28-11-2024 04:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

جندي لبناني يقتل جندياً إسرائيلياً... ويختفي!

جندي لبناني يقتل جندياً إسرائيلياً... ويختفي!

من دون سابق إنذار، ساد التوتر الجبهة الجنوبية، بعد مقتل جندي إسرائيلي برصاص من الجانب اللبناني، واختفاء جندي لبناني أظهرت التحقيقات أنه أطلق النار.

 

من دون سابق إنذار، ساد التوتر الجبهة الجنوبية، بعد مقتل جندي إسرائيلي برصاص من الجانب اللبناني، واختفاء جندي لبناني أظهرت التحقيقات أنه أطلق النار.

وما كادت البلاد تنشغل بهذا الخبر، حتى عاجلتها اخبار أكثر غرابة من عاصمة الجنوب صيدا، حيث كان الجيش اللبناني هدفاً لعمليتين «شبه انتحاريتين» نفذ إحداهما مقربون من الشيخ أحمد الأسير ومن أحد انتحاريَّي السفارة الإيرانية.

آمال خليل

في حادث مفاجئ لا يزال يلفه الغموض، قُتِل جندي إسرائيلي، مساء أمس، قبالة رأس الناقورة، برصاص مصدره الجانب اللبناني من الحدود. التحقيقات الاولية تشير إلى ان مطلق النار هو جندي لبناني، اختفى منذ وقوع الحادث.

زاد من الغموض تناقض تصريحات المصادر العسكرية اللبنانية في شأن ما جرى. ففيما اكّدت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» ان مطلق النار جندي لبناني، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «مصدر امني لبناني» نفيه أن تكون للجيش علاقة بما جرى. كذلك تحدّثت وسائل إعلام عن «قناص محترف أطلق النار على جندي من البحرية الإسرائيلية»، قبل أن تُسحب هذه الرواية من التداول.

الحادث وقع قرابة الثامنة والنصف مساء أمس، عندما اقتربت آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي من الخط الأزرق عند رأس الناقورة على الحدود مع فلسطين المحتلة. أحد جنود الجيش اللبناني الذي كان يحرس موقع الجيش المشرف على معبر رأس الناقورة (يطلق عليه العدو اسم «روش حانيكرا»)، اقترب من الحدود، وأطلق النار على الجنود الذين كانوا داخل الآلية العسكرية.

هذه المعلومات تبيّنت من خلال التحقيق الاولي الذي اجراه الجيش مع زملاء الجندي الذي «اختفى» بعد اطلاقه النار ولم يُعرف مصيره بعد، رغم أن مصادر عسكرية نفت أن يكون أسيراً في يد جيش العدو. مصدر أمني لبناني قال إن الآلية تراجعت إلى داخل الأراضي المحتلة بعد إطلاق النار عليها. وفيما تواصلت عملية البحث عن الجندي حتى ساعات الفجر الأولى من دون العثور عليه، حلقت مروحيات اسرائيلية فوق المنطقة وقامت بتمشيطها، وألقيت قنابل مضيئة فوق بحر الناقورة.

وترددت معلومات امنية عن إطلاق جنود العدو النار بعيد منتصف الليل نحو مركز الامن العام اللبناني في الناقورة، لكن مصادر عسكرية لبنانية نفت هذه المعلومات، مؤكدة لـ«الأخبار» أن العدو أطلق النار نحو مركز الجيش مباشرة بعد الحادث، قبل ان يسود الهدوء في المنطقة.

واتصلت اليونيفيل، بناء على طلب من الجيش، بالعدو للاستفسار عن مصير الجندي اللبناني، لكنه أنكر علمه بالأمر. فيما حسم الناطق باسم اليونيفيل أندريا تننتي بأن الحادث وقع ضمن الأراضي المحتلة داخل الخط الأزرق، وأن اليونيفيل «تحاول فهم ما جرى. والطرفان اللبناني والإسرائيلي متعاونان لضبط النفس».

من جهته، التزم الجيش الاسرائيلي الصمت لساعات حيال أنباء سقوط قتيل في صفوفه، إلى أن أعلن الناطق العسكري باسمه، في بيان تناقلته وسائل الاعلام العبرية، ان اطلاق نار استهدف مركبة اسرائيلية كانت تسير في شكل متاخم للحدود مع لبنان، داخل الاراضي الاسرائيلية، و«على ما يبدو مطلق النار هو جندي لبناني.

 ولوحظ بعد الحادث تجمهر عدد من الجنود اللبنانيين في المكان»، من دون الاشارة الى الى وقوع خسائر بشرية او مادية. واشار البيان الى ان الجيش الاسرائيلي نقل رسالة شديدة اللهجة الى الجانب الثاني من الحدود، عبر قوات اليونيفيل المتمركزة في مكان الحادث، مضيفا ان «الجيش يواصل التحقيق في ملابسات الحادث الخطير، وهو مستعد لتنفيذ أي عملية، ولن يحتمل اي محاولة لإستهداف مواطني اسرائيل»، مؤكدا ان «الجيش (الاسرائيلي) يحتفظ لنفسه بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين».

واشارت مواقع اخبارية عبرية الى ان قوات كبيرة من جنود العدو سارعت الى المكان ونفّذت عملية تمشيط ميداني للتأكد من ان احداً لم يتسلل الى داخل الاراضي الاسرائيلية، فيما اكدت تقارير المراسلين ان حركة الدوريات نشطت بكثافة على الحدود، مصحوبة بتحليق للمروحيات واطلاق قنابل مضيئة، رغم تأكيد مصادر عسكرية في المقابل، ان لا دلائل تشير الى عمليات تسلل او خرق، كما اشيع ابتداء عبر وسائل اعلام عبرية.

وبعيد منتصف الليل، سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية لوسائل الإعلام العبرية بنشر خبر مقتل جندي إسرائيلي كان في آلية عسكرية، بإطلاق نار من الجانب اللبناني من الحدود. وأفاد الجيش الإسرائيلي أن الآلية أصيبت بست رصاصات، فيما أصيب الجندي برصاصتين. ونُقِل إلى مستشفى في نهاريا حيث فارق الحياة.

http://www.al-akhbar.com/node/197105

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه