تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين موضوع إحياء ذكرى إغتيال الرئيس الحريري في البيال وعن ما يمكن أن يرشح عنها من مواقف من الخطباء وتوقع إحتمال إعلان الحريري رسميا الإنتقال إلى المعارضة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين موضوع إحياء ذكرى إغتيال الرئيس الحريري في البيال وعن ما يمكن أن يرشح عنها من مواقف من الخطباء وتوقع إحتمال إعلان الحريري رسميا الإنتقال إلى المعارضة مما يؤدي إلى تحرير الرئيس ميقاتي في موضوع التأليف الحكومي .
ميقاتي لـ«السفير»: يدي ما زالت ممدودة لحكومة وحدة
صحيفة السفير إعتبرت أنه لم تحمل نهاية الاسبوع أي تطور حاسم من شأنه الدفع نحو ولادة وشيكة للحكومة الجديدة، فيما يُرجح أن يتبلور اليوم مصير "الفرصة الأخيرة" التي منحها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لخيار حكومة الوحدة الوطنية، من خلال المواقف التي سيتخذها قادة قوى 14 آذار، وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري، في مهرجان "البيال" لمناسبة الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وفي حال أعلن الحريري رسمياً عن الانتقال الى المعارضة، كما يُرجح بعض المقربين منه، فإن ذلك سيحرر ميقاتي وسيختصر الكثير من المراحل امام سعيه الى تأليف الحكومة التي كان من المتوقع ان تولد يوم الجمعة او السبت الماضي، لو لم يتلق الرئيس المكلف إشارات جديدة من بعض الرموز المسيحية في 14 آذار، أعادت تعويم احتمال المشاركة، ما أدى الى خلط الاوراق مجدداً، وبالتالي إبطاء زخم السيناريو الذي كان يعمل عليه ميقاتي والمرتكز على الائتلاف بين المعارضة السابقة والوسطيين والتكنوقراط.
وفي انتظار حل عقدة حقيبة "الداخلية" المتأرجحة بين رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون، يبقى على ميقاتي أن يتلقى جواباً حاسماً من مسيحيي فريق الرابع عشر من آذار، في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة، من أجل أن يحدد الوجهة النهائية لحكومته العتيدة.
وقال ميقاتي لـ"السفير" إنه في ظل الظروف الاستثنائية والتاريخية التي تمر بها المنطقة، ومن أجل أن يكون جميع اللبنانيين شركاء في تحمل المسؤوليات الوطنية، "أمد يدي للجميع بصدق وإخلاص من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع في خدمة بلدهم وأهلهم..
الأخبار: حريري 14 شباط: لا لحكـومة الغدر
بدورها إعتبرت صحيفة الأخبار أنه على عكس أيام 14 شباط في السنوات الخمس الماضية، سيكون 14 شباط 2011 نقطة تحوّل لدى ما بقي من حلفاء البريستول، إنه الانتقال من السلطة إلى ما يشبه المعارضة، الأمر الذي سيحاول هذا الفريق تكريسه اليوم سقط على اللبنانيين على حين غرّة ـ بمذكرة صادرة عن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري - يوم عطلة رسميّة.
سيقول الأكثريون السابقون اليوم إنّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في الذكرى السادسة لاغتياله، فتح الأبواب أمام انتصار جديد، لكن خارج حدود الـ10452 هذه المرة. من خلال الالتفاف على النظام المصري الحليف سابقاً، ستسعى الأقلية النيابية الحالية إلى استعادة الأنفاس في الداخل ، فتعرض وجهتها السياسية في مرحلة خروجها من السلطة عبر أربع كلمات تتكامل في ما بينها لكل من الرئيسين سعد الحريري وأمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع.
وسيعود الحريري أعواماً إلى الوراء، ليعدد المناسبات التي لم يتخذ وحلفاءه فيها خيار حسم المعركة، منها: عدم اللجوء إلى انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائداً واحداً، عدم تسمية وزراء بدلاً من المستقيلين في الحكومة الأولى لفؤاد السنيورة، الخضوع لضغط السلاح والموافقة على اتفاق الدوحة، استكمال العمل بهذا الاتفاق بعد انتخابات 2009، وتأليف حكومة وحدة وطنية.
وسيعرض الحريري أيضاً الأخطاء التي قام بها شخصياً: الزيارات غير المحددة الأهداف إلى سوريا وعدم مناقشتها مع حلفائه وجمهوره، دخوله في مفاوضات السين ـــــ سين، وتسرّعه في الاتهام السياسي لسوريا في اغتيال أبيه، والأهم، أخيراً: خوضه مفاوضات المساومة على المحكمة الدولية وكشف حقيقة من نفّذ عملية تصفية رفيق الحريري. سيعترف قائد تيار المستقبل و14 آذار بهذه النكسات والأخطاء المتعاقبة، ليدعو إلى الاتعاظ من هذه التجارب. فيصرخ بالحاضرين: لا تنازلات بعد اليوم، ولا رجوع إلى ما قبل 2005، مصرّون على المحكمة الدولية وسنحميها، ونرفض السلاح غير الشرعي، والدولة وحدها تحمينا. سيلحق الحريري هاتين الثابتتين بأداء فريقه في مرحلة ما قد يوصف بـ"حكومة الغدر".
النهار : المراجعة والثوابت ... إلى موقع المعارضة
من جهتها قالت "النهار" أن أبرزت التحضيرات الجارية لإحياء الذكرى السادسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجميع "شهداء ثورة الأرز" في الرابعة بعد ظهر اليوم في مجمع "البيال"، الطابع الاستثنائي الذي تكتسبه هذه المحطة المفصلية في المسار السياسي لقوى 14 آذار وما قد تتركه من انعكاسات على مجمل الوضع الداخلي وخصوصاً على مشارف عملية تاليف الحكومة الجديدة. ذلك ان قوى 14 آذار أعدت ترتيبات لإحياء ذكرى 14 شباط من شأنها ان تطلق رسالة مزدوجة الهدف، على ما اوضحت لـ"النهار" مصادر بارزة فيها معنية بهذه الترتيبات.
الهدف الأول هو وضع حد حاسم لكل التلاعب الدعائي والتوظيف السياسي والاستغلال من طرف واحد لمسالة المحكمة الخاصة بلبنان من طريق اعادة تذكير العالم بأسره بأن هذه المحكمة والعدالة كلاً معنية اساسا بحرب الاغتيالات السياسية في لبنان، بعدما تمادى المتلاعبون بالعناوين الفرعية وسعوا الى تمويه الحقائق وطمسها وتشويهها طوال الحقبة السابقة.