23-11-2024 10:51 AM بتوقيت القدس المحتلة

«في جبال القلمون» يستعدّون للمعركة

«في جبال القلمون» يستعدّون للمعركة

في أحد مقار المسلحين وهو منزل لمهجّرين موالين في مزارع يبرود، يشرح «أحد قياديي القصير»، وفق تعريف الشريط، أسباب الهزيمة هناك. في مشاهد أخرى، نرى تدريباتٍ صباحية على وقع صيحات التكبير

«في جبال القلمون» يستعدّون للمعركةكيف يتحصّن مسلحو الكتائب الإسلامية المعارضة في جبال القلمون السورية؟ بماذا تختلف منطقة القلمون عن القصير؟ وما الذي يضمن، بنظر المسلحين، عدم سيطرة الجيش العربي السوري وحلفائه عليها؟ لماذا يقصف المسلحون الهرمل اللبنانية من القلمون؟ وكيف يمضون يومياتهم استعداداً للمعركة القادمة؟.

أسئلةٌ حاول تحقيق ميداني بعنوان: «في جبال القلمون» الإجابة عنها. عرض التحقيق على قناة «الميادين» مساء الجمعة الفائت، وتمكن متابعته عبر «يوتيوب» أيضاً.

جوي سليم/ جريدة السفير

من عرسال الى فليطة السوريّة، ثم رأس المعرّة ورأس العين وصولاً إلى يبرود معقل المسلحين، يأخذنا معدّ ومصوّر التحقيق الزميل رضوان مرتضى في رحلةٍ إلى أكثر النقاط سخونةً في الحرب السورية، وأكثرها أهميةً في حسم معركة ريف دمشق، لناحية إعادة الاستقرار إلى أوتوستراد دمشق/ حمص الدولي، وضبط الحدود اللبنانية السورية من جهة عرسال.

يأتي الشريط (25 د.) استكمالاً لأربعة تحقيقات حملت توقيع مرتضى، نشرتها صحيفة «الأخبار» قبل شهرٍ، أي قبل اشتداد المعارك في البلدات القلمونية. تنقلنا الكاميرا إلى طبيعة القلمون القاحلة وجبالها الوعرة التي تشبه إلى حدّ بعيد شخصيّة المقاتلين المتحصنين في مغاورها، كما يكشف التحقيق. يعبّر أولئك المقاتلون عن معتقداتهم التكفيريّة بصراحة أمام الكاميرا، إلى جانب حقدٍ مذهبي جامح. ففي الشريط، يسأل مرتضى مقاتلاً آتياً من حلب، عمّا قد يفعله إذا «ما وقع شخصٌ من الطائفة الشيعيّة أو العلويّة بين يديه». ليأتي الجواب بلا تردّد: «أذبحه من الجنب إلى الجنب». المقاتل عاد وعدّل إجابته بعد اعتراض أحد الشيوخ، فقال ردّاً على السؤال نفسه: «نأسره ونكرّمه».

في أحد مقار المسلحين وهو منزل لمهجّرين موالين في مزارع يبرود، يشرح «أحد قياديي القصير»، وفق تعريف الشريط، أسباب الهزيمة هناك. في مشاهد أخرى، نرى تدريباتٍ صباحية على وقع صيحات التكبير في أحياء «عاصمة القلمون»... ثمّ تنقلنا عدسة مرتضى إلى الجبال الوعرة، المطلة على يبرود، حيث ينتشر المسلحون وبينهم من لم يتجاوز السادسة عشرة. هنا، يفصح «بطل التحقيق» إن جاز التعبير، رعد حمادي، أحد عناصر كتيبة بلال الحبشي المقاتلة تحت راية جبهة النصرة، عن تكتيكاتٍ قتالية، وعن كيفية التصدي لأي هجوم قد يشنّه الطرف الآخر. شرح حمادي يثير سؤالاً عن سبب ثقة مقاتل في صحافي يحمل كاميرا، وينقل تفاصيل قتالية إلى الملأ. يجيب مرتضى عن هذا التساؤل، قائلاً: «هذه الثقة، هي نتيجة علاقة تراكمية بُنيت مع هؤلاء، فهذه ليست المرة الأولى التي أرافق فيها مقاتلين إسلاميين في سوريا، فضلاً عن التواصل الدائم معهم».

مسلحون في القلمونكان مرتضى أوّل صحافي يدخل إلى القلمون، ويمضي فيها ستة أيامٍ برفقة مقاتلين من كتيبة الحبشي وكتائب أخرى. فهل جعلته تلك التجربة يتعاطف معهم أو يتفهم «دوافعهم» في هذه الحرب؟ «التعاطف الإنساني أمرٌ بديهي، فعندما أرى أشخاصاً يأكلون ويفرحون ويحزنون، يولد شعور تلقائي، ولكن في المقابل أنا صحافي ولا يجدر بي أن أكون طرفاً، خصوصاً عندما تكون إمكانية خطفي أو ذبحي على يد مضيفيّ أمراً وارداً»، يقول مرتضى.

الانتقادات التي طالت التحقيق ركّزت على قُصر مدته وعلى خلوه من مشاهد جديدة. فبحسب أحد المعلّقين، «ما رأيناه يمكن أن نراه في مئات مقاطع الفيديو على «يوتيوب»». إلى جانب توثيق التحقيقات المكتوبة بالصوت والصورة، يقول مرتضى أنّ الفكرة الأساسية التي أراد إبرازها من خلال التحقيق المصوّر، «هي طبيعة المنطقة بتضاريسها الوعرة التي تشكل أولى نقاط الاختلاف مع منطقة القصير، إضافةً إلى الحدود الممحوة بين لبنان وسوريا وسهولة الدخول إلى الأراضي السورية من عرسال والقتال ثم العودة من دون أي رادع».


رابط التحقيق على «يوتيوب»
http://www.youtube.com/watch?v=PGCh4vxOLJA

 

 رابط المقال على جريدة السفير : http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2647&articleId=1607&ChannelId=64101&Author=جوي سليم