قامت المجموعة الزائرة بزرع عشر أشجار من نوع الأرز والسنديان والزعرور، وذلك في إطار حملة زرع الأشجار التي بدأتها كلّية السياحة وإدارة الفنادق
في إطار النشاطات العلميّة والبيئيّة والترفيهيّة، وضمن المخطَّط التوجيهيّ التي تنتهجه كلّية السياحة وإدارة الفنادق في الجامعة اللبنانية، والذي يهدف إلى التعريف بالمواقع السياحية البيئية، وبأبرز المشاريع الإنمائية المنفَّذة فيها، قامت مجموعة مؤلَّفة من ستِّين أستاذًا وطالبًا من الكلّية، وبرئاسة عميدها الدكتور فهد نصر، بزيارة بلدة مرستي- الشوف، تلبيةً لدعوة وجَّهها رئيس بلديّتها الدكتور ناصر زيدان، بالتعاون مع لجنة محميّة الشوف- المحيط الحيوي.
انطلقت الرحلة من أمام مبنى الكلّية في تمام الساعة الثامنة صباحًا باتّجاه الجنوب، ومن ثمَّ صعودًا إلى الجبل، مرورًا بقرى المختارة وعمَاطور وبعذران، ليصل الوفد إلى مبنى بلديَّة مرستي في تمام الساعة التاسعة والنصف، حيث كان باستقبالهم رئيس البلديَّة، وكلّ من الأستاذ نزار هاني والأستاذ كمال أبو عاصي، من لجنة محميَّة الشوف.
افتتح العميد نصر اليوم البيئيّ بكلمة تحدَّث فيها عن أهمّية المشاريع السياحيّة البيئيّة وتأثيرها الإيجابي على اقتصاد المناطق ومجتمعها، ولَفَتَ إلى أنَّه، ومع الوضع الراهن الذي يصيب لبنان، من مشاكل أمنيّة وسياسيّة أدَّت إلى تراجع ملحوظ في عدد السيَّاح الذين يزورون لبنان، لا بدّ من تشجيع السياحة الداخلية وتنشيطها للتعويض عن هذا الضرر الحاصل.
ودعا العميد المشاركين إلى الترويج السياحيّ لهذه المناطق عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، والتعريف بها، والتشجيع على زيارتها، وخصوصًا الدروب الجبليّة التي تتيح للمرء فرصة التعرُّف إلى مواقع جديدة وتنشُّق الهواء النقيّ والصحّي، مشدِّدًا على مساهمة مثل تلك الزيارات في حركة نموّ المواقع المقصودة، اقتصاديًّا واجتماعيًّا. وشكر العميد لبلديَّة مرستي ومحميَّة الشوف-المحيط الحيويّ على استقبالهم، وإتاحة الفرصة أمام أساتذة كلّية السياحة وطلَّابها لزيارة المواقع السياحيّة الطبيعيّة الجميلة، والتعرّف إلى أبرز المشاريع السياحيّة المنفَّذة فيها.
وتحدَّث الدكتور زيدان، فرحّب بوفد كلّية السياحة وإدارة الفنادق، وعرّف بدرب السنديان الروماني الذي هو عبارة عن غابة من أشجار السنديان القديمة العهد، شُقَّت فيها مؤخَّرًا دربٌ سياحيّة تمَّ افتتاحها أمام الزائرين في شهر آب الفائت. وأشار زيدان إلى الأهمّية التاريخيّة التي تجسِّدها أشجار السنديان الموجودة على السفوح المطلَّة على البلدة.
أمَّا الأستاذ نزار هاني، فقد عرّف بدوره بالمشروع السياحيّ الذي أقيم بالبلدة، وأشار إلى أنَّه قد تمَّت طباعة خارطة سياحيّة تُبرز أهمّ المواقع السياحيّة والتاريخيّة الموجودة في البلدة. وأفاد هاني بأنَّ الهدف من هذه المشاريع خلق هويّة سياحيّة خاصَّة بكلّ بلدة.
بعد ذلك بدأ الوفد زيارته والسير على درب السنديان الروماني الذي يبدأ بالقرب من مبنى البلديّة (وسط القرية)، ويصعد باتّجاه الغابة الواقعة على سفح الجبل، مخترقًا قسمًا منها، مرورًا بجبل الصوَّان، قبل أن يصل إلى الفاخورة وعين ياقونة.
خلال النزهة، استمتع الوفد بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلَّابة للجبال المحيطة، ولأشجار السنديان المعمِّرة، والتي يصل قطر بعضها إلى نحو خمسة أمتار. وفي الموقع، تحدَّث الأستاذ كمال أبو عاصي عن أهمّية المشاريع السياحيّة المماثلة، وعن المشاريع التي نفَّذتها لجنة محميَّة الشوف- المحيط الحيويّ، والتي تهدف بشكل أساسيّ إلى تحسين الواقع البيئي والاجتماعي والاقتصادي للمواقع والقرى المستهدفة. ثمَّ انتقل الوفد لزيارة البحيرة الاصطناعية التي أنشأها "المشروع الأخضر" بهدف تجميع مياه الأمطار والثلوج. ومن الموقع تمكَّن الوفد من مشاهدة منظر "بانورامي" رائع لسهل البقاع وبحيرة القرعون.
بعدها انتقل الوفد لزيارة موقع المقلع الذي يُعمل اليوم على تحويله إلى موقع سياحيّ، حيث قامت المجموعة الزائرة بزرع عشر أشجار من نوع الأرز والسنديان والزعرور، وذلك في إطار حملة زرع الأشجار التي بدأتها كلّية السياحة وإدارة الفنادق، والتي تعبّر من خلالها عن رفضها واستنكارها للمحن والمشاكل التي يمرّ بها لبنان. وبعد تناول طعام الغداء عاد الوفد إلى بيروت في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر.
واعتبر عميد الكلية د. نصر مشروع درب السنديان الروماني من المشاريع البيئيّة التي تهدف إلى حماية المواقع الطبيعيّة والمحافظة عليها، وإلى تطوير السياحة المستدامة، وكذلك البيئيّة في لبنان، مشيراً الى" أن هذه الرحلة شكَّلت تجربة فريدة وجديدة بالنسبة إلى الوفد من حيث أهمّية الموقع والمشروع السياحي المنفَّذ فيه".