إذا كانت نتيجة الاختبار عكسية فلن تغير اختصاصها فقد قضت ثلاث سنوات من عمرها، ولكنها ستتحاول أن تستفيد من النصائح العلمية التي يقدمها هذا الاخبتار..موقع المنار قطع معها شوطا في الاختبار..
يشهد "المعرض التوجيهي السادس"، منذ افتتاحه يوم أمس، إقبالاً واسعاً من طلاب الثانويات والجامعات في لبنان. ما يلفتك، في المعرض، الذي تقيمه جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي، هو توجّه عدد كبير منهم إلى قاعة الاختبارات العلمية التي تحتل حيزاً مهماً في الطابق العلوي في قصر الأونيسكو التابع لوزارة التربية في بيروت.
التنقل بين الطلاب كان رحلة علمية بحد ذاتها، قمنا بها من موقع المنار، وجلنا على مرافق هذه الاختبارات العلمية والعملية، كما وصفها بعض الطلاب، مبدين إعجابهم الشديد بما تقدمه لهم من معرفة مسبقة عن عالم الجامعات قبل الانتقال إلى هذه المرحلة، خصوصاً الطلاب الذين يتعرّفون المعرض لأول مرة. والبعض الأخر، هي ربما هي الزيارة الثانية أو الثالثة للمعرض، حيث يبرز أمامنا سؤال يفرضه واقع الحال، هل يطرأ تعديل على معايير الاختبار من عام إلى أخر، وفاق لحاظ ما يتجدد من أطر علمية مستحدثة؟!.
اختبارات عالمية بأطر محلية :
مسؤولة في قسم الإشراف التربوي الصديقة غادة الصيميلي أوضحت لموقع المنار، الآلية العلمية للاختبارات التي تقيمها جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي في المعرض. إذ إن ركن الاختبارات المخصص للمعرض تعطي التلاميذ والطلاب فرصة يجرون من خلالها نوعين من الاختبارات. الأول : هو اختبار الذكاءات المتعددة الذي يعتمد على نظرية "غاردنر" الذي يؤكدأان كل إنسان عنده ذكاء محدد، ولكن كل منا له ذكاؤه المختلف عن الأخر سواء بالنسبة أو بالموضوع أو بالكيفية، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الرياضي.
وهكذا وهذه النسبة العالية هي التي تكوّن المحرك الأساسي لميوله وتحدد له ماذا يمكن أن يعمل وأي اختصاص يختار في المرحلة الثانوية ومن ثم في المرحلة الجامعية. وتمكّنه من الوصول إلى مهنة تناسب ذكائه العملي والخاص.
وتكمل المشرفة الصيميلي بالقول "إن بنية هذا الاختبار أنها تتمتع بنسبة جدا عالية من المصدقية والثبات. هو اختبار علمي نعتمد عليه في مؤشراته الدقيقة. إذ يقوم فريق من المتخصصين عندنا في المركز لوضع الاسئلة الأساسية بكل تفاصيلها متفرعاتها، تناسب جميع انواع الشخصيات الي يتمتع بها الفرد".
أما بالنسبة للاختبار الثاني تقول الصيملي أنه إختبار للشخصية المهنية وهو الذي يعتمد على نظرية "هولاند"، الذي كتب الاختبار باللغة الانكليزي, "فقمنا نحن في المركز مع فريقنا المختص بترجمته إلى اللغة العربية وإجراء عملية تكييف للمصطلحات العلمية بما يتناسب مع الواقع الذي نعيشه نحن في بيئتنا الخاصة في لبنان.. هذا الاختبار يتيح للطالب أن يعرف ما هي نوع الشخصية المهنية التي يمكن أن يتميز بها، هل هي شخصية واقعية أم حالمة أم اجتماعية، عملية وغير ذلك ..". ومن الجيد ان نلفت - كما تقول غادة الصليمي، انه لكل إنسان سبع شخصيات، ولكن هناك النسب والتوليفة التي تحدد له نوعاً خاصا به حيث تكون أول ثلاث أعلى شخصيات هي التي تحدد الميل الدراسي الجامعي والميل المهني.
طلاب يكتشفون ويتكيّفون :
ولننتقل من العالم النظري إلى التطبييقي، كان لا بد لنا أن نتعرّف كيفية فاعلية هذا الاختبار التطبيقي مع الطلاب. فالتقى موقع المنار مع الطالبة رباب يزبك، كانت تجري اختبارا لشخصيتها، وهي تدرس تربية حضانية في السنة الثالثة، تبدي رغبتها الشديدة في إكمال الاختبار لتعرف بحال إذا كانت محقة في اختيارها هذا الاختصاص.
وهي تتأسف لعدم معرفتها بالمعرض سابقاً حيث كان يمكن لها أن يساعدها في الاختيار. إذ إنها اختارت "تربية حضانية" عن مجرد قناعة عملية لأنها يؤمن لها فرصة عمل. وتقول بصراحة إنه إذا كانت نتيجة الاختبار عكسية فلن تغير اختصاصها فقد قضت ثلاث سنوات من عمرها، ولكنها ستتحاول أن تستفيد من النصائح العلمية التي يقدمها هذا الاخبتار في ميدان اختصاصها. وعندما قطعنا معها شوطا في الاختبار وجدت أنه يفتح أمامها أفاقاً عديدة في المرحلة الجامعية حيث من الممكن أن يؤهلها لتدرس علوم اجتماعية، أو علم نفس، وهما اختصاصان ترغب بهما شخصياً.
أما الطالب محمد منصور، فهو على باب المرحلة الجامعية وجدناه حائرا بين اختصاصين، الإعلام والحقوق، وكانت المفارقة أن لديه ميول اجتماعية عميقة. كانت بجانب منصور مرشدة اجتماعية من جمعية المركز الإسلامي للتوجيه والتعليم العالي سلوى وزني تساعده في إجراء الاختبارات اللازمة لاكتشاف شخصيته العلمية والمهنية. وزني شرحت لموقع المنار أنها تتابع مع الطالب خطوة بخطوة كل تفاصيل الاختبار ليدرك بعمق مدى تطابقه مع ميوله، وبحال كان اختياره لا يتطابق مع نتيجة الاخبتار نقنعه بالعدول عنه، بحال لم يدخل المرحلة الجامعية بعد.
أما بحال كان طالبا في الجامعة، "فإننا نقدم له رزمة من الارشادات العلمية التي تساعده للتكيف مع الاختصاص وكيفية الاستفاده منه مهنياً ليجد فرصة عمل مناسبة بعد التخرج". ولكن ماذا لو أراد التخلي عن الاختصاص الذي يدرسه؟!..
تؤكد وزني أنهم هنا في المركز يعدّون هذه مسألة فيها تقرير مصير، ويبقون على مسافة من اختيار الطالب، فإذا كان لديه ميول قوية للتخلي عن الاختصاص نحن نقدم له المعلومات التي تساعده لمراجعة قراره ودراسته قبل اتخاذ أي خطوة. والطالب منصور بدوره اكد أن لديه ثقة كبيرة بالاختبار وأنه سوف يتبع النتيجة التي سيتخلصها بعد قليل، وسيكون مطمئنا لقراره.
تصوير : زينب الطحان