أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 18-12-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 18-12-2013
نيويورك تايمز: سفير السعودية بلندن: المملكة ستتحرك مع الغرب أو بدونه حيال سوريا وإيران
حذر السفير السعودي في بريطانيا، من أن سياسات الغرب حيال إيران وسوريا تنطوي على "مجازفة خطيرة" مؤكدا أن السعودية على استعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة. وكتب الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود، في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز "إننا نعتقد أن الكثير من سياسات الغرب حيال إيران وسوريا يجازف باستقرار الشرق الأوسط وأمنه"، وتابع "هذه مجازفة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الأيدي". وهو آخر تحذير صريح ضمن سلسلة من التصريحات العلنية التي صدرت في الآونة الأخيرة عن عدد من كبار المسؤولين السعوديين، وتعبر عن استياء المملكة حيال المبادرات الدبلوماسية الغربية تجاه سوريا وإيران، ونادرا ما وجه المسؤولون السعوديون انتقادات علنية إلى حلفائهم الغربيين على مدى عقود من الشراكة بينهم. إلا أن قرار واشنطن التخلي عن توجيه ضربات عسكرية إلى نظام دمشق المتهم باستخدام أسلحة كيميائية في النزاع الجاري في هذا البلد وموافقتها على إبرام اتفاق مرحلي مع إيران حول برنامجها النووي، أثار استياء السعودية التي تعارض بشدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتعتبر طهران خصما إقليميا خطيرا. وقال السفير السعودي مشيرا إلى دعم إيران لدمشق إنه "بدل أن يواجهوا الحكومتين السورية والإيرانية، فإن بعض شركائنا الغربيين امتنعوا عن القيام بتحركات ضرورية ضدهما". وتابع إن "الغرب يسمح لأحد النظامين أن يستمر وللآخر أن يواصل برنامجه لتخصيب اليورانيوم، مع كل ما يتضمن ذلك من مخاطر عسكرية"، واعتبر أن المفاوضات الدبلوماسية الجارية مع إيران قد "تضعف" عزيمة الغرب على مواجهة كلا من دمشق وطهران.
وتساءل "ما هي قمة السلام حين يصنع مع مثل هذه الأنظمة؟" ونتيجة لكل هذه الاعتبارات أكد أن السعودية "لا خيار أمامها سوى أن تصبح أكثر حزما في الشؤون الدولية: أكثر تصميما من أي وقت مضى على الدفاع عن الاستقرار الحقيقي الذي تعتبر منطقتنا بأمسّ الحاجة إليه". وقال إن بلاده تتحمل "مسؤوليات عالمية" على الصعيدين السياسي والاقتصادي مؤكدا "سوف نتحرك للاضطلاع بهذه المسئوليات بالكامل، سواء بدعم شركائنا الغربيين أو بدونه". وفى تلميح واضح إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال السفير إنه "بالرغم من كل كلامهم عن "خطوط حمر"، حين اشتدت المحنة، أبدى شركاؤنا استعدادا للتنازل عن أمننا والمخاطرة باستقرار منطقتنا". وكان أوباما حذر النظام السوري من "خطوط حمر" عليه ألا يتخطاها بالنسبة لاستخدام أسلحة كيميائية. وبعدما اتهمت دمشق بشن هجوم بهذه الأسلحة، هدد أوباما بتوجيه ضربات عسكرية آنية، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة عن عمل عسكري إثر توصله إلى اتفاق دبلوماسي مع روسيا وعدت دمشق بموجبه بالتخلي عن ترسانتها الكيميائية. وانتقد السفير السعودي الغرب لتمنعه عن تقديم مساعدات حاسمة إلى مقاتلي الجيش السوري الحر والمعارضة السورية عموما. وإذ أقر بخطر المجموعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، أكد أن أفضل وسيلة للتصدي لتنامي نفوذ المتطرفين في صفوف المعارضة هي بدعم "أبطال الاعتدال" فيها. وكتب أنه "من السهل للبعض استعمال تهديد القاعدة بأعمال إرهابية كحجة للتردد أو لعدم التحرك"، مؤكدا أن "الوسيلة لتحاشى تمادى التطرف في سوريا وفى أماكن أخرى يكون بدعم الاعتدال ماليا وماديا ونعم عسكريا إذا تطلب الأمر ذلك". وكان الأمير السعودي تركي الفيصل قد صرح في موناكو، السبت، بأن النزاع والمجازر في سوريا "ستستمر" بسبب نقص الدعم الغربي لمسلحي المعارضة، منتقدا خصوصا موقف واشنطن ولندن حيال مقاتلي الجيش السوري الحر.
واشنطن بوست: علويو لبنان أصبحوا أهدافا متحركة
تناولت صحيفة واشنطن بوست تأثيرات الصراع في سوريا وتقول إن "أبناء الطائفة العلوية في طرابلس اللبنانية تعرضوا لحوادث قتل متكررة في الأشهر الأخيرة، ضمن حملة تخويف هي الأحدث لامتداد الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في سوريا إلى لبنان".وأضافت الصحيفة "أن العلويين سكان حي جبل محسن الذين يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد، كثيرا ما اشتبكوا مع السكان السنة في ضاحية باب التبانة المجاورة، الذين يدعمون المتمردين السوريين". وقالت الصحيفة "في آب تعرض مسجدان سنيان للقصف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا؛ واتهم زعيم العلويين علي عيد بمساعدة أحد المشتبه بهم. وبعد أيام قليلة من التفجيرات، أصبح سائق سيارة الأجرة العلوي علي عاصي الضحية الأولى من إطلاق نار استهدفه"....
الغارديان البريطانية: السعودية تشن حملة لاعتقال المدونين المطالبين بالإصلاح
نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لماثيو ويفير بعنوان "السعودية تخوف منتقديها على الانترنت بالقبض عليهم وضربهم".وقال ويفير إن تقرير هيومن رايتش ووتش كشف أن حكومة البلاد تستهدف المدونين والصحافيين الذين يتحدثون عن الإصلاحات. وأضاف ويفير "تشن السعودية حملة اعتقالات للمدونين المطالبين بإجراء إصلاحات في البلاد أو أولئك الذين ينتقدون العائلة المالكة، وذلك بحسب ما نشره تقرير المنظمة الحقوقية. وقال ويفير إنه منذ بداية ثورات الربيع العربي في عام 2011، كثفت السلطات السعودية حملتها للقضاء على منتقديها على صفحات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن حوالي 11 ناشطاً سعودياً ممن حاولوا التشجيع على المشاركة السياسية في البلاد أو ممن وجهوا انتقادات للحكومة أو العائلة الحاكمة يمنعون من السفر ويطردون من أعمالهم ويتعرضون للاعتقال.
الاندبندنت البريطانية: الأسد فقد السيطرة على أجهزته الأمنية
نشرت صحيفة الاندنبدنت مقالاً لمراسلها روبرت فيسك بعنوان "صدمة وعدم تصديق وقتل دلالة على أن الأسد فقد السيطرة". وقال فيسك في مقاله بعد العثور على الطبيب البريطاني عباس خان (32 عاماً ) ميتاً في الزنزانة التي كان يقبع فيها في دمشق، نحتاج لتوضيحات رسمية، مضيفاً أن هذا الأمر قد يدل على تصدع في نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف فيسك "أخفقت الحكومة السورية أمس بتوضيح سبب مقتل الطبيب البريطاني في دمشق قبل 4 أيام من إطلاق سراحه بناء على أوامر شخصية من الأسد"، موضحاً "مقتل الطبيب خان وهو في أيدي الحكومة السورية وصفه وزير الدولة في الخارجية البريطانية هيو روبتسون بأنه امر "مريب جداً" وبحقيقة الأمر يعتبر "قتلاً"، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها الآن ألا وهي ما هي درجة ولاء القوات الأمنية السورية النظامية للأسد بعد مرور 3 سنوات من الحرب الأهلية في البلاد". وأوضح فيسك أن " الخارجية السورية أكدت الطبيب خان أقدم على شنق نفسه وفقاً لتقرير الطبيب الشرعي"، مضيفاً "مقتل خان في سجن كفر سوسة بالقرب من دمشق يعتبر فضيحة للأسد الذي وعد بأنه سيكون في بريطانيا قبل عيد الميلاد ، إذ كان من المقرر أن يأتي النائب البريطاني جورج غالاوي إلى سوريا لمرافقة خان إلى لندن". وكانت السلطات السورية اعتقلت الدكتور خان الذي كان يعمل كجراح في حلب منذ عام 2012. وأكد فيسك أن الرسائل التي أرسلها خان لعائلته في الأسابيع الأخيرة التي سبقت مقتله كانت تعكس مدى سعادته بقرب إطلاق سراحه وذلك بحسب ما أكدته أخته سارة، مضيفاً أن خان كتب في إحدى رسائله "أتشوق لرؤيتكم جميعاً"، كما شددت سارة أن "خان لم ينتحر". وفي اتصال هاتفي أجراه فيسك مع غالاوي، عبر الأخير عن "صدمته" من سماع خبر موت الدكتور خان معتبراً وفاته " لغزاً لا يمكن تفسيره". وأكد غالاوي أنه كان قد اشترى تذكرة للسفر إلى سوريا حسب ما كان مقرراً مسبقاً إلى أن سمع ما حل بالطبيب خان من قبل عائلته وهيو روبتسون. وختم فيسك قائلاً "سوريا اليوم تواجه انتقاداً سياسياً كون الرئيس بشار الأسد غير قادر على التحكم بالأجهزة الأمنية التابعة له".
ديلي تلغراف: إعادة صياغة الجيش السوري الحر بعد فقدان الثقة في اللواء إدريس
ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" يسعى لكسب الدعم من الجهات الدولية لإنشاء قوة مسلحة جديدة، بعد أن فقد الثقة باللواء سليم إدريس رئيس جناحه العسكري، المجلس العسكري الأعلى، ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض، منذر آقبيق، قوله إن الائتلاف المعارض "يأمل في إجراء إصلاحات جذرية بعد الانتكاسات الأخيرة التي لحقت بالفصائل الموالية للواء إدريس في جبهات المعركة الرئيسية على أيدي المقاتلين الأصوليين الإسلاميين". وأضاف آقبيق إن الائتلاف السوري المعارض "سعى لتأمين مئات الملايين من الدولارات لتمويل خطة لإنشاء وزارة للدفاع من أجل دمج جميع المقاتلين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد في قوة واحدة". وأشار إلى أن وزارة الدفاع المقترحة "يجب أن تكون المستفيد الوحيد من المساعدات العسكرية من جميع الجهات الأجنبية المانحة". وقال آقبيق "إن تحويل البنية الفضفاضة للجيش السوري الحر إلى جيش تقليدي ستكون وسيلة أكثر استدامة لمحاربة النظام، لأن الثورة بُنيت على رمال متحركة ونحن لا نريد أن تكون سورية دولة فاشلة أو ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة، والطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي إنشاء جيش معتدل". وأضاف "أن أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للائتلاف السوري المعارض، سيتخذ في نهاية المطاف قراراً بشأن اللواء إدريس جراء عدم تمكنه من توفير القيادة للمئات من الكتائب المقاتلة التي انتفضت ضد نظام الرئيس الأسد وفشله في تحويلها إلى مؤسسة، ولا أعتقد أن كل شيء يمكن أن يستمر بالطريقة نفسها". وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا الأسبوع الماضي تعليق إرسال المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سورية بعد قيام الجبهة الإسلامية بالاستيلاء على مقر ومخازن الأسلحة التابعة للجيش السوري الحر. وقال آقبيق "إن الائتلاف السوري المعارض ينظر إلى إنشاء جناح مسلح كمفتاح لمصداقيته مع استعداده للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) الشهر المقبل.. لأن هناك دائماً احتمالاً بأن الدبلوماسية ستنجح في حال كان هناك تهديد حقيقي للنظام".
ديلى ميل: الأمير تشارلز يعرب عن قلقه إزاء اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط
قال ولى العهد البريطاني الأمير تشارلز إن المسيحيين في أجزاء من الشرق الأوسط يتم استهدافهم عمدا من جانب المسلحين الإسلاميين في حملة من الاضطهاد. وجاءت تصريحاته خلال زيارته للأفرع البريطانية للكنائس الشرقية. وزار الأمير تشارلز، الكنيسة القبطية المصرية في سيتفيج، والكاتدرائية الأرثوذوكسية السريانية، في غرب لندن، وسمع الأمير شهادات المسيحيين عن تعرضهم للقتل وطرد عائلاتهم قسرا من منازلهم. واصطحبه في الزيارة الأمير غازي بن محمد من الأردن. والتقى الأميران بأعضاء الكنيستين الذين عانوا من ترهيب أفراد عائلاتهم، ويخشون على سلامتهم، بحسب ما ذكرت "بى بى سى". وقال الأمير تشارلز فيما بعد في حفل استقبال حضره أسقف كانتبرى وأسقف ويستمينستر والحاخام الأكبر، إنه يشعر بقلق شديد إزاء محنة المسيحيين. وقال للجماهير الحاضرة إنه حاول على مدار 20 عاما مد الجسور بين الإسلام والمسيحية لتبديد الجهل وسوء الفهم، وأضاف أننا برغم ذلك وصلنا إلى أزمة تم فيها تدمير تلك الجسور عمدا وبشكل سريع، من قبل أولئك الذين لديهم مصلحة في تحقيق ذلك. وتم تحقيق هذا من خلال الترهيب والاتهامات الباطلة والاضطهاد المنظم بما في ذلك الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط في الوقت الحالي، حسبما أوضح ولى العهد البريطاني. ومضى قائلا إن هذا أثر على المسيحيين العرب في سوريا والعراق وفلسطين ومصر ومن الدول العربية الأخرى، وشدد الأمير على انزعاجه من المصاعب المتزايدة التي تواجهها الطوائف المسيحية في أجزاء متعددة في الشرق الأوسط. وقال: يبدو لي إننا لا نستطيع أن نتجاهل حقيقة أن المسيحيين في الشرق الأوسط يتم استهدافهم عمدا بشكل متزايد من جانب المسلحين الإسلاميين المتشددين. وتابع قائلا: لقد ولدت المسيحية في الشرق الأوسط ولا يجب أن ننسى أشقاءنا وشقيقاتنا في المسيح في المنطقة. وأشار الأمير إلى أن المسيحيين يمثلون الآن 4% من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو أقل تركيز لهم في العالم، وأضاف أنه من الواضح أن المسيحيين في المنطقة قد تراجعت أعدادهم بشكل كبير في القرن الماضي، ولا تزال تتراجع. وأكد أن التراجع في التقليد المسيحي الثمين في الشرق الأوسط يمثل ضربة كبرى للسلام في المنطقة، حيث كان المسيحيون جزءا من نسيج المجتمع وعملوا باعتبارهم بناة الجسور مع الطوائف الأخرى.
ينى شفق: مزاعم حول تورط إسرائيل في عمليات اعتقال أبناء وزراء ومسؤولين أتراك
ذكرت صحيفة "ينى شفق" التركية أن العلاقات الاقتصادية المتطورة بين تركيا وإيران أدت إلى عدم ارتياح في إسرائيل، مشيرة إلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" قد يكون ذا صلة بعمليات اعتقال وصلت إلى 51 شخصا. وأوضحت الصحيفة ذات التوجه الإسلامي، في مقال نشرته اليوم الأربعاء، أن حملة الاعتقالات التي تمت أمس "الثلاثاء" على خلفية تورط في قضايا رشوة وفساد طالت أبناء ثلاثة وزراء هم وزراء الاقتصاد ظافر تشاغليان والداخلية معمر جولر والبيئة والتخطيط العمراني أردوغان بيرقدار ورئيس بلدية حي فاتح باسطنبول مصطفى دمير والمدير العام لبنك هالك (الشعب) الحكومي سليمان أصلان ورجل الأعمال الآذربيجانى رضا زراب المقيم بتركيا وزوج المطربة الشهيرة إبرو كونديش لمزاعم تورطه في تهريب 1.5 طن ذهب بوثائق رسمية مزورة من مطار اسطنبول. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل أبدت ردود فعل تجاه تحويل الأموال من تركيا إلى إيران رغم فرض حصار على الأخيرة وأن أموال النفط ترسلها تركيا إلى إيران في صورة ذهب عن طريق بنك "هالك" وكنتيجة لذلك تم اعتقال المدير العام للبنك. وتتضمن الاتهامات الخاصة بالرشاوى والفساد التورط في العديد من المناقصات المطروحة وأهمها مشروع مرمراى الخاص ببناء نفق تحت مياه بحر مرمرة ليربط الشطرين الآسيوي والأوروبي، وتأمين الجنسية التركية لعدد من الأجانب مقابل تسلم مبالغ مالية هائلة إضافة لقيامهم بأعمال تزوير عدد كبير من الوثائق الرسمية لتقسيم مساحات كبيرة من الأراضي مقابل الحصول على منافع مادية كبيرة.
معهد واشنطن: ربط الصراع السوري بالاتفاق النووي الإيراني
في عام 2006 وأثناء وصول الاحتلال الأمريكي للعراق إلى مستوى في غاية الانحطاط ، أصدرت "مجموعة دراسة العراق" الحاصلة على تفويض من الكونغرس الأمريكي تقريراً كانت الفرضية الرئيسية المثيرة للجدل التي يدور حولها تتحدث عن أن "جميع القضايا الرئيسية في المنطقة مترابطة بشكل معقد". ووفقاً لذلك، وفي سبيل وقف التدهور في العراق "وتحقيق الأهداف [الأمريكية]" في الشرق الأوسط، اقترح التقرير بأنه سيتعين على الولايات المتحدة التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي. وبعد مضي سبع سنوات، وفي وقت أصبحت فيه فكرة ربط العراق بعملية السلام العربي الإسرائيلي غير ذات صلة، يبدو أن مفهوم الترابط يعود ثانية إلى الساحة - لكن هذه المرة في سياق إيران والحرب في سوريا. فخلال زيارة قمت بها مؤخراً إلى لبنان، كان التخوف الذي سمعته مراراً وتكراراً هو أنه لو رضخت طهران ووقعت اتفاقاً نووياً، فربما تكون إدارة أوباما مستعدة للاعتراف بالمصالح الإيرانية في سوريا وإسقاط مطلبها بضرورة تنحي بشار الأسد. إن محاولة ربط الملف النووي الإيراني بطريقة ما بمحادثات وقف إطلاق النار في سوريا كانت تمثل مصدر قلق كبير للعديد من الشرق أوسطيين الذين تحدثت معهم. ولسبب وجيه - فإن ربط الجهود الدولية للحد من البرنامج النووي الإيراني من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا سيكون أمراً غير حكيم.
ويقيناً إن إيران وسوريا مرتبطتان بقوة. فعلى مدار ما يزيد على ثلاثة عقود، كان النظام العلوي في دمشق والثيوقراطية الشيعية في طهران حليفان استراتيجيان. واليوم أصبحت إيران الداعم الرئيسي لنظام الأسد، حيث توفر الأسلحة والمساعدة التقنية والقوات التي مكنت الأسد من قتال الثوار. لكن إيران لا تستطيع أن تكون مشاركاً مفيداً في سوريا. وبغض النظر عما إذا كان اتفاق "الخطوة الأولى" الإطاري النووي مع إيران سوف يتحول إلى اتفاق كامل أم لا، ترى طهران أن بقاء نظام صديق في دمشق يشكل أولوية بالنسبة لها. فسوريا هي بوابة النفوذ الإيراني في بلدان المشرق العربي. وإذا ما تمت الإطاحة بالأسد يرجح أن يحل محله نظام سني معادٍ لإيران يقطع خط الإمدادات الرئيسي بين طهران وميليشيا «حزب الله» الشيعية التابعة لها في لبنان. ولا توجد مؤشرات رسمية حتى اليوم على أن البيت الأبيض غيّر موقفه بشأن سوريا. وفي الواقع أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان قد أعلن مرة أخرى في الشهر الماضي فقط أن الولايات المتحدة "ترى أن الأسد فقد أي شرعية لحكم سوريا ويجب عليه الرحيل". ومع ذلك، لم تعد التصريحات القوية للإدارة الأمريكية بشأن سوريا تمنح الثقة في المنطقة. فالتراجع عن الرد العسكري الأمريكي لهجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية في 21 آب، والتحفظ - رغم التأكيدات العلنية - عن تزويد الأسلحة للمعارضة السورية، والتقارير واسعة الانتشار بأن الإدارة الأمريكية تمد «حزب الله» معلومات استخباراتية لحماية المنظمة من الهجمات، ومشهد المصالحة المزعومة بين الولايات المتحدة وطهران، أحدثت جميعها تأثيراً سلبياً على مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
واليوم على سبيل المثال، يزداد إيمان المسلمين السنة في لبنان وفي أماكن أخرى في جميع أنحاء المنطقة الذين يدعمون الثورة في سوريا، بأن إدارة أوباما لم تعد ملتزمة بإسقاط نظام الأسد. والأسوأ من ذلك أنه في ضوء الصبغة الإسلامية المهيمنة للمعارضة العسكرية السورية، فإن الكثيرين في المنطقة ينتابهم الشك حالياً من أن أمريكا تفضل الشيطان الذي تعرفه في دمشق على البديل غير المعروف وربما يكون منتسباً لـ تنظيم «القاعدة». وفي غضون ذلك، هناك مؤشرات أولية على أن المعارضة الغربية التي كانت متحدة من قبل لأي دور دبلوماسي إيراني في الأزمة السورية بدأت تضعف وتتضاءل. على سبيل المثال، دافع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن ضم إيران إلى مؤتمر السلام الوشيك "جنيف 2" بشأن سوريا. وبالمثل، ألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أن طهران تستطيع أن تلعب "دوراً مثمراً" في المفاوضات - وأرسل دبلوماسياً إلى إيران لمناقشة مسألة التعاون. وحتى أن التقارير قد أفادت بأن الإدارة الأمريكية تنظر منذ فترة في كيفية إقامة شراكة مع إيران لإنهاء الحرب في سوريا. وبالطبع، تكمن المشكلة في أن إيران لن تلعب دوراً مثمراً في جنيف. وبدلاً من ذلك، فإن ضمها سوف يضيف - إلى جانب روسيا - مقعداً آخر على مائدة المفاوضات يكون موالياً للأسد، وسوف يمكّن طهران من استغلال تعاونها في المسألة النووية لتأمين نتيجة أكثر دعماً لحلفائها في دمشق. وفي الوقت ذاته فإن اتفاق "الخطوة الأولى" النووي يمنح طهران - التي تواجه أزمة سيولة نقدية - 7 مليارات دولارات إضافية يمكن استغلالها لتقديم المزيد من المساعدات لنظام الأسد الذي يواجه معارك طاحنة.
ولمدة عام على الأقل، رأى السنة سياسة واشنطن تجاه سوريا على أنها منبثقة عن السياسة الأمريكية تجاه إيران. وقد تأكد هذا الفهم مؤخراً عند وقف الهجوم على منشآت الأسلحة الكيماوية السورية، وهو أمر يعود سببه على ما يبدو إلى أن أوباما لم يرغب في القضاء على احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي. واليوم فإن السنة في الشرق الأوسط قلقون من أنه إذا ما تم ربط القضية النووية الإيرانية بالأزمة السورية فإن ذلك سيمثل عودة إلى عام 1991 - عندما تم التنازل ضمنياً عن لبنان لصالح سوريا في مقابل مشاركة الرئيس السوري في ذلك الحين حافظ الأسد في حرب الخليج الأولى. وفي هذه الحالة، سيتم تسليم سوريا إلى إيران. مما لا شك فيه، أن هناك استعداد مسبق لنظريات المؤامرة في المنطقة؛ لكن في ضوء سياسة الإدارة الأمريكية المراوغة بشأن سوريا، هناك احتمال أنه لو وجدت إيران نفسها على المائدة في جنيف، فإنه قد يتم تقديم سوريا ولبنان كوجبة رئيسية.
معهد واشنطن: المغرب يلعب بورقة مناهضة التطبيع
في نهاية الأسبوع الماضي قدّم البرلمان المغربي مشروع قانون يجرِّم "التطبيع" مع إسرائيل. وإذا تمت الموافقة على هذا القانون فإنه سوف يحظر التجارة ويجرِّم المعاملات الرسمية أو التجارية بين البلدين، ويؤدي إلى طرد الشركات الإسرائيلية من المغرب ويمنع الأفراد الحاملين على جوازات سفر إسرائيلية من دخول المملكة. كما أن هناك قيوداً أخرى تشمل الشؤون الثقافية والسياسية والرياضية والاقتصادية وتتضمن معاقبة الانتهاكات بالغرامات وبعقوبة الحبس التي تصل إلى عامين. وعلى الرغم من أن المغرب تقدِّم نفسها كهمزة وصل وجسراً معتدلاً بين الشرق والغرب، بما في ذلك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن سياساتها الداخلية أظهرت منذ فترة طويلة سلسلة من المعارضة للميل "المزعج" للسياسات الملكية تجاه إسرائيل. بيد أن مشروع القانون الأخير المناهض للتطبيع أمر غير معتاد حيث أنه تم في الأصل برعاية ائتلاف واسع شمل حزبين في التكتل الحاكم هما "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي و "حزب التقدم والاشتراكية" اليساري، إلى جانب الفصائل الملكية مثل "حزب الأصالة والمعاصرة"، المعروف عموماً بأنه حزب "رجال الملك". ويبدو في الوقت الراهن أن الدعم البرلماني لمشروع القانون آخذ في التراجع وأن الموافقة النهائية غير محتملة إلى حد كبير. بيد أن حقيقة تقدم مشروع القانون إلى تلك الدرجة بدعم من أحزاب مقربة جداً من العرش تثير تساؤلات حول الدوافع للمبادرة.
تاريخ يتسم بتراجع العلاقات ليست هناك علاقات دبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، لكن التعاون بينهما يرجع إلى عهد ناصر، عندما كانا يقاومان القومية العربية التي كانت تهدد كلاً منهما. وقد أدى ذلك إلى قيام علاقة سياسية براغماتية في عهد الملك الحسن الثاني، كانت تتسم بالاحترام المتبادل والحنين للوطن بالنسبة لليهود المغاربة. وقد بدا أن إسرائيل تنظر إلى المغرب باعتبارها المفتاح لقلوب العرب، بينما رأت الرباط إسرائيل كونها المفتاح إلى قلب واشنطن. كما أن المشاركة رفيعة المستوى قائمة منذ عقود. ففي عام 1976، استضاف العاهل المغربي الحسن الثاني سراً رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، الذي كان فضولياً بشأن قدرة المغرب على إعادة إطلاق الحوار المصري الإسرائيلي. وبعد ذلك بعام، استضافت الرباط محادثات سرية بين وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه دايان ومستشار الأمن القومي المصري حسن التهامي، الأمر الذي مهدّ الطريق لزيارة الرئيس أنور السادات التاريخية لإسرائيل. وقد حافظ الملك على الدعم العام للسادات إلى حين اصطفاف الإجماع العربي ضد الزعيم المصري بعد اتفاقات كامب ديفيد مما أرغم الرباط على الانصياع. وبعد مرور عقد ونصف، أتاحت اتفاقات أوسلو عودة العلاقات الإسرائيلية المغربية من الظل. وفي عام 1994، استضاف الملك بكل حماس الزعماء العرب والإسرائيليين ونخبة الأعمال في الدار البيضاء بهدف صياغة شراكة لتطوير اقتصاديات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد انتهى المؤتمر بـ "إعلان الدار البيضاء"، الذي أعلن فيه الحسن الثاني ووزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز عن "نهاية" المقاطعة العربية لإسرائيل. وقد فتح البلدان مكاتب اتصال بعد ذلك بفترة قصيرة.
بيد أن وفاة الملك في عام 1999 والانتفاضة الفلسطينية في عام 2000 وضع العلاقات الثنائية في سبات عميق. ومن الناحية السياسية، كان من الصعوبة البالغة الإبقاء على علاقات مفتوحة في عهد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكان الملك محمد الخامس أقل حرصاً على لعب دور الوسيط/صانع السلام الذي تفنن فيه والده. ورغم ذلك، فإن ديناميات الواقعية السياسية ليست مفقودة كلية مع الملك الجديد، الذي استضاف بين الحين والآخر إسرائيليين بارزين من مختلف ألوان الطيف السياسي واتخذ إجراءات مواتية مثل طرد السفير الإيراني في عام 2009 (على الرغم من أن الخطوة الأخيرة تم اتخاذها لأسباب سياسية داخلية، وليس لصالح إسرائيل). وفي الوقت ذاته، أصبح أكثر نشاطاً بصفته رئيس "لجنة القدس" التي تأسست عام 1975 على يد "منظمة المؤتمر الإسلامي" (تدعى الآن "منظمة التعاون الإسلامي") للدفاع عن القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات الإسلامية للعرب في القدس. ولم تفقد الطبقة السياسية المغربية عباءة القدس التي من شأنها أن تساعد الملك على مجابهة سياسة دعم الفلسطينيين الشعبوية التي وظّفها الإسلاميون. وفي ظل هذه الخلفية، يبدو مشروع القانون الحالي المناهض للتطبيع أحد أشكال التوافق بين السياسة الشعبوية والسياسة الخارجية الذي اتسمت بها علاقة المغرب المنحسرة مع إسرائيل على مدار السنين. ومن الناحية الجوهرية، ترغب الرباط في أن يُنظر إليها بصورتين مختلفتين - أن تنظر إليها واشنطن كصديق متحفظ لإسرائيل، وأن ينظر إليها الشارع المغربي كزعيم قوي للقومية العربية. إن اقتراح مشروع قانون مع عدم تمريره قد يكون وسيلة لتحقيق كلا الهدفين.
احتمالات مشروع القانون ليس من باب المفاجأة أن يدعم "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي مشروع قانون لقطع العلاقات مع إسرائيل - فهو يحقق له جملة أمور من بينها السماح له بإظهار قدرته على اتخاذ إجراءات جريئة بدون القصر - لكن هناك حالة من عدم اليقين إلى حد كبير تشوب الأسباب المنطقية وراء الدعم الأولي لـ "حزب الأصالة والحداثة" و "حزب الاستقلال" المحسوبين على الملك. ولكن حقيقة أن فؤاد عالي الهمة - مؤسس "حزب الأصالة والحداثة" وأحد المقربين من الملك - كان من بين الموقعين الأصليين تشير إلى أن الإجراء حصل على موافقة شخصية من قبل الملك محمد السادس. كما أن إلياس العمري، وهو صديق مقرب من الهمة ورجل قوي في "حزب الأصالة والحداثة"، حاول أن يكون زعيم القضية الفلسطينية لبعض الوقت. وقد يمثل مشروع القانون أسلوب موازنة على غرار ما انتهجه الحسن الثاني: ويشمل ذلك إدراج أحزاب في عملية إدارة الدعم الهادئ لإسرائيل مع الحفاظ على قيادة الرياض لـ "لجنة القدس" وغيرها من المؤهلات العربية الأخرى. ولكي نستوضح الأمر بطريقة أخرى، فإن التشريع المناهض لإسرائيل يمنح السياسيين الحزبيين فرصة لكي يظهروا لدوائرهم الانتخابية بأنه لم يتم "بيعهم" للمصالح الغربية حتى في ظل مضي صناع القرار في السياسة الخارجية الأكثر مواءمة لاستراتيجية المغرب الدولية. وفي حين أن المغاربة لديهم تعاطف عميق مع محنة الفلسطينيين، إلا أنه من غير المرجح أن تخاطر الحكومة والنخبة بالمزايا الاستثمارية المحققة من المغتربين اليهود المغاربة، ووضع المملكة المعترف به على مستوى العالم كوجهة سياحية، والميزات السياسية لمشاركتها المحدودة مع إسرائيل من أجل إظهار نواياهم الطيبة المؤيدة للفلسطينيين.
وفي الواقع أن "حزب الأصالة والمعاصرة" سحب بالفعل دعمه لمشروع القانون الذي يرجح أن يفقد الزخم بسبب العدد الكبير من البرلمانيين الذين رفضوا الانضمام إلى التحالف. كما أن "التجمع الوطني للأحرار" - وهو حزب تابع للملك يشغل الغالبية العظمى من المناصب الوزارية - يعارض التشريع ويسعى إلى الإبقاء على العلاقة الحالية مع إسرائيل. ونتيجة لذلك يرجح أن يتوقف مشروع القانون في البرلمان قبل أن يصل إلى مكتب الملك. وعلى الرغم من أن العاهل المغربي يحتفظ بحق النقض النهائي وسوف يكسب ثناءً دولياً حال ممارسته في هذه الحالة، إلا أن نقض المشروع لن تكون له نتائج طيبة على الصعيد الداخلي. إن التحدي أمام أعضاء النخبة المغربية هو ضمان فشل مشروع القانون قبل أن يصل إلى تلك المرحلة، دون إغضاب دوائرهم الانتخابية التي تعتبر القضية اختباراً لالتزام الملك بالمثل والقيم العربية والإسلامية. ولم يتضح بعد من سيكون كبش الفداء حال عدم الموافقة على مشروع القانون، لكن الأنماط الماضية تشير إلى أن من سيتحمل المسؤولية سيحظى بدعم وتأييد كبير من الملك. ومن جانبها، التزمت واشنطن الصمت العام المناسب حيال هذا الأمر حتى الآن. وإذا كان لمشروع القانون أن يموت في هدوء، فإن التحذير الأمريكي السابق لأوانه قد يمنحه الحياة مجدداً في التوقيت الخاطئ تماماً. ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالقلق من استخدام المغرب لعلاقتها مع إسرائيل كأداة للإثارة السياسية الداخلية. ورغم أن من يشغلون السلطة لديهم الثقة في قدرتهم على فتح وغلق صنبور مناهضة التطبيع عند الحاجة، إلا أن ذلك قد لا يكون عليه الوضع دائماً.
الصحافة الأميركية: الأزمة السورية تتجه نحو الهاوية... وشعبية أوباما تتراجع
بعبارة «سوريا تسقط في الهاوية»، نشرت «واشنطن بوست» يوم الأحد الماضي افتتاحية، قالت في مستهلها إنه قد مر الآن سبعة أسابيع على إطلاق وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتهامات للرئيس السوري بشار الأسد بأنه يشن حرب تجويع ضد معارضيه. وحسب الصحيفة، فإن مئات الآلاف في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية أصبحوا محاصرين من قبل القوات الحكومية، التي ترفض تمرير المساعدات الغذائية والطبية إليهم، آنذاك طالب «كيري» العالم بالتحرك السريع، لأن تكتيكات النظام السوري تهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا. وترى الصحيفة أن العالم لم يتحرك ولا الولايات المتحدة التي لديها الوسائل اللازمة لكسر الحصار على السوريين، لكنها اختارت ألا توظف ما لديها من أدوات. والنتيجة أن سوريا في فصل الشتاء تنزلق نحو الهاوية. ولنضع في الاعتبار تقرير «فاليري آموس»، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أن 7 ملايين سوري أو ما يعادل 40 في المئة من السكان يحتاجون إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة. وبنهاية العام الجاري سيصل عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة إلى 3 ملايين نسمة، وجزء بسيط من هؤلاء يتلقى مساعدات دولية. وهناك 290 ألف سوري محاصر في المناطق القريبة من دمشق وهم يعيشون بلا مؤن غذائية وطبية منذ ستة أشهر، وحسب تقارير «هيومان رايتس ووتش» يعاني السوريون من نقص حاد في الغذاء والبعض يموت من نقص الرعاية الطبية الناجم أصلاً عن الحصار الذي تفرضه قوات النظام، وبعض السكان قالوا إنهم يأكلون أوراق الشجر كي لا يتضورون جوعاً. وتنتقد الصحيفة وزير الخارجية الأميركي قائلة إنه كرس معظم وقته في الأسبوعين الأخيرين لجولات مكوكية للقاء فلسطينيين وإسرائيليين ولم يبد اهتماماً كبيراً بكارثة سوريا الإنسانية منذ أن كتب مقالاً عنها في 25 أكتوبر الماضي. ويبدو أن السياسة الأميركية تجاه سوريا تقلصت لتتضمن التخلص من أسلحة الأسد الكيماوية وعقد مؤتمر سلام في سويسرا (جنيف 2 ) الشهر المقبل. ومن الواضح أن إستراتيجية دعم قوات المعارضة التي تبناها «كيري» يوماً ما قد انهارت، وبعد أن اهتمت بالقوى المعتدلة في المعارضة السورية، تتجه الإدارة الأميركية الآن إلى إجراء حوار مع تحالف إسلامي. وحتى الهدف الذي سعى إليه «كيري» من مؤتمر جنيف 2 والمتمثل في حكومة انتقالية سورية جديدة تضم كافة الأطياف يبدو واهماً، فليس هناك مؤيدون للفكرة على الأرض وتفتقر المعارضة المعتدلة لأرضية صلبة تجعلها قادرة على اقتراح تحالف حكومي، وفي غضون ذلك يرفض «الإسلاميون» والنظام تشكيل حكومة انتقالية. كما أن روسيا وإيران الطرفين الداعمين لقوات الأسد، واللذين ساعدا هذه القوات على إحراز انتصارات تكتيكية خلال الآونة الأخيرة لم يظهرا أية دلائل على إمكانية التخلي عن دعمهما لقوات الأسد. واستنتجت الصحيفة أن مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف الشهر المقبل قد أصبح ورقة توت تواري بها واشنطن غياب الاستراتيجية الأميركية في سوريا.
نقص التعاطف
بدورها خصصت «كريستيان ساينس مونيتور» افتتاحيتها أول من أمس، لرصد تطورات الموقف الدولي تجاه الأزمة السورية، فتحت عنوان «اختبار نقص التعاطف الأميركي في سوريا»، استنتجت الصحيفة أن الاستجابة الأميركية في المجال الإنساني تعد النجاح الأميركي الوحيد في التعامل مع الأزمة السورية. لكن مع دعوة الأمم المتحدة المجتمع الدولي لمساعدة السوريين خاصة مع تدفق اللاجئين، فإن التعاطف الأميركي تجاه السوريين سيتم اختباره من جديد. الصحيفة أشارت إلى أن أوباما تطرق أثناء حملته الانتخابية إلى نقص التعاطف بين الأميركيين، لكن هذه الأيام أمضى الرئيس الأميركي وقتاً في الحديث عن عجز الميزانية الفيدرالية، وبما أن العالم يتعامل الآن مع أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود، فأن الفرصة سانحة الآن لقياس نقص التعاطف المزعوم لدى الأميركيين. الصحيفة نوهت إلى قيام الأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي بحملة هي الأكبر من نوعها لجمع أموال لمواجهة أزمة واحدة هي الأزمة السورية، المنظمة الدولية تطمح إلى جمع 6.5 مليار دولار لإيواء وتغذية 16 مليون سوري فروا من بلادهم. عدد السوريين الذين يحتاجون العون يتزايد، وخلال العام الماضي تزايدت المواجهات العسكرية داخل سوريا بمقدار الضعف، على سبيل المثال استخدمت القوات الجوية السورية يوم الاثنين الماضي البراميل المتفجرة في مدينة حلب ما أودى بحياة 76 شخصاً نصفهم تقريباً من الأطفال والنساء، علماً بأن عدد المدنيين الذين لقوا حتفهم جراء الصراع في سوريا المتواصل منذ 33 شهراً بلغ 120 ألفاً. وترى الصحيفة أن المبلغ المطلوب لإغاثة السويين 6.5 مليار دولار يقترب من نصف المبلغ اللازم للتعامل مع 17 أزمة كبرى حول العالم، خلال عام 2014 وهو 12.9 مليار دولار. وثمة جانب في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين تراه الصحيفة غريباً، حيث الأزمة من الصعب رصدها، فقرابة 80 في المئة منهم لا يعيشون في مخيمات اللجوء بل يفضلون العيش داخل المدن التي تستضيفهم، والنتيجة وجود شح في المياه بالأردن وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة معدلات البطالة في لبنان، ناهيك عن استياء مرده الخوف من أن يؤدي وجود هؤلاء اللاجئين إلى زعزعة اقتصادات الدول التي تستضيفهم. وحسب الصحيفة، حتى الآن قدمت الولايات المتحدة 700 مليون دولار لغوث المدنيين السوريين، ويتفق الكونجرس والإدارة الأميركية على أن المساعدات استجابة تعكس تعاطفاً من الأميركيين وتحقق في الوقت ذاته مصلحة الأميركيين. وفي 15كانون الثاني 2014 ستجتمع الدول الراغبة في غوث السوريين وستتعهد بمجموعة جديدة من المساعدات.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• مقتل ستة جنود أمريكيين في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في أفغانستان.
• ترجيح حصول تأخير في تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
الغارديان البريطانية
• المملكة العربية السعودية تستخدم الاعتقالات والضرب 'لتخويف النقاد على الانترنت'.
• وزير الخارجية: النظام السوري قتل الجراح البريطاني.
• أسلحة سوريا الكيماوية ستسافر عبر قافلة مشددة الحراسة قبل تدميرها.
الاندبندنت البريطانية
• مقتل بريطاني مسلم بعد انضمامه إلى القتال في سوريا.
وول ستريت جورنال
• الثوار السوريون يأخذون الصراع إلى المدن المتحالفة مع الأسد.
• انفجار سيارة بالقرب من قاعدة لحزب الله.
واشنطن بوست
• في لبنان، الأقلية العلوية تتعرض للهجمات في أحدث امتداد للحرب الأهلية السورية.
نيويورك تايمز
• بريطانيا تحذر سورية بعد التقرير عن مقتل الطبيب البريطاني المسجون.
• انفجار سيارة مفخخة يستهدف قاعدة أخرى لحزب الله في لبنان.
ديلي تلغراف
• مقتل جراح بريطاني متطوع على يد نظام الأسد.
• عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يتضاعف تقريبا.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها