27-11-2024 08:52 AM بتوقيت القدس المحتلة

«زهرة فؤادي»: عن أمّ أخفت استشهاد ابنها 14 عاماً

«زهرة فؤادي»: عن أمّ أخفت استشهاد ابنها 14 عاماً

ويحاول الفريق أن يسلّط الضوء على حياة الأم «كقيمة إنسانيّة، في وقت كانت الوجه الخفيّ الداعم لتلك العمليّة، من خلال قدرتها على الانسلاخ عن ذاتها كأم وتشجيع ابنها على أن يتبع درب الجهاد»

كارمن لبّس تتوسّط فريق العمل خلال التصويرخلف الدماء التي تسيل وحيدة على الجبهات، قصص كثيرة. بعض تلك القصص ما يرتبط مباشرة بحياة شهداء المقاومة أو ما يرافق غيابهم عن أهلهم. لا يزال بعض الكتّاب والمخرجين، يبحثون عن حكايات أهل المقاومة، التي «تكتنز الكثير من التفاصيل غير المعلنة، والتي تستحقّ أن تترجم أعمالا دراميّة»، بحسب مدير شركة «الأرز» الإنتاجية رضا اسكندر.

آخر القصص التي تمّ انتقاؤها للعمل على إنتاجها سينمائياً، هي قصّة والدة الشهيد عامر كلاكش (أبو زينب)، الذي قضى بعملية استشهاديّة على بوابة المطلة العام 1985.

غفران مصطفى/ جريدة السفير

يحمل الفيلم عنوان: «زهرة فؤادي»، ويتمّ تصويره حالياً بين الخيام وبعلبك، وبعض قرى الجنوب، وقد ينتقل التصوير إلى ضاحية بيروت الجنوبية. يحكي اسكندر، وهو المشرف العام على إنتاج العمل، والمشارك في كتابة السيناريو مع الكاتب الإيراني محمد غلامي، عن سبب اختيار تلك القصة بالتحديد، ويقول: «كان الهدف الأساسي اختيار قصّة «دسمة» من المجتمع اللبناني، وكانت هذه القصّة جذّابة جداً، وتستحقّ الإضاءة عليها». إنّها قصة الأمّ التي كتمت سرّ استشهاد ابنها أربعة عشر عاماً عن كلّ الناس، وحتى عن والده وأخوته، لأسباب عديدة يوضحها الفيلم. ويؤكّد اسكندر أنّ اختيار القصة لم يأتِ من منطلق أيديولوجي، بل «لشدّة حساسيّتها وجمالها، وما تمثّله حياة تلك الأم من معانٍ إنسانيّة».

ويشرح اسكندر شكل السنوات التي انقضت على والدة الشهيد كلاكش، وكيف تحمّلت ما يفوق طاقتها إثر غياب ابنها الطويل. ويلفت إلى أنّ انتقاء الحبكة الدراميّة لم يكن سهلاً، «خصوصاً انّنا نعرض قصّة واقعيّة تعني أناساً لا يزالون على قيد الحياة، ما يعدّ من أصعب أنواع الدراما، ويوجب علينا أن نكون دقيقين للغاية». ويضيف: «لهذا السبب، توغّلنا في حياة الأم، وعلاقتها بأسرتها، وكيف استطاعت الوصول إلى ذلك الرقيّ الفكري، رغم أنّها لم تحظَ بفرصة متابعة تعليمها. عاينّا واقع يوميات العائلة عن كثب، وسمعنا منهم قصصاً كثيرة، وأخذنا ما يصلح لأن يتحوّل إلى مشاهد في الفيلم».

تفاصيل قصة الشهيد كلاكش متشعّبة. حين قرر الخروج لتنفيذ العملية الاستشهادية وهو في التاسعة عشرة، لم يخبر أحداً عن عزمه، سوى أمّه، لأنهّ كان يعلم أنّ والده لن يوافق على أن يترك دراسته ويلتحق بصفوف المقاومة. وبسبب «كثرة العملاء في دبّين (جنوب) آنذاك، خافت الأم على ولدها وكتمت سرّه». اتفق عامر مع والدته على سيناريو يرويانه لوالده قبل أن يغادر لمهمّته، فادّعيا أنّه يريد السفر إلى الكويت للعمل. كتب حينها رسائل كثيرة وجمع بعض الأموال، واتفق مع زوجة أخيه أن ترسل تلك الرسائل والأموال تباعاً إلى والده بعد أن تعلم باستشهاده، حتى لا يشعر الوالد بغيابه الطويل.

يشارك في العالشهيد عامر كلاكشمل عدد من الممثلين البارزين منهم: عمار شلق (الأب)، كارمن لبس (الأم)، باسم مغنية (أخ الشهيد)، يوسف حداد (صديق الشهيد الذي ساعده أثناء العملية)، وعلي كمال الدين (عامر كلاكش). «زهرة فؤادي» من إخراج أحمد يوسف بإشراف المخرج الإيراني علي غفاري وإنتاج أحمد حوماني.

ويحاول الفريق أن يسلّط الضوء على حياة الأم «كقيمة إنسانيّة، في وقت كانت الوجه الخفيّ الداعم لتلك العمليّة، من خلال قدرتها على الانسلاخ عن ذاتها كأم وتشجيع ابنها على أن يتبع درب الجهاد». نهاية القصّة كانت في العام 2000 بعدما كشف عن اسم الشهيد، ووصول الحبكة إلى ذروتها بمعرفة الأب أنّ ذلك الشهيد الذي كان يكنّى بأبو زينب، صاحب صورة زهرة السوسنة التي استبدلت بصورته حينها، هو ابنه عامر كلاكش. «من هنا خرجنا بإسم الفيلم «زهرة فؤادي»، الذي يرمز إلى السوسنة التي كانت تمثل هذا الشهيد في إطار الصورة»، بحسب اسكندر.

 

 

رابط خبر المقال على جريدة السفير :http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2648&articleId=1768&ChannelId=64127&Author=غفران مصطفى