"يسـقط حمـد".. لم تتمالك جموع الزوار المحتشدين في مقام أبي الفضل العباس نفسها لتردد هذا الهتافـ، بعد سماعها ما رفعه عدد من الناشطين البحرينيين في "ائتلاف شباب 14 فبراير"
إسراء الفاس - كربلاء المقدسة
"يسـقط حمـد"..
لم تتمالك جموع الزوار المحتشدين في مقام أبي الفضل العباس نفسها لتردد هذا الهتافـ، بعد سماعها ما رفعه عدد من الناشطين البحرينيين في ائتلاف شباب 14 فبراير "نساؤنا في السجون.. يا للعجب يا للعجب جيش يقتل الشعب". ومشهد دخول شبان ونسوة بحرينيين ملثمين بأكفانهم دفع الزوار المحتشدين إلى اطلاق شعارات طالت السعودية هذه المرة.
عند الساعة السابعة من مساء الاثنين نظَّم عدد من الشبان البحرينيين القيمين على "معرض صور الثورة البحرينية المظلومة" وعدد من أهالي الشهداء مسيرة خرجت من مكان تنظيم المعرض ، مقابل باب الشهداء التابع لمقام الامام الحسين –ع- باتجاه مقام أبي الفضل العباس.
وحمل المشاركون أعلام البحرين وصوراً للشهداء، كما ارتدى الشبان أكفاناً بيضاء.
الثورة المظلومة
ومقابل باب الشهداء (مقام الامام الحسين) المواجه لمقام أبي الفضل العباس، إختار الناشطون البحرينيون تنظيم معرض عرضوا فيه صور الشهداء والرموز المعتقلين. وعرضت أيضا صور للكادر الطبي، وشبان حوكموا بتهم مفبركة منها تشكيل الخلايا الارهابية ، إضافة إلى صور حرق نسخ القرآن الكريم والتعدي على المقدسات... كما خُصصت زاوية لشهداء القطيف شرق السعودية.
المعرض لاقى تفاعلاً واسعاً من قبل الزوار، كثرٌ من كانوا على اطلاع على ازمة البحرين ، الا أن صور الشهداء لاسيما الأطفال منهم أثارت الجميع.. سُكبت الدموع ، وانطلقت عبارات التضامن ودعوات النصر والتسديد، تماماً كما انصبت الهتافات الغاضبة على السلطات البحرينية، وآثر آخرون أنْ يقدموا الدعم المادي للثورة السلمية..
شاب عراقي كان يدون كل ما يذكره الناشطون عن جرائم السلطة، كان يُكثر من الأسئلة... ليترك القلم والدفتر وينضم إلى صفوف الناشطين معرفاً الزائرين بالقضية التي قضى في سبيلها أطفال وشباب وشيوخ. وشاب آخر من لبنان المقاومة -كما يُحبب له أن يردد- جلس جنباً إلى جنب مع الشبان البحرينيين الذين إختاروا أن يكونوا ملثمين خشية الملاحقة الأمنية بعد عودتهم إلى البحرين. ومن بين زوار المعرض شباب أجانب ، أحدهم لم يجد سبيلاً للتعبير إلا بالتعرض لصورة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، آخرون من إيران عرضوا على الشبان إقامة معرض مشابه في الجمهورية الاسلامية..
العرادي: الحسين (ع) هو الحقوقي الأول والملهم للبحرين
وفي حديث مع موقع قناة المنار قال الناشط البحريني د. ابراهيم العرادي إن المعرض يقام للسنة الثالثة على التوالي في كربلاء المقدسة، في رسالة أن الشعب البحريني لازال يعيش المأساة نفسها لناحية قتل الأطفال واعتقال نسوة وشبان، " فلا يوجد بيت في البحرين لم يقدم شهيداً أو معتقلاً أو له مطارداً".
"نحن اليوم نستغل فرصة توجه الأنظار إلى هذه البقعة، حيث الحشود المليونية من مختلف البلدان، كي يرى العالم أجمع ما يجري في وطننا، لأن هناك تعتيم مقصود على ما يُرتكب... لشعبنا الحق في أن يصل صوته لكل العالم، ونحن ندعو الجميع لأن ينقل الصورة في البحرين كما هي وبحيادية".
وتابع العرادي مؤكداً أن تفاعل الزوار مع الصور هذا العام ليس مسبوقاً، "فالكل يتأثر ويبكي ويدعو لنا".
وأضاف أن كربلاء هي أرض مفجر الثورات الحقوقي الأول المطالب بالحق، والشعب البحريني ملتزم كما ملهمه الامام الحسين –ع- بحقوقه، وهو اليوم يتوجع إلى العالم أجمه لعله يحرك ساكناً ويساهم في تغيير الوضع.
الشهيد السيد هاشم: "القاسم"
وكان لموقع المنار حديث مع والد الشهيد السيد هاشم سعيد (15 عاماً)، تطرق خلاله إلى كيفية استشهاد نجله الذي قضى بطلقة من الغازات المسيلة للدموع أصابته في عنقه.
يتحدث الوالد بحرقة واضحة عن نجله، الذي استشهد في 31/12/2012 وكأن يسرد شيئاً من قصة القاسم الذي قضى فداءً لعمه الحسين -ع-، تنقل الروايات أن الإمام ودع القاسم قبل بروزه للمعركة وألبسه عمامة والده، هذه المرة لم يُلبس أحد السيد هاشم قميص والده، لبسه بنفسه قبل أن يقضي شهيدا.
يقول والد الشهيد السيد هاشم إنه عند الشهيد الأكبر الامام الحسين –ع- الذي قدَّم أهله وأصحابه ونفسه، فان فقدانه لولده لا يقارن بتضحيات سيد الشهداء، "الذي يمدنا بالقوة والعزيمة والاصرار".
الشهيد علي بداح: "علي الأكبر"
أما الشهيد علي بداح (16 عاماً) ففي استشهاده شيء من قصة نجل سيد الشهداء علي الأكبر –ع-، يقول والده ذلك بغصة بالغة، يختنق صوت الوالد وهو يروي أنَّ نجله قضى بتاريخ 19/11/2011 دهساً بمركبات النظام، التي داست على جسد الشهيد أكثر من مرة ما أدى الى تكسير اعظامه.
يفتخر والد الشهيد أن نجله مضى على درب الامام الحسين –ع- مطالباً بحقوقه المسلوبة خلال مسيرة سلمية.