06-11-2024 07:38 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 6-12-2013: وفاة نلسون مانديلا قاهر العنصرية وبطل الحرية

الصحافة اليوم 6-12-2013: وفاة نلسون مانديلا قاهر العنصرية وبطل الحرية

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 6-12-2013 الحديث عن وفاة رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا، كما تناولت الصحف التطورات الامنية في طرابلس

 

تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الجمعة 6-12-2013 الحديث عن وفاة رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا، كما تناولت الصحف التطورات الامنية في طرابلس.


السفير


وداعاً بطل الحرية ـ قاهر العنصرية: نلسون مانديلا


وكتبت صحيفة السفير تقول "المشاكس، في سنوات الفتوة والشباب، في إحياء سويتو الفقيرة كأهلها السود، في وجه الجامعة التي نبذته، والسلطة العنصرية للأقلية البيضاء التي جرّبت قمع احلامه، رحل عنا أمس. نلسون مانديلا الذي تحول، ومن سجنه الطويل، رغم إرادة كل قوى الاستعمار الغربي، الى رمز للتحرر ومحاربة العنصرية والتمييز، استسلم بهدوء للمرض، وقرر المغادرة.

خلال 95 سنة، ظل مانديلا يعاند كل المصاعب، وما تراجع. نحو 30 سنة في سجنه الذي تحول مزاراً في «رون ايلاند»، كان مانديلا يكسر نظام الفصل العنصري الذي أحكم قبضته على شعوب جنوب افريقيا وقبائلها أكثر من 300 سنة، حجراً حجراً، بين عامي 1964 و1990.

وما أن خرج، بعدما صار رمزاً عالمياً أكثر سطوعاً، كان العد العكسي لنهاية حكم الظلم في بلاده، قد تسارع.

عاند شعبه مثله. قاوم، عندما كانت كل الأمم الكبرى تتآمر عليه، وعلى حريته، وعلى الدرب فقد العديد من رفاقه حياتهم، واستبيح دم شعبه في شوارع سويتو وغيرها، ولم ينكسر.

ولم يخرج مانديلا حاقداً. خرج مبتهجاً بانتصار الارادة، وفكرته. خرج ليصنع بريتوريا الجديدة. جنوب افريقيا سلمت له أمرها واختارته في العام 1994 رئيساً في اول انتخابات ديموقراطية متعددة، شارك فيه السود والبيض، واصبح اول رئيس اسود لها، ورمزاً للمصالحة.

ولد مانديلا في 18 تموز/يوليو 1918 في منطقة ترانسكاي (جنوب شرق) في قبيلة ملكية واطلق عليه والده اسم «روليهلاهلا» اي المشاكس الذي يجلب المشاكل. وفي سن مبكرة بدا مانديلا فتى متمرداً وأقصي من جامعة فورت هار للسود بسبب خلاف حول انتخاب ممثلي الطلاب. وفي جوهانسبرغ، التحق المحامي الصاعد الذي يعشق النساء والملاكمة، بحزب المؤتمر الوطني الافريقي واسس مع اشخاص آخرين رابطة الشباب في الحزب. وامام السلطة التي تطبق نظام الفصل العنصري في العام 1948 تولى مانديلا رئاسة الحزب. واعتقل مراراً وحكم مرة اولى بتهمة الخيانة قبل تبرئته في العام 1956. وبعد عام قاد مانديلا النضال المسلح واعتقل وحوكم بتهمة التخريب والتآمر ضد الدولة في إطار محاكمة ريفونيا (1963 ــ 1964). وصدر على مانديلا حكم بالسجن المؤبد لكنه اعلن مبدأه بالقول «إن مثلي الاعلى كان مجتمعاً حراً وديموقراطياً... اني مستعد لأن اضحي بحياتي في سبيل ذلك»."


النهار


مواجهة اليوم الثالث تهدِّد خطة طرابلس

خيوط في اغتيال اللقيس: كاميرا وسيارة


وكتبت صحيفة النهار تقول "لم يمر اليوم الثالث من الخطة العسكرية والامنية الجديدة في طرابلس في ظل تكليف الجيش مهمات حفظ الامن في المدينة حتى ظهرت مساء امس ملامح تمرد واسع على اجراءاته كاد يهدد باتخاذه طابعا مذهبيا مع صدور أصوات من قادة الخط السلفي رافضة عمليات الدهم التي يقوم بها الجيش.

هذا التطور الذي عكس تعقيدات العملية القيصرية التي يتولاها الجيش ومدى الهشاشة الذي لا يزال يحكم الوضع الامني والسياسي في طرابلس، أعاد تسليط الاضواء على الوضع الناشئ فيها مما اثار مزيدا من المخاوف على مجمل المشهد الامني وخصوصا غداة اغتيال الكادر الامني في "حزب الله" حسان اللقيس في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلثاء الماضي وبداية تلمس بعض الخيوط في التحقيق الجاري في ملابسات هذا الاغتيال.

واندلعت شرارة صدام بين وحدات الجيش ومجموعات كبيرة من المتظاهرين عقب حادث تعرض مجموعة من الشبان لفريق من مصوري محطة "الجديد" التلفزيونية سارعت دورية عسكرية الى حمايته. ومع محاولة الجيش دخول أحياء في التبانة للقبض على المرتكبين تصدى له عدد من السكان محاولين منعه من التقدم، فأطلق أفراد الدورية قنابل غاز مسيل للدموع وتعرضوا لاطلاق نار من مسلحين مما أدى الى اصابة سبعة جنود بجروح بينهم ضابطان. ورد الجيش على مصادر النيران وطوق مبنى للقبض على المسلحين. وعلى الاثر انطلقت تظاهرة من منطقة القبة نحو ثكنة الجيش رفضا للاجراءات، فقطع الجيش الطريق المؤدية اليها وحصل اطلاق نار فيما كان الجنود يعملون على تفريق المتظاهرين. وافادت معلومات ان المجند عبد الكريم فرحات استشهد بعد اصابته برصاصة في رأسه. وقطع اوتوستراد البداوي باطارات مشتعلة وسجل انتشار مسلح واسع وقطع مداخل المدينة. كما تبلغ طلاب المدارس الرسمية وفروع الجامعة اللبنانية تعليق الدروس اليوم، كما وجهت دعوة الى الاعتصام بعد صلاة الجمعة.

وأصدرت قيادة الجيش ليلا بيانا شددت فيه على أن الاجراءات التي يتخذها الجيش "لا تصب في مصلحة المخلين بالأمن الذين يستفيدون من حال الفوضى"، وإذ أكدت حرصها على استجابة ما يريده عموم أهالي المدينة دعت الجميع الى التجاوب مع هذه الاجراءات.

ومع تسارع المساعي السياسية لاحتواء الوضع، أبلغ النائب سمير الجسر "النهار" ليلا ان اتصالات جرت مع مخابرات الجيش "التي أكدت ان لا نية لدى الجيش للقيام باقتحامات بل مواصلة العمل على تطبيق الخطة الامنية في المدينة التي تعود اليه أمرتها وكل ما في الامر انه طوّق مبنيين لجأ اليهما مطلقو النار على عناصره من أجل توقيفهم". وقال الجسر: "ان المعطيات ذاتها التي لدى الجيش هي ايضا موجودة عند أهالي باب التبانة الذين تم التواصل معهم وان لا صحة للشائعات التي تطلق حول دور الجيش مما يثير هواجس لا أساس لها. لذا فان الجهود منصبة على التهدئة".

كذلك أكد المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي لـ"النهار" ان ما جرى" قابل للاحتواء" من خلال الاتصالات التي أجراها مع الجيش وأهالي باب التبانة. وقال: "آمل اننا لن نصل الى مرحلة صدام على رغم التخوف من وجود طابور خامس يسعى في هذا الاتجاه، علما ان كل ما تريده طرابلس هو العدالة في حق كل من علي عيد ورفعت عيد".

خيوط عن الاغتيال

في غضون ذلك أفادت معلومات أمنية "النهار" ان خيوطاً بدأت تتجمع لإماطة اللثام عن بعض التفاصيل المتعلقة بعملية اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس ومنها ان احدى الكاميرات التقطت صوراً لسيارة اللقيس لدى عودته الى منزله وان سيارة تحمل لوحة ايجار كانت في المكان لدى دخول سيارة اللقيس المؤدي الى المبنى الذي يسكن فيه وانصرفت بعد اغتياله. ورجحت المعلومات ان من في السيارة كانت مهمته ابلاغ منفذي الجريمة وصول الهدف الى المكان المحدد، علماً ان الفترة الزمنية التي يحتاج اليها اللقيس للوصول الى المرأب وركن سيارته فيه هي قرابة دقيقة بما فيها فتح البوابة الالكترونية للمرأب وهذه السيارة التفّت الى الطريق المؤدية الى البستان الذي عبر منه منفذو عملية الاغتيال وانتظرتهما لتقلّهما الى جهة مجهولة.

وأضافت المعلومات الأمنية ان بعض الآثار وصور الكاميرا والبصمات ستؤدي الى كشف تفاصيل قد تمكن الاجهزة الأمنية من معرفة هوية منفذي الاغتيال. وبرز تطور لافت مع اصدار الجيش بيانا امس جاء فيه ان سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير "أقدمت على تنفيذ عمل ارهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل 3 كانون الاول الجاري" في اشارة واضحة الى حادث الاغتيال. ودعا البيان أصحاب مكاتب تأجير السيارات الى الابلاغ الفوري عن كل سيارة استؤجرت اخيرا وفقد الاتصال بمستأجرها او أعيدت وفي داخلها بقايا أتربة ووحول.

وقالت مصادر عسكرية معنية لـ"النهار" ان التحقيق الذي تجريه مديرية المخابرات في الجيش أمسك رأس خيط قد يدل التحقيق الى الجناة وان ثمة معطيات توافرت للتحقيق واشارت الى انه سيطلب من المواطنين مساعدة التحقيق بنشر بعض الصور تباعا التي تعود الى السيارة التي استعملت في الحادث.

ويشار في هذا السياق الى ان القوات الاسرائيلية كثفت تحركاتها على طول الحدود مع لبنان امس وشوهد عدد من جنودها يراقبون دوريات لـ"اليونيفيل" والجيش في الجانب اللبناني.

الى ذلك، علمت "النهار" ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل أول من امس برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد معزيا بالقيادي في "حزب الله" حسان اللقيس.

ورأى متابعون لهذا الاتصال انه يعكس استمرار العلاقات بين الجانبين على رغم التباينات التي تظهر أحيانا بينهما وآخرها ما يتعلق بالموقف من السعودية.

العالم فَقَد أيقونته

عن 95 سنة رحل نلسون مانديلا، الذي كان ايقونة القرن العشرين وملهماً ليس لجنوب افريقيا فحسب، بل للعالم اجمع، وبات كفاحه من أجل الغاء التمييز العنصري اثراً لا يمحى ورمزاُ للمحبة والصفح. واليوم يفتقد العالم زعيماً ورئيساً سابقاً وملاكماً سابقاً والمحامي والسجين الرقم 46664 الذي شع من ضوء زنزانته التي امضى فيها 27 عاماً، ضياء التسامح وفجر الامل ببلاد جديدة تتسع لكل ابنائها.

وأعلن الرئيس الافريقي الجنوبي جاكوب زوما في كلمة عبر التلفزيون ان مانديلا توفي بهدوء في منزله بجوهانسبورغ بعد مرض طويل في الرئة. وأضاف ان جثمان اول رئيس أسود لجنوب افريقيا سيشيع في جنازة رسمية. وأمر بتنكيس الاعلام في البلاد. وقال: "مواطني في جنوب افريقيا... رحل حبيبنا نلسون مانديلا الرئيس المؤسس لبلدنا الديموقراطي... فاضت روحه الى بارئها بسلام في منزله... لقد خسرنا ابننا العظيم". ودعا إلى تذكر قيم مانديلا واحترامها، وإلى إعادة تأكيد رؤيته لمجتمع لا وجود للاستغلال أو القمع فيه. وحض على التعبير عن الامتنان العميق لما قام به مانديلا في حياته خدمة لشعب جنوب أفريقيا وللعالم، والتزام بناء بلد موحد وغير عنصري وديموقراطي ومزدهر.

ونعاه الرئيس الاميركي باراك اوباما قائلاً في مؤتمر صحافي بالبيت الابيض: "إنه حقق أكثر مما يمكن ان يتوقع من أي رجل... هو اليوم ذهب الى مثواه الاخير ونحن خسرنا أحد أكثر البشر تأثيرا وشجاعة ونقاء". واعتبر ان أعمق ميراث لمانديلا هو جنوب افريقيا حرة وفي سلام مع العالم.

وكان مانديلا من أوائل من تبنوا المقاومة المسلحة لسياسة التمييز العنصري في جنوب افريقيا عام 1960، لكنه سارع الى الدعوة الى المصالحة والعفو عندما بدأت الاقلية البيضاء في البلاد تخفيف قبضتها على السلطة بعد ذلك بثلاثين عاما.

وانتخب مانديلا - الذي أمضى نحو ثلاثة عقود في السجن - رئيسا لجنوب افريقيا في انتخابات تاريخية متعددة العرق عام 1994 وتقاعد عام 1999.

وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1993 وشاركه فيها فريديريك دو كليرك الزعيم الابيض الذي أفرج عن أشهر سجين سياسي في العالم.

وعام 1999 سلم مانديلا السلطة الى زعماء أكثر شبابا واكثر تأهيلا لادارة اقتصاد حديث في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب مثلاً للزعماء الافارقة.

ومع تقاعده حوّل مانديلا جهوده الى مكافحة مرض العوز المناعي المكتسب "الايدز" في جنوب افريقيا خصوصا بعدما توفي ابنه بالمرض في 2005.

وكان آخر ظهور رئيسي لمانديلا على الساحة العالمية عام 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم ولقي استقبالا حافلا من 90 ألف متفرج في ملعب سويتو الحي الذي شهد بزوغه زعيماً للمقاومة."


الاخبار


«تمرّد مسلّح» ضد الجيش في طرابلس


وكتبت صحيفة الاخبار تقول "شهدت طرابلس أمس شبه «انتفاضة» مسلحة على الجيش احتجاجاً على حملات الدهم التي ينفذها في باب التبانة وتوقيف مطلوبين. الهجمات المسلحة التي تعرضت لها مواقع الجيش، بالتزامن مع قطع الطرقات في عدد من المناطق الشمالية، بدت محاولة لرسم خط أحمر أمام المؤسسة العسكرية: ممنوع تجريد طرابلس من السلاح.

لم تهدأ جبهة طرابلس بعد. هي عادة العاصمة الشمالية التي ألِفت أزيز الرصاص وصوت القذائف. المدينة التي صادر قرارها زعران الأحياء بوكالة سياسييها ستستمر تغلي، رغم أنّ أحداثها باتت حكايةً مملّة. كرٌّ وفر متواصلان بين الجيش والمسلّحين. بيانات وبيانات مضادة ثم جرحى وشهداء يسقطون الواحد تلو الآخر. السيناريو ذاته يتكرر دائماً بالأبطال أنفسهم. خلال الأيام الماضية، نفّذ الجيش عمليات دهم لتوقيف عدد من المطلوبين المسؤولين عن توتير الوضع في الفيحاء.

وبرز لافتاً توجّه الجيش إلى احتواء المعركة قدر الإمكان. فبادر إلى الدخول بالقوّة إلى عدد من المواقع في باب التبّانة وغيرها لإزالة دُشم وتحصينات يستخدمها المسلّحون في معركتهم، وعمد إلى توقيف مطلوبين، لكن لم يكن بين هؤلاء اسم بارز سوى حاتم جنزرلي، أحد المطلوبين الخطرين الذي تحمل صورة اللواء المتقاعد أشرف ريفي توقيعه بعدما كان قد رفعها في باب الحديد. غير الجنزرلي، لم يكن هناك أحدٌ من مشاهير المطلوبين بين الموقوفين، علماً بأنّ مفتعلي الشغب باتوا معروفين بالاسم، بل فاقوا سياسيي المدينة شهرة. بالأمس، اشتعلت طرابلس مجدداً. اشتدت حمأة الاشتباكات. والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت إصابة الضابط أحمد ع. في رقبته و7 عسكريين أثناء محاولتهم حماية فريق محطة «الجديد». فقد تجمهر مسلّحون حول مراسلة المحطة المذكورة وانهالوا عليها بالشتائم ثم سلبوا المصوّر كاميرته وحطّموها. حضر عناصر الجيش لتفريق المحتشدين، فتطوّر الأمر إلى تبادل إطلاق نار. لم تقتصر المسألة على ذلك. المعركة في طرابلس معركتان. إحداهما في أزقة المدينة وأحيائها، والأخرى افتراضية على فضاء «واتس أب». فقد برز لافتاً أمس الكم الكبير للبيانات التحريضية التي جرى توزيعها وتداولها على نطاق واسع قبل أن يتبيّن أنّها مفبركة، إذ إن معظم من صدرت البيانات باسمائهم داعية إلى «يوم غضب»، سارع إلى غسل يديه منها. تبرّأ الجميع من التحريض والتصعيد، باستثناء الشيخ داعي الإسلام الشهّال، الذي غرد خارج السرب، مزايداً على الجميع في التصعيد، داعياً للاعتصام اليوم «لأن أهل السنة ليسوا مكسر عصا». وأكثر هذه البيانات التي زادت الأجواء احتقاناً كان البيان الذي نُسب إلى الشيخ خالد السيّد، محدداً مهلة للجيش للانسحاب من باب التبّانة، لكنّ الأخير نفى أي علاقة له بالبيان.

وعند منتصف ليل أمس، عقد مشايخ ووجهاء من طرابلس اجتماعاً في مكتب الشيخ سالم الرافعي، للوقوف على التطورات الميدانية في المدينة. وصدر بيان باسم هيئة العلماء المسلمين رأى أنّ ما جرى في التبانة «تصرف فردي»، داعياً الأهالي إلى «ضبط النفس وعدم الانجرار للمخطط الذي يسعى إليه من يريد الشر لهذه المدينة».

وكان الوضع الأمني في طرابلس قد انتكس مساء أمس ودارت اشتباكات بين الجيش ومسلحين حاولوا مهاجمة ثكنة الجيش في القبة، رافقها قطع طرق في عدد من المناطق الشمالية والأحياء الطرابلسية، على خلفية المداهمات التي ينفذها الجيش في التبانة واعتقال مطلوبين.

وأدت المواجهات إلى استشهاد الجندي عبد الكريم فرحات، وسقوط عدد من الجرحى من الجانبين واحتراق منازل، ولا سيما في محيط ثكنة الجيش في القبة، من جراء اشتباك بين حامية الثكنة ومتظاهرين تقدموا نحوها وأطلقوا أعيرة نارية باتجاهها احتجاجا على اجراءات الجيش في التبانة.

وفي وقت لاحق، أعلنت قيادة الجيش في بيان ان عددا من الأشخاص اقدموا مساء على التجمع والاحتجاج على الإجراءات التي يتخذها الجيش في طرابلس، والتي أدت إلى توقيف عدد من المتسببين بالإخلال بالأمن. وأوضحت القيادة أن الإجراءات التي يتخذها الجيش في طرابلس وضواحيها «لا تصب في مصلحة المخلين بالامن والذين يستفيدون من حال الفوضى، لذلك هم يسعون إلى التعبير دوما عن رفضهم لها خلافا لارادة الأغلبية العظمة من أهالي طرابلس». أضاف البيان «إن قيادة الجيش إذ تؤكد الاستمرار في حرصها على الاستجابة لما يريده عموم أهالي المدينة في الأمن، وانطلاقا من واجبها الوطني، تدعو الجميع إلى التجاوب مع إجراءات الجيش ومع رغبة الأهالي لما فيه مصلحة هذه المدينة والاستقرار العام».

وكانت القيادة قد أعلنت توقيف المدعوين رامي سيف الدين حسون وبلال نصر حسون، المطلوبين بموجب وثائق عديدة.

ولاحقاً أعلنت القيادة ان مديرية الاستخبارات أحالت على النيابة العامة العسكرية، أربعة من الموقوفين على خلفية الحوادث الأخيرة في طرابلس، وهم: جعفر تامر، ملاذ ديبو، علاء ديبو وأحمد الشامي، بعدما أثبتت التحقيقات تورطهم في تلك الحوادث، وإقدامهم على ارتكاب جرائم منها إطلاق النار.

وبالتوازي، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على ثلاثة موقوفين من جبل محسن بجرم تأليف مجموعات مسلحة ضمن فريقين متنازعين سياسيا وعسكريا، بهدف القيام بأعمال ارهابية وتبادل اطلاق النار بين باب التبانة وجبل محسن، وقتل ومحاولة قتل مدنيين وعسكريين، وتدمير ممتلكات عامة وخاصة. وأحالهم على قاضي التحقيق العسكري الأول.


نيلسون مانديلا: المقاتل المُسالم

 

معمرعطوي
لا يفضّل المناضلون الموت على الفراش بعد رحلة مليئة بالمشقة. دائماً يسعون الى مجتمع يشبه أحلامهم وعالم على قياس سيرتهم الحافلة بالتضحيات. ذلك هو نيلسون مانديلا، رجل التحولات الكبيرة التي عصفت بشخصيته فانعكست على وطنه تغييراً نحو ديموقراطية كانت مفقودة في ظل سيطرة «العرق النقي». لعله نجا من الاستشهاد ليفارقنا بهدوء أمس

من الصعب الإحاطة بشخصية رجل مثل نيلسون مانديلا الذي جمع المجد من أطرافه ليستحق لقب «أبو الأمة»، فهو رجل أكثر من مخضرم شهدت حياته تحولات كانت أحياناً جذرية ومفصلية نقلته من مقاتل شرس يؤمن بالسلاح وسيلة لتحرير بني قومه من ظلم العنصر الأبيض، الى إنسان رحيم لا يجد مضاضة في احتساء الشاي مع زوجة ألد أعدائه من أجل أن يعمّ السلام وطنه.

لعل نشأة روليهلالا داليبونغا مانديلا (اطلق عليه اسم نيلسون استاذه في المدرسة)، المولود عام 1918، في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، كانت عاملاً أساسياً في أن يبدأ حياته السياسية قومياً أفريقياً يعمل على توحيد فصائل السود المضطهدين ضد البيض الحاكمين في البلاد.

لقد تشبّع ابن بلدة ترانسكي (جنوب شرق البلاد) بثقافات متنوعة، فلم يكن عقائدياً بالمعنى المتحجر، ولا هو سار في سياق أيديولوجي يمنعه عن استخدام عقله والعمل بما هو ملائم لكل مرحلة، بل منذ وصوله الى جوهانسبورغ (كبرى مدن جنوب أفريقيا)، في عام 1941 حين كان في الثانية والعشرين من عمره، كان يحلم بأن يلقي المستعمرين البيض في البحر، وانتهى به المطاف رئيساً للبلاد يدعو الى التعايش بين الأعراق.

لعلها ثلاثة منعطفات أساسية مرّ بها الرئيس الجنوب أفريقي السابق؛ الأول تلا مرحلة نشوء نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) عام 1948، فبدأ نضالاً سلمياً ثم ما لبث أن تحوّل الى نضال مسلح.

يومها لم يستسغ المناضل اقتصار حركة التحرير على السود، فدعا الى اندماج كل من يرفض النظام العنصري من كافة الأعراق في جبهة واحدة تناضل بالطرق السلمية.

دعوة أتت أُكلها في اتفاق حزبه (المؤتمر الوطني) مع المعارضين بكافة أطيافهم، وكان لهذا الاتفاق فعله في مانديلا الذي تأثر بالشيوعية آنذاك، ففي عام 1955 أقر الجميع ميثاق الحرية لجميع شعوب جنوب افريقيا.

ولم يكن نشاطه مقتصراً على النضال ضد العنصرية بالمواجهة، بل ناضل ايضاً بالعلم والتثقيف فافتتح أول مؤسسة قانونية للسود في جوهانسبرغ في العام 1952 بمشاركة رفيقه الناشط اوليفر تامبو.

لكن النضال المُسلح ولجوء الحفيد الأكبر لأحد زعماء قبيلة تمبو، إلى العمل السري، والذي كانت تصفه الدولة بالإرهابي، لم يكن سوى وسيلة أخرى اعتمدها بعد فشل النضال السلمي في مقاومة النظام، الذي حظر عام 1960 المؤتمر الوطني.

لقد أطلق مانديلا النضال المسلح معتقداً أنه بذلك يحقق آمال شعبه بالتحرر من نير العبودية. وأصبح قائداً أعلى للجناح المسلح السري للمؤتمر الوطني الأفريقي في العام 1961، ثم خضع في العام التالي لتدريبات عسكرية في الجزائر وإثيوبيا.

وبعد اكثر من عام من العمل السري، تم اعتقاله وحُكم عليه في العام 1964 بالسجن مدى الحياة خلال ما عرف بـ «محاكمة ريفونيا»، حيث ألقى كلمة تحولت بياناً رسمياً لحركة مناهضة نظام الفصل العنصري.

وكتب المناضل الأفريقي، الذي تولى رئاسة الجناح المسلح للمؤتمر الوطني، في مذكراته «طوال 50 عاماً اعتبر المؤتمر الوطني الأفريقي اللاعنف مبدأ رئيسياً له. من الآن وصاعداً سيكون المؤتمر الوطني منظمة ذات طابع مختلف. سننطلق في طريق جديدة وأكثر خطورة، طريق العنف المنظم.. هذه مُثل أنا مستعد للموت في سبيلها».

المفارقة أن هذا التحول أتى في الوقت الذي كان رئيس المؤتمر الوطني البرت لوثولي، يتسلم فيه جائزة نوبل للسلام لنضاله السلمي ضد نظام الفصل العنصري، بينما تلقى مانديلا الجائزة نفسها عندما توقف عن النضال المسلح.

مما لا شك فيه أن مانديلا دفع أحد تكاليف الحرب الباردة من ذاته، حين أدرجته الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب لسنوات طويلة، على خلفية مقارعته للسلطات في بريتوريا، أحد معاقل الغرب في مواجهة «الخطر الأحمر» السوفياتي آنذاك.

أما المنعطف الآخر في حياته فكان اعتقاله عام 1962، حين كان يبرّر لجوءه الى العمل العسكري أثناء محاكماته، بأنه مجرد رد فعل على عنف نظام الآبارتايد.

وخلال مرافعة تلاها أمام المحكمة قال ــ وهو الخطيب المفوه الذي صار محامياً ــ «كافحت ضد سيطرة البيض وضد سيطرة السود. مثالي الأعلى الأهم هو رؤية مجتمع حر وديموقراطي يعيش فيه الجميع بتناغم ويتمتعون بفرص متساوية».

حرّ في سجنه

في السجن كان الرجل حراً أكثر من العديد من الطلقاء، فخلال 27 عاماً قضاها خلف القضبان، قرأ الكثر من الكتب بلغة جنوب أفريقيا (الافريكان) وأكمل تعليمه في الحقوق بنظام الدراسة عن بعد. وأهم ما قام به هناك فتح مفاوضات سرية مع سجانيه.

وأمضى مانديلا 18 عاماً في سجن على جزيرة «روبن آيلاند» قبل نقله في العام 1982 الى سجن «بولزمور» في كيب تاون، ثم نُقل إلى سجن «فيكتور فيرستر» في مدينة بارل المجاورة.

في عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض. وبقي في السجن حتى 11 شباط 1990.

بعد سقوط جدار برلين وخروجه من السجن سقطت كل الأطر الفكرية والأيديولوجية التي آمن بها الرجل، تمهيداً ليصبح مقبولاً من البيض والسود معاً وليصبح في العام 1994 «أبا الأمة» متولياً الرئاسة التي كانت محظورة على بني جنسه.

السجين الرئيس

مع زيادة العقوبات الدولية على جنوب افريقيا بسبب نظامها العنصري، حل الرئيس المعتدل نسبياً فريديريك دو كليرك، في رئاسة الجمهورية محل الرئيس المتشدد بي. و. بوثا في العام 1989. نتيجة هذا التغيير أمر الرئيس بعد عام على توليه الحكم بالإفراج عن مانديلا. دي كليرك الذي أعلن ايقاف الحظر الذي كان مفروضا على المجلس الإفريقي. وللمفارقة فقد حصل مانديلا مع الرئيس دي كليرك على جائزة نوبل للسلام في عام 1993.

لعل أجمل ما قيل في الرجل حين خروجه من السجن، جاء على لسان الأسقف الانغليكاني ديسموند توتو، الحائز أيضاً جائزة نوبل للسلام، قائلاً «لقد خرج من السجن شخصاً أعظم بكثير مما كان لدى دخوله... شخصاً يتحلى بالرحمة، رحمة كبيرة حتى تجاه مضطهديه. لقد تعلم كيف يفهم هفوات البشر وضعفهم وكيف يكون أكثر سخاءً على الآخرين».

في العام 1994 تولى مانديلا الرئاسة لدورة واحدة من خمس سنوات وتزامن ذلك مع رئاسته للمجلس الافريقي من العام 1991 حتى العام 1997. وشهدت فترة رئاسته لجنوب أفريقيا نشاطاً لافتاً، إذ أظهر التزاماً في تحسين حياة الشبان وبناء المدارس، محاولاً تعويض ما فقده من تواصل مع أولاده خلال فترة سجنه بدعم طموحات ابناء الوطن.

أمة قوس قزح

لقد أصبح السجين رئيساً يحمل خطة للمصالحة الوطنية في جنوب افريقيا. يومها ألقى كلمة قال فيها: «ندخل في عهد لبناء مجتمع يكون فيه جميع مواطني جنوب افريقيا، السود والبيض على السواء، قادرين على السير برؤوس شامخة من دون أن يعتصر قلوبهم أي خوف، مطمئنين الى حقهم الثابت بالكرامة الإنسانية.. أمة قوس قزح بسلام مع نفسها والعالم».

لكن بعد انسحابه من المشهد السياسي عام 1999 كرّس وقته لمهام وساطة في نزاعات مختلفة خصوصاً في الحرب في بوروندي، وذلك على رغم تدهور حالته الصحية واصابته بمرض سرطان البروستات الذي عالجه بعملية جراحية.

ورغم تقاعده عام 1999، تابع مانديلا تحركه مع الجمعيات والحركات المنادية بحقوق الإنسان حول العالم. وتلقى عددا كبيرا من الميداليات والتكريمات من رؤساء وزعماء دول العالم (جائزة جواهر لال نهرو للسلام وجائزة القذافي لحقوق الإنسان).

أما أبرز مواقفه فكان رفضه عام 1992 جائزة مصطفى كمال أتاتورك للسلام من تركيا احتجاجاً على الخروقات المسجلة لحقوق الإنسان آنذاك في هذا البلد، لكنه قبل الجائزة لاحقاً عام 1999.

حفل أرشيف مانديلا بمواقف سياسية كانت مثيرة للجدل في الغرب، مثل آرائه المساندة للقضية الفلسطينية ومعارضته للسياسات الخارجية للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش. لكن المفارقة أن الرئيس الأميركي المذكور هو من أقر قرار شطب اسم مانديلا من على لائحة الارهاب في الولايات المتحدة في تموز عام 2008 في عيده التسعين.

ولعل آخر ظهور له على الساحة الدولية كان في سعيه الى حصول جنوب افريقيا على حق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010، للمرة الاولى في القارة الافريقية. وأسعد الجماهير في المباراة النهائية لدى ظهوره المفاجئ على مؤخر عربة للغولف.

وعلى الصعيد العائلي برز تحول جديد في حياته عام 1998، وكان قد دخل الثمانين من عمره، وبعدما طلق زوجته ويني ماديكيزيلا، تزوج من غراكا ماشيل أرملة الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل. وفي أيار 2004، أعلن أنه سيخفف نشاطاته العامة ليتمتع «بحياة أكثر هدوءاً» مع عائلته وأصدقائه.

ومن المحطات المهمة التي كرّست الرجل مناضلاً أممياً بامتياز، إعلان الأمم المتحدة يوم ميلاد مانديلا يوماً عالمياً، في العام 2009، وذلك في أول تكريم من نوعه لشخص. وكانت المنظمة الدولية نفسها قد اختارته سفيراً للنوايا الحسنة عام 2005.

قد تكون من أكثر اللحظات التي سيخلّدها التاريخ في مسيرة من عُرف لدى محبيه باسم «ماديبا»، احتساؤه الشاي مع ارملة مهندس نظام الفصل العنصري هندريك فيرفورد. محطة مهمة في صفحات حياته المليئة بالتحولات.

جنوب أفريقيا تنعى رئيسها «الدائم»

رحل زعيم النضال ضد النظام العنصري عن 95 عاماً. نلسون مانديلا الذي يعرف باسم «ماديبا» نسبة إلى اسم قبيلته، نعاه رئيس بلاده أمس. وأعلن الرئيس الجنوب أفريقي، جاكوب زوما، عبر التلفزيون الرسمي مباشرة في وقت متأخر مساء أمس، أنّ الرئيس السابق نلسون مانديلا توفي عن عمر 95 عاماً في منزله في جوهانسبورغ.

وقال زوما إنّ «الرئيس السابق نلسون مانديلا فارقنا (...) إنه الآن بسلام. خسرت الأمة ابنها الأكثر تأثيراً. مات بسلام (...) لقد خسر شعبنا أباه». وأضاف «سيكون للغالي مراسم دفن رسمية»، معلناً أنّ الأعلام سوف تنكّس اعتباراً من الجمعة وحتى الدفن. وقال، أيضاً، «فلنعرب عن امتناننا العميق لروح عاشت من أجل خدمة الناس في هذا البلد ومن أجل قضية الانسانية. إنها لحظة حزن عميق (...) سوف نحبك دائما ماديبا».

بدوره، نعى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مانديلا، معتبراً أنّه كان رجلاً «شجاعاً وطيّباً». وأشاد، في كلمة مقتضبة، «بإرادة مانديلا القوية للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين».

من جهّته، كتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على حسابه على موقع «تويتر»، أنّ «نوراً كبيراً خبا». وتابع: «طالبت بتنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة».

كذلك، أشاد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، بالزعيم الأفريقي الراحل، معتبراً أنّه «مقاوم استثنائي ومقاتل رائع». وفي بيان أصدره قصر الاليزيه، قال الرئيس الفرنسي إنّ مانديلا «كان يجسد شعب جنوب أفريقيا وأساس وحدة وعزة أفريقيا باكملها».

من ناحيته، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إنّ «فلسطين وشعبها يفتقدون مانديلا، الذي كان من أشجع رجالات العالم الذين وقفوا معنا»."


المستقبل


الوضع يتدهور مجدّداً وسقوط شهيد و6جرحى للجيش

الخطة الأمنية ضحية جديدة في طرابلس      


وكتبت صحيفة المستقبل تقول "على وقع الكارثة ـ الفضيحة "الطوفانية" التي حلّت باللبنانيين أول من أمس، تابع المواطنون المغلوب على أمرهم حياتهم كأن شيئاً لم يصبهم من إهمال الدولة واجباتها بمجرد أن فتحت الطرقات، لكن الوضع في طرابلس التي عادت لتنزف الدماء مجدّداً ظلّ يحتل صدارة الاهتمام خصوصاً في ضوء المعلومات التي وردت ليلاً عن تدهور الوضع الأمني فيها مجدّداً، مهدّداً بوقوع الخطة الأمنية التي ينفّذها الجيش كضحية جديدة في المدينة على ضوء استشهاد أحد جنود الجيش وإصابة ستة عسكريين، بينهم ضابطان بجروح.

وفور انتكاس الوضع الأمني، علمت "المستقبل" أن الرئيس سعد الحريري أجرى سلسلة اتصالات بفعاليات المدينة لتطويق الوضع، كما عُلِمَ أيضاً ان اللواء أشرف ريفي أجرى بدوره اتصالات بقيادة الجيش من جهة وأهالي التبانة من جهو ثانية للحؤول دون احتقان الوضع وتدارك احتمالات دخول "طابور خامس" يمكن أن يوقع بين الطرفين، بدليل تمكن القوى الأمنية من توقيف مقنّعين قاموا برمي قنابل صوتية في المدينة.

وبدا من نتيجة الاتصالات أن الأمور ذاهبة باتجاه التهدئة، على الرغم من غياب رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي عن السمع وعن المدينة، التي تطالب بتطبيق العدالة على الجميع، والتي يدين أهلها ردّات الفعل الصغرى، لكنهم يشدّدون على عدم تجاهل الجريمة الكبرى المتمثلة بتفجير مسجدي "التقوى" و"السلام".

وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه في بيان، أنه "أثناء تعرض فريق تصوير تابع لمحطة الجديد لاعتداء من قبل مسلحين في محلة التبانة مساء اليوم (امس)، توجهت قوة من الجيش إلى المكان لإنقاذ الفريق المذكور، بحيث تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين متمركزين في بناية الشيخ، مما أدى إلى إصابة سبعة عسكريين، بينهم ضابطان بجروح غير خطرة. وقد ردت قوى الجيش على مصادر النيران وتستمر بتطويق المبنى المذكور لإلقاء القبض على المسلحين وسوقهم إلى العدالة".

غير أن وكالة "الصحافة الفرنسية" نقلت في وقت متأخر عن مصدر أمني أن "جندياً قتل برصاصة في رأسه وأن ستة عسكريين واثنين من المدنيين أصيبوا في تبادل إطلاق نار بين الجيش ومسلّحين في باب التبانة".

وكانت المدينة امضت نهاراً طبيعياً شهدت فيه شوارعها ومنذ الصباح الباكر زحمة سير خانقة وخاصةً خلال ساعات إنتقال التلامذة والطلاب الى المدارس والجامعات، في حين سجلّت حركة أكثر من طبيعية في الأسواق الرئيسية بوسط المدينة ومحيطه فضلاً عن أسواقها الداخلية.

وتابع الجيش والقوى الأمنية تنفيذ الخطة الأمنية المرسومة وتوسيع رقعة الانتشار في شارع سوريا ومتفرعاته، حيث عملت وحدات الجيش على متابعة إزالة المتاريس والدشم والسواتر القماشية كما داهمت وطاردت وألقت القبض على عدد من المطلوبين والمسلحين. إلا أنه قرابة الثالثة والنصف من بعد الظهر وأثناء قيام فريق من تلفزيون "الجديد" بتصوير وإعداد تقرير في شارع سوريا ومحيطه، قام بعض الشبان من باب التبانة بالتعرض للفريق بالضرب وتحطيم الكاميرا التي بحوزتهم.

مواقف

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن أن "إعطاء الإمرة للجيش في طرابلس لا تعني أبدا إعلان حال الطوارئ أو تحويل المدينة إلى منطقة عسكرية"، مشيراً إلى أن "الجيش يقوم بواجباته كاملة لحفظ الأمن".

من جهته، شدّد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة، على "ضرورة تطبيق الخطة الأمنية في طرابلس بعدالة وتوازن بين جميع الأطراف في المدينة"، مؤكدا أن "العدالة هي الوحيدة الكفيلة بتثبيت الأمن والاستقرار، وهي تبدأ بتحرك القضاء لمواكبة الخطة الأمنية وباصدار مذكرتي توقيف في حق المجرمين علي ورفعت عيد". ودعا أبناء طرابلس الى "التعاون مع الجيش والقوى الأمنية بما يعيد المدينة الى حركتها الطبيعية، ويؤهلها لتلعب دورها الاقتصادي والتجاري عشية الأعياد المجيدة".

بالتزامن أعلن اللواء أشرف ريفي أن الخطة الأمنية التي يجري تطبيقها في طرابلس تُعرف بالخطة 12، لافتاً إلى أن رهانه عليها مشوب بالخوف، وأي معركة تدور في طرابلس تنطوي على دمار مجاني وضحايا مجانيين وجرحى مجانيين، وأن الخطة لا تعطي الأمان الكامل لأهالي طرابلس، مؤكداً أن حزب الله يجرّنا الى العسكرة.

اللقيس

وفي جديد التحقيقات بملابسات اغتيال القيادي في "حزب الله" الحاج حسان اللقيس، أصدرت قيادة الجيش بياناً ذكرت فيه أنه "اقدمت سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير على تنفيذ عمل ارهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل 3/12/2013" وطالبت جميع مكاتب تأجير السيارات بالإبلاغ عن أي سيارة تم استئجارها مؤخرا، وفقد الاتصال بمستأجرها، او تبلغ المكتب صاحب العلاقة بوجودها مركونة في مكان عام."


اللواء


طرابلس تواجه الفتنة: لا يوم غضب ولا صدام مع الجيش


وكتبت صحيفة اللواء تقول "بصرف النظر عن الذرائع التي وضعت الاجراءات الامنية، بعد اجتماع بعبدا الشهير، بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، على كف عفريت، فإن المعطيات السياسية، داخلياً وسورياً واقليمياً، تعزز المخاوف من ان يكون ما حدث مع الساعات الاولى من مساء امس في طرابلس، يندرج في اطار خطة لافشال الخطة الامنية، او ان تكون هناك «مؤامرة»، وفقاً لما صرح به مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لـ«اللواء»، مضيفاً بأن على سياسيي طرابلس ترك الانتخابات جانباً والتفكير بأهلهم ومجتمعهم، لانه اذا اشتعلت، فلن تتوقف نيران الحريق عند حدود طرابلس وحدها.

ولاحظ المفتي الشعار ان المعنيين لا يدركون مخاطر الوضع، معرباً عن تخوفه من مجيء عناصر من الخارج، على غرار مجيء «فتح الاسلام» الى مخيم نهر البارد، وهذا الامر - لا سمح الله - في حال حصوله ينذر بسؤ أكبر.

وكشف الشعار، انه اعطى توجيهاته الى خطباء المساجد اليوم للتركيز على الترحيب بالجيش ودوره الامني، والتهدئة مكرراً اصرار مدينة طرابلس واهلها على ضرورة الاقتصاص من الذين ارتكبوا جريمة تفجير مسجدي «السلام» و«التقوى».

ولا يختلف أحد مع مفتي طرابلس بوصفه المرحلة بالحرجة جداً والعصيبة، إلا ان التعاطي مع طرابلس كملف امني من شأنه ان يعيد خلط الاوراق، ويفاقم من تأزيم الوضع الداخلي، في وقت تكاد العلاقات الداخلية تشهد مزيداً من التآكل بعد اتهامات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للمملكة العربية السعودية بالوقوف وراء تفجير السفارة الايرانية، ورفض الرئيس سليمان لهذا الاتهام غير المستند لأي اساس وطني او قضائي، حيث كادت علاقة الطرفين تهتز، او اهتزت، بالرغم من الاتصال الذي اجراه رئيس الجمهورية برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد معزياً بالشهيد حسان اللقيس، من دون ان يشفع ذلك من تأكيد الكتلة على وجوب اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لمنع الفراغ، في اشارة لرفض التمديد لرئيس الجمهورية الحالي، مع العلم ان مصادره تؤكد في غير مناسبة انه ليس في وارد البقاء في سدة الرئاسة.

وتخوف مصدر مطلع من ان يكون تركيز الانظار على الانتخابات الرئاسية اشارة الى تجاوز الصعوبات التي تواجه تأليف الحكومة او صرف النظر عن هذا التأليف، او قطع الطريق على عزم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام إصدار مراسيم حكومة تملأ الفراغ في حال تعذرت أو تعثرت اجراءات انتخابات الرئاسة الأولى.

واستبعد المصدر أن يصار إلى إحداث أي تقارب داخلي في هذه المرحلة مع استمرار التشنجات الإقليمية لا سيما على جبهة العلاقات الفاترة بين طهران والرياض، وإن كان قد سجّل نوع من الهدوء على الجبهة السياسية الداخلية، حيث انصرفت الاهتمامات إلى لملمة ذيول ما نجم عن فضيحة غرق العاصمة بالأمطار، ولم يخرق هذا الهدوء سوى تصريح جديد لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أدان فيه اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس «لإذكاء روح الفتنة وتأجيج مشاعر الانقسام وهو ما يصبّ في مصلحة اسرائيل»، ورأى أنه «كان من المستحسن التأكيد بأن اسرائيل تقف وراء تفجير السفارة الايرانية إسوة بالموقف الذي صدر عن الجمهورية الاسلامية عوضاً عن اتهام المملكة العربية السعودية، مع العلم بأن إصدار هذه المواقف والاتهامات قد يؤدي إلى جر البلاد نحو المزيد من التوتر والتشنج»، وذلك في رد غير مباشر على اتهامات نصر الله للسعودية، وهو ما فسره مصدر في كتلة «المستقبل»النيابية بأنه «ضربة على الحافر وضربة على المسمار»، بعد مواقف جنبلاط الأخيرة ضد تيار «المستقبل».

طرابلس

وسط هذه الأجواء الضاغطة، نجحت الاتصالات واللقاءات التي عقدت في طرابلس، غداة الإشكال مع الجيش في التبانة، في إيقاظ طرابلس من «الشر المستطير» الذي يخبّأ لها، فأصدرت هيئة العلماء المسلمين بياناً بعد اجتماع في منزل الشيخ سالم الرافعي، دعت فيه الى التهدئة وأكدت أن لا يوم غضب اليوم (الجمعة) في طرابلس، منددة بالغرف السوداء التي تحاول أن توقع بالشباب في مواجهة الجيش.

ونفى الشيخ خالد السيد ما نسب إليه من بيان وصفه «بالكاذب»، وأكد على التهدئة وعدم المواجهة مع الجيش، فيما كان الشيخ داعي الاسلام الشهّال قد دعا إلى اعتصام اليوم بعد صلاة الجمعة في الجامع المنصوري الكبير، لكنه دعا إلى التهدئة وتفويت الفرصة على من يريد استخدام الجيش ضد أهل السنّة.

واعتبرت هيئة العلماء المسلمين ان ما جرى اليوم (أمس) في باب التبانة هو تصرف فردي ناتج عن أجواء الاحتقان التي اعقبت الاعتداء الأخير من قبل جبل محسن عى طلاب المدارس والنساء والأطفال في الطرقات، وطالب الجيش بتفهم الوضع النفسي والاجتماعي لأهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا في مسجدي «السلام» و«التقوى».

ودعا أهالي التبانة بشكل خاص وطرابلس بشكل عام إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى المخطط الذي يسعي إليه من يريد الشر لهذه المدينة وأهلها، وخاصة ان الاتصالات التي أجريت مع المسؤولين خلال الاجتماع أكدت انه لا نية للجيش بالاصطدام مع أهالي المدينة.

وأكد ان معالجة الوضع المشحون يبدأ بتوقيف المتهمين بتفجير المسجدين.

ومن جانبها، أصدرت قيادة الجيش بياناً ردّت فيه على التجمعات والاحتجاجات التي شهدتها المدينة على الإجراءات التي يتخذها الجيش، والتي أدّت إلى توقيف عدد من المتسببين بالإخلال بالأمن، مؤكدة بأن اجراءاتها «تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، بناء على التكليف الرسمي للجيش بضبط الأمن، واستجابة لمطلب المواطنين الطرابلسيين الذين عانوا كثيراً من حال الفوضى وعدم الاستقرار المفروض على المدينة منذ عدّة أشهر، والذي انعكس سلباً على حياتهم وأرزاقهم وتحركاتهم».

ولاحظ بيان القيادة، أن هذه الإجراءات لا تصب في مصلحة المخلين بالأمن والذين يستفيدون من حال الفوضى، ولذلك هم يسعون إلى التعبير دوماً عن رفضها خلافاً لإرادة الأغلبية العظمى من أهالي طرابلس.

وختم داعياً الجميع إلى التجاوب مع إجراءات الجيش ومع رغبة الأهالي لما فيه مصلحة هذه المدينة والاستقرار العام.

ونعت قيادة الجيش الجندي عبدالكريم فرحات من برج البراجنة، الذي استشهد في القبة، خلال تفريق الجيش لمجموعة من المحتجين حاولوا تطويق الثكنة احتجاجاً على توقيف عبد الحميد محمّد عوض الذي أقدم صباحاً على ضرب أحد المواطنين والتعامل بشدة مع احد العسكريين في وقت سابق.

وكانت قوة من الجيش تعرضت لاعتداء من مسلحين في التبانة، كانت قد توجهت لانقاذ فريق تصوير تابع لمحطة «الجديد» تعرض لاعتداء من مسلحين في شارع «ستاركو» وجرى اطلاق نار كثيف من المسلحين الذين كانوا متمركزين في بناية «الشيخ» ما ادى الى اصابة سبعة عسكريين بينهم ضابطان بجروح غير خطرة.

وتوسعت هذه الاشتباكات بين الجيش والمسلحين الى محاور الملولة وبعل الدراويش، مما دفع الجيش الى استقدام تعزيزات قامت بمحاصرة التبانة بحثاً عن مطلقي النار، الامر الذي اشعل حركة احتجاجية كبيرة، ما لبثت ان توسعت الى مناطق واحياء خارج التبانة، مثل الزاهرية وصولاً الى القبة وساحة عبد الحميد كرامي، من اجل فك الحصار عن التبانة، بحسب هؤلاء المحتجين، فيما قطعت الطرقات في البداوي والمنكوبين وفي العبدة في عكار، عمل الجيش فيما بعد الى فتحها وتفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع."

 

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها