ركزت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 24-12-2013 الحديث عن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد أمس
ركزت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 24-12-2013 الحديث عن اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس، كما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
كما تناولت الصحف التطورات الامنية في منطقة الانبار العراقية والتي امتدت حتى الحدود العراقية-السورية والعراقية-الاردنية.
السفير
«حزب الله» ينصح سليمان: لا تنه عهدك بحكومة انقسام
وكتبت صحيفة السفير تقول "إذا كانت أحداث الصويري وكل الحوادث المماثلة تعبر عن مضاعفات «دولة الفراغ»، فإنها في الوقت نفسه تشكل نتيجة للخطاب التحريضي الانقسامي الذي تمارسه القوى السياسية. هذه القوى التي وجدت نفسها مضطرة للتواصل في ما بينها سعيا لاحتواء ذيول تحريضها وقطع الطريق على أية تداعيات لأحداث الصويري والتأكيد على التعايش الاهلي والعائلي بين أبناء تلك المنطقة.
وبالتوازي مع الانتشار المكثف للجيش في تلك البلدة، والاجراءات التي اتخذها لفرض الامن فيها، كان قائد الجيش العماد جان قهوجي يؤكد خلال تفقده الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، حرص الجيش على الاستقرار والتزامه تثبيت الامن وضرب الارهاب «وجهوزيته لحماية الحدود والرد على أي اعتداء إسرائيلي، وعدم الخضوع لأي تهديد، وعدم السكوت عن أي استهداف يطال الجيش، وعن أي نقطة دم تسيل من جنودنا».
وفيما يستعد البلد للدخول في عطلة الميلاد ورأس السنة، تستعد الاطراف السياسية لاستقبال السنة الجديدة وبناء التحصينات السياسية لمواجهة الاستحقاقات الداهمة، سواء ما يتصل بالحكومة الجديدة وما يحكى عن استعدادات جدية لدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام لاطلاقها في وقت قريب وإطلاق صفة «الطابع الحيادي» عليها، فيما ابلغ رئيس « كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد الرئيس سليمان رفض «حزب الله» لهكذا حكومة، متمنيا عليه ألا ينهي عهده بحكومة انقسام .
وبينما كان رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط يكرر الدعوة الى حكومة وحدة وطنية سياسية جامعة، ويحذر من تشكيل حكومة أمر واقع لانها تفاقم التعقيدات على المستويات السياسيّة والدستوريّة والأمنيّة، كان رئيس الجمهورية يعلن أنه سيبذل كل جهد ممكن لدفع عجلة التشكيل وسيستعمل صلاحياته حتى آخر يوم من ولايته، مؤكدا انه سيكون في منزله في 26 أيار، قاطعا بذلك الطريق على أي كلام عن تمديد او تجديد لولايته.
ولقد كان الموضوع الحكومي، بالاضافة الى التطورات المحلية والمستجدات الاقليمية، محل بحث بين سليمان ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، خلال اللقاء بينهما امس في القصر الجمهوري في بعبدا.
وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» ان اللقاء استمر نحو اربعين دقيقة واتسم بالصراحة حول الاستحقاق الرئاسي، وكذلك في شأن التحضيرات لتشكيل حكومة جديدة في وقت قريب، وربما مطلع السنة الجديدة.
وأوضحت مصادر القصر الجمهوري لـ«السفير» ان سليمان ورعد تشاورا في أهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي لمواجهة الاستحقاقات المقبلة بتضامن وهدوء.
وقالت المصادر إن «لا طرح محددا حمله النائب رعد، انما طرح وجهة نظره من القضايا المطروحة واستمع الى وجهة نظر الرئيس سليمان»، مع التأكيد على «ان العلاقة ليست مقطوعة بين رئاسة الجمهورية و«حزب الله» رغم التباين حول بعض المواضيع».
واشارت الى ان رعد كرر موقف «حزب الله» لجهة تأليف حكومة وحدة وطنية وفق صيغة 9-9-6، في حين شدد سليمان على وجوب تأليف الحكومة قبل الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية ما بين 25 آذار و25 أيار المقبلين.
وقالت المصادر ان الحديث تطرق الى التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر جنيف 2 والمشاركة اللبنانية في المؤتمر، اضافة الى الوضع في سوريا والمنطقة، وكان تركيز على الاستحقاق الرئاسي، إذ شدد رعد على وجوب إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري ورفض الفراغ.
وخلصت مصادر بعبدا الى القول «ان الجانبين ما يزالان على موقفيهما من القضايا المطروحة، إلا انه تم التشديد على استمرار التواصل بينهما».
في المقابل، قال مصدر واسع الاطلاع لـ«السفير» ان سليمان «حرص في اللقاء على النأي بنفسه عن موضوع التمديد او التجديد لولايته، مبديا تفاؤلا ملحوظا في إمكان إتمام الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري لانتخاب رئيس جديد. مشيرا الى انه يسعى لانجاح إجراء الاستحقاق الرئاسي بما يتطلبه من جهود».
لكن سليمان، وبحسب المصدر، لم يخف ميله الى تشكيل سريع لحكومة متوازنة من شأنها ان تقود، في رأيه، الى «تحقيق التوازن المطلوب في البلد، على ان تضم شخصيات حيادية مقبولة من قبل الجميع ولا تستفز أحدا».
وبحسب المصدر الواسع الاطلاع، فإن كلام النائب رعد، في الشق الحكومي، انطوى على تجديد النصيحة التي وردت في ما قاله الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله خلال تأبين الشهيد حسان اللقيس يوم الجمعة الماضي، حيث اكد رعد موقف «حزب الله» بان «لا مصلحة للبنان، وخصوصا في هذا الظرف الراهن، الا بتشكيل حكومة سياسية جامعة تضم كل الاطراف».
وقال رعد ان «ما يسمى بالحكومة الحيادية هي محض خيال وتوهم، والذهاب الى تشكيل مثل هذه الحكومة يلحق الضرر الكبير بمصلحة البلاد في هذه المرحلة ويزيد الاحتقان والتوتر». وقد اعرب رعد لرئيس الجمهورية انه وباسم من يمثل لا يتمنى لعهده «ان ينتهي بحكومة لا تحظى بتوافق غالبية اللبنانيين».
غارات عراقية على الحدود والمالكي يحذر من مؤامرة ضد بغداد وعمان وطهران
تحرك أميركي ضد «الإرهاب» العابر من سوريا
سجلت الغارات الجوية التي شنها الجيش العراقي امس قرب الحدود السورية، علامة الارتباط الابرز بين الساحتين العراقية والسورية منذ اندلاع الازمة السورية، وتفاقم ظاهرة «الجهاديين» العابرين للحدود. الا ان البارز في هذا المشهد العراقي، من خلال الضربات الجوية لمواقع المسلحين، انه ترافق مع بيان اميركي واضح يربط تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)» بتنظيم «القاعدة» الذي وصفته واشنطن بانه «عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير»، مطالبة «قادة المنطقة باتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا».
ومن شأن هذه الغارات العراقية على قواعد لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» قرب الحدود السورية، ان تعزز المطالب التي تطرحها روسيا وايران والعراق، بضرورة قيام تعاون اقليمي - دولي، وربما انشاء «تحالف»، يواجه الخطر المتصاعد لـ«الارهاب» الاقليمي عبر الساحة السورية. كما ان من شأنها تعزيز المخاوف المبطنة نسبيا التي يرددها الاوروبيون والاميركيون بين الحين والآخر، حول خطر «الجهاديين» في سوريا وضرورة مواجهتهم، وهو ما يتلاقى بوضوح مع التحذيرات التي ما فتئ السوريون يطلقونها وسط التقارير التي تشير الى خيوط تعاون امني يستعيده الغرب ولو بشكل سري، مع دمشق بهدف مواجهة هذه الظاهرة.
وأضفى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي مشهدا اكثر اكتمالا لما جرى بالامس عندما هاجم دولا اقليمية، في اشارة مبطنة الى السعودية، التي قال انها «لا تملك أي لون من ألوان الديموقراطية والحريات، لكنها تتحدث عن سوريا والعراق ولبنان وتتحدث عن الحرية وعن الديموقراطية». وفيما كان الطيران العراقي يقصف مواقع للمسلحين قرب الحدود السورية، اعلن المالكي ان المخطط الذي يستهدف سوريا كان يفترض ان ينتقل لاحقا الى العراق وايران والاردن.
وتكمن اهمية المواقف العراقية والاميركية هذه، في كونها تتناغم مع نقطة التقاء اميركية ــ روسية سجلت في الاسبوع الماضي حول الازمة السورية. فبينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي دعا مرارا الى قيام تحالف دولي لمحاربة الارهاب في سوريا، إنه يتحتم خلال مؤتمر «جنيف 2» في 22 كانون الثاني المقبل، قيام «تحالف» ايضا بين النظام السوري والمعارضة لمحاربة المتطرفين، قال نظيره الأميركي جون كيري إن خطر «القاعدة» يتزايد في سوريا، وتتحتم مواجهته.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه في دمشق وفدا استراليا، إن «ما يحدث في سوريا خصوصا، وفي المنطقة عموما، يتأثر به العالم برمته، لأن ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له. هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان».
واشنطن و«القاعدة»
وأعلنت الولايات المتحدة إدانتها للهجمات «التي نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام مستهدفة جنودا ومسؤولين منتخبين ومدنيين وقادة عسكريين عراقيين».
واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان وزعته السفارة الأميركية في بغداد، إن «الدولة الإسلامية في العراق والشام فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير». وأضافت: «نحن، وبموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بلدينا والتي توفر أساسا لتعاون امني طويل المدى، ما زلنا ملتزمين بالمساعدة في تعزيز القوات العراقية في معركتها المستمرة ضد الدولة الإسلامية».
ودعت «قادة المنطقة إلى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومن بينها الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا، حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق».
واتهم المالكي، في مؤتمر صحافي في كربلاء، دولا لا تملك «الحرية والديموقراطية»، في إشارة واضحة إلى دول الخليج، بالوقوف وراء النزاع في سوريا في إطار مخطط كان من المفترض أن يستهدف العراق وإيران والأردن.
وقال: «بعد أن كسرنا شوكة الإرهاب والطائفية، وعادت اللحمة إلى الشعب العراقي، اشتعلت القضية في سوريا فعادت الطائفية». وأضاف: «كانوا يتوقعون سقوط سوريا خلال شهرين، وقد قالوا إن العملية في سوريا هي نزهة، وقد أعماهم الغرور، ومن ثم يتحولون إلى العراق ثم إيران والأردن».
وتابع: «هذا المخطط تقف خلفه دولة لا تملك أي رحمة، ولا تعارض الظلم على شعبها، ولا تملك أي لون من ألوان الديموقراطية والحريات، لكنها تتحدث عن سوريا والعراق ولبنان وتتحدث عن الحرية وعن الديموقراطية». ووجه كلامه إلى هذه الدول «نقول لهم امنحوا الحريات لشعوبكم أولا».
وظهر أن النزاع السوري وكأنه المحرك الأكبر للتفجيرات والهجمات الدامية التي يشهدها العراق في الشهور الاخيرة. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع الفريق الركن محمد العسكري إن «المعلومات والصور الجوية المتوفرة لدينا تفيد بوصول أسلحة ومعدات متطورة من سوريا إلى صحراء الانبار الغربية وحدود محافظة نينوى». وأضاف: «هذا الأمر شجع تنظيمات القاعدة وداعش على إحياء بعض معسكراتها التي قضت عليها القوات الأمنية بين العامين 2008 و2009».
وتابع العسكري: «هناك صور ومعلومات استخباراتية تشير إلى انه كلما حدث ضغط على الجماعات المسلحة في سوريا، انسحبت إلى العراق لتفعيل دورها وإعادة تنظيم صفوفها ومن ثم القيام بعمليات إرهابية في البلدين»، مشيرا إلى أن «صورا ملتقطة من قبل القوة الجوية العراقية رصدت 11 معسكرا للقاعدة قرب الحدود السورية».
وأعلن العسكري ان «القوات المسلحة العراقية تقوم بمطاردة وقصف معسكرات تنظيم داعش الإرهابي في قاطع عمليات الانبار والجزيرة». وأضاف: «هذه الضربات بدأت بعد أن تمكنت طائرات الرصد والاستطلاع من تحديد الأهداف بدقة متناهية، ثم توجيه ضربات موفقة إلى هذه الأهداف، والتي أدت إلى تدمير معسكرين في صحراء الانبار». وتابع: «ما زالت العمليات مستمرة لتحديد الأهداف ومعالجتها حسب متطلبات الموقف العملياتي».
ايران و«جنيف 2»
في هذا الوقت، لا تزال عدم دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر الدولي تتفاعل. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه سيرسل قبل نهاية كانون الأول الحالي الدعوات الرسمية لمؤتمر «جنيف 2»، مكررا دعوته لمشاركة إيران في المؤتمر. ورأى أن «إيران يمكن أن تقوم بدور مهم. إنها قوة إقليمية مهمة جدا، ومنطقيا، ومن وجهة نظر واقعية، يجب أن يشاركوا (الإيرانيون) في هذا الاجتماع»، لكنه اقر بوجود «خلافات في وجهات النظر بهذا الشأن»، مضيفا: «ما زلنا نحاول حل هذه المشكلة بأسرع ما يمكن». وجدد نداءه لأطراف النزاع «بالإفراج عن المساجين وإنهاء حالات الحصار والسماح بأوسع قدر من العمل الإنساني».
وأعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف أن «جنيف 2 سيكون ناقصا من دون مشاركة إيران، وذلك لدورها الكبير في تسوية الوضع في سوريا»، فيما رأى عضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إيران آية الله خاتمي أن «عدم توجيه دعوة لإيران لحضور جنيف 2 سيؤدي إلى فشل المؤتمر». وأشار إلى «نفوذ إيران ودورها الإيجابي الكبير في سوريا وباقي الدول الإسلامية شاءت أميركا أم أبت».
وهدد «الائتلاف الوطني السوري» المعارض «بعدم المشاركة في جنيف 2 في حال تواصل القصف الجوي على حلب وريفها». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن الغارات الجوية تواصلت لليوم التاسع على التوالي، مضيفا: «قتل 30 شخصا في قصف جوي بالبراميل المتفجرة على أحياء السكري والمرجة والمعادي والنيرب في حلب». وأضاف: «قتل 300 شخص على الأقل، بينهم 87 طفلا و30 مقاتلا، في ثمانية أيام من القصف على حلب»."
النهار
فتح جسور المشاورات لكسر الأزمة الحكومية
محاولة متقدّمة بين 15 و30 كانون الثاني
وكتبت صحيفة النهار تقول "بدا كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس الى "النهار"، والذي استتبعه بمواقف وإيضاحات اضافية أمس عبر "وكالة الانباء المركزية" بمثابة تحريك أولي للجمود السياسي السائد، وخصوصاً في ملفي تشكيل الحكومة والاستعدادات لملاقاة الاستحقاق الرئاسي بعد حلول السنة الجديدة. واذا كان اعلان الرئيس سليمان انه سيتحدث بصراحة كاملة عن كل مواضيع الساعة المطروحة وسيجيب عن كل الاسئلة أياً تكن طبيعتها، في لقاء مع مندوبي الصحافة والاعلام في 29 من كانون الأول الجاري، قد أثار تساؤلات عما يمكن ان يكشفه من معطيات جديدة حول الازمة الداخلية، فان المعلومات المتوافرة لدى "النهار" تشير الى ان الايام الاولى من الشهر المقبل ستشهد اندفاعاً قوياً على محور الازمة الحكومية سعياً الى هدف أساسي يبدو ان سليمان والرئيس المكلف تمام سلام قد اتفقا على ضرورة تحريك الجهود من اجله، وهو بذل محاولة متقدمة لتشكيل حكومة جديدة قبل الخامس عشر من كانون الثاني 2014 موعد انعقاد مؤتمر الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية بأزمة اللاجئين والنازحين السوريين الذي سينعقد في الكويت وفي الحد الاقصى قبل نهاية كانون الثاني، نظراً الى ضيق المهل الدستورية مع دخول البلاد في العد العكسي للاستحقاق الرئاسي.
وفي ظل هذه المعطيات، اكتسب لقاء الرئيس سليمان ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أمس في قصر بعبدا دلالة بارزة، خصوصا انه جاء عقب المواقف التصعيدية التي اطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة، ولم تخل من تحذيرات في شأن تشكيل حكومة امر واقع اعتبرت موجهة ضد الرئيس سليمان والرئيس المكلف.
غير ان المصادر القريبة من الجانبين عكست أجواء مرنة حيال اللقاء أمس، وإن تكن لم تخف وجود تباينات في المواقف. وقالت أوساط قريبة من قصر بعبدا لـ"النهار"، ان اللقاء يندرج في اطار التواصل بين الجانبين في ما يدحض أي كلام عن وجود قطيعة بين بعبدا والحزب. وأوضحت ان التباين في وجهات النظر في عدد من المواضيع لا يعني ان هناك خلافاً أو ان التواصل غير قائم، مؤكدة أن ثمة توافقاً على ابقاء خطوط التشاور مفتوحة في شكل دائم. وكشفت أن الرئيس سليمان شدد على ضرورة البحث في تشكيل حكومة جديدة في القريب العاجل، علما انه سبق له ان توافق مع الرئيس سلام على هذا الامر كما أبلغ النائب وليد جنبلاط ذلك ووجه الى رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة بهذا المعنى بواسطة الوزير علي حسن خليل. ولفت الى ان المهل تضيق وتتآكل ويجب على الجميع ان يتحمّلوا المسؤولية لتشكيل حكومة تدير البلاد في الفترة الانتقالية، نظراً الى الضغوط الكبيرة الامنية والاقتصادية والاجتماعية التي تملي تشكيلها، كما انه لا يمكنه ان يسلم حكومة مشكوكاً في وضعها القانوني والدستوري صلاحيات الرئاسة اذا تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية. وفهم ان النائب رعد نقل وجهة نظر الحزب المتمسك بتشكيل حكومة جامعة سياسياً على أساس صيغة 9-9-6. وقالت أوساط قريبة من الحزب لـ"النهار" ان اللقاء اتسم بالود والصراحة، خصوصاً ان الرئيس سليمان حريص على عدم مقاطعة أي طرف ويتفهم ان يكون لفريق سياسي رأي مخالف لتوجهاته. وأضافت ان رعد كرر موقف الحزب من رفض حكومة أمر واقع، وان رئيس الجمهورية أكد اقتناعه بحكومة جامعة وانه لا يمانع في صيغة 9-9-6 وفور تقديم الرئيس المكلف صيغته سيوقعها.
في غضون ذلك، حذّر الرئيس سلام من ان الازمة الداخلية "بلغت مبلغاً مقلقاً وباتت تشكل تهديداً حقيقياً لسلمنا واستقرارنا ولنسيجنا الاجتماعي". وقال ان الاعمال الارهابية البشعة هي "صورة عن الهاوية الامنية التي يمكن ان تنزلق اليها البلاد اذا بقيت الحياة السياسية مشلولة وبقي الحوار الهادئ والمسؤول غائبا".
كذلك دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى "عقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات السياسية، من خلال حكومة وطنية سياسية جامعة تضم جميع الافرقاء وتحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي".
على صعيد آخر، عقد اجتماع أمس في بيت الوسط خصص لمتابعة الجوانب التنفيذية من "اعلان طرابلس" الذي صدر قبل فترة. وأوضح الرئيس فؤاد السنيورة لـ"النهار" ان الاجتماع جاء في اطار متابعة مقررات "اعلان طرابلس"، مشيراً الى انه خصص للبحث في الجانب الاقتصادي من الاعلان وجرى عرض للآليات التي تتيح تحريك العجلة الاقتصادية في المدينة وتفعيل قانون انشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة ومشاركة القطاع الخاص في هذه الآليات وملاحقة التنفيذ. كما كشف ان اجتماعا آخر سيدعو اليه الجمعة المقبل مبدئياً يخصص لمتابعة الجوانب السياسية بما فيها التوصية باعلان طرابلس مدينة منزوعة السلاح. ورداً على سؤال عن موضوع المصالحة والتحضير لها قال: "ان اليد الممدودة تتطلب يدا تقابلها، وهذا الامر سيكون موضوع متابعة وبحث في الاجتماع المقبل".
واشنطن تدعو قادة المنطقة إلى وقف تمويل "القاعدة"
قتلى البراميل المتفجّرة إلى 300 والمعارضة تلوّح بمقاطعة جنيف
دعت واشنطن قادة المنطقة الى وقف تمويل "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) و"جبهة النصرة" ووقف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا، فيما قال الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده تواجه "فكراً تكفيرياً متطرفاً". وأفاد ناشطون ان 300 قتيل سقطوا في ثمانية ايام نتيجة الغارات التي يشنها النظام بالبراميل المتفجرة على احياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب. واعلنت روسيا ارسال 75 شاحنة ومعدات اخرى للمساعدة في عملية إزالة الاسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
ونددت وزارة الخارجية الاميركية في بيان وزعته السفارة الاميركية في بغداد بالهجمات الاخيرة في العراق التي استهدفت خصوصا قوات الجيش والشرطة، متهمة بها "داعش" وقالت ان "الدولة الاسلامية في العراق والشام هي فرع من تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للولايات المتحدة وجمهورية العراق، ويشكل تهديدا لمنطقة الشرق الأوسط الكبير". واضافت: "سنواصل عملنا مع جميع القادة العراقيين من اجل... عزل الشبكات المتطرفة العنيفة".
ودعت "قادة المنطقة الى اتخاذ التدابير الفعالة لمنع تمويل وتجنيد عناصر في هذه المجموعات، ومنها الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، وايقاف تدفق المقاتلين الاجانب الى سوريا حيث يقوم الكثير منهم لاحقا بتنفيذ تفجيرات انتحارية ضد مدنيين أبرياء في العراق".
الاسد
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن الاسد لدى استقباله وفداً اوسترالياً تضامنياً "ان ما تواجهه البلاد من فكر تكفيري متطرف هو إرهاب لا حدود ولا وطن له... هو آفة دولية يمكن أن تضرب في أي زمان ومكان". وانتقد الغرب الداعم اجمالا للمعارضة المطالبة برحيله، قائلاً: "المشكلة ان بعض ساسته يتصرفون تجاه قضايا المنطقة بمعايير مزدوجة ومصالح ضيقة بعيدا من فهم صحيح للواقع وطبيعة ما يجري في سوريا"، في اشارة الى النزاع الذي نشب منتصف آذار 2011.
300 قتيل في حلب
ميدانياً، افاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له ان 300 شخص على الاقل بينهم 87 طفلا قتلوا في ثمانية ايام من الغارات الجوية لقوات النظام على مناطق المعارضة في حلب.
وقال انه في اليوم التاسع للغارات، قتل 30 شخصا على الاقل الاثنين في قصف جوي لمدينة حلب، بينهم 12 طفلا وسيدتان. واشار الى ان القصف تركز على احياء السكري والمرجة والمعادي والنيرب، مرجحا ارتفاع العدد لوجود اصابات خطرة. واشار الى تعرض مناطق في ريف حلب بينها اعزاز الحدودية مع تركيا وبلدة مارع، لقصف مماثل.
وبث "مركز حلب الاعلامي" اشرطة مصورة في موقع "يوتيوب" الالكتروني تظهر آثار القصف لحي المرجة جنوب شرق حلب.
وترى المعارضة ان هدف الغارات تحطيم معنويات سكان المناطق التي تسيطر عليها، وتأليبهم على مقاتلي المعارضة في كبرى مدن الشمال، والتي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها.
وأوضح مصدر أمني سوري ان الطيران يستهدف "مواقع محددة" للمسلحين، الا ان هذه "موجودة وسط مناطق مدنية"، مشددا على ان الجيش النظامي ينقصه العديد اللازم لشن حملة برية في حلب، عكس محيط دمشق حيث أحرز تقدما اخيراً بدعم من "حزب الله" اللبناني.
وردا على تواصل الغارات، حذر الامين العام لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بدر جاموس من انه "في حال استمرار القصف الذي يمارسه نظام الاسد ومحاولته لتصفية الشعب السوري، فان الائتلاف لن يذهب الى (مؤتمر) جنيف". وأوضح ان الهيئة العامة للائتلاف "ستتخذ قرارا تجاه المشاركة في جنيف 2 خلال اجتماعها في الرابع من شهر كانون الثاني المقبل". ومن المقرر ان يبدأ المؤتمر اعماله بمشاركة النظام والمعارضة في مدينة مونترو السويسرية، ويستكملها بعد يومين في جنيف.
الى ذلك، جاء في بيان ان رئيس الائتلاف احمد الجربا اتصل بوزيري خارجية بريطانيا وليم هيغ وفرنسا لوران فابيوس من أجل "اطلاعهما ... على صورة الاعتداءات اليومية التي يقوم بها نظام الأسد باستخدامه البراميل المتفجرة والطيران الحربي مخلفاً وراءه عشرات الضحايا".
ويرى محللون ان النظام يكثف غاراته الجوية على حلب، من غير ان يكترث لرد فعل محتمل من المجتمع الدولي.
روسيا
وفي موسكو، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان روسيا ارسلت جوا الى سوريا 75 شاحنة ومعدات اخرى للمساعدة في عملية ازالة وتدمير الاسلحة الكيميائية السورية.
وقال شويغو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال بالفيديو: "طوال ثلاثة ايام بين 18 و20 كانون الاول تم نقل 75 وحدة من المركبات بينها 50 شاحنة من نوع كاماز و25 عربة مدرعة نوع اورال جوا الى مطار اللاذقية".
وكان سفير روسيا في دمشق قال الاسبوع الماضي ان موسكو ارسلت 10 طائرات الى مدينة اللاذقية الساحلية للمساعدة في تلك العملية. وقالت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان شاحنات مدرعة روسية ستساعد في نقل الاسلحة الكيميائية السورية الى الخارج.
بان كي - مون
في نيويورك، أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون انه سيوجه قبل نهاية كانون الاول الجاري الدعوات الرسمية الى مؤتمر جنيف 2 ، داعيا مجددا الى مشاركة ايران في المؤتمر.
وقال: "ان لائحة المدعوين مكتملة تقريبا، وآمل ان تسوى قريبا مسألة مشاركة ايران". واشار الى ان "على ايران ان تساهم في السلام في سوريا وكذلك آخرين في المنطقة". وأكد انه "يدين تماما استخدام البراميل المتفجرة اخيراً" في عمليات قصف في حلب."
الاخبار
مصارحة بين سليمان ورعد: لا اتفاق على حكــومة
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "لقاء المصارحة الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب محمد رعد لا يبشر بالخير. سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام لن يتركا البلد من دون حكومة، وحزب الله لن يسكت عن حكومة غير متوازنة، فيما التشاؤم يصيب الرئيس نبيه بري أيضاً.
اللقاء «الصريح» و«الواضح» الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد أمس ليس إلّا شكلاً نافراً من أشكال الانقسام السياسي الحاد الذي يعصف بالبلاد. رئيس الجمهورية أبلغ رعد أنه لن يترك البلد للفراغ، ورعد أبلغه أن السير بحكومة غير متوازنة يعني فتنة كبيرة. هو التصعيد إذاً، الذي يشبه نفقاً من دون ضوء في آخره. والتشاؤم ليس على ضفة سليمان ـــ حزب الله فحسب، إذ نقل زوار الرئيس نبيه بري أمس عنه تشاؤمه بالنسبة إلى الوضع اللبناني، وإلى وضع المنطقة بشكلٍ عام. وأشارت مصادر الزوار لـ«الأخبار» إلى أن «الرئيس بري لا يرى خيراً في الآتي، لأن الأمور تغلي في العراق وسوريا ولبنان وكل المنطقة، من دون أن يظهر في الأفق أن أحداً سيتراجع، ويجب ألا تصل الأمور إلى حالة عداء مع السعودية، لأن هذا العداء يعني الحرب الطاحنة في كلّ المنطقة». وبحسب ما رشح عن اللقاء بين رعد وسليمان، فإن «الطرفين عرضا بشكل صريح ومباشر لمواقفهما من الاستحقاقات الداهمة على صعيدي تأليف الحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية». وقالت مصادر في حزب الله لـ«الأخبار» إن «سليمان كرر أمام رعد موقفه الداعي إلى تشكيل حكومة حيادية». ونقل عن سليمان أنه «لا يريد ترك البلاد في حال فراغ تام، حكومياً ورئاسياً، وهو يرى أن حكومة تصريف الأعمال ليست قادرة على إدارة البلاد وهي حكومة غير جامعة». وكرر سليمان ما سبق أن قاله إنه «اضطر إلى لعب دور من أجل تحقيق توازن مع الحكومة التي لا يوجد فيها ممثلون عن فريق 14 آذار».
وكذلك «سمع سليمان من رعد شرحاً مفصلاً لكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة على قناة «أو تي في»، وفي خطابه الأخير في تأبين الشهيد حسان اللقيس». وجدد رعد تأكيد أن «أي محاولة لتشكيل حكومة غير متوازنة سوف تقود البلاد إلى فتنة كبيرة، وأن حزب الله وكل قوى 8 آذار والتيار الوطني الحر سوف يقفون في وجه هذه المغامرة». وقال رعد لسليمان إن «فريق 14 آذار لم يكن غائباً عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. ومسيرة الحكومة وقراراتها والكثير من الخطوات بما في ذلك التوجه السياسي، لم تكن ضد مصالح فريق 14 آذار، وأن مصالح هذا الفريق لا تزال قائمة ونفوذه قوي داخل مؤسسات السلطة السياسية والاقتصادية والأمنية». وتتابع المصادر، «قال سليمان لرعد إنه لا يريد التمديد لنفسه»، فيما أكد له الأخير أن «البلاد تحتاج إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها»، لكن «سليمان شدد على أنه لا مجال أمامه إلا تشكيل حكومة قبل نهاية عهده، وأنه في ظل الانقسام الداخلي والإقليمي سوف يدعم قيام حكومة تضم محايدين لكي تتولى إدارة البلاد».
وفي السياق ذاته، نقل زوار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام عنه تفاهمه مع سليمان على ضرورة إعطائه فرصة إضافية لبضعة أسابيع أو لشهرين كحد أقصى، معلناً أنه «في حال تعذر التفاهم السياسي فهو سيقترح حكومة حيادية شاملة، وأن سليمان سوف يوقّع مراسيم تشكيلها».
ولفت سلام في رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، إلى أن «الأزمة بلغت مبلغاً مقلقاً، وباتت تشكل تهديداً حقيقياً لسلمنا واستقرارنا ولنسيجنا الاجتماعي».
وكان سليمان قد أكد في حديث إلى «المركزية» أنه «في الظروف الراهنة يرفض التمديد أو التجديد احتراماً للدستور ونصوصه»، وأنه «سيكون في 26 أيار في منزله في عمشيت وليس في بعبدا». وأعلن أنه سيجري في لقائه مع الإعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا، الأحد المقبل، «جردة حساب» لما فات خلال عهده، ويضيء على المرحلة المقبلة، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية و«ضرورة احترام المهل الدستورية لانتخاب رئيس جديد يدير البلاد ويمنع الفراغ».
جنبلاط: حكومة الأمر الواقع تفاقم التعقيدات
من جهته، دعا النائب وليد جنبلاط إلى عقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات السياسيّة من خلال تأليف حكومة وطنيّة سياسيّة جامعة تضم جميع الفرقاء وتحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي.
وحذّر في موقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء الإلكترونية من «أن حكومة الأمر الواقع تفاقم التعقيدات على المستويات السياسيّة والدستوريّة والأمنيّة».
قهوجي للصيداويين: سنحميكم
وبعيداً عن السياسة، تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي قيادة لواء المشاة الثامن في الزهراني، وقيادة لواء المشاة الأول في ثكنة محمد زغيب ــ صيدا، مهنّئاً العسكريين بحلول الأعياد، ومثنياً على دورهم في حفظ الأمن والاستقرار في عاصمة الجنوب ومحيطها. وأكد أن «صيدا مدينتنا، وهي مدينة العيش المشترك والتآخي بين جميع أبنائها، ونحن نطمئن الصيداويين إلى أن الجيش لن يوفر جهداً لحمايتهم (...). ولن يسمح لأيادي الإرهاب بأن تضرب فيها».
من جهة أخرى، أكّد الاجتماع الثالث للقاء المسيحي ـــ بيت عنيا أن «المسيحيين المشرقيين متمسكون بخيار الدولة المدنية والمساواة التامة». وفي ردّ ضمني على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، شدَّد اللقاء المسيحي على «أن مواجهة ظاهرة الإرهاب التكفيري لا تتم بتجهيل مصادر هذه الظاهرة ولا بتبريرها بظروف وأحداث طارئة، ولا تتم أيضاً بتجريم المسيحيين المشرقيين على خياراتهم»."
اللواء
سليمان لن يسلم البلد لفريق واحد .. وسلام يقترح التفهم والحوار للإنقاذ
حكومة «ملء الفراغ الرئاسي» مصغرة وتوافقية
وكتبت صحيفة اللواء تقول "الهاجس الرئيسي الذي يفضُّ مضاجع كبار المعنيين من رسميين وسياسيين وروحيين يتركز على استدراك كيفية الحفاظ على سلطة شرعية في ما اذا وصلت البلاد الى 25 ايار من دون اجراء الانتخابات الرئاسية، في حين يتركز الاهتمام الامني على منع العبث بالاستقرار وتنفيذ ما بات يعرف باجراءات استباقية لمنع «الخلايا النائمة» من التحرك لوضع العبوات او نقل السيارات المفخخة، او تنفيذ اغتيالات، وتجري استعدادات لعقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في روما في آذار المقبل، بالتزامن مع اجراءات تأليف حكومة ملء الفراغ الرئاسي.
وكشفت مصادر الرئاسة الاولى لـ«اللواء» ان الرئيس ميشال سليمان بدأ اجراء مشاورات مع رؤساء الكتل والاطراف لوضعهم امام مسؤولياتهم من زاوية الثوابت الثلاث التالية:
1- انه سينهي عهده كما بدأه توافقياً ميثاقياً محافظاً عى قسمه الدستوري.
2- ان الرئيس لن يسلم البلد عندما يغادر بعبدا الى منزله في عمشيت الى حكومة من لون واحد، في اشارة الى بقاء الحكومة الحالية، وهي في مرحلة تصريف الاعمال.
3- الولاية تقترب من نهايتها، وعلى فريق 8 و14 آذار تحمل المسؤولية الوطنية والكف عن وضع الشروط والشروط المضادة، والتجاوب مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في انجاز تأليف حكومة وطنية ممثلة شبيهة بالتوافق على «اعلان بعبدا» ولكن من دون الانقلاب عليها.
وعلمت «اللواء» من مصدر موثوق به ان الصيغ المقترحة في الكواليس، وفي الاتصالات البعيدة عن الاضواء، تتركز على حكومة ممثلة وتوافقية ومصغرة تتراوح ما بين ستة و12 وزيراً ما لم تحصل موافقة على صيغة 9-9-6.
ولاحظ المصدر ان كل الاطراف بدأت تدرك مخاطر عدم تشكيل حكومة في ظل الفراغ المقبل، الامر الذي يدفع الى توقع ان تبادر هذه الاطراف الى تليين مواقفها في مواقع وتدوير الزوايا في مواقع اخرى، من اجل تسهيل عملية تأليف الحكومة، خصوصاً وان البحث عاد الى مسألة الصيغ.
زيارة رعد
ولم تستبعد مصادر مطلعة، ان تكون زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى قصر بعبدا امس، في اطار المشاورات التي بدأها الرئيس سليمان، ويفترض ان يستكملها مع بداية السنة الجديدة، على انها الاولى للنائب رعد، بعد رد رئيس الجمهورية على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سواء بالنسبة الى قتاله في سوريا، او اتهامه للمملكة العربية السعودية بالوقوف وراء تفجيرات السفارة الايرانية، وهي جاءت نتيجة الاتصال الذي اجراه الرئيس سليمان برعد للاطمئنان منه على جرحى عملية صبوبا في سهل اللبوة في البقاع الشمالي، حيث اتفقا في هذا الاتصال على موعد اللقاء، الامر الذي يؤكد حرص الطرفين على عدم قطع «شعرة معاوية» بينهما، ودحض اي كلام عن وجود قطبة بين بعبدا والضاحية الجنوبية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان التباين في وجهات النظر بين رئيس الجمهورية وحزب الله حول عدد من المواضيع لا يعني ان هناك خلافاً، او ان التواصل غير قائم، مؤكدة ان هناك توافقاً على ابقاء خطوط التشاور مفتوحة بشكل دائم.
ونفت المصادر ان يكون رعد قد حمل الى قصر بعبدا اي طرح محدد في ما خص الملف الحكومي، لكنه نقل موقف الحزب المتمسك بقيام حكومة وحدة وطنية وفق صيغة 9-9-6.
وفي المقابل، ذكّر الرئيس سليمان بأهمية قيام الحكومة قبل الدخول في المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية، وذلك انطلاقاً من حرصه على التقيد بالاصول الدستورية، ودعوته جميع الاطراف السياسية الى تحمل مسؤولياتها، لان ما يهمه عدم حصول اي فراغ.
وقالت المصادر إن البحث بين سليمان ورعد تناول أيضاً الاستحقاق الرئاسي، حيث أبلغ الأخير رئيس الجمهورية موقف الحزب القائم على وجوب إنجاز هذا الاستحقاق في موعده، مشيرة الى أن اللقاء تناول أيضاً التحضيرات لانعقاد مؤتمر جنيف-2 بعدما تبلغ قصر بعبدا تثبيت موعد هذا المؤتمر في 22 كانون الثاني المقبل، بالإضافة الى الوضع في سوريا، وكان توافق على أهمية الحفاظ على الاستقرار الداخلي ومنع الانجرار نحو أي توتر وتمرير الاستحقاقات المقبلة بتضامن وهدوء.
أما مصادر «حزب الله» فقد كشفت أن لقاء سليمان ورعد بحث في ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وبحسب «المنار» فقد نصح رعد خلال اللقاء ألا تكون الحكومة الجديدة حكومة أمر واقع لما تسببه من مخاطر على البلد.
سلام لـ «العهد»
وتزامناً مع زيارة رعد لبعبدا، كان لافتاَ للانتباه حديث الرئيس المكلف تمام سلام لموقع «العهد» الاخباري، التابع لحزب الله، عشية العام الجديد، حيث أمل بظروف أفضل يحل فيها الوئام محل التنابذ وتنعقد فيها الإرادات على النهوض بلبنان، معتبراً أن هذا الأمر «يتطلّب منّا جميعاً تفهّم الآخر والترفع عن الحسابات الفئوية وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبار آخر».
وقال موقع «العهد» إن الرئيس المكلف الذي يحرص على عدم الدخول في أي سجال مع القوى السياسية كافة، يؤيد دعوة السيّد نصر الله لعدم السماح للقوى الخارجية بالتدخل في تشكيل الحكومة، ونقل عن مصادر سلام أنه يعتبر أنه من البديهيات اللجوء حصراً الى الدستور في هذا الاستحقاق وعدم المراهنة على الخارج.
ولفت الى أن سلام، ومنذ اليوم الأول للتكليف، يسعى الى تشكيل حكومة المصلحة الوطنية، وإلى أنه لم يعتمد يوماً كلمة «حكومة أمر واقع»، بل حكومة تعود بالنفع والمصلحة على لبنان الذي يعاني الأمرّين.
وكان الرئيس سلام وجّه الى اللبنانيين رسالة لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، منبهاً الى أن الأزمة باتت تشكل تهديداً حقيقياً للسلم الأهلي والاستقرار وللنسيج الاجتماعي، مشيراً الى أن «الانكفاء على الذات والتمترس خلف العصبيات الفئوية والاستمرار في تعطيل المؤسسات، هي وصفة لاستمرار الشلل والخراب وتحلل الدولة، وأن المخرج الذي لا يملك اللبنانيون غيره، يكمن في الانفتاح والتفهم والحوار، والعودة الى آليات النظام الديموقراطي ونصوص الدستور المكرّسة دون أي مؤثرات أخرى».
جنبلاط
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط فقد انطلق من حادثة الصويري في البقاع الغربي، معتبراً إياها «جرس إنذار»، للدعوة الى ضرورة عقلنة الخطابات وتنظيم الخلافات السياسية من خلال تأليف حكومة وطنية سياسية جامعة تضم جميع الفرقاء وتحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق السياسي، والاقلاع عن أي شكل من أشكال المراهنات على الحدث السوري، ناصحاً، في موقفه الاسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية، بالابتعاد عن الإقدام على تشكيل ما سمي حكومة «أمر واقع» لأنها ستفاقم التعقيدات على المستويات السياسية والدستورية والأمنية، في الوقت الذي تتناسى معظم مكونات الطبقة السياسية ضرورة الاحتضان السياسي الواسع للجيش اللبناني والقوى الأمنية لكي تتمكن من القيام بالمهام الكبرى الملقاة على عاتقها.
جولة قهوجي
وفي سياق، ما وصف بالاجراءات الاستباقية للجيش، زار قائد الجيش العماد جان قهوجي امس، منطقة الجنوب، حيث تفقد اولاً الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة مرجعيون، كما زار مقر قيادة قوات الامم المتحدة المؤقتة «اليونيفل» في الناقورة، ثم تفقد قيادة لواء المشاة الثامن في الزهراني وقيادة لواء المشاة الاول في ثكنة محمد زغيب في صيدا، ووصف هذا الجزء من الجولة بانه رد من قهوجي على التهديدات التي تلقاها الجيش في صيدا، وكانت له من هناك مجموعة رسائل امنية، اكد من خلالها بأن الجيش لن يسكت عن اي استهداف يطاله وعن اي نقطة دم تسهيل من الجنود.
واضاف مخاطباً العسكريين: «يقبل البلد على استحقاقات داهمة، وتقع عليكم مهمة كبيرة في حفظ استقرار لبنان»، مشيراً الى ان جهات داخلية وخارجية تحاول المس بهذا الاستقرار، واستهدافكم عبر عمليات انتحارية وامنية لاضعاف الجيش تمهيداً للنيل من وحدة لبنان، لكن سيعلم الجميع انكم دائماً على قدر المسؤولية والتحديات.
وطمأن العماد قهوجي ابناء صيدا الى ان الجيش لن يوفر جهداً لحمايتهم، ولن يتخلى عن دوره في المدينة، بل سيضاعف جهوده فيها وفي البلدات المجاورة والطريق الساحلية لحمايتها من اي محاولة للعبث بأمنها والتفريق بينها وبين الجوار، ولن يسمح لايادي الارهاب بأن تضرب فيها.
الصفدي
من جهة ثانية، وعلى خلفية انفجار الخلاف بينهما حول تمويل حصة لبنان في المحكمة الدولية، فجر وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي علاقته برئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، واصفاً هذه العلاقة «بالصعبة»، لافتاً الى ان التواصل السياسي انقطع مع ميقاتي منذ الانتخابات النيابية في العام 2009 ما خلا المناسبات الاجتماعية، لكنه نفى عن نفسه بأن يكون شريكاً له بالطعن في ظهر الرئيس سعد الحريري، لافتاً النظر الى انه لم يستقل من الحكومة، الا ان الظروف حتمت على الرئيس الحريري الاستقالة، ومن ثم حتمت ظروف اخرى بأن يستقبل الرئيس ميقاتي قائلاً: «انا حتى الساعة لم اعرف لماذا قدم ميقاتي استقالته وتسبب بهذا الفراغ في البلد، وهو يعرف تماماً انه من المستحيل تأليف حكومة وحدة وطنية بسبب الانقسام العامودي في البلد.
ونفى الصفدي ايضاً ان يكون مكتبه يروج الشائعات ضد ميقاتي، مع انه اشاد باخلاقياته العامة وعروبته المعروفة، الا انه اتهم رئيس الحكومة، بانه حاول مراراً تشكيل لجنة في رئاسة الوزراء لادارة وزارة المالية، معتبراً ان مقاييس ميقاتي في ادارة المال فيها خطأ.
ولفت الى انه حاول ابداء كل تعاون مع ميقاتي، حتى جاءت مسألة سلسلة الرتب والرواتب التي لم اوافق عليها وسجلت احتجاجي في مجلس الوزراء على اقرارها، معتبراً ان السلسلة وبالشكل الذي حولت فيه من الحكومة الى مجلس النواب لم تكن صحيحة."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها