22-11-2024 10:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 16-12-2013

تقرير الصحافة والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 16-12-2013

أبرز ما جاء في مواقع الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 16-12-2013


أبرز ما جاء في مواقع الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 16-12-2013

واشنطن بوست: وزير الخارجية الإيراني: طهران ملتزمة تماما بالوصول إلى اتفاق نهائي شامل
تابعت الصحيفة الملف النووي الإيراني، وتحدث كاتبها البارز ديفيد أغناتيوس عن مدى التزام طهران بالاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه بشأن برنامجها النووي مع القوى الغربية. ويقول أغناتيوس  إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في مقابلة أجراها معه إنه على الرغم من العقبة في المفاوضات النووية الأسبوع الماضي، المتمثلة بخطوة جديدة في العقوبات الأمريكية على طهران، إلا أن بلاده ملتزمة 100% بالوصول على اتفاق نهائي شامل، إلا أنه أعرب عن موقف متشدد حول قضايا رئيسية، وقال إنه سيكون طريقا وعرا، وستكون هناك مساومات صعبة مقبلة. وأضاف جواد ظريف أن إيران ستواصل المحادثات على الرغم من إعلان وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي، عن خطوات جديدة لتنفيذ عقوبات ضد إيران، وهو ما وصف وزير الخارجية الإيراني بأنه أمر سيكون له آثار عكسية شديدة. ويوضح ظريف أن المخاوف الإيرانية قد خفت وطأتها بعدد الاتصال الذي أجراه بنظيره الأمريكي جون كيري، والروسي سيرغى لافروف، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.  ويقول إن ما سمعه من كيري وآشتون هو أن كليهما ملتزم بإكمال مبكر لعملية جنيف والتوصل إلى اتفاق شامل، وهو يتشارك معهما في الهدف. ويقول أغناتيوس  إن ظريف كان صريحا فيما يتعلق بالخلافات مع قادة الحرس الثوري الإيراني، وقال عن إيران مستعدة للعب دور أكثر نشاطا فى إنهاء الحرب الدائرة فى سوريا وتحقيق أمن أكبر في الخليج العربي.
ويشير الكاتب الأمريكي إلى أن ظريف أصبح الوجه الدولي الأكثر وضوحا لنظام يسعى على اتفاق ينهى العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه، وساعد في التفاوض على الاتفاق التاريخي المؤقت الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في جنيف لتجميد برنامج إيران النووي لستة أشهر.  وقال ظريف إنه في الاتفاق الشامل ستؤكد إيران التزامها ببرنامج نووي سلمى، إلا أنه لم يقدم ردا محددا على مخاوف الإدارة الأمريكية بشأن الأنشطة التي تراها الولايات المتحدة غير متسقة مع البرنامج السلمي. ويتابع ظريف قائلا إنه لم يرد التفاوض بشكل معلن، ورأى أن التنازلات المقبولة يمكن إيجادها في مثل هذه القضايا، وأضاف أن بلاده لا تتبع سياسة الغموض، فهذا ليس مقصدهم، وإنما تتبع سياسة الوضوح، ولا تريد الحصول على أسلحة نووية، ولكنها لن تقبل إملاءات. واعترف ظريف بخلافه المعلن مع محمد على الجعفري، رئيس الحرس الثوري الإيراني بشأن تصريحاته حول قدرات إيران العسكرية المحدودة. وقال إنه يحترم تصريحات الجعفري وآراءه، ويتوقع أن يكون هناك اختلافات بينهما في الرأي، كما أشار إلى أن بعض المتشددين في إيران الذين يعارضون الاتفاق مع الغرب طالبوا بإقالته. وأكد ظريف أنه والرئيس حسن روحاني، يقودان عملية توافقية في كل مجالات السياسة الخارجية بما فيها القضايا الإقليمية مثل سوريا، وقال إن إيران تؤمن بأنه لا يوجد حل عسكري للمشكلة السورية.


الغارديان البريطانية: على السعودية وإيران إنهاء حربهما بالوكالة في سوريا
نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لفواز جرجس بعنوان"على السعودية وإيران إنهاء حربهما بالوكالة في سوريا". وقال جرجس إن "محادثات السلام حول سوريا لن تؤتي ثمارها من دون التوصل إلى تسوية بين أقوى دولتين في الخليج اللتين تؤججان الصراع الدائر في سوريا. وأضاف جرجس "بعد صدور قرار وقف المساعدات العسكرية غير الفتاكة للجيش السوري الحر من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن إستراتيجية الدول الغربية تجاه سوريا أضحت في حالة يرثى لها". وأوضح جرجس "يأتي قرار واشنطن ولندن بعد سيطرة المتمردين الإسلاميين بمن فيهم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة لتنظيم القاعدة على مقر و مخازن الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، فضلاً عن وضع يدها على الصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات التي قيل إن أمريكا زودت الجيش الحر بها". وأشار كاتب المقال إلى أن "الهزيمة المذلة للجيش السوري الحر وصعود نجم المتمردين الإسلاميين المعارضين للحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد والمنادين بإقامة دولة إسلامية، ينبئ بانهيار قريب للجيش السوري الحر الذي كان الغرب يأمل من خلاله القيام بتوحيد المتمردين للعمل على إسقاط الأسد، ومن ثم القضاء على تنظيم القاعدة". وأوضح أن "العديد من الجماعات المسلحة، وعلى رأسها الجبهة الإسلامية السورية لا تعترف بالمعارضة السياسية المدعومة من الغرب، وبالائتلاف الوطني السوري، ممثلا شرعياً لهم كما أنها حذرت من مشاركتهم في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده الشهر المقبل. ورأى جرجس أنه "بعد مرور نحو ثلاث سنوات على الصراع الدائر في سوريا، فإن الانتفاضة في البلاد أسفرت عن عواقب غير مقصودة، واختطفت من قبل المتشددين الدينيين وزعماء الميليشيات الإجرامية والمنافسات الإقليمية"، مضيفاً "دفنت آمال وأحلام ملايين السوريين برؤية حكومة ما بعد الأسد في حقول القتل في البلاد". وأردف كاتب المقال "أضحت سوريا اليوم ساحة حرب بالوكالة عن السعودية وإيران مع تداعيات طائفية مدمرة، فهناك شكوك في إمكانية عقد محادثات السلام للتوصل إلى حل في الصراع الدائر في سوريا من دون التوصل إلى تفاهم ضمني بين اثنين من القوى المتحاربة الخليجية، إذ أن السعودية تمارس نفوذا كبيرا على المتمردين الإسلاميين وإيران تعد سبباً أساسياً لبقاء الأسد".


جيروزاليم بوست: واشنطن تسعى لكسب دعم إسرائيل بشأن الاتفاق الإيراني
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية النقاب عن أن سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي، استضافت سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي، في محاولة لكسب تأييدهم للاتفاق المؤقت مع إيران، والذي يهدف إلى احتواء البرنامج النووي الإيراني. وأضافت الصحيفة، في موقعها الإلكتروني اليوم، أن الاجتماعات التي أعلن عنها البيت الأبيض، في بيان له الليلة الماضية، عقدت عقب المحادثات التي أجريت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال شهر تشرين الثاني الماضي، حيث حاولت واشنطن إقناع إسرائيل المتشككة بدعم الاتفاق المؤقت المبرم مع إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل مازالت تنتابها الشكوك بشأن إمكانية أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، الذي يعتقد الغرب أنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية. تجدر الإشارة إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق مؤقت بين إيران ومجموعة (5 + 1) في جنيف خلال شهر تشرين الثاني الماضي، تقوم طهران بموجبه بتعليق برنامجها النووي في مقابل تخفيف للعقوبات المفروضة عليها، حيث ينبغي على جميع الأطراف خلال الأشهر الستة المقبلة التفاوض من أجل التوصل إلى حل شامل لتحدي النووي الإيراني.


فورين بوليسي: عمليات تجسس لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية تنقلب على مدبريها
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالا لمراسلها ديفيد كينير تناول بعض عمليات التجسس التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أنحاء العالم التي فشلت في تحقيق المراد منها. والضجة التي ثارت خلف ستار في كل من مجلس الكونغرس الأميركي والوكالة الأميركية ما حدا بثلاثة من قدامى المحللين إلى التخلي عن أعمالهم في تلك الوكالة.
كشفت وكالة أسوشييتدبريس للانباء (إيه بي) امس عن ان روبرت ليفينسون، العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) كان يعمل في خدمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في إيران في آذار 2007. ومن المثير للدهشة أن علاقة ليفينسون بـ"سي آي إيه" كانت متهورة في الاسلوب الذي اتبعته. فقد أرسل إلى جزيرة كيش الإيرانية عن طريق فريق من المحللين الذين لم تكن لديهم أي خبرة في إدارة العمليات الاستخباراتية. وتسببت الفوضى بضجة خلف ستار في الكونغرس و"سي آي إيه"، التي أجبرت بالتالي على الاستغناء عن خدمات ثلاثة من كبار المحللين، فيما ظل البيت الأبيض و"إف بي آي" ووزارة الخارجية تصر علنا على أن ليفينسون كان مواطنا عاديا عندما اختفى عن الأنظار. وحثت الحكومة الأميركية وكالة "ايه بي" لسنوات على عدم نشر أنباء علاقة ليفينسون بوكالة الاستخبارات، ودفعت 2.5 مليون دولار تسوية لعائلته لتحاشي رفع قضية يمكن أن تكشف الحقيقة. على أن قضية ليفينسون ليست الأولى التي تفشل فيها عمليات "سي إي إيه".
ففي لبنان بدا في العام 2011 أن الاستخبارات الأميركية تتلقى ضربات من منافسيها. فقد اعتقل حزب الله وإيران أكثر من اثني عشر مخبر كانوا مجندين لدى وكالة المخابرات المركزية، بعد أن عرفوا أين كان يلتقي الجواسيس الأميركيون بعملائهم. - ووفق ما ذكره مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، فان اثنين من عملاء حزب الله اللذين تظاهرا باستعدادهما للتطوع، علما بمكان لقاء ضباط "سي أي إيه" بمخبريهم- وكان مطعم "بيتزاهت" في بيروت، وكلمة السر للقاء "بيتزا". وبدأت أجهزة الأمن الداخلي التابعة لحزب الله بمراقبة "بيتزاهت" للتعرف على المخبرين الذين بدأوا يختفون. وقال بعض أفراد الوكالة "كنا كسولين، وتتحرك "سي آي إيه" الآن مكفوفة في مواجهة حزب الله".
وحالة أخرى في ايطاليا. إذ انه بعد هجمات الحادي عشر من أيلول  قامت وكالة الاستخبارات باستخدام "عمليات نقل السجناء بصورة غير اعتيادية"- وكانت تلك العمليات تقضي بإلقاء القبض على أشخاص في إحدى الدول ونقلهم إلى دولة أخرى حيث يتعرضون أحيانا للتعذيب. ولعل أسوأ تلك العمليات كانت عملية اختطاف رجل الدين حسن مصطفى أسامة نصر من شوارع ميلانو الايطالية في العام 2003. وكان يلقي خطبا نارية في احد المساجد المحلية، وبعد اختطافه نقل إلى القاهرة حيث قال انه تعرض للتعذيب. لم يتردد الادعاء الايطالي بعد تصوير كاميرات الشوارع عملية اختطاف نصر، فوضع هواتف المشاركين في عملية الاختطاف تحت المراقبة، وبالتالي دين23 أميركيا غيابيا، وكان من بينهم رئيس "سي أي إيه" في ميلانو روبرت ليدي الذي حكم عليه بالسجن ثماني سنوات.
محاولة اغتيال "خوميني لبنان"
وفي أسوأ أيام الحرب الأهلية اللبنانية، وجدت السي أي ايه نفسها تكافح ليس فقط ضد أعدائها المعلنين ولكن أيضا في محاولة لكبح جماح حلفائها المفترضين، الذين كانت وحشيتهم تتفوق غالبا عما كان الجواسيس الأميركيون على استعداد للقيام به. ففي العامين 1983 و 1984 واجهت أميركا ثلاث حوادث تفجيرات اعتقدت أنها من صنع الميلشيات الشيعية التي أصبحت فيما بعد جزءا من حزب الله. واعتبرت "سي آي إيه" أن رجل الدين محمد حسين فضل الله، هو محرك أساسي للهجمات الانتحارية الثلاثة التي أدت إلى مقتل أكثر من 250 أميركيا. وفي 8 آذار انفجرت سيارة ملغومة بأكثر من 400 رطل من المتفجرات خارج منزل فضل الله في ضواحي بيروت. وأدى الانفجار إلى مقتل أكثر من 80 وجرح 200 آخرين – لكنه لم يقتل فضل الله. ووفقا لروبرت باير، الذي نفى أي تورط لوكالة الاستخبارات المركزية في المؤامرة، لقد نُفذ الهجوم من قبل ضباط مسيحيين في الجيش اللبناني. وقال الصحافي بوب وودوورد في صحيفة "واشنطن بوست" أن مدير سي آي ايه ويليام كاسي وافق على تحويل الوكالة لأموال إلى فرقة التفجير التي زرعت القنبلة. ولم تكن الجماهير الغاضبة بحاجة إلى تقرير وودوورد لتوجيه اللوم إلى أميركا. إذ قامت على الفور برفع يافطة على المبنى المهدم كتب عليها "صنع في الولايات المتحدة"...


الإندبندنت البريطانية: سياسة بريطانيا إزاء سوريا تغرق ولا أحد يلاحظ
ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية،  أن الإفلاس النهائي للسياسة الأمريكية، والبريطانية، إزاء سوريا، تجلّى قبل 10 أيام، عندما شنت "الجبهة الإسلامية" هجوما على مقار المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر، في منطقة "باب الهوى" على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. وقالت الصحيفة،- في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن جماعات الجيش السوري الحر المعارض، والائتلاف الوطني السوري، فقدت مصداقيتها، فيما غير بعض المقاتلين التابعين للجيش الحر، ولاءهم أو لاذوا بالفرار أمام التنظيمات المرتبطة بالقاعدة. وأفادت الصحيفة، أن الولايات المتحدة وبريطانيا، أوقفتا توصيل المساعدات غير الفتاكة إلى مستودع الإمدادات في باب الهوى، فيما تتضح تداعيات الكارثة، حيث يتجول زعيم المعارضة السوري المفضل لدى الغرب الجنرال سليم إدريس بين قطر وتركيا، التي أغلقت حدودها مع سوريا بعد أن سيطر عليها مقاتلو الجبهة الإسلامية. وأوضحت، أنه برغم محدودية نفوذ، وتأثير الجناح المعتدل من صفوف المعارضة السورية على أرض الواقع، إلا أن واشنطن، ولندن لا يزالا عند موقفهما منه؛ حيث أصرتا على ضرورة تمثيله في مؤتمر جنيف القادم في مدينة جنيف السويسرية". وأردفت، تقول:" إن ضبابية المشهد في سوريا، كبيرة لدرجة قد تجعل قادة الغرب لا يدفعون في بلادهم الثمن السياسي المستحق لفشل سياستهم إزاء سوريا، لافتة إلى أن مقاتلي الائتلاف الوطني السوري، والجيش الحر، هما نفس الأشخاص الذين كادت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، أن تخوضا حربًا في شهر آب الماضي من أجلهم، بل، وكانتا تعتبراهم مرشحين بديلين لنظام الأسد. ورأت الصحيفة، أن الفشل الأخير في سياسات بريطانيا، والولايات المتحدة، إزاء سوريا أظهر مدى صحة الرأي العام بهاتين الدولتين، عندما رفض فكرة التدخل العسكري في سوريا.
أما عن الفائز في الموقف الراهن بسوريا، فقد اعتبرت الصحيفة البريطانية أن أول الفائزين هو الرئيس الأسد نفسه، نظرا لأن المعارضة بالنسبة له باتت حركة متشرذمة يهيمن عليها فرع تنظيم القاعدة الذي يعرف باسم (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام)، وذلك بعد أن بدأت في شكل انتفاضة شعبية ضد نظام ديكتاتوري قمعي فاسد. وقالت:" إن الفائز الآخر هو جبهة النصرة التابعة أيضا لتنظيم القاعدة، وتتكون من ستة أو سبعة تشكيلات عسكرية كبيرة، يقدر عدد مقاتليها بـخمسين ألف مقاتل"، واعتبرت أن فشل المعارضة في الانتصار على الأسد، بجانب غضب الولايات المتحدة من سماح تركيا، وقطر، لتسرب معظم المساعدات إلى الجماعات الجهادية، قد أدى إلى حدوث تغيير مهم في مجرى الصراع خلال هذا الصيف، عندما أصبحت المملكة العربية السعودية الداعم الأساسي للمعارضة. واختتمت (الإندبندنت)، تقريرها بالتنبيه إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا ليس لديهم العديد من الخيارات بخلاف بذل المحاولات للسيطرة على شبح الجهاديين، الذي ساعدوا على خلقه في سوريا، والذي يعمل بدوره على زعزعة استقرار البلدان المجاورة كلبنان والعراق، محذرة من أن تركيا قد تعض قريبا بنان الندم على إعطاء حرية المرور عبر أراضيها لمثل هذا العدد الكبير من الجهاديين، وهم في طريقهم إلى سوريا.


واشنطن بوست: الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا لتحسين الوضع الإنساني بسوريا
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الولايات المتحدة لم تحرك ساكنا إزاء الوضع الإنساني في سوريا منذ أن اتهم وزير خارجيتها جون كيري قبل سبعة أسابيع ديكتاتور سوريا بشار الأسد بأنه يشن "حربا لتجويع شعبه" داعيا المجتمع الدولي إلى "سرعة التحرك" لإنقاذ الشعب السوري. وقالت الصحيفة "إن مئات الآف من الشعب السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين يعيشون منذ شهور تحت حصار قاسي بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الأسد ولا تسمح بدخول المواد الغذائية أو الدوائية، في حين لم تتحرك واشنطن لإنقاذ الوضع رغم امتلاكها وسائل لكسر الحصار لكنها ترفض استخدامها". ونتيجة لذلك، أوضحت الصحيفة أن سوريا، ومع اشتداد فصل الشتاء، سقطت في هاوية "السيد كيري"، على حد قولها...لافتة إلى أن تقرير فاليري آموس منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أشار إلى أن 7 ملايين سوري أو نحو 40% من السكان، في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة الطبية. وحذر التقرير من أنه بحلول نهاية العام سيصل عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة إلى 3 مليون لاجئ، مشيرا إلى أن جزء صغيرا من المحتاجين، يحصلون على مساعدة دولية. ونقلت الصحيفة عن منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية القول أن ما يقرب من 290 ألف سوري في المناطق المحاصرة بالقرب من العاصمة دمشق لا تصل إليهم المساعدات الغذائية والدواء منذ أكثر من ستة أشهر، وان المواطنين هناك يعانون من النقص الحاد في الغذاء ويلقى بعضهم حتفه من قلة الرعاية الطبية بسبب الحصار. وأردفت الصحيفة تقول: "إن كيري، الذي كرس نفسه خلال الأسبوعين الماضيين للقيام بجولات مكوكية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم يبد اهتماما يذكر بالكارثة الإنسانية في سوريا" مشيرة إلى أن السياسات الأمريكية اقتصر اهتمامها على إخراج ترسانة الأسلحة الكيماوية لنظام الأسد إلى خارج البلاد والتشجيع على عقد مؤتمر للسلام حول سوريا الشهر القادم في سويسرا.
إلى جانب ذلك، أكدت الصحيفة الأمريكية أن الإستراتيجية التي حظيت بدعم كيري ذات يوم وهي تعزيز الثوار المعتدلين قد انهارت، وان الولايات المتحدة اضطرت الآن إلى التحدث مع ائتلاف يضم الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا بعد أن تفوقت على الجماعات الحليفة لواشنطن، في معاركها ضد الأسد. وأضافت أن إستراتيجية كيري لمؤتمر السلام تهدف إلى الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية بممثلين من كل الأطراف، وهو الهدف الذي بات بعيد المنال؛ حيث تفتقر القوى المعارضة المعتدلة إلى النفوذ اللازم لتبني مثل هذا الاقتراح، في حين ترفض الجماعات الإسلامية والنظام السوري الفكرة برمتها". وأوضحت أن روسيا وإيران – الدولتان اللتان ساعدتا قوات الأسد في تحقيق سلسلة من الانتصارات العسكرية خلال الأشهر الأخيرة لم تبديا أي مؤشرات لسحب تأييدهما للأسد. ورأت "واشنطن بوست" أن مؤتمر السلام أصبح بمثابة "ورقة تين" لإخفاء غياب الإستراتيجية الأمريكية حيال سوريا، ومن غير المقرر أن يبدأ خلال الأسابيع الستة المقبلة بينما من المنتظر أن يموت بلا شك خلال ذلك الوقت آلاف أخرى من أبناء الشعب السوري بسبب الجوع ونقص الدواء إن لم يموتوا بسبب القصف العشوائي لقوات النظام السوري. واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها بذكر أن واشنطن مازال لديها خيارات لم تستخدمها بعد؛ فهي قادرة على مطالبة روسيا بعدم عرقلة إصدار قرار أممي يأمر الأسد بالسماح بعبور قوافل الإغاثة، وذلك في مقابل عقد مؤتمر السلام والذي كان في الأساس مبادرة روسية، إلى جانب قدرتها على التهديد بشن ضربات صاروخية وجوية ضد القوات التي تفرض الحصار على المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في سوريا.


صحف أميركية: سياسة واشنطن في سوريا والمنطقة فاشلة
استمرت الصحف الأميركية والبريطانية في تناولها للقضية السورية وما يتعلق بها من قضايا اللاجئين السوريين والسياسات الخارجية للدول الأكثر اهتماما بها. وأكثر الجوانب بروزا في تغطية هذه الصحف أن الجيش السوري الحر الذي تدعمه الدول الغربية أصبح الحلقة الأضعف في الحرب السورية. ففي مقال للكاتب ديفد إغناشيوس بصحيفة واشنطن بوست تساؤل عما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما هو النسخة الأميركية للرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشوف الذي أدت سياساته الإصلاحية إلى تفكيك الاتحاد السوفياتي. وقال إغناشيوس إن ما يلمسه الأميركيون الذين يلتقون بقادة ومهتمين في الدول الحليفة لواشنطن هو القلق من خشية تآكل قوة أميركا وصعود نفوذ قوى أخرى مثل روسيا والصين وإيران. وكرر الكاتب ما أصبح يتردد عن الخطر الإيراني على المنطقة بعد مساعي إنهاء القطيعة بينها وبين الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة.
وفي نفس الاتجاه نشرت لوس أنجلوس تايمز مقالا لدويل ماكماناس يقول فيه إن سياسة أوباما في سوريا انتهت إلى أن القوة التي تدعمها أميركا والدول الغربية عموما -الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية- أصبحت أضعف الحلقات في الحرب السورية. وأشار ماكماناس إلى أنه من المحتمل أن تغيّر الإدارة الأميركية توجهها في سوريا وتقرر أن التعايش مع نظام بشار الأسد أفضل لها من مخاطر تفكك سوريا وسيطرة الجهاديين التابعين لتنظيم القاعدة عليها. وقال إن ذلك يعني اعترافا واضحا بفشل السياسة الأميركية في سوريا. كما أوردت صحيفة ذي تلغراف البريطانية أن فرنسا عبرت عن تشاؤمها إزاء المفاوضات المقرر بدايتها في سويسرا يوم 22 كانون الثاني المقبل في ما يُسمى مؤتمر جنيف2 نظرا إلى الصعوبات التي تواجهها المعارضة السورية "المعتدلة".
ونشرت نيويورك تايمز تقريرا من بلغاريا ذكرت فيه أن الحرب السورية وبعد نشرها الاضطرابات في المنطقة وتحويلها ملايين السوريين إلى لاجئين وصل بعضهم إلى الهوامش الشرقية لأوروبا، تسببت في ازدهار اليمين المتطرف ببلغاريا الذي أصبح يستغل حركة اللجوء السوري ليخيف مواطنيه من "الغرباء" ويحصل على تأييد شعبي جعله رقما لا يمكن تجاهله هناك. وقالت الصحيفة إن بلغاريا بوصفها أفقر الدول الأوروبية شكلت أرضا خصبة للشعارات المناوئة للأجانب، موضحة أن "اليمين المتطرف" هناك يصف اللاجئين السوريين بأنهم "إرهابيون وقتلة". كما نشرت لوس أنجلوس تايمز تقريرا من لندن نسبت فيه إلى منظمة العفو الدولية قولها إن أوروبا فشلت في القيام بدورها تجاه أزمة اللاجئين السوريين بقبولها بإيواء عدد مخجل في ضآلته من هؤلاء اللاجئين. وقالت إن دول الاتحاد الأوروبي وافقت حتى الآن على إيواء 12.34 ألف لاجئ فقط، وهو عدد لا يزيد عن 1% من جملة اللاجئين السوريين، رغم أن أقرب عاصمة أوروبية لسوريا -نيقوسيا- لا تبعد أكثر من 200 ميل عن دمشق.


المونيتور: الأسد - نصر الله.. اختبار الوفاء
في الوقت الذي كان فيه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله يطلّ في مقابلة تلفزيونيّة مطوّلة مساء الثالث من كانون الأول الجاري، كانت وحدة أمنيّة خاصة تتحضّر لتنفيذ عمليّة اغتيال أحد أبرز قادة المقاومة الإسلاميّة في حزب الله حسان اللقيس. لقد أوحى المشهد أن المنفّذين أرادوا توجيه رسالة إحباط لكلّ ما قاله نصر الله في خلال المقابلة، بخاصة لجهة قوله إن عناصره يقاتلون في سوريا وعلى حدودها مع لبنان من أجل منع الإرهابيّين التكفيريّين في سوريا من الوصول إلى البلد. وثمّة شكوك في أن يكون المنفّذون  قد أرادوا فعلاً توقيت عمليّتهم لتأتي متزامنة مع إطلالة نصر الله التلفزيونيّة. لكن مشهد تزامن إطلالته مع اغتيال اللقيس يغري برسم مقاربة بين الحدثَين. فقد ركّز نصر الله في كلامه على أن حزبه يخوض حرباً استباقيّة في سوريا، لمنع تحوّل لبنان إلى عراق آخر. ولفت كيف أن انهيار الحدود ما بين سوريا والعراق أدّى إلى تسرّب التكفيريّين من الأولى إلى الثانية وبالعكس، ما أدّى إلى تعاظم ظاهرة الانتحاريّين والسيارات المفخّخة في العراق على نحو مخيف. أضاف أن منع مقاتلي حزب الله التكفيريّين من السيطرة على مناطق الحدود مع لبنان في داخل سوريا، حمى لبنان من انتقال ظاهرة العرقنة إليه. ويمكن تفسير عملية اغتيال اللقيس أن منفّذي العملية أرادوا القول إن كلّ كلام نصر الله عن أنه نفّذ عمليّة استباقيّة لمنع يد المجموعة الإسلاميّة المتشدّدة من أن تطال لبنان، هو غير صحيح ويفتقد إلى الواقعيّة. والدليل أنه لو كان حزب الله نجح في حماية لبنان من خلال تدخله في سوريا،  لكان أولى به أن يحمي أحد أبرز أعضائه من عمليّة أمنيّة طالته وهو موجود في قلب معقل حزب الله في الضاحية الجنوبيّة لبيروت .
وجوهر الخلاف بحسب ما لخّصته أحداث ليل الثلاثاء–الأربعاء (3-4 كانون الأول 2013) من خلال وقائع مشهدَين اثنَين تقاربا زمنياً هو أن نصر الله يقول: أنا في سوريا في حرب دفاعيّة، بينما مناهضي خطوته يردّون أنه في حرب غير أخلاقيّة وهدفها حماية النظام السوري. وليس متوقعاً أن ينتهي هذا السجال بين الطرفَين طالما أن الأزمة السوريّة مفتوحة على صراع عسكري دام. وعليه، يتوقّع على نطاق واسع أن يحدث المزيد من العنف الإسلامي المتشدّد ضدّ حزب الله في لبنان، وفي المقابل سيزيد تدخّل الحزب العسكري في سوريا. لكن من ناحية ثانية، ثمّة دلالة هامة أيضاً. فكلام نصر الله في خلال إطلالته التلفزيونيّة تضمّن اعترافاً بأن تدخّل الحزب في سوريا كان متدحرجاً، بمعنى أنه شابه شيء من "التورّط" لجهة توسّعه جغرافياً وعددياً. ويستبطن هذا الكلام اعترافاً منه بأن حزبه موجود في "وحول" أزمة تتّسم بمعنى التوريط. لكن سياق كلام نصر الله العام يشي بأنه وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه مقتنع بأن قراره المشاركة في القتال في سوريا كان صائباً، وذلك من ناحيتَين أساسيّتين على أقلّ تقدير.  من الناحية الأولى، لكونها وفّرت له ملاقاة "العدو التكفيري" في المكان والزمان الذي يختاره الحزب. ومن الناحية الثانية -وهو أمر يضمره ولا يظهره، لحماية نظام [الرئيس السوري] بشار الأسد من السقوط لأنه على يقين بأن بقاء هذا النظام في سوريا يعني بقاء الرئة الاستراتيجيّة التي يتنفّس منها الحزب وسقوطه يعني ببساطة أن الحزب بات محاصراً جبو-سياسياً.
ويلاحَظ في هذا المجال أنه يغيب عن التحليلات المتّصلة بدراسة موقف نصر الله من الأزمة السوريّة، أمر هام وهو أن بشار الأسد نسج علاقة مع نصر الله تمتاز بأن درجة الثقة فيها تبلغ أضعاف ما كان قائماً ما بين نصر الله والرئيس الأب حافظ الأسد. من الواضح أن هذا الأخير كان صاحب حواس سياسيّة استراتيجيّة باردة، لا يتعاطى بعملة الانفعالات العاطفيّة حتى مع الأشياء القريبة من قلبه ووجدانه. ومنشأ ذلك أنه كان يعتبر سوريا دولة مركز وأن قرارها هو قرار العاصمة التي تأخذ في حساباتها مصالحها وتوظّف كلّ الأوراق الأخرى التي تدور في فلكها في خدمة إعلاء شأن العاصمة السياسيّة على المستويَين الإقليمي والدولي. صحيح أن حافظ الأسد قدّم دعماً هاماً لمقاومة حزب الله، لكن صحيح أيضا أن نظرته إلى الحزب ظلت ضمن قياسات العلاقة ما بين الدولة المركز والحليف التابع لها. هذه النظرة ليست موجودة في علاقة بشار الأسد مع حزب الله وتحديداً مع نصر الله. وثمّة أكثر من تعبير يدعم هذا الأمر، أهمها أن بشار الأسد كسر تقليد عدم الاجتماع بنصر الله على نحو معلن أو غير معلن. وهو تقليد كان الأسد الأب قد حافظ عليه بقداسة، لأنه كان يعتبر أن اللقاء بنصر الله هو نوع من تقديم أوراق مجانيّة للغرب تؤكّد علاقة سوريا العضويّة بالمقاومة، فيما كان هو يريد الإظهار بأن سوريا تدعم سياسياً المقاومة من موقعها الهام في الصراع مع إسرائيل حرباً وسلماً. في خلال العام 2006 قدّم بشار الأسد لحزب الله سلاحاً صاروخياً ضدّ المدرّعات كاسر للتوازن. ومن المستبعد أن الأسد الأب كان سيقدم على هذه الخطوة في ما لو كان لا يزال هو رئيس سوريا في العام 2006، وذلك نظراً لحرصه على إبقاء الخطوط الحمر في صراعه مع الغرب محترمة .
خلاصة القول أن نصر الله وجد في الرئيس السوري الابن هبة من الله للمقاومة، فيما أن الأخير  الحديث في السياسة والسنّ وجد في انتصارات نصر الله على إسرائيل في العامَين 2000 و2006 نموذجاً له يرضي عنفوانه الشاب. واليوم نتج عن الأزمة السوريّة وموقف نصر الله من دعم النظام بالدم، عامل ثقة أكبر وأوثق بين الطرفَين، وباتا أكثر التصاقاً ببعضهما البعض من الناحية الإنسانيّة والسياسيّة. فقد قامت بينهما الآن علاقة تتّسم بمعنى ثمين، مفاده أن كل واحد منهما اختبر وفاء الآخر له في أصعب الأوقات. فنصر الله اختبر الأسد حينما خرق الأخير الخطوط الحمر الدوليّة ومدّ حزب الله بسلاح كاسر للتوازن في حرب العام 2006، وفي المقابل خرج نصر الله ناجحاً من اختار وفائه للأسد حين قرّر القتال إلى جانبه في لحظة يواجه فيها ما يسميه النظام السوري بحرب كونيّة عليه.


المونيتور: كلام بيريز.. الردّ وعدم الرد
لم يمرّ موقف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز القائل بأن "إيران ليست عدواً لإسرائيل"، مرور الكرام. فمن جهة، الموقف ليس غريباً عن شخصيّة طالما سعت إلى أن تصوّر نفسها حاملة لمشروع سلام شرق أوسطي يقوم على التعاون ما بين الدول وعلى التنمية الاقتصاديّة، شخصيّة إسرائيليّة لم تأتِ من صفوف العسكر حائزة على جائزة نوبل للسلام تقديراً للخرق الذي أحدثته على مستوى المفاوضات مع الفلسطينيّين والذي أفضى إلى اتفاق أوسلو. أما من جهة أخرى، فخطوة الرئيس الإسرائيلي لا تخلو من الحنكة والدهاء السياسيَّين، إذ إنها تستدرج رداً من الطرف الإيراني. قابل بيريز الانفتاح الإيراني المتمثل بالرئيس الجديد حسن روحاني، بانفتاح مماثل. تميّز بذلك ومن دون شك عن التيار اليميني المتشدّد وعن بنيامين نتنياهو الذي وصف الاتفاق الدولي-الإيراني بالخطأ التاريخي، بعد ما وصلت به الأمور إلى نعت الرئيس الإيراني ومن على منصة الأمم المتحدة بأنه "ذئب في ثياب حمل". قد تكون خطوة الرئيس الإسرائيلي منسّقة مع رئيس وزراءه ربما لإدراكهما أن حملة التشكيك والرفض التي تشنّها الدولة العبريّة على الاتفاق الدولي مع إيران لا تعرّض فقط علاقاتها الإستراتيجيّة بالولايات المتحدة للاهتزاز، إنما أيضاً تريح الطرف الإيراني إذ تقدّمه إلى الرأي العام كشريك إيجابي ومتعاون في الوقت التي تتحمّل إسرائيل أعباء موقفها السلبي فتظهر بصورة الشريك المنغلق والمعوِّق.
كيف سوف تقابل إيران بجناحَيها المتشدّد المتمثل بالحرس الثوري والمعتدل المتمثل بالثنائي روحاني-ظريف، هذه الخطوة الإسرائيليّة. قد تكون الكرة اليوم في ملعب حزب الله تحديداً وهو الذراع العسكري للحرس الثوري على حدود إسرائيل، هو الذي بنى عقيدته بحسب ما تشير أدبياته على فكرة العداء المطلق لإسرائيل. فهو بين خيارَين، أحلاهما مرّ. إن قابل الموقف الإسرائيلي بإيجابيّة أي بصمت والصمت علامة الرضى بحسب ما يقول المثل العربي، فهذا سوف يستدعي سيلاً من الانتقادات لا سيّما وأن الحزب غالى في عقيدته المناهضة لإسرائيل وجعل منها الحجّة الأساس لاحتفاظه بترسانته العسكريّة في خارج كنف الشرعيّة اللبنانيّة، الأمر الذي أضحى سبباً لتلاشي الدولة اللبنانيّة وانفراط العقد الجامع ما بين اللبنانيّين. أما إن صعّد حزب الله في وجه موقف بيريز فاضحاً الخدعة الإسرائيليّة، فسوف يشوّش بذلك على الأجواء الإيجابيّة للغزل الأميركي-الإيراني والذي توّج باتفاق ما لبث أن أعلنه حزب الله انتصاراً للدبلوماسيّة الإيرانيّة. قد يحاول الحزب وهو في الأساس بهذا الصدد وذلك منذ بداية انخراطه عسكرياً في سوريا، القفز إلى الأمام والتركيز على العدوّ المستجدّ ألا وهو: التكفيريّون. والمقصود القوات الجهاديّة المناهضة للنظام السوري. لكن لهذه السياسة أثمان أيضاً. فهو (الحزب) في معرض حملته على هذه المنظمات التي تبنّت الأعمال الإرهابيّة التي ضربت عمق معقله في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، طالت نيرانه المملكة العربيّة السعوديّة التي اتهمها مباشرة بالوقوف وراء تفجير مقرّ السفارة الإيرانيّة في بيروت. وهذا الاتهام المباشر والمفاجىء للمملكة والذي لم يرتكز على أي سند قانوني، استدعى رداً من رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة ميشال سليمان كون لبنان بغنى عن توتير العلاقة مع هذا القطب العربي السنّي إن جاز التعبير، لما للأمر من انعكاسات على المجتمع اللبناني المأزوم والمستعرّ طائفياً، وكونه يعوّل بالدرجة الأولى على علاقته بالسعوديّة من أجل مواجهة التحديات الاقتصاديّة لا سيّما تلك المستجدّة بفعل تدفّق اللاجئين السوريّين إلى أراضيه والتي ارتفعت كلفتها حتى تاريخه إلى سبعة مليارات دولار أميركي، أضف إلى ذلك أن نحو 200 ألف لبناني يعملون في السعوديّة ويعيلون عائلاتهم من خيراتها.وللتصعيد ضدّ السعوديّة أثمان ليس فقط على لبنان اقتصاداً وكياناً، إنما أيضاً على الدبلوماسيّة الإيرانيّة وجهود وزير خارجيّتها محمد جواد ظريف الذي كان في اللحظة نفسها، لحظة الاتهام، يقوم بجولة خليجيّة ساعياً إلى كسر الجليد مع المملكة العربيّة السعوديّة. وهنا بيت القصيد. هل موقف حزب الله المستجدّ والحاد من السعوديّة منسّق مع الفريق الدبلوماسي المحيط بالوزير ظريف أم أتى مستقلاً عنه لا بل مناهضاً له؟ وهل يخدم هذا التصعيد ضدّ دولة محوريّة في المنطقة على المستويَين العربي والإسلامي التوجّه الإيراني الجديد القائم على الانفتاح والذي بدأ يجني ثماره الأولى لجهة تخفيف العقوبات وتطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي؟
صحيح أن لإيران باعاً طويلاً في الدبلوماسيّة، وقد تحسن إدارة المواقف المتناقضة والصادرة عن أقطاب متنازعة على ساحتها الداخليّة كما وقد تحسن توظيفها في ما يخدم مصالحها لا سيّما أن الخيارات الأساسيّة تستقرّ في النهاية عند طاولة المرشد الأعلى الذي ما زال ممسكاً بكلّ الخيوط. لكن من الصحيح أيضاً أن جميع الأوراق على الساحة الشرق أوسطيّة باتت مكشوفة. والاستحقاقات داهمة. الكلّ وضع رصيده على المحكّ في ما يشبه المحاولة الأخيرة. العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على إيران أرهقتها وفرضت عليها، أقله على مرشدها، خيارات مريرة. الحرب الدائرة في سوريا بأبعادها المذهبيّة باهظة الأثمان على الأطراف كافة وما من شيء يشير إلى قرب انتهائها أو حسمها. وثمّة قول للفيلسوف الصيني صُن تسو: "لم يسبق أن استفاد بلد من حرب طالت". حرب إيران-العراق بأكلافها الجسيمة، ما زالت في الذاكرة. كلّ هذا يشير إلى أفول سياسة الممانعة وتصدير الثورة مع ما يترتّب عن ذلك من تغيير في الخطاب السياسي.


معهد واشنطن: تهديد أمني غير خاضع للسيطرة
في ضوء تزايد أعداد السوريين الفارين إلى دولة لبنان المجاورة، فإن الوضع لا يمثل مصدر قلق متزايد للأمن القومي اللبناني فقط ولكن للمنطقة بأسرها. ورغم دعم «حزب الله» وإيران لنظام الأسد في سوريا، إلا أن وضعهما الذي يزداد هشاشة يوماً بعد يوم في لبنان ينبغي أن يجعلهما يفكران جيداً قبل الانخراط في أي عمل في ضوء التفجير الأخير للسفارة الإيرانية واغتيال أحد العملاء الميدانيين التابعين لـ «حزب الله» حسن اللقيس. فبدلاً من استمرارهم في تقديم الدعم المطلق لنظام الأسد، زاد «حزب الله» وإيران من أسباب الضغط عليه ليس فقط من خلال الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيمائية السورية ولكن أيضاً من خلال تسوية سياسية مستقبلية "تتنحى" بموجبها عصابة عائلة الأسد لصالح حكومة انتقالية قابلة للاستمرار تستطيع فعلياً وضع نهاية لهذا الصراع. وفقاً للإحصائيات الرسمية، استوعبت لبنان حوالي 800,000 لاجئاً سورياً فارين من الصراع. وتقدر الحكومة اللبنانية أن الأعداد الحقيقة تقترب من 1.2 مليون لاجئ نظراً لأن العديد من السوريين الذين دخلوا لبنان يقيمون مع عائلات وفي أماكن إيواء غير رسمية. وتشكل هذه الأعداد ربع سكان لبنان تقريباً البالغ عددهم 4.4 مليون نسمة. وفي نظام طائفي كذلك الموجود في لبنان، فإن وصول اللاجئين إلى الأراضي اللبنانية مع وجود احتمال ضئيل لأن يعودوا مرة أخرى إلى موطنهم في أي وقت قريب يخلق مشاكل سياسية كبيرة. وتقدر "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" أن 96 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان هم من المسلمين السنة وهو ما يشبه إلى حد كبير نظرائهم الفلسطينيين النازحين إلى لبنان من عامي 1948 و1967. ويوجد حوالي نصف هذا العدد الآن في المناطق الأكثر فقراً في البلاد مثل شمال لبنان ووادي البقاع، وهي الأماكن التي لا تزال تشهد توترات كبيرة بين السنة والشيعة؛ أما النسبة المتبقية فهي متفرقة في شتى أنحاء جبل لبنان والجنوب وهي المنطقة التي تشكل الأساس الديموغرافي للسكان الشيعة في البلاد.
وفي ضوء دور اللاجئين الفلسطينيين في إشعال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والوضع المستمر للمخيمات الفلسطينية في لبنان كمناطق قانونية وعسكرية غير واضحة المعالم والحدود لا يسمح للسلطات اللبنانية بدخولها، فلن يكون من المفاجئ أن يعارض اللبنانيون وقادتهم الطلبات المقدمة بإقامة مخيمات رسمية للاجئين السوريين. وبدلاً من ذلك، يعيش السوريون مع العديد من العائلات المضيفة أو يستأجرون شققاً سكنية أو يقبعون في العديد من المباني التي لم يكتمل تشييدها أو في الملاجئ أو في المخيمات غير الرسمية التي يتزايد وجودها داخل البلاد. وفي ضوء التقديرات بأن ثلث منازل السوريين قد دمرت جراء الحرب الدائرة وأنه سيستغرق إعادة بنائها وفق بعض التقديرات عقداً من الزمن، فإن اللاجئين السوريين في لبنان سيمثلون مشكلة طويلة المدى سيحتاج جميع الفاعلين اللبنانيين إلى التعامل معها. ومما زاد الأمر سوءاً أن تقريراً صدر مؤخراً عن "البنك الدولي" بشأن التأثير الاقتصادي للأزمة السورية على لبنان أشار إلى أن النمو الاقتصادي الإجمالي في لبنان تعرض لتقييد كبير جداً نتيجة للتعامل مع الأزمة لدرجة أن توفير وظائف للبنانيين ناهيك عن السوريين سيجعل التكيف مع الأزمة أكثر صعوبة بكثير.
التهديدات الأمنية الناشئة في الوقت الذي لا يوجد فيه مؤشر في الأفق على نهاية الصراع الدائر في سوريا فضلاً عن حداثة اللجوء إلى الحل الدبلوماسي، فإن التهديدات الأمنية التي تنشأ عن هذه المخيمات تزداد يوماً بعد يوم. وهناك خطر متنامي لانتشار أحد الأمراض داخل لبنان وما هو أبعد من ذلك في ضوء ظهور مرض شلل الأطفال في شرق سوريا. ورغم أن هذا يمكن احتواؤه من خلال استجابة إنسانية منسقة، إلا أن معسكرات اللاجئين توفر أرضاً خصبة لتجنيد العناصر الإرهابية كما يمكن أن تكون قاعدة للإرهابيين للتخطيط لشن هجمات إرهابية داخلية ضد المدنيين اللبنانيين. ويزداد السياسيون اللبنانيون صراحة يوماً بعد يوم بشأن هذا التهديد. فعلى هامش الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إن لبنان تواجه "أزمة بقاء" نظراً لتدفق اللاجئين السوريين قائلاً "إن التوتر الاجتماعي سيزداد مع التنافس الشديد على الوظائف والخدمات". وقد أكد وزير الداخلية اللبناني مروان شربل مؤخراً أن العديد من اللاجئين هم في الحقيقة من مقاتلي الثوار ولذلك هم يمثلون تهديداً للأمن اللبناني. كما صرح عضو البرلمان عن «حزب الله» وليد سكرية أيضاً أن اللاجئين ينفذون "عمليات قتل" تستهدف فصائل في لبنان تدعم نظام الأسد في حين أن بعضاً منهم موجود داخل البلاد لتنفيذ "أعمال تخريبية". وقد ذكر عضو البرلمان اللبناني وأحد الشخصيات المقربة تاريخياً للنظام السوري سليمان فرنجية أن حوالي 50,000 سوري هربوا إلى لبنان محملين بالأسلحة.
وأفادت بعض التقارير أن السلطات اللبنانية قد اتخذت بعض الإجراءات للتعامل مع تجنيد الإرهابيين أيضاً. حيث أصدر قاضي لبناني مؤخراً مذكرة اعتقال بحق العقيد المنشق في الجيش السوري أحمد عامر الذي دخل الأراضي اللبنانية كلاجئ متهماً إياه بتشكيل عصابة مسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل لبنان. وفي وقت سابق، اتهم قاضي لبناني آخر 12 شخصاً من بينهم لبناني وسوريين احتجزتهم الدولة بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية واغتيالات في لبنان. وحتى في أوروبا، حيث يتم جمع الأموال لمساعدة اللاجئين السوريين يزداد قلق وكالات المراقبة بشأن إمكانية وقوع المساهمات التي تجمعها في أيدي المتطرفين ومن يقومون بتجنيدهم.
وينشط كل من «حزب الله» وأخوانهم في "قوة القدس" التابعة لـ "فيلق الحرس الثوري الإسلامي" على الأراضي السورية مما يجعل هذه القوات معرضة لمحاولات مستمرة من قبل النظام لإخضاع المعارضة بصفة عامة بل ولاستخدام مواد كيميائية أو صواريخ سكود وهو ما يمكن أن يحدث في المستقبل. وكما يتضح من الوضع الحالي لنظام الأسد فيما يتعلق بـ "الانتخابات" الرئاسية المقبلة في أواخر الربيع، ليست للرئيس السوري أية نية للتنحي أو تنفيذ أي شيء سوى القيام بمحاولة مزيفة للوصول إلى تسوية. ولم يستطيع الأسد تأكيد سيطرته إلا من خلال تدخل «حزب الله» والوكلاء الإيرانيين جنباً إلى جنب مع استخدامه للأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الإستراتيجية مثل صواريخ سكود والاستخدام المستمر للمدفعية والطائرات الحربية. وعلى عكس الانتفاضة السورية الأخيرة التي اندلعت في 1979-1982، شهدت سوريا تحولاً ديمغرافياً كبيراً لصالح الأغلبية السنية في سوريا وهو الأمر الذي يعني أنه على الرغم من أن الأسد "صامداً"، إلا أن قدرته على استخدام القوة للخروج من الأزمة الحالية بدون التوصل إلى حل سياسي قابل للاستمرار لن تفلح على الأرجح.
إن الطريق الأمثل أمام «حزب الله» وإيران على المدى الطويل هو دعم التوصل إلى حل سياسي حقيقي يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تعكس رغبات وتطلعات السوريين في جميع أنحاء البلاد. كما أن حدوث تقدم فوري في هذه المسألة يبدو أمراً مستبعداً نظراً لأن المعارضة والنظام ينظران إلى المعركة على أنها لعبة محصلتها صفر يرى فيها كل طرف أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري مطلق. إلا أن هذه النظرة تتحطم على صخور الواقع: فالمعارضة السورية لن تعود إلى وضع ما قبل الانتفاضة والتي كانت تقبل فيه آنذاك حكم الأسد، كما أن رعاتها في الخليج وخارجه ليسوا على وشك التوقف عن دعمها في أي وقت قريب - سواء قبل إبرام أي "اتفاق" بشأن برنامج طهران النووي أو بعده. وفي واقع الأمر، فإن الصراعات التي تتم بالوكالة غالباً ما تزداد حدتها سواء بعد أن يتوصل أطراف النزاع إلى امتلاك قدرات نووية أو إلى اتفاقات لاحتوائها لأن أي عودة إلى الحروب التقليدية هو طريق أكثر أماناً للسعي في سبيل تحقيق مصالحهم. وفي الوقت نفسه، فإن قوات النظام - حتى بمساندة «حزب الله» - لا تستطيع استعادة جميع الأراضي السورية والاحتفاظ بها من دون أن يتوفر لها قوات كافية، لا يمتلكها النظام في واقع الأمر. إن مواجهة هذه الحقائق الأليمة في الوقت الحالي يمكن أن تساعد في تجنب المزيد من إراقة الدماء في سوريا وفي لبنان على المدى الطويل.

 

عناوين الصحف

التايم الأميركية
• الغارات الجوية تقتل 22 شخصا على الأقل في حلب السورية.
• مقتل جندي إسرائيلي على الحدود اللبنانية.


سي بي اس الأميركية
• ظريف: المحادثات النووية "خرجت عن مسارها" لكنها لم تمت.


الغارديان البريطانية
• مقتل ستة وثلاثون شخصا، نصفهم تقريبا من الأطفال، على يد الجيش السوري.
• إطلاق نار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية يثير التوترات.


الاندبندنت البريطانية
• مقتل جندي إسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية.


ديلي تلغراف
• فرنسا 'متشائمة' بشأن المحادثات السورية.

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها