عذباً يصدح صدى أجراس كنيسة القديس سركيس في طهران، أو كنيسة سركيسيان، كما تعرف هنا، نسبة لأبناء العائلة التي بدأت في مشروع بنائها أواسط الستينيات من القرن المنصرم
علي هاشم
عذباً يصدح صدى أجراس كنيسة القديس سركيس في طهران، أو كنيسة سركيسيان، كما تعرف هنا، نسبة لأبناء العائلة التي بدأت في مشروع بنائها أواسط الستينيات من القرن المنصرم، ورفعت الصليب عليها في العام 1970.
صليب في قلب طهران، لا حاجة للعجب. في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر من 600 كنيسة في مدن مختلفة، نصيب طهران العاصمة منها 37 تتوزّع على مناطق مختلفة. وفي طهران أيضاً يمارس المسيحيون شعائرهم الدينية، فيما تقوم لجان شبابية بتنظيم الاحتفالات والمناسبات الدينية.
يقول مطران الأرمن في طهران وشمال إيران سبوح سركيسيان إن العلاقة بين إيران الدولة والمسيحيين، وتحديداً الأرمن، وهي الطائفة التي يعتنقها غالبية المسيحيين في البلاد، هي علاقة مواطنين بدولة «نحن قبل كل شيء مواطنون إيرانيون، نتمتع بجميع حقوقنا كأي مواطن آخر، إلا أنه لدينا حقوقنا وقوانيننا الخاصة التابعة للكنيسة».
في شارع نجات اللهي، أو ما كان يعرف بشارع فيلا قبل الثورة الإسلامية، تقع كنيسة القديس سركيس. هي الكنيسة التي يتابع منها المطران سركيسيان رعيته، التي يؤكد أنها «مرتاحة في إيران أكثر من أي مكان آخر في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «في هذه المرحلة، إيران هي من أكثر الدول التي يشعر فيها المسيحيون بالأمان في المنطقة، الدولة تحترم فيها بشكل خاص المسيحيين والأرمن. ونحن هنا في هذه البلاد منذ آلاف السنين، لدينا حضارتنا واندمجنا بالمجتمع الإيراني ثقافيا واجتماعيا وحتى عسكريا، مع الحفاظ على الخصوصية والشخصية الدينية».
خلال الحرب الإيرانية - العراقية سقط في صفوف الجيش الإيراني أكثر من 200 جندي من الطائفة الأرمنية، خلّدت ذكراهم في شارع ميردماد شمال طهران بجدارية ضخمة تحوي صوراً لبعضهم. فهؤلاء بالنسبة لإيران هم شهداء «الدفاع المقدس عن الجمهورية الإسلامية». لم يعزل المسيحيون الإيرانيون انفسهم بعيداً عن الدولة، كما هو الحال في عدد من الدول الأخرى، حتى وإن كان نظام الحكم إسلامياً.
ويقول المطران الإيراني: «ليس هناك فردوس على الأرض. في كل دول العالم يعاني المواطنون من مشاكل اجتماعية وتربوية وغيرها، وعندما أقول إن علاقتنا بالدولة جيدة جداً، وإنها ترعانا، فهذا لا يعني أنه ليس لدينا مشاكل أو أننا نعيش في الفردوس، لكننا نفضل حلّ هذه المشاكل بيننا وبينها ومناقشتها ضمن الغرف المغلقة».
وبحسب الإحصاءات الرسمية يعيش في إيران حوالى ربع مليون مسيحي، معظمهم من الأرمن، ويأتي السريان في المرتبة الثانية، ولهؤلاء 3 ممثلين في مجلس الشورى الإسلامي ينتخبونهم بأنفسهم. يعيش المسيحيون الإيرانيون بشكل أساسي في المدن، ولطهران حصة الأسد منهم، إذ يعيش فيها ما يقارب نصف المسيحيين الإيرانيين. في طهران، عدد كبير من الكنائس لطوائف مسيحية مختلفة، ولدى الطائفة الأرمنية نادٍ خاص يدعى نادي «آرارات» يقع في شارع آرارات تقام فيه الاحتفالات غير الدينية.
http://www.assafir.com/Article.aspx?
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه