ومع أن الهدف من الصور هو عدم نسيان ما تمت رؤيته بالفعل إلا أن خبراء الطب النفسي إكتشفوا أن التقاط مئات الصور يؤدي بالفعل إلى نسيان الكثير من التفاصيل.
نقوم كثيرا بالتقاط مئات الصور وتسجيل مقاطع الفيديو أثناء الرحلات وزيارات المتاحف والمعارض لكي لا ننسى الكثير من التفاصيل. وكنا في الماضي نلتقط 5 - 10 صور في اليوم الواحد أثناء الرحلات، ولكن الآن ومع تقدم الكاميرات الرقمية وازدياد مساحات بطاقات التخزين أصبح من المعتاد التقاط المئات من الصور في الرحلة الواحدة.
ومع أن الهدف من الصور هو عدم نسيان ما تمت رؤيته بالفعل إلا أن خبراء الطب النفسي إكتشفوا أن التقاط مئات الصور يؤدي بالفعل إلى نسيان الكثير من التفاصيل.
وأعد البحث مجموعة من علماء النفس المتخصصين في جامعة فير فيلد الأمريكية على مجموعة من الطلاب المتطوعين, حيث قام العلماء بتقسيم مجموعة الطلاب أثناء زيارة أحد المتاحف بالمدينة الى مجموعتين، مجموعة أولى طلب منها استخدام الكاميرا في تصوير جميع مقتنيات المتحف، والمجموعة الثانية طلب منها المشاهدة والاستمتاع فقط دون استخدام آلات التصوير.
وفى اليوم التالي للتجربة وجهت مجموعة البحث أسئلة إلى الطلبة عما رأوه وطلبت منهم فقط الإعتماد على الذاكرة في الإجابة، وكانت النتيجة واضحة تماما. واجه أفراد المجموعة الأولى صعوبات كبيرة في الإجابة عن كثير من أسئلة الباحثين، وفي التمييز بين صور المقتنيات التي التقطوها بأنفسهم، بينما ردت المجموعة الثانية على كل الأسئلة بسهولة.
وبهذا فقد أصبح مؤكدا لدى الخبراء أن الكاميرا تقوم بتعطيل مفهوم الإهتمام بالتفاصيل داخل المخ. وعندما يعتمد العقل البشري فقط على التقنية يكون لذلك تأثير سلبي كبير على الذاكرة. ويدلل العلماء على ذلك بسهولة حفظ أرقام الهواتف في السابق بينما يجد المرء صعوبة كبيرة الآن في تذكر ولو رقم هاتف واحد فقط والاحتفاظ به في الذاكرة لفترة طويلة.
وتوصي مجموعة البحث بعدم الاعتماد على تجميع المئات من الصور فقط، ولكن تنصح بالتفاعل مع الصور والإطلاع عليها من حين إلى آخر ومحاولة تذكر التفاصيل والأحداث حتى لا يتعرض المخ لمشاكل تتعلق بالذاكرة والنسيان.