إلى معرض الكتاب في بيروت يحجّ أهل الضاد كل عام في موعد مع المعرفة والتلاقي والثقافة والإبداع .
إلى معرض الكتاب في بيروت يحجّ أهل الضاد كل عام في موعد مع المعرفة والتلاقي والثقافة والإبداع .
المعرض فتح أبوابه في دورته ال57 يوم الجمعة الماضي بدعوة من النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى وزير الثقافة غابي ليون ووزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي ولفيف من الشخصيات الرسمية والنيابية والثقافية والإعلامية وبعض ممثلي البعثات الدبلوماسية.
قصدنا المعرض في ظلّ حملة دعائية كبيرة للعاصفة"ألكسا"، حركة الناس كانت خفيفة ،إلتقينا ببعض الزوار حيث عبّروا عن رأيهم بالمعرض ،الدكتور أحمد شومان قال لنا إنه"يقصد المعرض لكي يطّلع على كتب طبية وكان في جيبه لائحة من الأسماء لتلك الكتب" ،وأضاف د. أحمد إنه"يجب دائما ان يبقى الكتاب في الذاكرة ونحن ننتظر هذا المعرض كل عام ويجب ان يحظى بتشجيع أكبر من الدولة والوزرات المختصة والإعلام أيضا والجمعيات والناس".
الأستاذ محمد حريري وهو طالب علوم دينية (سنة 6 )قال إنه"يبحث عن كتب في إختصاصه وفي مواضيع العلوم العصرية والثقافة والأدب".
حريري إعتبر أن"الأسعار مرتفعة نوعا ما وليس هناك من عروضات حقيقية وفرص فعلية للحصول على الكتب بالعلم من أنه كمعرض كتاب وطني يجب عليه أن يعرض الكتب بأسعار منخفضة عن المكتبات ولكن ما نراه هو على العكس وذلك يحول الزائر من مشترٍ إلى متفرج" .
كامل خلف وهو يعمل في دار القمر قال إن"الإفتتاح كان جيدا ولكن عطلة المدارس بسبب الطقس أثر سلبا على الأيام الباقية وقال إن فترة الظهيرة تكون جيدة نوعا ما ، وأضاف ان هناك عروضات على قرطاسية الأطفال والاسعار مدروسة .
عند زاوية ال بوك بازار book bazar يستوقفك مشهد الكتب المبعثرة وكأنّ العاصفة "ألكسا" سبقتنا إلى المكان حيث يباع كتب قديمة وحديثة في مختلف المواضيع ، المسؤول عن الجناح قال إن "بروبجندا" العاصفة أثرت كثيرا على حركة الناس والبيع،وقال أننا"نهتم بالزبون ونوجهه ونحن نعرض أكثر من 700 موضوعا في جناحنا"،معتبرا ان الأسعار مقبولة .
كما التقينا بالأستاذ كمال سلمان وهو مهندس بترول وقال لنا إن معظم الكتب هي قديمة وتساءل عن المشاركات الدولية المؤثرة ،معتبرا أن المعرض هو تجمع لمكتبات لبنان ،مشيرا إلى غياب التنظيم واصفا بعض الأجنحة ب"البسطات".
وتساءل سلمان في مثل هذه التظاهرة الثقافية الدولية أين المسرح والندوات الشعرية الكبيرة ؟،لافتا إلى ان المعرض بلا روح ،كما شكى سلمان من عدم الإهتمام والتوجيه من قبل الموظفين في الأجنحة .
مالك دار وكتبة التراث الأدبي الدكتور غسان الخالدي قال لنا "إن هناك حركة ولكنها غير شرائية ربما بسبب الوضع الإقتصادي والسياسي في البلد وأيضا الحالة الجوية أثرت ".
ولفت د. الخالدي إلى ضرورة وجود حملة دعائية جيدة خارج المعرض على الشاشات وفي برامج التلفزيونات ويجب تسليط الضوء على مثل هذه التظاهرة الثقافية اللبنانية التي تجمعنا .
ووصف الخالدي دور الدولة بال"كوما" وقال مشاركة السياسيين هي من أجل أخذ الصور فقط وهم لا يشجعون ولا يشترون وقال ممازحا"إذا مرق السنيورة بتشوف ماشي وراه الضرايب والمالية".
الجمعية اللبنانية للفنون- رسالات تشارك للمرة الأولى في المعرض والتقينا مديرها الأستاذ محمد كوثراني وقال لنا "إن المشاركة تأتي منسجمة مع أهداف الجمعية والتي من ضمنها نشر ثقافة الفن والإعلام لشرائح المجتمع كافة"،واعتبر ان هناك اقبال جيد على المواضيع التي تعرضها الجمعية من مجموعة أقلام رصاص وأفلام للمقاومة وروايات وقصص للأطفال" .
لا شك بأن المعرض بحاجة إلى تضافر الجهود بين النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين ووزارة الثقافة والإعلام ودور النشر والجمهور لكي يصبح حدثا ثقافيا إستثنائيا ويكون بمثابة فرصة لمن يريد أن يشتري الكتب بأسعار مشجعة ويجب ان يكون هناك عروضات مغرية ، كما يجب ان يعمل على التركيز على مستوى الندوات والأمسيات الشعرية لكي لا تصبح محطة للمجاملات الإجتماعية .
وأيضا لكي يبقى هذا المكان يعبق ببسمات التقاء الأصدقاء ورفاق الدراسة ولكي تبقى الصورة التي رسمناها في قصائدنا وحروفنا في واحة الفرح التي تصارع الصحراء المتسعة بفعل الإنقسام والبعد والجفاء .
جدول البرنامج الثقافي المرافق لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب 57 أضغط هنا