26-11-2024 02:36 PM بتوقيت القدس المحتلة

رسالة بوتين "الاسلامية".. مضمون هام ومؤثر

رسالة بوتين

بوتين إعتبر الإسلام شريكا حضاريا كاملا يجب الإستفادة منه لبناء و تطوير المجتمع الروسي، حضارته ثقافته و مستقبله

أحمد الحاج علي - موسكو

يستمر الباحثون في الشأن الإسلامي في روسيا في تحليل مفاهيم و مفاعيل  خطاب الرئيس بوتين في الذكرى الـ225 لإنشاء أول إدارة دينية إسلامية في روسيا، على الساحة الداخلية و الدولية، معتبرين الخطاب برنامجا منهجيا تاريخيا في طروحاته الغير مسبوقة و التي إعتبر فيها بوتين الإسلام شريكا حضاريا كاملا يجب الإستفادة منه لبناء و تطوير المجتمع الروسي، حضارته ثقافته و مستقبله.

ميخايلوف يوري أناتوليفيتش رئيس تحرير المركز البحثي لادومير يقول في هذا الاطار ان هذه أفكار و مقترحات لم نسمعها سابقا من قادة دول إسلامية و لم ترد على ألسنة قادة دول أوروبية . هذه الأفكار عبر عنها الشخص المنتخب من قبل مجلة فوربس الأميركية كأكثر رجل تأثيرا في العالم لهذا العام!

البروفيسور في الجامعة الوطنية للبحوث ليونيد رودولفوفيتش سوكيانين اعتبر انها لحظة هامة أشار إليها الرئيس و لطالما بقيت في الظل و هي أن التاريخ أقر الإعتراف المتبادل بتعدد الإتجاهات و التيارات في الإسلام و الأهمية تكمن في  توجيه هذه الرسالة من روسيا لقادة الدول الإسلامية.
علي بالوسين عضو إدارة مركز دعم الثقافة و التعليم الإسلامي من جهته يعتبر ان الحرب في سوريا أحد أسبابها هو أن الأنترنت مليء بالفتاوى التكفيرية و التي جذبت راديكاليين من دول أخرى إلى هناك!

خبراء إسلاميون رصدوا أوجه شبه بين رسالة الإمام الخميني التاريخية لغورباتشوف عن كيفية الإستفادة من الإسلام لحل مشاكل ترافقت مع إنهيار الإتحاد السوفياتي السابق  و خطاب بوتين الداعي للإستفادة من الإسلام كعنصر إيجابي أساس في بناء المجتمع الروسي و حل مشاكله.

في هذا الاطار يقول إدوارد محميدوفيتش خاتشوكايف نائب مدير مركز دعم الثقافة الإسلامية: غورباتشوف لم يتمكن من تقييم الوضع بشكل سليم و لم يعرف قيمة المبادرة التي طرحها الإمام الخميني في حينها، اما فريق بوتين و هو شخصيا أخذ بعين الإعتبار أخطاء الماضي، و هذه الخبرات دون أدنى شك شكلت عنصرا أساسيا في رسم سياسته الحالية.
 بدوره أمين عام جمعية الرسالة الدولية الإسلامية شفيق بشيخاتشوف يرى ان  الاقرب من أوجه الشبه بين الطرحين هو فهم تطور المجتمع، و ما هو دور الدين و القيم الدينية في تطوير المجتمع، ويعتقد أنه يمكن الحديث عن تطابق معين في هذا المجال ما بين رسالة الإمام الخميني و خطاب الرئيس بوتين حول دور الإسلام في بناء المجتمع.
 
رغبة جادة و مقارنة تدعو للإستفادة من التجارب التاريخية لجعل الإسلام عامل إستقرار و ثبات و تقدم للمجتمع الروسي بدل أن تستغل راديكالية معينة للزعزعة أركان التركيبة المدنية الروسية الواحدة المتنوعة إثنيا.