أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شعوره برغبة لدى المجتمع الدولي في إعتماد مسار سياسي سلمي للازمة السورية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم أعمالا وصفها بوتين بالهمجية.
أحمد الحاج علي- موسكو
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شعوره برغبة لدى المجتمع الدولي في إعتماد مسار سياسي سلمي للازمة السورية، في الوقت الذي يشهد فيه العالم أعمالا وصفها بوتين بالهمجية.
و خلال خطابه السنوي أمام المجالس الفدرالية وأركان الحكومة في موسكو، تحدث بوتين عن نجاح في إقناع الفرقاء الدوليين بتبني خيار سلمي لحل الازمة في سوريا.
وقال "أعتبر أننا نجحنا بإقناع المجتمع الدولي بتبني خيار الشرعية والسلام في سوريا. تمكنا، على الأقل حتى الآن، من تفادي التدخل العسكري الخارجي في شؤون سوريا وانتشار النزاع إلى خارج المنطقة. عملنا بحزم وحسم بشكل مدروس، من دون أن نعرِّض مصالحنا وأمننا والاستقرار الدولي للخطر" .
وتابع بوتين إن التجربتين في التعاطي مع ملف إيران النووي و الأزمة السورية أكدتا ضرورة حل اي مشكلة بالطرق السياسية دون إستخدام القوة العسكرية.
ويلقي مسؤولون روس بالمسؤولية على عاتق دول تحتضن المعارضة السورية المسلحة من اجل العمل لإنجاح المسار السياسي.
في هذا الاطار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "نحن نفذنا التعهد بإقناع النظام في سوريا بالمشاركة في جينيف 2، مباشرة بعد أن أعلنت المبادرة الروسية الأميركية الداعية لذلك المؤتمر في السابع من أيار/ مايو الماضي.. نحن نعمل مع كافة المعارضة، لكنّ هناك دولا تمارس تأثيرا أكبر منا على المعارضة و تلك المعارضة تصغي إليها أكثر، و على عاتقهم تقع مسؤولية جعل المعارضة تعود إلى رشدها، و أن لا تفكر بمن سيكون الزعيم و كيف سيتقاسمون الحقائب، او تقاسم جلد الدب الذي ما زال حيا.. بل الاجدر بهم أن يفكروا بمصير شعبهم ووطنهم".
أليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما الروسي قال من جهته: زملاؤنا الأوروبيون، ليس كلهم، لا تروق لهم سياسة روسيا الخارجية المستقلة، بعضهم لا يروق له أن روسيا قدمت مبادرة خاصة بالشأن السوري وأغلقت إمكانيات العمل العسكري ضد سوريا ، ولا يروق لهم كذلك إنضمام أرمينيا إلى الإتحاد الجمركي، ولذلك يجب أن لا يُنظر إلى المشهد الأوكراني بشكل منفصل عن كل تلك التوجهات.
أما امين عام الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف فقال ان سياسة حكومتنا في الشأن السوري أثبتت فعاليتها ومطلوبة وتحظى بدعم واسع ، اعتبر ان الشرق الاوسط بالنسبة لنا هو إتجاه بالغ الأهمية.
واولى بوتين الشأن الداخلي إهتماما متزايدا مشيرا إلى إمكانية بل ضرورة إدخال تعديلات على الدستور الروسي دون المساس بحقوق و حريات المواطنين، كما دعا الى دعم مؤسسات المجتمع المدني و الوضع الإجتماعي، الثقافي، الطبي، التكنولوجي و تعزيز القدرات الروسية في كافة المجالات.