في عيد الميلاد المفتي حسون يطلق صرخاته للسوريين من الكنيسة المريمة
خليل موسى – موقع المنار – دمشق
لدى التجول في شوارع دمشق ليلة الميلاد المجيد, أول ما يخطر في البال ساحة جورج خوري في منطقة القصاع, حيث جرت العادة إضاءة أكبر شجرة للميلاد في تلك الساحة التي تتسع عددا كبيرا من السوريين, لكن هذا العام لا اضواء احتفالية لا في جورج خوري ولا غيرها, فيها فقط انوار من استشهدوا مع قرب ليلة الخامس والعشرين من كانون الأول.
العام 2013 هو الاكثر دموية على السوريين, السوريون الذين يعبرون انهم لم يفرق بين مسلميهم و مسيحييهم, إلا من جاء يحمل الخراب للدولة السورية, هذا ما يجيب عليه كل من يُسأل هناك على اتساع الجغرافيا السورية.
كنيسة سيدة دمشق شهدت ليلة الميلاد طوقا أمنيا واسعا أثناء تأدية قداس الميلاد, حرصا من أي عمل إرهابي خلال القداس الذي ضم اطفالا أحيوا العيد ببراءة متواضعة هذه المرة, مبدين سعادة بدورتهم المعتادة حول المغارة في كل عيد, كما أضاؤوا الشموع ورنموا لميلاد السيد المسيح داعين بالسلام لسورية بلدهم, ليأتي بعدهم دور الآباء في قداس أكبر إحياء لتلك الليلة المجيدة.
اما في الصباح التالي فقد أقيم قداس كبير في الكنيسة المريمة بدمشق, حضره رجال الدين المسلمون الى جانب المسيحيين, لتلتقي عمامة سماحة المفتي حسون بتاج البطريرك للتفاهم على فكرة واحدة أننا كلنا سوريون وكلنا نعبد الله, فهذا المفتي في كلمة له في قداس العيد قال من قلب الكنيسة المريمة " ملعون من يسفك دماءنا ومن يقتل طفلنا وملعون من يلقي على ارض النور دمارا ومن يريد ان يطفئ نور المسيح ومحمد" . كما اضاف المفتي بحديثه "دعوات من القلب نرفعها الى الله ليعيد المخطوفين وكل المفقودين والمأسورين وكل من تدمع عين لعودتهم الى اهاليهم ونرجو ان يفرج الله عن جميع اخوتنا في سوريا وفي كل مكان دخل اليه تتار هذا الزمان. وتوجه لكل من دخل ليقاتل في سوريا :"ما ارسلوكم الا لتموتوا على ارضنا وما ارسلوكم الا لانهم يكرهونكم".
المفتي أضاف محذرا من اخطر ما قد يقدم عليه أو يُجبَر عليه السوريون فأطلق صرخته التحذيرية لأبناء شعبه "اياكم من فكرة الهجرة ومغادرة ارض مباركة واياكم من البقاء بالهجرة ان كنتم تعملون او تتعلمون في الخارج".
عظة العيد كانت مليئة بالتحذير مما حذر منه المفتي وأكدت تمسك مسيحيي المشرق بوطنهم, كما تابع السوريون مراسم القداديس بهدوء وإجلال لأرواح الشهداء الذين قضوا خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة, شهداء اتحدت أرواحهم كسوريين لا كمسلمين أو مسيحيين, ولم يفت الاهالي من كلا الديانتين أن يعبروا عن تآخيهم بكل محبة مستغلين فرصة العيد.