وأنا جدي من أمي يمتلك سبعة الاف دونم في القصير لذا انا أعرف العوائل والتجار والعشائر وكيف قدم المسلحون إلى القصير ومع من تعاملوا .. تفاصيل أرض القصير نحن أصحابها .. أتكلم في كتابي عن كل هذه التفاصيل
حلّ معرض بيروت العربي الدولي للكتاب هذا العام في ظل تداعيات العاصفة "ألكسا" وما فرضته من بطيء كبير في التوجه لصالة العرض في البيال، وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، وما إن اطمئن الناس إلى أن الإعلام بالغ في توقعاته لهذه العاصفة وأثرها على بيروت حتى بدأت طلائع الرواد ومحبو الكتاب يتوافدون إلى المعرض، الذي شهد يومي السبت والأحد، حشدا كان لافتاً عما سبقهما من الأيام الأولى للافتتاح.
وحفل المعرض هذا العام بجملة تواقيع عديدة، أعادت إلى العاصمة بيروت تألقها في حركة الثقافة والإبداع، إذ اختلفت أنواع الكتب الصادرة حديثا والمحتفى بها، بين السياسة والاجتماع والدين والأدب والثقافة عامة.
"حمادة" وأسرار القصير:
نتوقف عند ثلاثة تواقيع، كان لموقع المنار إطلالة عليها، الأولى مع الزميل الصحفي الكاتب نضال حمادة، وكتابه "معركة قادش الثالثة: أسرار حرب القصير"، هذا العنوان قد يثير استغراب القارئ للوهلة الأولى، فسألنا الزميل حمادة حول تطابق العنوان مع المضمون، وكيف يتسنى له أن يعرف أسرار معركة مثل القصير لم يمض عليها بعد عام واحد؟!!. حمادة عرّفنا على نفسه بأنه أكبر مليك أرض في القصير، وبأن عائلة ال حمادة يمتلكون كل قرى غرب القصير :"وأنا جدي من أمي يمتلك سبعة الاف دونم في القصير لذا انا أعرف العوائل والتجار والعشائر وكيف قدم المسلحون إلى القصير ومع من تعاملوا .. تفاصيل أرض القصير نحن أصحابها .. نحن نتكلم عن كل هذه التفاصيل التي رافقت مجيئهم .. وفصل معركة القصير لم يكن صعبا علي لأن الأرض مفتوحة عندي ومعروفة ..".
ويتابع الزميل حمادة بأنه كان يواكب العديد من التفاصيل قبل معركة القصر وخلالها، ويعرف مثلا من هرّب الصحفيين الاجانب من حمص إلى لبنان عبر اللواء الراحل وسام الحسن. "ونعرف مثلا لماذا أتى المسلحون لعند بيت ال الخلف والذين هم معروفون بمنافسة ال الجبل على الآراضي ..فأسرار معركة القصير ليست مخبأة عني أعرف الأرض والمسلحين وقيادتهم". إذا أين كانت تكمن الصعوبة، يجيب حمادة بأنها كانت في التوقف عند الشباك السياسي الروسي والصيني واميركا :"والبحث عندي بعد معركة القصر ما الذي تغيّر وما هو الشباك الأميركي الإيراني أو الروسي الإيراني مثلا ظهور داعش كان نتيجة معركة القصير في حزيران 2013 فقد قال لهم قائدهم يجب منع حزب الله أن يسيطر على حلب كما سيطر على القصير فأنشأوا داعش لتوحيد البندقية في الشمال السوري ..". من هنا هو يتوجه للقارئ في أن يطمئن إلى ما ورد في الكتاب فكل ما فيه من معلومات إنما هي من مصادر موثوقة.
الدكتور طراد حمادة والشعر الصوفي :
"كتاب الجمال"، قد تظنن للوهلة الأولى أن العنوان يتحدث عن نظرية الجمال في علم الفلسفة، لأن الكاتب هو أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية الوزير السابق الدكتور طراد حمادة، ولكن ما أن تفتح صفحته الأولى حتى تدرك أنه كتاب شعر.. وليس أي شعر، بل هو من الشعر الصوفي النادر في العالم العربي والإسلامي. الدكتور حمادة، يعرف عنه اهتمامه بالأدب والرواية والشعر قبل اهتمامه بعالم الفلسفة، وهو الذي كتبه في سن الرابعة عشر من عمره فهو بالنسبة له "تأوج القول"، كما. يخبرنا، في لقائه مع موقع المنار، وأنه درس في البداية اللغة العربية وآدابها قبل اختصاص الفلسفة، التي أتت لتدعم عنده الميل الشعري.
ولكن لماذا الدكتور حمادة غير مشهور في عالم الرواية والشعر، وهو من كتب إلى اليوم اكثر من رواية و12 ديواناً شعرياً ؟!!.. يجيب موقع المنار، أنه في أثناء التألق في عمر الشباب لم تكن تعنيه الشهرة إذ إن اهتمامه كان منصباً على المقاومة الفلسطينية، ودعمها بالكلمة والشعر.. واليوم هو محسوب على تيار يأسف أنه لا يهتم كما يجب بالشعراء، مثل غيره، "إذ إنك تجد وجود الشاعر منحصراً في ندوة شعرية أو مهرجان ثقافي لا غير، بينما هناك اهتمام كبير بشعراء يحبون على طرف الكلمة في نواد أخرى"..
سلوى صعب في قصة "قلب ماما" :
هي أول قصة للأطفال مطبوعة بشكل مستقل، إنما كان لها مجموعة من قصص للأطفال نشرت في مجلات للأطفال في سياق سلسلة قصصية. الزميلة والصديقة سلوى صعب وقعّت يوم السبت قصتها "قلب ماما"، في معرض الكتاب. وكان لافتاً مع الزميلة صعب تمكّنها من القدرة على الكتابة للكبار والصغار معاً، وهي صاحبة "البوح المر"، ولكن أين تكمن المفارقة بين الاثنين؟!.. تجيب موقع المنار، بأن الكتابة للكبار تنتهي عند النشر، بأنك تعبرين عن نفسك وأرائك، ولا تعيرين اهتماماً جدياً كيف يتلقون هذه القصة أو تلك، وهم يختلفون في طرق قراءاتهم ونقدهم، بينما الكتابة للطفل، فيها مسؤولية أكبر وأخطر، وهي لا تنتهي بانتهاء الكتابة ونشر القصة، بل وأنت تكتبين تنتبهين تماماً إلى أين توجهين الطفل، وكيف سيتلقى المفاهيم التربوية التي ترويها لها قصة، وكيف سيكون رد فعله عليها..وإلى أين تاخذه".
سلوى صعب بصفتها كاتبة ملتزمة أولا وهي كاتبة في العالم العربي ثانياً، لا تعير اهتماما لمسألة الربح المادي، فقلة جدا برأيها الكتّاب الذين يجنون الربح الوفير من انتاجهم الكتابي، ولكن الأكثر أهمية الإبقاء على حيوية مشروع الكتابة للطفل بشكل دائم، "لأنه سيظل يطلب من أمه ان تروي له قصة عندما يحين وقت النوم". من هنا سيبقى النشر الورقي للقصة أكثر فعالية من نشرها على الانترنت، لأن الطفل بطبعه تغريه الأشكال والصور وتبهره الألوان الجميلة ويحب تحسس صور أبطال القصة بيده. لذا هي لا تخشى على فتور هذا العالم رغم انتشار القصة على شبكة الانترنت، إضافة إلى أن هناك ما يعزز انتشار قصة الطفل هو استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في المدارس مثل استعمال "لوح الأيباد" في وسائل التعليم للطفل.