26-11-2024 02:34 PM بتوقيت القدس المحتلة

رئيس البرلمان الشيشاني لموقع المنار: الاسد يدافع عن سيادة سوريا

رئيس البرلمان الشيشاني لموقع المنار: الاسد يدافع عن سيادة سوريا

أجرينا مقابلة مع رئيس البرلمان الشيشاني المشارك في المؤتمر دوكوفاخا باشتايفيتش عبدالرحمانوف و تناولنا معه تأثيرات ما يجري في البلدان العربية و خصوصا في سوريا على روسيا الإتحادية

احمد الحاج علي- موسكو

عقد مؤتمر عام لمناقشة سبل تقوية وحدة شعوب روسيا، مشاكل و آليات تطبيق سياسة الحكومة في مجال العلاقة بين القوميات،  قضايا الهجرة و تنظيم عمل وسائل الإعلام في نقل مشاكل و قضايا فوبيا القوقاز و السياسات القومية. كما تناول مصير شعوب روسيا الإتحادية المرتبط بتاريخ الدولة الروسية و بتطور المجتمع الروسي المتنوع القوميات و الأعراق و الإثنيات خلال تاريخه حاضره ومستقبله. 

تفاقم هذه المشاكل أعاق التطور الإقتصادي و الإجتماعي في روسيا و لم يسمح بالتطور الثقافي للشعوب التي تعيش على الاراضي الروسية بما فيهم الروس ما أدى لنشوب نزاعات و الكسينافوبيا و العنصرية و الشوفينية  و ما يؤدي لتراكم المزاج الرافض في المجتمع.
المؤتمر حضره ممثلو إدارة الرئيس و الوزارات الرئيسية المعنية بالقضايا القومية نواب برلمانيون و لجان و اعضاء مجلس إستشاري تابع للرئاسة الروسية، وخلص بتوصيات للحكومة و لوسائل الإعلام و مؤسسات المجتمع المدني و الفعاليات الإجتماعية لموالفة العلاقات بين القوميات المتعددة و تنفيذ سياسة الحكومة الروسية في هذا المجال.

في هذه الأجواء أجرينا مقابلة مع رئيس البرلمان الشيشاني المشارك في المؤتمر  دوكوفاخا باشتايفيتش عبدالرحمانوف و تناولنا معه تأثيرات ما يجري في البلدان العربية و خصوصا في سوريا على روسيا الإتحادية:


عبدالرحمانوف بدأ حديثه بمداخلة تاريخية فقال:" إنهيار الإتحاد السوفياتي أدى لتفرق جمهورياته التي إتخذت كل منها طريقا و كونت دولة و بدأت تحقق ذاتيتها في الفضاء العالمي، ككيانات حكومية منفصلة مع جميع تبعات السياسات الداخلية و الخارجية،
الفدرالية الروسية وجدت نفسها أمام إقتصاد منهار في ظل فقدان هرمية الحكم و عمليا نشبت حرب أهلية على أراضٍ للفدرالية الروسية، على أرض جمهوريات إتحاد سوفياتي سابقة، كانت لها أسباب داخلية وخارجية جرى الحديث عنها حول العالم. و مع تدمير يوغوسلافيا في العام 1992 الذي يتحمل مسؤوليته أميركا و الناتو، يمكن إعتبار أنها حرب عالمية ثالثة باتت تدور رحاها في المنطقة. بالطبع بعد إنهيار الدولة العظمى و في ظل فقدان القوة الإقتصادية الكبرى التي كان يملكها الإتحاد السوفياتي، و بينما بدأت روسيا تتعافى و تقف على أقدامها، في وقت فُقدت تلك التقديمات الإجتماعية، الراتب، فرص العمل، التقاعد و المساعدات الطلابية و تأمين أماكن الدراسة الخ ... بالطبع تراجعنا إلى الخلف في تلك النقاط..

و على صعيد العلاقات بين دول الإتحاد السابق رابطة الدول المستقلة "اس ان غي" شهدت تباعدا ... كل هذا يجب إعادة ربط أوصاله . فأولا يجب إعادة العلاقات مع دول رابطة الدول المستقلة و هذا الأمر يجب أن يكون إستراتيجية الدولة للأسباب التالية، كلنا نتكلم اللغة الروسية، في تلك الجمهوريات يوجد من يفهمنا و نفهمه و لدينا تارخ مشترك، ثقافة مشتركة، خضنا الحرب العالمية  معا و بنينا مجتمع الشعوب السوفياتية، بالطبع هناك الكثير مما يجمعنا، و في الدرجة الأولى يجب بناء العلاقات مع هؤلاء ...  لكن في نفس الوقت الغرب يحاول جذب تلك الجمهوريات إلى جانبه، في أوربا يتحدثون أنه يجب على تلك الدول التي كانت مكونا من الإتحاد السوفياتي السابق، التكامل مع أوروبا و ليس مع موسكو!  و مثال أوكرانيا نراه اليوم، فهل تؤثر تلك العوامل على السياسة الداخلية؟ بالطبع نعم النظام البنكي و تلاعب الدولار المستمر، الأزمة الإقتصادية الأميركية تتدحرج بإتجاهنا، و عندما يتكلمون عن سوء الوضع لدينا نرى بوتين و السلطة الفدرالية تحاول تثبيت الوضع الإقتصادي. و صناديق الإئتمان التي طالما تم إنتقادها أنقذتنا خلال تلك السنوات الصعبة. و اليوم لا يمكن القول بأن المؤثرات الخارجية لا تسيء للوضع الداخلي! و هؤلاء من يروجون لروسيا أنه عليها أن تتخلى عن القوقاز، وجزر الكوريل و بريموريا، يبدو لنا أنهم يطبقون إملاءات أميركا و الناتو، لسبب  أن الناتو يحيط بنا يحاصر روسيا أكثر فأكثر بعدد أكبر من الرؤوس الحربية و الدرع الصاروخية يمكن ببساطة تعدادها، و لماذا كل هذه القوة العسكرية على حدود مساحة روسيا؟ هم إذ يقومون بهذا إنما لهدف معين! لذلك علينا بناء سياستنا الداخلية آخذين بعين الإعتبار هذه العوامل. البند الأول من سياسة الدولة هو ضرورة وجود المركز الفدرالي. تعزيز وحدة الدولة  و وحدة شعوبها. و تعزيز وحدة الدولة لا يعني بالدرجة الأولى تقوية الإقتصاد و الروبل فقط بل هذا أيضا ضروري في الدرجة  الأولى الثانية و الثالثة، و لكن الأولوية هي لوحدة شعوب الدولة. 193 قومية في الفدرالية الروسية، و بتحقق الوحدة بين الشعوب يمكننا بناء دولة قوية يمكنها حل أزمات الأقاليم على سبيل المثال الفيضان في بريموريا منذ فترة قصيرة، بعض المشاكل  المتعلقة بالناتو،  و هي أمور واردة في الحسبان، و الكوارث السياسية و الطبيعية الممكنة الحدوث. فإن تفرقنا كما تفرقت الجمهوريات في الإتحاد السوفياتي السابق، إن تفرقنا على أساس العنصر القومي في روسيا فهل هذا سيكون أفضل لنا؟ هل سنصبح أقوى و هل سنتمكن من حل تلك المشكلات ؟ بالطبع لا !  لذلك بوتين ينتهج سياسة صحيحة و نؤيده بها ، تعزيز الروابط بين الشعوب داخل الفدرالية الروسية، و من الصحيح ان تُنتهج سياسة قومية سليمة في الدولة، و لكن هل تطبق تلك السياسة في الأقاليم بشكل صحيح؟  طبعا لا لم يتم تطبيقها بشكل صحيح بالكامل.  اليوم لدينا عقيدة و لدينا قرارات رئيس الفدرالية الروسية، و لكنها مشتتة و يجب حمل تلك المقرارات للآخرين عدا عن إدارة الرئيس، و بشكل منهجي العمل على تلك المسألة، كذلك أيضا لا تكفي الفعاليات الثقافية المشتركة وحدها و الفعاليات الرياضية، نعم هذه الفعاليات يجب أن تدعم من الموازنة.

 و حول مسائل المهاجرين و الهجرة، و ما يسمى بالهجرة الداخلية قال عبدالرحمانوف:، نحن لسنا مهاجرين داخليين و لسنا منقولي الإقامة داخليا، بما أنه لدينا بحسب القانون و الدستور الروسي حقوق و حريات متساوية، و كذلك الواجبات، و التي يضمنها لنا الدستور نحن مواطنو الفدرالية الروسية، نحن مواطنو هذا البلد و نعمل من أجل هذا البلد، ندرس و نتعلم في هذا البلد و خلال الألعاب الأولمبية نحمل علم قوميتنا، شعوب الفدرالية الروسية تحمل كلها العلم الروسي ، و على شرفنا ينشد النشيد الوطني الروسي و في الحروب ندافع عن هذا البلد.
هذا يعني أننا وحدة لا تتجزأ. كل المنتمين للفدرالية الروسية الشعوب ال 193  . لذلك في كافة الأقاليم و المقاطعات ال83 يجب إتباع سياسة بوتين السياسة البوتينية، بشكل متوازي و متناسب آخذي بعين الإعتبار بنود دستور الفدرالية الروسية فحينها تقل المشاكل.

و حول نظرة البرلمان الشيشاني ممثل الشعب الشيشاني إلى سياسة روسيا الخارجية المتمثلة بالوزير لافروف قال عبدالرحمانوف:
الشباب المسلم لدينا يؤدي الاهدف التي يرسمها الغرب؟ يدعون أنه هناك في سوريا حرب مقدسة.. لا ...هناك مصالح أميركية ليس أكثر من ذلك. عندما يسمعون كلام أميركا  يرفعون أيديهم أمام أميركا و يقولون  ما تريده أميركا منهم و يفعلون ما تريده منهم يعطونها نفطهم و غازهم. عندها يصبحون جيدين كلهم ! لذلك نرى الطابع الغير عادل لما يحصل في سوريا، و بشكل طبيعي كامل أتفهم أنه بعد ليبيا أتت سوريا و بعد سوريا يخططون لإيران و بعد إيران يخططون للإحاطة بروسيا الإتحادية.  ففي إيران يعيش 33 مليون أذري!  في أذربيجان مليون ليزغيني، هذا سقوط رقعة الشطرنج إذا بدا التدحرج... لذلك نحن نؤيد سياسة لافروف الذي يؤيد بدوره سياسة بوتين و نحن نقول هذا الكلام خلال الجلسات مع النواب. خلال الجلسات العمومية للمجالس النيابية في القوقاز و الجهوريات الأخرى نحن نناقش هذا الأمر .
في الموضوع السوري نحن نبذل جهودا لمنع مواطنينا من الذهاب إلى هناك  و ينتقدونا و يتهموننا بأننا ندافع عن نظام شمولي في سوريا و عن القيادة السورية ! هناك الاسد و الحكومة و الشعب السوري ثلالثة عناصر! ولكن الأسد يبقى الرئيس المنتخب و علينا الدفاع عنه و إحترامه لأنه هو من يدافع عن سيادة الشعب السوري و سيادة و إستقلال سوريا ،  لذلك نحن ندعم لافروف و إن كانوا يظنون اننا نقطن في جبال القوقاز و لا نفهم شيئا، فإننا نقول لهم أننا درسنا في نفس الجامعات في كامبريدج و أوكسفورد و شاهدنا كل شيء و تعرفنا على كل شيء! شاركنا في الامم المتحدة و البرلمان الأوروبي و المجالس الأخرى و شاركنا في مؤتمر التعاون السلامي، و في كل مكان.


وحول مقاتلين من القوقاز يتوافدون إلى سوريا قال عبد الرحمانوف:

هذا تناقض تاريخي ففي نهاية التسعينيات من القرن الماضي أتى إلينا إلى الشيشان و أنغوشيتيا و داغستان أمراء دين من السعودية والاردن وسوريا و ليبيا.  ظننا أنهم يعرفون الإسلام إلى حد كبير يحدونا للتعلم منهم و لكن تبين لنا أنهم لا يعلمون ما يدركه علماؤنا، اليوم نشهد حركة إرتدادية . مواطنونا الذين لم يُثبتوا أنفسهم في وطنهم و ليس لديهم لا موقع ديني و لا إجتماعي يذهبون إلى سوريا لتطبيق الإسلام ! الإسلام الذي أتى إلينا من سوريا منذ ألف سنة ! أما الوهابية فعمرها 300 سنة و ليس الف سنة! كيف يجرؤون على تدمير المقدسات هناك و يتعرضون لعلماء الدين المعترف بهم على المستوى العالمي. و عندما يقولون أن الشيشان يذهبون إلى سوريا القوقاز يذهب إلى سوريا الروس يذهبون إلى سوريا، من يذهب إلى هناك ؟ صفر فاصل صفر صفر صفر بالمئة يعيني لا أحد إعتباريا! مقارنة بثلاثة ملايين شيشاني لا يستطيعون جمع ثلاثمئة! من يمثلون؟ لا أحد، لا شيء ! 40 مليون روسي إذا جمعوا من بينهم 140 مناصر لهم فهذا جيد بالنسبة لهم! هذا هو الأنترنت و لا شيء آخر! و هم يسيرون خلف الأموال التي تدفع لهم ويلهثون خلف لحظات التفاخر أمام أقرانهم فهم لم يستطيعوا التفاخر في بلدهم فظنوا انه يمكنهم هناك التفاخر ، و لن يحققوا ما يريدون!

و عن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا هل هي إنتقام من الغرب تجاه روسيا بسبب تعزيز موقفها على الساحة الشرق أوسطية و في سوريا؟  يقول عبدالرحمانوف في هذا المجال:


خلال المؤتمر تكلم مكسيم شيفتشينكو ان الأوكران هم شعب بذاته،الروس شعب بذاته، و أقاموا دولتهم و بنوا ثقافتهم، فخصائص الطعام و الملبس و المظاهر الأخرى تشير إلى ثقافة منفصلة، و لكن من ناحية أخرى الجذور التاريخية هامة بالنسبة لنا، أنا شيشاني من القوقاز و لكني مواطن روسي و يُغضبني و أنا أستاذ في التاريخ أن الشعوب التي تمتلك جذورا مشتركة، الروس البيلاروس الاوكران، لو توحدوا و إنضمت إليهم كزاخستان، فلن توجد قوة عظمى أكبر منهم، من هذه الوحدة على هذا الكوكب! هذه مفارقة و خلل تاريخي. بالطبع من المؤسف أن جزءا من الاوكران جزء من النخبة الأوكارنية من يمثلون رؤوس اموال  يهرعون بإتجاه الغرب، لكن لو اجروا إستفتاء، و لو إختار الشعب الأوكراني خلال الإستفتاء الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي فهذا مفهوم، لا الرئيس إختار و لا البرلمان إختارهذا الأمر..
 ما يجري في ساحة ميدان اليوم لا أظن ممكن أن يتطور إلى أي حراك ثوري.  فنحن نراقب في السنوات الأخيرة السيناريوهات ذاتها و من غير المستبعد بعد هكذا أحداث أن تحصل إنتخابات برلمانية مبكرة أو رئاسية مبكرة