يهتم الدبوماسيون بمختلف اتجاهاتهم بمعرفة كل التفاصيل الامنية ولا سيما ما تقوم به المجموعات الاسلامية في العديد من المناطق ، اضافة لتداعيات الازمة السورية على لبنان
يشهد لبنان هذه الايام حراكا دبلوماسيا مكثفا غربيا-اسلاميا-عربيا لمواكبة التطورات الامنية المتنقلة من منطقة الى اخرى وخصوصا ما يجري في طرابلس ومخيم عين الحلوة والخوف من التفجيرات والسيارات المفخخة والانتحاريين الجدد، كما ينشط الدبلوماسيون لمتابعة الاوضاع السياسية من اجل معرفة افاق الحلول للازمة اللبنانية في المرحلة المقبلة منعا للفراغ الكامل في حال الفشل في تشكيل الحكومة وعدم حصول انتخابات رئاسية وعدم القدرة على التمديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
قاسم قصير/ مجلة أمان
وقد زار بيروت في الايام القليلة الماضية عدد من الشخصيات الدبلوماسية الغربية والعربية والاسلامية للاطلاع على الاوضاع الامنية والسياسية في ظل استمرار التفجيرات الامنية المتنقلة والخوف من تدهور الاوضاع في المرحلة المقبلة لا سيما بعد الاتفاق الدولي- الايراني حول الملف النووي، كما يسعى الدبلوماسيون الغربيون والعرب ومن بعض الدول الاسلامية للبحث مع الشخصيات اللبنانية السياسية والاعلامية حول افاق الوضع السياسي اللبناني في ظل الخوف من عدم التمكن من تشكيل حكومة جديدة وعدم حصول الانتخابات الرئاسية مما يعني دخول لبنان في الفراغ الكامل. كما يحظى ملف النفط والغاز باهتمام عدد من الوفود الدبلوماسية الغربية والسعي لمعالجة الازمة بين لبنان والكيان الصهيوني بشأن الخلاف حول المنطقة الاقتصادية البحرية.
فماهي ابرز الملفات والموضوعات التي يواكبها الدبلوماسيون الغربيون والعرب والمسلمون؟ وكيف ينظر هؤلاء الى افاق الوضع اللبناني امنيا وسياسيا في المرحلة المقبلة؟
اجواء الدبلوماسيين :
بداية ماهي اجواء الوفود الغربية والاسلامية التي تزور لبنان؟ وماهي الملفات والموضوعات التي يطرحها هؤلاء الدبلوماسيون مع من يلتقوهم من شخصيات سياسية واعلامية ودينية لبنانية؟. مصادر مطلعة على اجواء اللقاءات التي تجريها الوفود الدبوماسية التي تزور لبنان وما يثار في لقاءات الدبلوماسيين الغربيين والعرب مع شخصيات لبنانية، تحدد بعض الملفات والموضوعات التي تطرح في هذه اللقاءات ومن اهمها:
اولا : الملف الامني بكل تداعياته وتفاصيله في كل المناطق اللبنانية، حيث يهتم الدبوماسيون بمختلف اتجاهاتهم بمعرفة كل التفاصيل الامنية ولا سيما ما تقوم به المجموعات الاسلامية في العديد من المناطق ، اضافة لتداعيات الازمة السورية على لبنان وما يجري في طرابلس والمخيمات ومنطقة الضاحية الحنوبية وتداعيات التفجيرات والسيارات المفخخة وما يمكن ان يحصل في المرحلة المقبلة.
ثانيا: تداعيات الاتفاق الدولي- الايراني حول الملف النووي على الوضع اللبناني والاوضاع في المنطقة وهل سيفتح هذا الاتفاق الباب امام الحلول السياسية ام انه سيؤدي الى المزيد من التوترات الامنية والتفجيرات المتنقلة.
ثالثا: ملف النفط والغاز والمشكلات التي تعيق متابعة تنفيذ هذا الملف اضافة الى الخلاف اللبناني-الصهيوني بشأن المنطقة الاقتصادية البحرية، ويشكل هذا الملف اولوية اهتمام الوفود الاميركية وبعض الجهات الدولية نظرا لاهميته الاقتصادية العالمية.
رابعا: الاوضاع السياسية اللبنانية ان على صعيد عدم تشكيل الحكومة وما سيحصل بشأن الانتخابات الرئاسية والخوف من من حصول فراغ سياسي كامل، ويضاف لذلك البحث الجدي عن حلول سياسية بعيدة المدى للازمة اللبنانية حتى لو اقتضى ذلك اعادة النظر باتفاق الطائف او عقد مؤتمر تأسيسي للبحث في مستقبل النظام اللبناني وكيفية تطويره.
خامسا: ملف القوى والمجموعات والحركات الاسلامية سواء كان لها دور سياسي او جهادي ودور هذه المجموعات في لبنان وسوريا وتأثير ما يجري في مصر والدول العربية على القوى والحركات الاسلامية.
افق المستقبل
لكن كيف ينظر الدلوماسيون والوفود الغربيون والعرب والمسلمون الى مستقبل الوضع اللبناني؟ وهل لديهم حلول للازمة اللبنانية؟. من يلتقي مع هذه الوفود وهؤلاء الدبلوماسيون يكتشف انه ليس لديهم صورة واضحة للاوضاع اللبنانية في المرحلة المقبلة ، بل ان هناك اجواء متضاربة بين التشاؤم والتفاؤل.
فبعض هؤلاء الدبلوماسيين يعبتر ان الاتفاق الدولي-الايراني حول الملف النووي وتحديد موعد لانعقاد مؤتمر جنيف-2 بشأن الازمة السورية سيفتحان الطريق امام الحلول السياسية للازمة اللبنانية في المرحلة المقبلة، لكن هؤلاء يتحدثون عن مرحلة صعبة قد تمتد عدة اشهر قبل الوصول الى حلول سياسية مما قد يعرض لبنان الى بعض الاحداث والمشكلات الامنية.
وبعض هؤلاء يسأل عن مدى امكانية تحول الاحداث الامنية المتفرقة الى حرب اهلية شاملة او صراع سني- شيعي شامل وعدم حصر القتال في طرابلس؟. وان كان دبلوماسيون اخرون يشيرون الى اهمية عودة اللبنانيين الى طاولة الحوار وعدم انتظار الحلول من الخارج ، ويشجع هؤلاء عقد اللقاءات والحوارات بعيدا عن الاعلام للبحث عن حلول للازمة القائمة والاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة لان عدم تشكيل الحكومة سيكون له تداعيات سلبية مستقبلية.
وبالاجمال فان الاهتمام الغربي والاسلامي والعربي بالوضع اللبناني يزداد رغم خطورة التطورات والمتغيرات في المنطقة والعالم والجميع يحرص على الوصول الى حلول سياسية للازمة اللبنانية حتى لا تتجه الاوضاع نحو الانفجار الكامل. فهل يستجيب اللبنانيون للدعوات الى الحوار والوصول الى حلول سياسية ان اننا نسير نحو المزيد من التفجيرات الامنية والخلافات السياسية؟
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه