من جهة أخرى برز الكثير من المفاهيم الرامية إلى فهم ظواهر الإنترنت ضمن عوالم المعرفة التي أنتجها، هذه المفاهيم الجديدة المتبلورة لم يتعد بعد زمن تداولها ثلاثة عقود، مما يجعلها مفاهيم فاقدة للمعرفة
صدر للدكتور نديم منصوري كتابه الرابع بعنوان "سوسيولوجيا الانترنت" عن منتدى المعارف. والكتاب لحظوي وآني في طرحه، كونه يواكب الظواهر المستجدة التي عكسها الانترنت في مجتمعاتنا. من هذا المنطلق سعى الدكتور منصوري إلى إختيار أبرز الظواهر والقضايا التي يهتم بها القارىء العربي، والتي تطرح لديه تساؤلات وعلامات إستفهام.
من جهة أخرى برز الكثير من المفاهيم الرامية إلى فهم ظواهر الإنترنت ضمن عوالم المعرفة التي أنتجها، هذه المفاهيم الجديدة المتبلورة لم يتعد بعد زمن تداولها ثلاثة عقود، مما يجعلها مفاهيم فاقدة للإشباع المعرفي، خاصة وأن الكثير من المفاهيم ما زالت في قيد الإنتاج والتبلور، ذلك أن ظواهر الإنترنت لم تهدأ في التكاثر على أثر تفاعل الناس معها.
وعندما نتحدث عن "التأثر" هذا يعني أن هناك "ولادات إجتماعية"، وهذه الأخيرة قد تشكل السوسيولوجيا، أو بالحد الأدنى تشكل الموضوع السوسيولوجي. من هنا سعى كتاب "سوسيولوجيا الإنترنت"، للولوج إلى هذا العالم المعرفي الجديد، الذي يتضمن الكثير من المفاهيم والظواهر السوسيولوجية التي باتت تستدعي تدخل السوسيولوجين لفهم دلالاتها وإنعكاساتها في المجتمع.
لقد تم إختيار أكثر الموضوعات تداولاً في مجتمع الإنترنت، ضمن عشرة موضوعات شكلت فصول الكتاب. في الفصل الأول تناول موضوع مجتمع الإنترنت للتعرف على سماته وأنواعه. في الفصل الثاني تناولنا الإنترنت والشباب العربي، وعرض مميزات هذا الجيل وأبرز إهتماماته خلال متابعته للإنترنت خاصة من خلال المدونات والمنتديات والفايسبوك، ودوره وتفاعله مع الثورات العربية 2011 ونشاطه عبر الإنترنت. في الفصل الثالث تناول الإنترنت والإعلام لشرح التغيرات التي تعرضت له المفاهيم الإعلامية وتحول الإعلام إلى إعلام جديد يختلف عن صورته التقليدية التي باتت محدودة مقارنة بما قدمه الإنترنت، ودور هذا الإعلام الجديد في عملية التغير في المجتمع.
في الفصل الرابع تناول موضوع الإنترنت والمواطن الإفتراضي، حيث إستطاع الإنترنت أن يخلق مفهوم الدولة الإفتراضية يعيش بداخلها مواطنون إفتراضيون يتمتعون بالإنتماء الآلي والهوية الرقمية. في الفصل الخامس تناولالإنترنت واللغة التي أصبحت متداولة بشكل واسع جداً ومستخدمة بين مستخدمي الإنترنت فشرح أصولها وأنواعها. في الفصل السادس تناولالإنترنت وقواعد التخاطب الإلكتروني التي تعكس آداب التواصل بين المستخدمين، للتعرف على تفاصيل هذه القواعد وتجاوزات التواصل الإجتماعي.في الفصل السابع تناولالإنترنت والنشاطات الجنسية التي تشكل جزءاً كبيراً من إهتمامات الشباب، فعرض أنواعها وإنعسكاتها في المجتمع.
في الفصل الثامن تناولالإنترنت والإقتصاد والمفاهيم الإقتصادية الحديثة لا سيما التجارة الإلكترونية والإعلانات الإلكترونية وتأثيراتها. في الفصل التاسع تناول موضوع الإنترنت والسياسة وكيفية تشكيل الرأي العام، ولتحدث عن الدبلوماسية الرقمية التي تطرح مفاهيم جديدة في عالم السياسة، وتناول أيضاً كيفية إستخدام السياسيين للإنترنت في الإنتخابات لوصولهم إلى السلطة. أخيراً في الفصل العاشر تحدث عن الإنترنت والإسلام السياسي لعرض كيف إستطاعت هذه الأحزاب السياسية الإستفادة من الإنترنت لإبراز برامجها وأفكارها وتعبئة الجماهير لصالحها.