت هذه التطورات قبل ساعات على تبني مجلس الامن الدولي الذي تتراسه باريس خلال شهر كانون الاول/ديسمبر باجماع اعضائه الخمسة عشر مشروع قرار اقترحته فرنسا بحسب دبلوماسيين.