خلف الكواليس، تدور أحاديث أخرى عن ارتباط تلفزيون «العرب» بالتنافس على الخلافة في السعودية، وهو أبرز استحقاقات العام المقبل مع تدهور صحة الملك السعودي وبدء الجدل في هوية خلفه. الصراع يتركز بين أربعة أجنحة م
هل تنطلق قناة «العرب» الفضائية الصيف المقبل؟ سؤال يعود إلى الواجهة بعدما كان يفترض أن تبصر المحطة التي يملكها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال بداية السنة الحالية، بعد تأجيلات عدّة خلال العامين الماضيين.
قبل شهرين، وضع المدير العام للمحطة الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أسباب التأجيل في إطار السعي إلى «الظهور بقوة منذ اليوم الأول، ومنافسة قنوات إخبارية مهمة، وجذب المشاهد العربي». لكن في الكواليس هناك مَن يتحدث عن معوّقات عدة تحول دون الولادة القريبة، أبرزها ما تعيشه المنطقة العربية من غليان وعدم استقرار، الأمر الذي يستدعي تغييراً في الخطاب الإعلامي.
زينب حاوي/ جريدة الأخبار
الأكيد أنّ قناة «العرب» ستنتظر استقراراً ملحوظاً في البلدان العربية لترسو على خطاب إعلامي واضح. رأي يعززه حرص القائمين على المحطة الجديدة، ولا سيما خاشقجي، على التأكيد أنّه لن يكون هناك بث تجريبي على الموقع الإلكتروني، ولا على الشاشة، مشددين على ضرورة الخروج بشبكة برامج كاملة تعكس الرؤية السياسية للوليد من طلال، التي تجسّد جزء منها في تصريحه الشهير في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حول تأييد «المملكة السعودية والدول العربية والمسلمين السنة شنّ عدوان إسرائيلي على إيران» .
ستتخذ «العرب» من العاصمة البحرينية مركزاً رئيسياً لها، لتأتي الرياض في المرتبة الثانية، وستضم 20 مكتباً حول العالم. لكن يبدو أنّها لم تنته من تشكيل فريق عملها، إذ تطلب حالياً عبر موقعها الإلكتروني موظفين في مجالات عدة، إضافة إلى شغور نحو 281 وظيفة. وكان الوليد بن طلال قد زار قبل عامين الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة وعقد اتفاقاً مع رئيس «هيئة شؤون الإعلام» فواز بن حمد آل خليفة ينص على أن تكون المنامة مقر قناة «العرب»، إضافة إلى نقل الإدارة المركزية لمجموعة «روتانا» إليها.
ستبث الشاشة الوليدة الأخبار على مدار الساعة، فيما ستخصص ثلثي نشراتها للشؤون السعودية حيث سيكون لها حوالي 13 نقطة بث مباشر، وفق ما يؤكد مصدر مطلع لـ «الأخبار». وللبحرين أيضاً حصتها من التغطية الإعلامية «وفقاً لأهمية الخبر». لن تقتصر الأخبار على السياسة فحسب، بل ستشمل الاقتصاد أيضاً، وخصوصاً أنّه سبق للوليد بن طلال أن عقد شراكة مع وكالة بلومبيرغ للأنباء (Bloomberg) المتخصصة بتغطية أخبار السوق واقتصاديات المنطقة، على أنّ تبث أخبارها باللغة العربية بالتعاون مع «العرب» على مدى 5 ساعات يومياً.
وبحسب المصدر نفسه، ستتماهى القناة كلياً مع الخط السياسي للملياردير السعودي، وستحاول تصدّر المشهد الفضائي العربي من خلال الدخول على خط المنافسة مع كل من «الجزيرة» و«العربية» بوصفها «الذراع الإعلامية» للوليد بن طلال. لكن في الوقت نفسه، لا يتوقع المصدر أن تصل القناة المنتظرة إلى مصاف القناتين المذكورتين، مرجحاً ألا تتعدى منافستها قناة «سكاي نيوز عربية».
خلف الكواليس، تدور أحاديث أخرى عن ارتباط تلفزيون «العرب» بالتنافس على الخلافة في السعودية، وهو أبرز استحقاقات العام المقبل مع تدهور صحة الملك السعودي وبدء الجدل في هوية خلفه. الصراع يتركز بين أربعة أجنحة من الجيل الثاني من أبناء سلطان والملك الحالي عبد الله والملك فهد، إضافة إلى محمد بن نايف وزير الداخلية الحالي. وبحسب المصدر نفسه، سيحاول الوليد بن طلال من خلال القناة الجديدة الاستحصال على حصته في هذا الصراع مع فقدان المتسابقين لأدواتهم الإعلامية، باستثناء الجناح التابع للملك فهد. فبالنسبة إلى رجل الأعمال السعودي، تنحصر المنافسة الإعلامية مع وليد الإبراهيم، شقيق «الجوهرة» أرملة الملك فهد بن عبد العزيز، ومالك مجموعة mbc وقناة «العربية». وهو بطبيعة الحال من مناصري الملك الفهد في السباق نحو عرش المملكة الوهابية.
على الصعيد التقني، يُتوقع أن تحظى القناة ببنية تحتية منفذة طبقاً لأعلى المواصفات وأحدث برمجة، بعدما أعلن الوليد بن طلال أنّها ستكون «الأكثر تطوّراً في الشرق الأوسط»، فضلاً عن دخولها في شراكة مع «كويست ميديا»، بدءاً من عمليات الإنتاج، وصولاً إلى البث. تحتوي قناة «العرب» على نظام توزيع بتقنية الـHD (عالي الدقة)، سواء للبث عبر الأقمار الصناعية أو لخدمة الفيديو، كذلك ستكون الأنظمة كلها مترابطة في ما بينها، مثل الجيل الجديد من أجهزة التخزين الإخباري وأحدث أنظمة الرسومات الثلاثية الأبعاد (3D) من شركة Vizrt النرويجية. وتتميّز المحطة أيضاً بنظام التشغيل الآلي الخاص بنشرات الأخبار من شركة Mosart لضمان أعلى مستويات الجودة. فهل سيكون هذا التأجيل نهائياً، أم أنّ عقبات أخرى ستحول دون ذلك؟
«كرم» الوليد
صحيح أنّ المواقف الأخيرة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال تجاه إيران أثارت موجة غضب كبيرة، إلا أن جدلاً آخر ولد بعد تبرّعه بمبلغ 533 ألف دولار أميركي لمصلحة ناديين رياضيين سعوديين. أموال قدّمها الأمير السعودي فيما يعيش السوريون في ظروف قاسية تزامناً مع الأحوال الجوية الرديئة التي شهدتها المنطقة العربية. الانتقادات دفعت «صاحب الشهامة» إلى إعلانه ـ عبر حسابه على «تويتر» ـ دعمه للشعب السوري بنحو نصف مليون دولار أميركي «كمساعدة إضافية عاجلة». لكن الأصوات الغاضبة لم تتوقف، إذ رأى البعض أنّ هذا المبلغ «ضئيل» مقارنة مع ما قدّمه الوليد لضحايا أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2011 في الولايات المتحدة، ووصل إلى 10 ملايين دولار.
رابط المقال في جريدة الأخبار :http://www.al-akhbar.com/node/197519