ساعدت التجارب التي أجريت لمعرفة تأثير الضغط والحرارة في ملح الطعام، على الحصول على مركبات كيميائية جديدة. ويمكن القول إن الدراسات التي أجرتها مجموعة علماء دولية في المركز السنكروترون ...
ساعدت التجارب التي أجريت لمعرفة تأثير الضغط والحرارة في ملح الطعام، على الحصول على مركبات كيميائية جديدة. ويمكن القول إن الدراسات التي أجرتها مجموعة علماء دولية في المركز السنكروترون Synchrotron الألماني "DESY" باستخدام مصدر الأشعة السينية "PETRA III تحت إشراف البروفيسور أرتيوم أوغانوف والبروفيسور الكسندر غونتشاروف, يمكن أن تفتح الطريق إلى فهم جديد لعلم الكيمياء.
ملح الطعام, كما هو معروف, يتكون من إتحاد عنصري الكلور والصوديوم NaCl، ويعتبر المركب الكيميائي الذي خضع للدراسة أكثر من غيره من المركبات الكيميائية. التركيب الجزيئي للملح بسيط جدا, فكل ذرة صوديوم تتحد مع ذرة كلور، وهذا صحيح في الظروف الطبيعية. ولا تسمح قواعد علم الكيمياء التقليدية بأي خيارات أخرى.
بموجب قاعدة "الثمانية", كل عنصر كيميائي يسعى إلى أن يحتوي غلافه الخارجي على 8 الكترونات، لضمان استقرار الذرة، ونظرا لوجود الكترون زائد للصوديوم والكترون ناقص للكلور، فإن الصوديوم يعطي هذا الالكترون الزائد إلى الكلور، وبهذا يصبح في الغلاف الخارجي للعنصرين 8 الكترونات مكونة أواصر أيونية متينة.
ولكن عندما وضع ملح الطعام تحت ضغط 200 ألف جو وأعلى, ودرجة حرارة تعادل 1700 درجة مئوية, وإضافة صوديوم وكلور، تكونت مركبات "غير متوقعة" مثل Na3Cl وNaCl3. وبهذا الخصوص تقول الدكتورة سوزانا كونوبكوفا: "بعد التمحيص النظري حاولنا تسخين النماذج التي حصلنا عليها باستخدام الليزر، وقد تمكنا من إكتشاف مركبات أخرى غير متوقعة للصوديوم والكلور".
استنتجت المجموعة العلمية من هذه التجارب، أن هذه المركبات الجديدة يمكن أن تتكون تحت تأثير ظروف إستثنائية، وأن هذه النتائج تدحض القواعد المدونة في كتب الكيمياء. ومن المثير هنا أن المركبات الجديدة ثابتة، أي لا تتاثر بتغير الحرارة والضغط، ولكن في ظروف الضغط العادي "تعيش" حوالي دقيقتين فقط. من المحتمل أن تكون هذه التجارب الخطوة الأولى على طريق إكتشاف مركبات كيميائية جديدة.