اعادت المعارك العنيفة في جنوب السودان احياء الانقسامات الاتنية العميقة في البلاد ما اجبر عشرات الاف السكان الخائفين على الفرار او الاحتماء بقواعد الامم المتحدة.
اعادت المعارك العنيفة في جنوب السودان احياء الانقسامات الاتنية العميقة في البلاد ما اجبر عشرات الاف السكان الخائفين على الفرار او الاحتماء بقواعد الامم المتحدة.
وصرحت سوزان ناكيدن والدة لثلاثة، اصيبت بالصدمة من اعمال العنف "انا خائفة، لا يسعني تخيل ان اصبح لاجئة"، واضطرت ناكيدن الى مغادرة منزلها في اثناء الحرب الاهلية التي استمرت اكثر من 20 عاما وادت الى استقلال البلاد.
ولجأ اكثر من 53 الف شخص ينتمون بشكل عام الى الاتنية التي تعتبر اقلية في منطقة سكنهم الى قواعد تخص الامم المتحدة في مختلف انحاء البلاد.
ويضم جنوب السودان حوالي 60 اتنية اهمها اثنتان هما دينكا والنوير، وكل منهما ينقسم الى عدة فروع.
ويتهم رئيس جنوب السودان سالفا كير المنتمي الى اتنية دينكا التي تشكل اكثرية نائبه السابق ريك مشار المنتمي الى النوير بالسعي الى الاطاحة به عبر انقلاب، الامر الذي ينفيه مشار.
وافادت شهادات نقلتها منظمة هيومن رايتس ووتش ان جنودا من جيش جنوب السودان ومتمردين اعدموا افرادا بسبب انتمائهم الاتني، واوردت المنظمة "في جوبا، عمد جنود الى سؤال سكان عن اتنيتهم ثم قتلوهم او تركوهم في حالهم، او تعرفوا الى اتنيتهم من ندوبهم التقليدية على الوجه". ويحمل الكثير من سكان جنوب السودان ندوبا تقليدية بحسب اتنيتهم على الوجه والجسم.
وروت امرأة لهيومن رايتس واتش انها شاهدت مسلحين من جماعتي دينكا والنوير "يدقون الابواب، على ما يبدو للبحث عن افراد من الاتنية الاخرى"، وروى رجل انه شاهد جنودا يعدمون افرادا من النوير من جوبا مشيرا الى ان احد هؤلاء "اختبأ في برميل وقتلوه بداخله".
وافادت ناكيدن "شهدنا جميعا الحرب ضد الخرطوم والمعاناة واللاجئين والقتلى، اذا حصل الاسوأ فسنرى الى اين يمكننا الفرار".
وطلب رجال الدين هذا الاسبوع تجنب "تحويل مشكلة سياسية، الى مشكلة اتنية"، وفي بيان نشر عبر الاذاعة اكد 6 رجال دين مسيحيين كبار "مع الاسف ان هذا الامر يتحول ميدانيا الى تعصب قبلي، ينبغي نزع فتيل هذه الظاهرة بشكل عاجل قبل ان تنتشر".
وجراء معارك مستمرة منذ 6 ايام بين الطرفين قتل 500 شخص على الاقل في العاصمة جوبا وحدها، وصرح جون لوغا المقيم في ولاية وسط الاستوائية "سواء كنت من الدينكا او النوير، فان المعاناة تطال الجميع، والمستقبل غامض".
واكتظت محطات حافلات النقل السبت في جوبا مع سعي السكان الى مغادرة العاصمة التي ضجت بالشائعات والمخاوف من هجمات جديدة بالرغم من الهدوء الذي يسودها حاليا، وحاول المدرس سوكيري صاموئيل ان يستقل حافلة مكتظة منطلقة الى مسقط راسه في كاجوكيجي التي تقع على بعد 120 كلم جنوب جوبا قرب الحدود الاوغندية.
وصرح "الوضع غير طبيعي! المخرج الوحيد لنا هو ان يقبل المسؤولون بحوار حقيقي" معربا عن خشيته من ان يطول النزاع.
ويبقى جنوب السودان الغني بالنفط منقسما بشكل كبير، بعد ان انهكته حرب استمرت عقدين ادت الى استقلاله في تموز/يوليو 2011.
واعتبر اريك ريفز الخبير في شؤون السودان في سميث كولدج في الولايات المتحدة ان "احداث الايام الاخيرة شكلت صدمة عنيفة جدا للنظام السياسي في جنوب السودان وتهديدا خطيرا قد يكون دائما".