اكد آية الله الشيخ عيسى قاسم انه لا يصدق اعتزازنا بالاسلام الا بقدر ما يحترم على أيدينا على الأرض

احمد اسماعيل -البحرين

في رد مباشر على اعلان ملك البلاد في خطابه في 16 ديسمبر كانون الاول باحتفاله بذكرى فتح البحرين عام 1783م ، دولة عربية مسلمة مستقلة ذات سيادة بحسب وصف الملك في اشارة لتاريخ دخول عائلة آل خليفة للبحرين، قال آية الله الشيخ عيسى قاسم  ان" البحرين كانت عربية قبل الاسلام، وتشرفت في زمن الرسول بالدخول في الاسلام، وبقيت في كل تاريخها عربية لم تنسلخ تكوينا من عروبتها ولم تفقد لغتها، وبقيت مسلمة لم تفارق اسلامها في يوم من الايام والعروبة عرق ونسب ولسان، وهي من الموضوعات المحايدة التي لا اقتضاء فيها من ظلم أو عدل ولا تمثل نمط خاص من أنمطة الحكم". 

وتابع آية الله قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الامام الصادق عليه السلام بالدراز غرب العاصمة المنامة ان "الاسلام يرى أن من واجب الناس جميعاً أن يأخذوا به وأن لا سعادة للبشر الا أن يعطوه الهيمنة العملية الكاملة على كل مناحي الحياة ، وأن من خالفه لابد أن يشقى وتسوء أحواله. هذا ما يراه الاسلام عن نفسه، فالاسلام قضية جادة ولا جد أكبر من جدها". 

واكد آية الله قاسم ان"الاسلام ليس قصة مضت ولا تاريخ من التاريخ الغابر ولا أمجاداً سابقة يتفاخر بها فحسب ولا قراناً يتلى وسنة يستذكر وعلماً يتبارى به لا غير، وإنما هو الدين الذي لابد أن تخضع له الحياة وتقوم في ضوء أحكامه كل الأوضاع، ولا يصدق اعتزازنا بالاسلام الا بقدر ما يحترم على أيدينا على الأرض، ويرجع فيه في صوغ الأوضاع العملية وتتبعه السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع ولكل ما يرتبط به من شأن، ولا زالت الشعوب تتطلع أن يعم عدل الاسلام وتضيء نور الله بعطاءه وهو يوم موعود لابد أن يكون".

وتناول اية الله قاسم الحراك المستمر منذ فبراير شباط 2011 والسلطة لا تعطي استجابة لواحد من المطالب، وتساءل هل أن المطالب يتنازل عنها وسقفها اقل من سقوف الحراك الساحات العربية، وقال "هل وصلت المطالب للسلطة ورأت أن كلها باطل؟ هل تراها حقاً ولكنها متحققة على أرض الواقع؟ هل تراها حقاً ولكن الاستجابة لها ذل لا يرتكب؟ هل هو الاصرار على بخس الشعب؟ هل تنتظر من هذا الشعب الصامد أن يسكت عن مطالبه؟ أن يتراجع وعيه؟ أن يقعد به يأس؟ أن يسمع بنصيحة بقبول الذل والهوان؟". وختم اية الله قاسم "الاجابة بنعم على هذه الأسئلة عار على السلطة وأي عار".

 يُذكر ان ملك البلاد خلال خطابه في 16 ديسمبر كانون الاول قد اعلن احتفال مملكة البحرين باعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر كانون الاول  احياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد جد الملك احمد الفاتح ككيان عربي اسلامي عام 1783 ميلادية, وهو ما لقي ردود فعل مستهجنة للخطاب كون ان الملك اختصر تاريخ البلاد وعراقة اسلامها بقبيلته.