أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 24-12-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 24-12-2013
جيروزاليم بوست: ناشطة سورية لجيروزاليم بوست: إذا كان تنظيم القاعدة سيساعدنا على إسقاط النظام، فليكن
تقول الناشطة السورية المعارضة سوزان أحمد، التي تعيش في الضواحي الشمالية لدمشق، أنها لم تغادر البلاد ولا تخطط للقيام بذلك على الرغم من الظروف الصعبة.... وفي سؤال عن الطرف الذي يكسب الحرب، أجابت: " لا أرى أن الأسد متقدم على الأرض. "فليقل الغرب ما يشاء. كل ما يهمهم هو مصالحهم، وقد تعلمت سوريا ذلك عبر الطريقة الصعبة"؛ "إذا كان تنظيم القاعدة سيساعدنا على إسقاط النظام، فليكن" . وأضافت أن أحدا لا يشعر بالقلق من أن يحكم المتطرفون البلاد إذا ما سقط الأسد، حيث أن الحكومة الجديدة سيتم اختيارها من قبل الشعب عبر الانتخابات. وفي سؤال عن مشاعرها تجاه طائفة الأسد العلوية، أجابت أنها وغيرها "لن ينسوا أو يغفروا. فالأمر يتعلق بالعدل". وأشارت إلى أنه كان هناك انسجام بين الناس من الديانات الأخرى، لكن العلويين الآن " يجب أن يخافوا.. لأن دورهم آت قريبا " ... .وأضافت أن لبنان ليس آمنا للاجئين، حيث أن اللاجئين لا يعاملون هناك جيدا، وخاصة من قبل أولئك الذين هم مؤيدون لحزب الله . وقالت أحمد انه معروف جيدا أن بعض السوريين كانوا يتلقون العلاج في المستشفيات الإسرائيلية. وأضافت "لقد كانت إسرائيل عدوتنا فيما سبق لكنها تساعدنا على المستوى الإنساني، فيما لا يفعل بعض أصدقاءنا شيئا ". وأضافت، مع ذلك، لقد أعطت إسرائيل الإذن لطائرات الأسد بالتحليق فوق مناطق معينة من مرتفعات الجولان من أجل تنفيذ مهام ضد المتمردين. وقالت انه قد تم تأكيد هذه المعلومات.
واشنطن بوست تهاجم أوباما لذكره سوريا ضمن نجاحات سياسته الخارجية
انتقدت صحيفة واشنطن بوست الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لأنه ذكر سوريا كأحد النجاحات التي حققها في سياسته الخارجية في المؤتمر الصحفي الخاص بنهاية العام. وكان أوباما قد قال خلال المؤتمر الصحفي "مع تعزيزينا لموقفنا في الداخل، فإننا نسعى لتحقيق مصالحنا حول العالم، وهذا العام أظهر أنه من خلال الديمقراطية الواضحة ذات المبادئ، ونستطيع أن نواصل طرقا جديدة إلى عالم أكثر أمنا، ومستقبل لا تبنى فيه إيران سلاحا نوويا، ومستقبل بدون الأسلحة الكيماوية السورية التى تم تدميرها. لكن أحد الصحفيين رد عليه حول الوضع في سوريا، وقال إنها لا تزال تتخلى عن أسلحتها الكيماوية، وفى نفس الوقت فقد تنبأت قبل عامين وطالبت باستقالة بشار الأسد، إلا أنه يعزز موقفه ويواصل ارتكاب جرائم حرب. وتابعت الصحيفة قائلة، إن قوات الأسد تحاصر مئات الآلاف من الشعب وتتعمد تجويعهم حتى الموت، حسبما قالت الخارجية الأمريكية. كما أن طائراته تسقط قنابل على مبان سكنية في حلب، حسبما صرح أحد النشطاء لصحيفة وول ستريت جورنال. واضطر أكثر من ثلث السوريين، أى حوالي 9 مليون شخص إلى ترك بلادهم، فهل هذا سيتسق مع ما قاله أوباما بشأن دعم المصالح حول العالم.
واشنطن بوست: اتهامات أمريكية لمسؤولين قطريين ويمنيين بجمعيات خيرية إسلامية بتمويل تنظيم القاعدة
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه عندما بحثت الأسرة الحاكمة بقطر للحصول على نصيحة بشأن العطاءات الخيرية توجهت إلى عبد الرحمن النعيمي الذي يعمل وفقًا لمسؤولين أمريكيين وبشكل سري في تمويل تنظيم القاعدة. وأوردت الصحيفة أن النعيمي لديه سيرة ذاتية ممتازة تضمنت خبرة واسعة في جمع التبرعات وسنوات من العمل مع الجماعات الدولية لحقوق الإنسان، غير أنه كان يقوم بتحويل ملايين الدولارات إلى الفروع التابعة لتنظيم القاعدة بسوريا والعراق، حتى أنه قاد عمليات في أوروبا من أجل مزيد من الحريات للمسلمين. ولفتت إلى أن النعيمي كان أحد شخصيتين عرفتهما وزارة الخزانة الأمريكية كممولين رئيسيين لتنظيم القاعدة وفروعه الإقليمية بجميع أنحاء الشرق الأوسط، وأنه رغم أن المسؤولين الأمريكيين يعلنون بشكل روتيني عن خطوات لعرقلة شبكات تمويل الإرهاب، إلا أن الشخصيات التي تم الإعلان عنها مؤخرا هي أبعد ما تكون عن وصف عادية. وخدم كل من هؤلاء الرجال كمستشارين لمؤسسات مدعومة من الحكومة بقطر وتولوا مناصب رفيعة بالجماعات الدولية لحقوق الإنسان، أما الرجل الثاني فهو عبد الوهاب الحميقاني- أحد الشخصيات اليمنية التي تشارك بشكل كبير في التحول السياسي الذي تدعمه الولايات المتحدة باليمن. ولفتت الصحيفة إلى هذه الأدوار المزدوجة المزعومة - حيث إنهم يعززون القضايا الإنسانية والحقوق المدنية بذات الوقت الذي يدعمون فيه الجماعات المتطرفة- وهو أمر قالت الصحيفة ، إنه يعكس تحديًا متزايدًا لمسئولي مكافحة الإرهاب خلال محاولاتهم رصد فيض الأموال المتدفقة إلى جماعات المتمردين الإسلاميين في سوريا، وذلك وفقًا لمسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين.
وفى هذا الخصوص قال خوان زاراتي وهو مسؤول سابق بوزارة الخزانة ومؤلف كتاب (حروب الخزانة)" إن الشخصيات التي لها يد في الأعمال المشروعة من جانب ويد أخرى في عالم الإرهاب وتقديم التمويل للقاعدة تحت عباءة شرعية إنما تعقد بشكل كبير "الدبلوماسية المالية" التي تشارك في محاولات تعطيل شبكات دعم الإرهاب، وخاصة التمويل من القطاع الخاص من الجهات المانحة في الخليج الغني بالساعين لمساعدة المتمردين في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم محاولات دول الخليج لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الشبكات المالية الجهادية، فإن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى وجود طفرة في الدعم من القطاع الخاص للمتطرفين الإسلاميين بسوريا لا سيما من قطر والكويت. وحثت إدارة أوباما مرارا وتكرارا كلا البلدين على كبح جماح التبرعات الخاصة للجهاديين مع الاعتراف بوجود تكتيكات جديدة من بينها الاستخدام واسع النطاق لتويتر وغيرها من وسائل الإعلام الاجتماعية جعلت من الصعب تتبع جمع التبرعات. وذكرت الصحيفة أن النعيمي كتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ردًا على تلك الإتهامات " إن المزاعم الأمريكية جاءت ردًا على انتقاده للسياسات الأمريكية، بما في ذلك هجمات الطائرات بدون طيار باليمن ودعم الولايات المتحدة للإطاحة الأخيرة بالحكومة المصرية المنتخبة ديمقراطيًا.
وقال إن إدعاءات الولايات المتحدة حول عمله لجمع التبرعات بعيدة كل البعد عن الحقيقة".. فيما لفتت الصحيفة إلى أن حميقاني كان مسافرًا ولم تتمكن من الوصول إليه للتعليق على تلك الاتهامات. ونوهت الصحيفة إلى أن الادعاءات ضد النعيمي تأتي في وقت يتزايد فيه قلق الولايات المتحدة حول دور الأفراد و المؤسسات الخيرية القطرية في دعم العناصر المتطرفة داخل تحالف الثوار في سوريا. وأضافت أن جمعية خيرية واحدة، وهي" مديد أهل الشام" هي التي استشهدت بها جبهة النصرة في أغسطس باعتبارها واحدة من القنوات المفضلة للتبرعات المخصصة لهذه الجماعة التي تعهدت بالولاء لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ديلي تلغراف: هجمات قنابل الحاويات التي يشنها النظام السوري تقتل المئات
تناولت جريدة التليغراف موضوعا عن تطورات الوضع السوري في مقال بعنوان "هجمات قنابل الحاويات التي يشنها النظام السوري تقتل المئات". وتقول الجريدة إن مئات القتلى سقطوا خلال الغارات الأخيرة التي شنها النظام السوري باستخدام قنابل الحاويات على حلب. وتقول الجريدة إن الأمر جاء في إطار حملة استمرت 9 أيام من القصف المتواصل على مدينة حلب وعدد من المناطق المجاورة ما أدى لسقوط ما يربو على 480 قتيلا منهم عشرات الأطفال. وتشير الجريدة إلى عشرات الصور التي وردت في وكالات الأنباء توضح ما أفادت به بعض المصادر من النشطاء داخل سوريا بمقتل 86 طفلا جراء هذه الهجمات كما تشير إلى صور أخرى توضح اصطفاف عشرات المصابين من الأطفال في طوابير طويلة للحصول على العلاج. وتضيف الجريدة أنه بعد أشهر من صعود المقاتلين المنتمين لجماعات مقربة من تنظيم القاعدة الأمر الذي يقلق الغرب وبالتزامن مع بدء جولة المفاوضات بين الفصائل السورية في "جنيف 2" أعادت معاناة السوريين وأساليب الجيش النظامي نظام الأسد إلى صدارة الصورة مرة أخرى. وتقول الجريدة إنه رغم الدعم الذي يتلقاه نظام الأسد من إيران وحزب الله والشيعة في العراق إلا أنه كلما أحرز تقدما عسكريا في جبهة معينة تزامن مع ذلك خسارته لجبهة أخرى. وتخلص الجريدة إلى أن هذا قد يكون هو المبرر لحملة الغارات الأخيرة في حلب حيث فشل الجيش النظامي السوري في السيطرة على المدينة كما وعد في السابق بل وخسر المزيد من المناطق التي كان يسيطر عليها بالفعل وهو "ما قد يكون الدافع إلى شن الغارات الأخيرة لينتقم النظام لخسائرة العسكرية عبر قصف المناطق المدنية". وهي وجهة النظر نفسها التي تنقلها الجريدة عن المتحدث باسم وكالة أنباء الشمس في حلب والذي سمته الجريدة "أبو المجاهد".
المونيتور: لماذا حذّر نصرالله من خطورة صيدا؟؟
كان لافتاً جداً حديث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي في 20 كانون الأول 2013، عن حادثة أمنيّة وقعت في مدينة صيدا (جنوب لبنان) قبل أيام. والحادثة المذكورة كان الجيش اللبناني قد أعلن عنها قبل أيام، إذ ذكرت مصادره الرسميّة أنه يوم 15 كانون الأول الجاري، هاجم اتحاريان أحدهما فلسطيني، حاجزاً للجيش عند مدخل صيدا. ما أدّى إلى سقوط أحد عناصر الجيش في الهجوم. بعدها نفّذ الجيش سلسلة مداهمات في المنطقة. وقد شيّع مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين الانتحاري المفترض الذي قتل في الهجوم، وسط أجواء متوتّرة جداً. غير أن اللافت هو أن كلام نصرالله عن الحادثة وضعها في تصنيف أكثر دقة وحساسيّة، إذ قال: "الاعتداءات التي تعرّض لها الجيش اللبناني وحواجزه في الآونة الأخيرة لا يستهين بها أحد، ولا يستهيننّ أحد بهذا الموضوع (...) تعرفون المناخ المذهبي والطائفي الموجود في البلد، المدينة، مدينة صيدا، طبيعة الشباب الذين سقطوا قتلى (...) لا يجوز أن يقلل أحد من خطورة ما حصل، لأنه بالبعد الفكري. والكل يفهم عليّ ما أقصد. بالبعد الفكري والبعد العقائدي والبعد المعنوي والبعد الروحي هذا خطير جداً، ما حدث بدلالاته هذا خطير جداً. هذا أخطر من تفجير السفارة الإيرانيّة أو وضع سيارة مفخّخة في البقاع أو بيروت أو في الضاحية أو قصف بالصواريخ على الهرمل (...) هذا أخطر بكثير (...) الحادثة خطرة، هذه يمكن أن تكون بداية مسار". لم يتنبه كثيرون إلى دقّة هذا الكلام. كيف يمكن لحادثة فرديّة نفّذها شخصان فقط، أن تكون أشدّ خطورة من هجوم انتحاري على السفارة الإيرانيّة في بيروت بسيارتَين مفخّختَين؟؟ ولماذا القول إن هذه "يمكن أن تكون بداية مسار"؟؟
مقرّبون من حزب الله كشفوا لـ"المونيتور" أن المسألة متعلقة بقراءة لدى حزب الله، حول حقيقة الأهداف الموضوعة لدى الجهات الجهاديّة حيال مدينة صيدا. قراءة تقول إن الذين استهدفوا حاجز الجيش بالهجوم الانتحاري الأخير هم تماماً مثل الذين قصدوا أن يكون الانتحاريان اللذان استهدفا السفارة الإيرانيّة في بيروت يوم 18 تشرين الثاني الماضي مواطناً لبنانياً من صيدا نفسها وآخر فلسطينياً من اللاجئين في جوار صيدا أيضاً، تماماً مثل الذين راهنوا على ظاهرة الشيخ الأصولي السني أحمد الأسير في صيدا كذلك قبل حسمها بالقوة من قبل الجيش اللبناني في 23 حزيران الماضي. إنها الجهة نفسها، وهدفها إحداث فتنة مذهبيّة داخليّة لكن ببعد مضاعف، بحيث لا تكون سنيّة–شيعيّة فقط، بل يتورّط فيها أيضاً العامل الفلسطيني الموجود في مخيمات اللاجئين في لبنان. والأهم أنها فتنة في موقع جغرافي حساس وقاتل. ويشرح المقرّبون من حزب الله أن كل تلك الإشكالات الأمنيّة والإرهابيّة تدور فعلياً حول صيدا، لأن هدفها الأساسي هو محاولة تحويل هذه المنطقة عند بوابة الجنوب اللبناني إلى حالة شبيهة بمدينة طرابلس في الشمال. هناك حيث الاضطراب الأمني مستمرّ منذ أيار من العام 2008 بشكل متقطّع، وحيث سجّلت 19 جولة من العنف الدوري حتى الآن أودت بحياة أكثر من 170 قتيلاً وأدّت إلى سقوط 1200 جريح. وتتابع قراءة حزب الله بحسب المقرّبين منه، أن الذين يستهدفون صيدا من الجهاديّين الإرهابيّين يعتبرون ربما أن كلّ مكونات إقامة "طرابلس ثانية" موجودة هنا. فالثقل السنّي موجود في المدينة. والحيّ المذهبي الآخر موجود أيضاً. فكما في طرابلس حي جبل محسن العَلويّ، كذلك يمكن لحيّ "حارة صيدا" الشيعي أن يلعب دور الهدف نفسه. ثم كما لعاصمة الشمال مخيّم فلسطيني هو مخيم البداوي يمكن الرهان على تعبئة عناصره الأصوليّة، كذلك فإن لعاصمة الجنوب مخيّمها الفلسطيني أيضاً، وهو مخيّم عين الحلوة. علماً أن الأخير هو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، وأكثرها إيواءً للمسلحين السنّة الأصوليّين. يبقى أخيراً البعد الجغرافي الضروري لتأمين عمق إستراتيجي أكثر حساسيّة للمعركة. فكما لطرابلس امتداد صوب منطقة عكار ذات الثقل السكني السنّي والمتاخمة للحدود مع سوريا، كذلك يمكن لصيدا أن تكون على امتداد جغرافي مع منطقة إقليم الخروب السنيّة. وهي المنطقة التي يمكن أن تتّصل بالبقاع الأوسط، منطقة التوتر الأصولي السنّي الأخرى المحاذية أيضاً لسوريا. علماً أن هذا التواصل الصيداوي المفترض، محكوم بالمرور في مناطق يسيطر عليها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ولهذا يعتقد البعض أن توتراً يقوم في السياسة بين جنبلاط والفريق الحريري السنّي في الفترة الأخيرة. فالأول يحاول النأي بنفسه عن هذا الصراع المذهبي في داخل لبنان أو حتى مع سوريا، فيما الآخرون يحاولون جذبه كلٌ إلى معسكره.
لكن الأهم في فهم المستوى التحذيري الذي أطلقه نصرالله حول هذه النقطة الساخنة، هو كون صيدا على خلاف طرابلس هي بوابة الجنوب.. أي الطريق الوحيد صوب الحدود مع إسرائيل. فضلاً عن كونها الفاصل الجغرافي الطبيعي بين مناطق الامتداد الشيعي، في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبيّة والبقاع الشمالي. وبالتالي فإن تحويل صيدا إلى بؤرة جهاديّة ولو على طريقة التوتّر الطرابلسي المستمرّ، قد يشكّل خطاً أحمر لحزب الله كتنظيم شيعي وكحركة مقاومة مسلحة... لكل هذه الأسباب قال السيد نصرالله يوم الجمعة الماضي بوضوح وحزم كاملَين: "لا يستهيننّ أحد بهذا الأمر. إنه خطير جداً".
فاينانشيال تايمز: الأزمة في جوبا تثير مخاوف بشأن إنتاج النفط العالمي
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن الأزمة في جنوب السودان التي أسفرت عن مقتل المئات من الأشخاص، بدأت تضرب إمدادات النفط العالمية وتضيف إلى آثار خسائر الإنتاج في نيجيريا وليبيا وتشكل ضغطاً على الأسعار. وقالت الصحيفة، إن إفريقيا حلت محل الشرق الأوسط كمركز للقلق بشأن إمدادات النفط العالمية، بسبب العراقيل التي تواجهها مؤخرًا في الدول الثلاث الغنية بالنفط. وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير النفط السعودي على النعيمى مطلع هذا الأسبوع، الذي حذر فيه من أن هناك توقعات بعجز في الإمداد، واستولى المتمردون على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط في جنوب السودان أول أمس الأحد، مما زاد من المخاوف بشأن المخاطر على حقول النفط بالبلاد. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين تنفيذيين في صناعة النفط قولهم "بدأت شركات النفط الأجنبية التي تعمل في جنوب السودان في تقليل الإنتاج من بعض حقول النفط، وهى عملية ستستغرق عدة أيام". وأوضحت الصحيفة، أنه قبل بداية الأزمة كانت دولة جنوب السودان تضخ 250 ألف برميل يوميًا، مشيرة إلى أن المسؤولين التنفيذيين لا يستطيعون تحديد كمية الخسارة في الإنتاج، لكنهم حذروا من أن تصعيد النزاع يمكن أن يوجه ضربة مدمرة للإنتاج. ولفتت الصحيفة، إلى أن أزمة جنوب السودان تأتى في وقت تتكبد فيه بالفعل سوق النفط خسارة نحو 350 ألف برميل يومياً من نيجيريا، بسبب أعمال التخريب والسرقة، وعلى الأقل 1.1 مليون برميل يومياً من ليبيا، نظراً للقتال بين طرابلس والميليشيات المحلية.
المونيتور: سباق الغوطة وجنيف... وباريس تبحث عن نظام جديد
بات واضحاً أن السباق صار محموماً وقاسياً في سوريا، ما بين المعركة والسياسة، ما بين الميدان والطاولة، أو تحديداً بين "هدف الغوطة الثانية" وهدف جنيف-2. ولأنه كذلك، فإن للسباق المذكور موعداً زمنياً أولياً محدداً، هو 22 كانون الثاني المقبل. ويقول أحد زوار العاصمة السوريّة في الأيام الماضية لـ"المونيتور" نقلاً عن مسؤولين سوريّين رفيعي المستوى، إن هذا السباق بين مساعي التسوية وبين محاولات تبديل موازين القوى العسكريّة على الأرض، بات قاتلاً ومأساوياً. وكان مسؤول سوري أمني كبير قد أفاد الزائر نفسه، أن أكثر من ألف مسلح معارض قُتل في منطقة الغوطة الشرقيّة في الأيام الماضية. هناك، حيث تتركّز برأي المسؤول السوري نفسه، آخر محاولات المسلحين المعارضين للحكم في دمشق لتحقيق تقدّم فعلي ونوعي على الأرض يسمح لهم بفرض حدّ أدنى من الشروط على طاولة المفاوضات المقبلة. أما لماذا اختيار هذا المكان بالذات للمعركة؟ فلأنه آخر المنافذ التي يمكن للمسلحين المعارضين أن يقتربوا منه صوب أبواب العاصمة. وذلك مع ما لأي وصول إلى أبوب دمشق من رمزيّة في العسكر والسياسة، خصوصاً بعد سلسلة الانكسارات المتتالية على الجبهات الأخرى من حلب إلى حمص إلى منطقة القلمون المحاذية للحدود مع لبنان. من الغوطة الشرقيّة يمكن لأي تقدّم عسكري مسلح أن يسيطر على مطار دمشق الدولي وأن يصير على مرمى حجر من الحدود الإداريّة للعاصمة. ولأن المعركة باتت تحمل هذا الطابع المركزي وشبه المصيري، ينقل الزائر نفسه لموقعنا عن أكثر من مسؤول سوري التقاه، تأكيداً لوجود معلومات لدى جهات سوريّة رسميّة عن أن عناصر سعوديّة باتت متورّطة في الحرب إلى جانب المسلحين المعارضين على أرض الغوطة الشرقيّة نفسها. وقد ذكر المسؤولون السوريّون أنفسهم أن لديهم معلومات وأدلة تؤكد صحّة ما نقلته وسائل الإعلام عن هذا التورّط السعودي. لكن في المقابل ينقل الزائر نفسه لـ"المونيتور" كلاماً من دمشق يوحي بأن الجيش السوري مرتاح في معركته تلك، نتيجة تنسيق أمني يقيمه مع جهات رسميّة أردنيّة، تزوّده بمعطيات مهمة جداً عن انتقال المسلحين إلى الداخل السوري وتحديداً إلى منطقة الغوطة.
أما على الجبهة الدبلوماسيّة، فينقل الزائر نفسه أن السلطات السوريّة باتت جاهزة لموعد جنيف–2 في 22 من الشهر المقبل. وقد استكملت الاستعدادات لذلك شكلاً ومضموناً. ففي الشكل بات شبه مرجّح أن يكون الوفد السوري الرسمي برئاسة وزير الخارجيّة وليد المعلم. هذا في حال جاءت المشاركة الدوليّة على مستوى وزاري. وإلا كانت رئاسة الوفد لأحد مساعدي المعلم، الذي تربطه بعدد كبير من المسؤولين الأميركيّين علاقة معرفة وثيقة منذ أيام عمله الدبلوماسي في نيويورك وواشنطن في تسعينيات القرن الماضي. وذلك مع ما لتلك الفترة من خصوصيّة إذ كانت "شهر العسل الأميركي-السوري"، أيام مشاركة دمشق في التحالف الغربي بزعامة واشنطن لإخراج [الرئيس العراقي الراحل] صدّام حسين من الكويت سنة 1991. أما في المضمون، فتصوّر دمشق لعمليّة جنيف-2 واضح: لا شروط مسبقة. ولا انقلابات سياسيّة تحقّق على طاولة المفاوضات، ما عجز المسلحون عن تحقيقه على أرض المعارك. أما مصير سوريا نظاماً وسلطة وأشخاصاً، فيقرّره السوريّون أنفسهم وفق آليات ديمقراطيّة يمكن للعالم أن يتأكد من نزاهتها وشفافيتها. لكن الأمور تبدو ضبابيّة جداً على الجهة المعارضة. وذلك انطلاقاً من المعادلة التي باتت تقول إن الذين يملكون السيطرة على الأرض لا يجلسون على طاولة التفاوض خصوصاً من المسلحين الجهاديّين والتكفيريّين، بينما الذين يفاوضون ويتنافسون للذهاب إلى جنيف لا يملكون أي نفوذ فعلي على أرض المعارك وفي ميادين القتال.
ولأن الصورة هي على هذا القدر من السوء في الجهة المعارضة، تحاول جهات خارجيّة ملء الفراغ الحاصل على مستوى استعدادات المعارضين. ويبرز في هذا السياق خصوصاً دور وزارة الخارجيّة الفرنسيّة، التي تقوم بسلسلة اتصالات مع كل المعنيّين لمحاولة بلورة تصوّر للتسوية المستقبليّة في سوريا. وتحاول الـ"كي دورسيه" الإيحاء بأنها تملك تفويضاً أميركياً وغربياً للبحث عن صيغة جديدة للدولة والنظام السوريّين. مصدر نيابي لبناني موثوق، يؤكّد لـ"المونيتور" أن باريس شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة اجتماعات دوليّة في هذا الشأن، وأن المسؤولين المعنيّين في الخارجيّة الفرنسيّة قاموا باتصالات واسعة مع العديد من الدول الشرق أوسطيّة لبحث الموضوع. حتى أنهم تباحثوا في المسألة مع مسؤولين إيرانيّين. ويكشف المصدر النيابي نفسه لموقعنا أن الفرنسيّين يحاولون الانطلاق في بحثهم من النموذجَين المحاذيَين لسوريا: العراق ولبنان. فهم يطرحون على كلّ من يتحاورون معه حول المسألة سؤالاً محدداً: أيهما أفضل لسوريا، أن تذهب إلى فدراليّة جغرافيّة كاملة على طريقة نظام بغداد، أو أن تبلور نظاماً توافقياً يؤمّن شراكة طوائفيّة في السلطة من ضمن حكومة مركزيّة على طريقة تركيبة بيروت المعقّدة؟ ويشير المصدر النيابي اللبناني نفسه، إلى أن معظم ردود الفعل التي تلقاها الفرنسيون تلفت إلى أن النموذجَين المطروحَين لا يشكلان مثالاً يحتذى به، بدليل الدوامة العنفية القائمة في العراق والنظام المعطل في لبنان. غير أن المساعي الفرنسيّة ما زالت جارية وهي تحاول تقديم مسح أولي للخيارات الممكنة، ليكون جاهزاً لمرافقة عمليّة جنيف–2 في حال انطلاقها. وهذا إذا لم ينته السباق بين السلاح والدبلوماسيّة إلى نتيجة أخرى يمكن أن تعدّل موعد 22 كانون الثاني 2014 أو أجندته. فالغوطة وجنيف مدينتان في بلدَين من قارتَين مختلفتَين، لكن العلاقة بينهما في السياسة باتت عضويّة سببيّة مباشرة.
معهد واشنطن: السياسات السيئة للأكراد في سوريا
في 12 تشرين الثاني، أعلن "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وهو جماعة كردية سورية منتسبة لـ "حزب العمال الكردستاني" التركي، عن تشكيل حكومة انتقالية في المناطق الواقعة تحت سيطرته في شمال شرق سوريا. ومن الممكن أن تؤدي تلك الخطة إلى زيادة الانقسامات داخل المعارضة وتفاقم التوترات الإقليمية. ومن أجل الحد من تلك التوترات، يتعيّن على واشنطن تشكيل تحالف كردي عمومي يمكنه تكريس جل اهتمامه لقتال عناصر تنظيم «القاعدة» الساعية لاستغلال الحرب الأهلية في سوريا.
معلومات أساسية يتركز الأكراد السوريون في ثلاثة مناطق غير متواصلة في شمال شرق البلاد، وهم يشكلون نحو 10 في المائة من سكان الدولة ويواجهون الاضطهاد منذ فترة طويلة. وقد اتبعت الحكومات المختلفة سياسات قمعية تتمركز حول القومية العربية ضد الأكراد، ومن بينها إحصاء خاص في عام 1962 جرد الجنسية عن نحو 20 في المائة، أو 120,000 شخص منهم؛ واليوم، فقد تضخم هذا العدد إلى نحو 300,000. إلا أن تلك الإجراءات كانت مجرد مقدمة للتدابير الأكثر قسوة، التي تم تطبيقها بعد تول حزب البعث السلطة. وفي عام 1973، وافق الرئيس حافظ الأسد على إنشاء "الحزام العربي" على طول الحدود الشمالية لعزل أكراد سوريا عن الأكراد في الدول المجاورة، وقام بطرد الآلاف منهم من قراهم وأعاد توطينها بالعرب. ويستمر منع الأكراد من دخول بعض المهن حتى اليوم، كما يتم منعهم من استلام المعونات التي تقدم إلى العرب، وغالباً ما يتم حرمانهم من الاحتفال بالأعياد الكردية.
وعلى الرغم من قمعهم المشترك وتجانسهم العرقي والديني، إلا أن الأكراد السوريين أثبتوا عدم قدرتهم على تشكيل أحزاب سياسية قوية تحظى بجاذبية جماهيرية. وفي الوقت الحالي، لدى الأكراد أربعة عشر حزباً على الأقل، لكن معظمها عبارة عن فرق هامشية يقودها رجل واحد ويتخذ فيها الزعيم معظم القرارات. وتقيم أقوى الفصائل علاقات مع الزعماء الأكراد الأجانب مثل مسعود بارزاني وجلال طالباني في العراق ورئيس "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان في تركيا. ومع ذلك، فإن الاعتقالات والاختراقات من قبل الدوائر الأمنية للنظام قد أضعفتها بشكل كبير، كما أن تفضيل الأجيال الأكبر سناً لسياسة التوافق وتسوية الخلافات على المواجهة حدّ من تأثيرها أيضاً. وقد أفضت مثل هذه القضايا بالعديد من النشطاء الأكراد إلى تجنب إطار الأحزاب بالكلية. وقد أدت هذه الإحباطات إلى ظهور ثلاثة أحزاب جديدة في بداية الألفية اتخذت موقفاً قوياً ضد النظام. وقد رعى "حزب الاتحاد الكردي" ("يكيتي") عدداً من الاحتجاجات منذ إنشائه في عام 1999، وفي عام 2009 أعلن بجرأة أن هدفه هو تحقيق الحكم الذاتي - وهو مطلب غير مسبوق في الشؤون السياسية الكردية. هذا وقد لعب "حزب الحرية الكردي" ("آزادي") دوراً جوهرياً في حشد الأكراد أثناء الاضطرابات التي اندلعت في القامشلي في عام 2004 وحاول جسر الفجوات بين الأحزاب. وغالباً ما كان "تيار المستقبل الكردي" يتبنى موقفاً جريئاً كذلك، رغم أنه فقد الكثير من توجهه عقب اغتيال مؤسسه مشعل التمو في عام 2011.
الجذور القتالية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" منذ تأسيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" في عام 2003، اختار الحزب أن يبقى خارج السياسات الكردية الرئيسية، ويرجع ذلك جزئياً إلى جذوره في "حزب العمال الكردستاني" المتشدد. ورغم قمع الأكراد في الداخل، إلا أن لدى النظام السوري تاريخ طويل من التعاون مع "حزب العمال الكردستاني". في عام 1977، أعلنت تركيا عن إنشاء مشروع "جنوب شرق الأناضول" لاستغلال حوضي نهري دجلة والفرات بطريقة تقلل من حرية وصول سوريا إلى المياه. وقد استجاب حافظ الأسد من خلال دعوة جماعات العصابات التركية لاستخدام بلاده كقاعدة لعملياتها. وقد فر أوجلان إلى دمشق في عام 1980 وسمح الأسد لاحقاً لـ "حزب العمال الكردستاني" بتأسيس معسكرات تدريب في وادي البقاع في لبنان تحت سيطرة سورية. ولم يكن ذلك التعاون وسيلة للضغط على تركيا فقط، بل أداة لتفادي المشكلة الكردية في سوريا. وقد شجع نظام الأسد الأكراد السوريين على الانضمام لـ "حزب العمال الكردستاني"، وقد فعل ذلك نحو 7000 إلى 10,000 شخص، الأمر الذي أدى إلى تحول تركيزهم نحو قتال تركيا بدلاً من العمل على إحداث تغيير في سوريا. وفي هذه العملية، أصبح أوجلان الشخصية الكردية البارزة في سوريا. ومع ذلك، ففي أواخر تسعينيات القرن الماضي، حفزت تهديدات الجيش التركي إلى قيام عملية مصالحة أدت إلى طرد أوجلان وغلق مكاتب "حزب العمال الكردستاني" في دمشق. وفي عام 2003، وبعد أن شعر السوريون في "حزب العمال الكردستاني" أن القتال قد انتهى، قاموا بتأسيس حزب سياسي هو "حزب الاتحاد الديمقراطي".
الثورة والحكم الذاتي عندما اندلعت الثورة في عام 2011، كان معظم الأكراد حذرين من القفز على عربة الثورة. ومع القمع الأمني الذي أعقب أعمال الشغب في عام 2004 والذي كان لا يزال حاضراً في الأذهان، كانوا يخشون من رد فعل عكسي مماثل إذا انضموا إلى الانتفاضة. كما انتابهم القلق من أن الثورة هي مجرد ورقة توت لإعادة ترسيخ حكم العرب السنة. ولم تتعامل المعارضة ما قبل الثورة مطلقاً مع المخاوف الكردية من قبل، كما أن بعض زعماء المعارضة، مثل هيثم المالح، كانوا يرفضوهم صراحة. وبالإضافة إلى ذلك، كان العديدون ينظرون إلى التطلعات الكردية بعين الريبة والشك، حيث كانوا يؤمنون بأنها ترتكز على إنشاء منطقة حكم ذاتي على غرار تلك القائمة في العراق. ولهذه الأسباب رفض "حزب الاتحاد الديمقراطي" الانضمام إلى "الجيش السوري الحر" الثوري أو المنظمة المظلية المعروفة باسم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية". ومن جانبه، قام الائتلاف بحظر انضمام مؤسسات "حزب الاتحاد الديمقراطي" في شكل تكتلات موحدة ورفض الوعد بالاعتراف بالشعب الكردي في الدستور المقبل. وعلى الرغم من أن الأكراد تعاونوا بشكل محدود مع "وحدات الجيش السوري الحر"، مثل "ألوية أحفاد الرسول" و "أحرار سوريا"، إلا أنهم تصادموا كذلك مع "الجيش السوري الحر" في بعض الأحيان.
وفي غضون ذلك، سعى الرئيس بشار الأسد إلى استمالة "حزب الاتحاد الديمقراطي" بطرق مختلفة منذ اندلاع الثورة. ففي 7 نيسان 2011 أصدر مرسوماً وعد فيه بأن بإمكان بعض الأكراد الذين جُردت جنسيتهم في عام 1962 تقديم طلب لاستعادتها. وفي تموز 2012، تنازل النظام عن القامشلي والمناطق المحيطة بها لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" من أجل التركيز بشكل أفضل على سحق التقدمات الكبيرة لـ "الجيش السوري الحر". وعلى الرغم من أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" كان يفتقر إلى الدعم الشعبي آنذاك، إلا أنه سرعان ما أسس برلماناً محلياً، وميليشيا مسلحة ("وحدات الحماية الشعبية") وجهاز أمن داخلي ("الأسايش"). وقد عزز "حزب العمال الكردستاني" المنظمتين الأخيرتين بنقله نحو 1000 مقاتل من العراق إلى سوريا في عام 2011، وذلك بموافقة من دمشق. بيد أن هذه التحركات لم تؤشر على بدء حكم ذاتي لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي". وفي الواقع أن النظام لا يزال يوفر معظم الخدمات في المنطقة ويدفع رواتب الموظفين المدنيين. كما أنه يسيطر على نحو 10في المائة من مدينة القامشلي، بما في ذلك المطار والحي الأمني الذي يستوعب دوائر الاستخبارات والعديد من المباني في الجنوب. كما أن الدوائر الأمنية التابعة للنظام تتحرك بدون قيود في جميع أنحاء المدينة والقرى العربية المحيطة. كما أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" يعد في نواح عديدة ليس أكثر من مجرد واجهة للنظام الذي هو بحاجة ماسة للحفاظ على الهدوء في المناطق الكردية ولديه الرغبة في التنازل عن النذر اليسير من السلطة لتحقيق ذلك. وعلى الرغم من ذلك اشتبكت "وحدات الحماية الشعبية" بين الحين والآخر مع وحدات النظام للسيطرة على نقاط التفتيش. وكل طرف يعرف أن الوضع الحالي ما هو إلا وضع مؤقت. ويرجح أن يتجه الأسد إلى إخضاع الأكراد لو أنه نجح في سحق "الجيش السوري الحر" وغيره من الجماعات المتمردة، كما أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" يعلم جيداً هذا القتال المستقبلي الذي يلوح في الأفق.
ومع ذلك، ففي الوقت الراهن تركز الجماعة على دحر الجهاديين الذين يعتدون على المناطق الكردية. لقد قاتلت "وحدات الحماية الشعبية" الفرع السوري المنتسب لـ تنظيم «القاعدة»، والمعروف باسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في تل أبيض ورأس العين وحلب. وفي الشهر الماضي قام متفجر انتحاري تابع لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» باستهداف محطة أسايش في القامشلي. كما أن المخاوف من استيلاء تنظيم «القاعدة» على المنطقة أقنعت العديد من الأكراد غير السياسيين بدعم "حزب الاتحاد الديمقراطي" رغم عدم معرفتهم بأيديولوجيته. وفي غضون ذلك، فإن القوة الشرطية لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" مكنته من تجاوز سيطرة النظام على الشؤون البلدية، وتوطيد قبضته على المناطق الكردية وتسوية الحسابات مع خصومه السياسيين. كما تم اعتقال النشطاء الأفراد وأعضاء من أحزاب أخرى، فضلاً عن اغتيال بعضهم. ولمواجهة هذا الهجوم، أنشأت المعارضة "المجلس الوطني الكردي" تحت إدارة مسعود بارزاني. وقد اتفق "المجلس الوطني الكردي" و "حزب الاتحاد الديمقراطي" على تشكيل "الهيئة الكردية العليا" لإدارة المناطق الكردية. بيد أن "الهيئة الكردية العليا" توقفت عن العمل في مطلع هذا العام بعد أن اتخذ "حزب الاتحاد الديمقراطي" قرارات أحادية وسيطر على معبر حدودي مع العراق.
المصالح الأمريكية على عكس "الجيش السوري الحر"، يدعم "حزب الاتحاد الديمقراطي" الجهود الدولية لعقد مؤتمر سلام في جنيف. كما أنه يؤيد أيديولوجية علمانية قوية تفتقر إليها الجماعات الثورية الأخرى. وكما هو موضح أعلاه، فقد أظهر رغبة في مواجهة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» حتى في الوقت الذي تتعاون فيه وحدات "الجيش السوري الحر" مع الجماعة المنتسبة لـ تنظيم «القاعدة». ولهذه الأسباب، ينبغي على الولايات المتحدة أن تتواصل مع "حزب الاتحاد الديمقراطي". بيد أنه يجب على واشنطن أن تشرط هذا الاعتراف برغبة "حزب الاتحاد الديمقراطي" في العمل مع "المجلس الوطني الكردي" لإحياء "الهيئة الكردية العليا" الخاملة بدلاً من إقامة حكومة جديدة يديرها "حزب الاتحاد الديمقراطي" وحده. وبذلك تستطيع الولايات المتحدة أن تختبر التزام "حزب الاتحاد الديمقراطي" بالديمقراطية التعددية. يجب على الجماعة أن تعالج المخاوف التركية حول طموحها. لقد خاضت أنقرة حرباً استمرت تسعة وعشرين عاماً ضد "حزب العمال الكردستاني"، راعي "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وتخشى من ظهور ملاذ آمن لـ "حزب العمال الكردستاني" على حدودها مع سوريا. ولم يشن "حزب العمال الكردستاني"حتى الآن أي غارات عبر الحدود، كما أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" ذهب إلى حد بعيد لضمان الهدوء على الحدود. ومع ذلك، سعت تركيا إلى استئصال النفوذ المتنامي لـ "حزب الاتحاد الديمقراطي" من خلال دعم "المجلس الوطني الكردي"، لكن بدون جدوى. وربما يكون المزيج المناسب من المحفزات من واشنطن وأنقرة هو حث "حزب الاتحاد الديمقراطي" على أن يصبح حليفاً محل ثقة. وفي ثورة شهدت انتشار الجهاديين، ينبغي عدم إغفال ظهور عناصر علمانية معتدلة.
عناوين الصحف
سي بي اس الأميركية
• أعمال العنف في جنوب السودان العنف: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قوات المارينز للمساعدة في عمليات الإجلاء.
• نشطاء: قوات الأسد توسع حملة القصف على شمال سوريا.
الغارديان البريطانية
• سوريا: البراميل المتفجرة "تقتل 87 طفلا في حلب.
• رئيس الوزراء الإسرائيلي يدين التجسس الأميركي والبريطاني على سلفه ويصفه بالأمر 'غير المقبول'.
الاندبندنت البريطانية
• مقتل مصور في سن المراهقة كانت يغطي الحرب الأهلية السورية لرويترز.
• البحرين تبرئ ضباط الشرطة المتهمين بتعذيب الأطباء الذين عالجوا المحتجين.
واشنطن بوست
• سجلات: الموساد الإسرائيلي درب مانديلا.
• البراميل المتفجرة تجلب المزيد من الإرهاب والموت إلى حلب.
الديلي تلغراف
• اعتداء النظام السوري بالبراميل المتفجرة يقتل المئات في حلب.
• مقتل مصور مراهق في سوريا.
لوس انجلوس تايمز
• سوريا تواصل هجومها الجوي الفتاك في حلب.
نيويورك تايمز
• روسيا ترسل مركبات إلى الميناء السوري للمساعدة في إزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية.
• الولايات المتحدة تلين الموعد النهائي لصفقة إبقاء قواتها في أفغانستان.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها