منذ ضرب الإرهاب الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى السفارة الإيرانية في بئر حسن، كان عين الحلوة يقدم، عبر بيانات الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية، براءة ذمة يومية، نافياً علاقة أي من أبنائه في التفجيرات.
آمال خليل
منذ ضرب الإرهاب الضاحية الجنوبية، وصولاً إلى السفارة الإيرانية في بئر حسن، كان عين الحلوة يقدم، عبر بيانات الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية، براءة ذمة يومية، نافياً علاقة أي من أبنائه في التفجيرات، متعهداً بالتبرّؤ من أي متورّط وتسليمه الى السلطات اللبنانية.
لكن التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية حول التفجيرين الانتحاريين في بئر حسن خذلت «أصحاب القرار» في المخيم. وتحدّثت معلومات أمنية عن أن الشيخ بهاء الدين ح. (24 عاماً) «مشتبه في ضلوعه في العملية، وربما كان صلة الوصل بين المنفّذين والجهة المخطّطة، وأنّه توارى عن الأنظار بعد الانفجارين فوراً وغاب عن المدرسة التي يدرّس فيها وانقطع عن المسجد الذي يصلي فيه فجأة» (راجع «الأخبار» عدد السبت الماضي).
ويشتبه المحققون في وجود علاقة تربط بين بهاء الدين والشيخ سراج الدين زريقات الذي أعلن عبر «تويتر» مسؤولية كتائب عبدالله عزام عن التفجيرين. كذلك كشفت المعلومات لـ«الأخبار» أن بهاء الدين «كان مقرباً من أحد الانتحاريين معين أبو ظهر وعلى معرفة بالشابة الصيداوية ن. ق.، خطيبة الأخير، الموقوفة حالياً للتحقيق معها في وزارة الدفاع».
عين الحلوة علمت باحتمال تورط بهاء الدين من وسائل الإعلام. ردّ الفعل الأوّلي نقله قائد جهاز الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب في اتصال مع «الأخبار»، إذ أبدى استغرابه والكثيرين الاشتباه بمشاركته (بهاء الدين) في فعل كهذا، مشيراً إلى أن والده عضو قيادة في جبهة التحرير الفلسطينية في المخيم ومسؤول في اللجان الشعبية، وأحد أبناء عمومته فتحاوي اغتيل قبل أسابيع على أيدي مجهولين يُشتبه في انتمائهم إلى جماعة «جند الشام».
بهاء الدين ينتمي إلى عائلة ناضل غالبية أفرادها في صفوف الفصائل غير الإسلامية، لكنه اختار الجو الإسلامي، وأمضى ثلاث سنوات في السعودية يدرس الشريعة، ثم عاد شيخاً صغيراً تولى أخيراً إمامة مسجد في بلدة جدرا في إقليم الخروب، ويدرس الشريعة وفق الفكر السلفي في «كتّاب عبدالله مسعود» في صيدا، وهو مؤسسة سلفية مستقلة تدرس الفكر السلفي. كذلك بات عضواً في هيئة العلماء المسلمين التي يرأسها الشيخ سالم الرافعي. ورغم ذلك، بقي الشيخ الشاب مقيماً مع عائلته في حي الطيرة في عين الحلوة.
وكشف أبو عرب لـ«الأخبار» تلقيه اتصالات من أجهزة أمنية لبنانية تطلب إليه التعاون لتسليم بهاء الدين، وأكّد أنه مع ممثلي الفصائل والقوى اتصل بوالده الذي أكّد أن ابنه بريء، لكنه يتواصل معه لتسليم نفسه.
مصادر مواكبة من داخل المخيم أكدت أن بهاء الدين موجود في المخيم، وأنه ربما لا يزال في حي الطيرة حيث مقر الإسلامي بلال البدر، أو لجأ إلى حي الطوارئ. ولفتت إلى أن عائلته استمهلت تقرير مصير ابنها ريثما تتواصل مع هيئة العلماء المسلمين.
وليلاً، اتصل قياديون إسلاميون بضباط من الجيش ووعدوا بأن تثمر الجهود التي تبذلها القوى الرئيسية في المخيم لتسليم بهاء الدين إلى القضاء اللبناني. وعلمت «الأخبار» أن والد بهاء تواصل مع ابنه، الذي رفض تسليم نفسه.
http://www.al-akhbar.com/node/196639
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه